نوايا ألهالكي في الانتخابات الطائفية

﴿ الحلقة الأخيرة ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

مغزى الفكرة التي تناولتها في الحلقة الثانية إن المسألة الجوهرية في الإصلاح الديني ، في رأيي ليست مؤازرة تفسير فقهي جيد ، أو متسامح لنقارع به التفسير المتشدد في ميدان الفقه ، ولكن فهم الدين كثقافة تتجه للوجدان والضمير الفرديين بالضرورة ، بحيث يحتفي بالتنوع لا بالوحدة وبالثراء والإبداع الفكري لا بالطاعة وبحرية الفرد لا بانصياعه ، ويعنى هذا بالتبعية نبذ فكرة المواطن ضعيف العقل الذي يحتاج إلى وصاية تمنع عنه و بحجة حمايته كما درج القول اذا أردت ان تخرج منها سالما" ذبه برقبة عالم وهذا القول يقال عندما يحرج من يراد منه تفسير وتبرير


غاية المرجعية وهل هي من الثوابت او الموجبات الدينية التي لابد من الأخذ والعمل بها بغية اكتمال الدين هكذا يقولون رواد ذلك النهج والالتزام وقد وصل القول بهم الى الإسناد الى أل بيت النبوة القول التالي (( من لم يعرف إمام زمانه وإتباعه مات موتت الجاهلية )) وهذا القول فيه شبة لان الذي ينطق الشهادتين ويؤدي الأصول والفروع تجاوز المرحلة ما قبل الإسلام التي يراد بها التخويف لتمرير الغرض السياسي الفكري الذي انشأت بموجبه المرجعية بعد أكثر من سبعمائة سنه أو أقل من وفاة السفير الرابع الذي كلف من قبل الامام الثاني عشر قبل الغيبة الكبرى


للقيام بواجبات الدعوة والبيان في الضرورات وفق فقه أتباع الامام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ، كأن عقيدته نفسها لا تخصه ، وكأن ضميره الخاص مجرد غنيمة في أيدي القوامين عليه الممسكين بسيف الدولة ، لا يجوز التفريط فيها. كما يتطلب الإصلاح نبذ الفكرة المقابلة والمتممة لها وهى فكرة الإنسان المتدني بطبعه والذي يحتاج دائما إلى قوامين مسلحين بالفكر النير الذي يقيه من الانحراف وهنا تظهر بالوجوب حالة التفحص الدقيق لواقع الحال السائد على الساحة العراقية وهل ان ما ظهر من أحزاب وتيارات وحركات تدعي إسلاميتها


هل هي حقا مؤهلة للقيام بالدعوة لبناء مجتمع ناهض يتناغم مع روح وجوهر الإسلام المحمدي ؟ أم هي القوة الترهيبية التي تؤدي الأدوار المرسومة وفق أجندة القوى المعادية المستهدفة للإسلام الحق وحاضنته العروبة
ولكن يجب التذكير هنا مرة أخرى بأن الإسلام الفقهي السلطوي ، وربيبه الإسلام السياسي المتمثل بنظرية ولاية الفقيه المجسدة للإيديولوجية الخمينية التي من أولى مراحلها تصدير الثورة الإسلامية أي نشر الفكر الفارسي ألصفوي بإبعاده الاستعلائية والحقد والانتقام ، وهي أبنت التيار الشعوبي الذي يعمل بكل قواه من حرمان الداعي او الفقيه العربي من أداء دوره القيادي في القيادة والتوجيه الشرعي والفقهي بإبعاده. وهكذا فإن قضية الإصلاح الديني المطروحة الآن هي في المحل الأول قضية مواجهة سياسية وفكرية لفصل الدين عن التيار السياسي الاستبدادي


بطبعه لربطه بفكرة الحرية ، لا الهوية والانضباط. وبالتالي فإنها قضية ترتبط بمقاومة كل أصولية تقوم باسم كل هوية ، سواء كانت الدين أو الأمة المتطلعة للاحتواء والتوسع على حساب الأمم الاخرى فتقمع الحريات وتعمم ضميرا جماعيا رسميا، وتشيع النفاق، وتثير مخاوف زائفة من مؤامرات وتربى عقلية خائفة ونصية وعاجزة عن الإبداع ، وتثير أحلاما عريضة قائمة على لذة الاستبداد بالآخرين وإحساسا زائفا بالعظمة يخفى خضوعا مهينا، من جانب ما يسمى الأغلبية ، قبل الأقلية


إذا كان هذا المشروع ممكنا ، سيكون هناك بالفعل إسـلام ديمقراطي غير ملفق وسيتوقف الدعاة عن الشعور بالاهانة لمجرد أن ضمير الآخرين لا يطابق ضميرهم ، أو لأن وجدانهم يختلف عن وجدانهم ، أو الشعور بأنه مقهور مضطهد منهوب الحق لأنهم هؤلاء يعتدون على حق الاخرين الطبيعي في أن يكون سيدا على كل أرض وكل إنسان، ويمنعونه من القيام بواجبه في تعبيد هذه الأراضي وهؤلاء البشر للذي يريد انبعاث مجد الملة التي هم منها ولها ولاللاسلام الذي اعتنقه أجدادهم بحدف السيف وكما يراه هو ، مما تقدم ومن خلال هذه الوقفات يتبين لنا حقيقة الفكر الذي يعمل به ألهالكي


والتيارات الدينية الاخرى والأفاق التي هم بها يؤمنون ولها يعملون وبأي خطيئة هم يؤمنون مادامت هي توصلهم الى أحلامهم ، وهنا لا أريد التجني عليهم ولكن الميدان والفعل الذي هم يرتكبون لخير دليل وبينه معمم يحمل البطانيات رشوة تقدم لشراء الأصوات للانتخابية وفتاوى تحلل وتحرم خدمة للغرض السياسي الدنيوي الذي هم يهدفون ومبلغة إسلاميه أكثرة من قصائد اللطم كي تقول للنسوة ان فاطمة الزهراء وزينب الحوراء عليهن السلام لا يشفعن لهن يوم القيامة ان لم ينتخبن قائمة ائتلاف دولة القانون لأنهم سوف يحققون أحلامهم ، فأين مثل هذه الأفعال و الفكر


الديني الوجداني الحق ، وأين هم والاعتقاد بالعقاب الرباني ، ألم تكن هذه هي الطائفية والترهيب والترغيب المبني على الإثارة والأمل الزائف بعيد المنال لان الذين يجهدون كي ينتخبوا هم سراق الأمس ومزوري التأريخ وعبدت الشيطان الرجيم ، والنوايا التي يتحرك بموجبها ألهالكي تتجاوز الحصول على ولاية جديدة له لإسقاط خصومه في ذات الخانة التي هو فيها من اجل التفرد بتمثيل الوسط الذي هم يدعون إتباعهم والإقرار لهم وهذه الاتجاهات والرؤية في حقيقتها تعبر عن فكرة ورؤى أسيادهم وخاصة الفرس المجوس دعاة الصفويه وتوجهاتها

 


ألله أكبر     ألله أكبر     ألله أكبر
العزة للعراق وشعبه والخزي والعار لكل من خان وارتضى أن يكون عميلا لكل من تأمر على امة العرب

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٠٧ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢١ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور