اغتيال جيش

 
 
 
شبكة المنصور
ودود فوزي شمس الدين - محام وباحث قانوني

في إعمال مؤتمر اللجنة الأمريكية- الإسرائيلية للشؤون العامة (ايباك) الحادي والثلاثين الذي انعقد في واشنطن من 10 -12 /6/1990 تطرق المؤتمر إلى الموقف من العراق وورد في الوثيقة الصادرة من المؤتمر :

 

(إن العراق ارسل قواته المسلحة للقتال ضد إسرائيل في ثلاث حروب وقد زادت قواته العسكرية ثلاثة إضعاف عما كانت عليه في عام 1980 وانه قادر على إرسال قوات كبيرة للقتال ضد إسرائيل مع الإبقاء على قوة أخرى للدفاع ضد إيران وان النظام العراقي لديه 5500دبابة حديثة و500طائرة مقاتلة وانه يتعاون مع الأردن لتشكيل أسراب موحدة وان العراق يقوم بجهود حثيثة لصنع أسلحة نووية وكيماوية )

 

ومنذ العام 1986 كانت هناك خطة  أمريكية لضرب العراق والعمل على تقليم أظافره وتدمير قدرته العسكرية والتي ستقود حتما إلى حرب تدميري لإسرائيل واستخدام كل الوسائل لتحقيق ذلك مثل إسقاط الديون وإحياء مشاعر الزعامة في المنطقة وإشاعة الخوف لدى بعض دولها من الخطر العراقي القادم كما إن للعراق تاريخ طويل في ضرب مصالح الولايات المتحدة في المنطقة وان صدام حسين أول من استخدم النفط ضدنا وانه يهدد إسرائيل منذ وصوله إلى السلطة وينادي بالوحدة العربية .

 

وفي 22/7/1990 وبناء على طلب الرئيس الامريكي الأسبق بوش الأب عقد مجلس الأمن القومي الامريكي اجتماعا مهما جدا لبحث أخر تطورات الوضع في منطقة الخليج العربي بعد تصاعد الأزمة بين العراق والكويت واتخاذ الحلول المناسبة للمحافظة على المصالح الأمريكية في المنطقة وإلزام الكويت على اتخاذ مواقف متشددة إثناء التفاوض مع العراق مع زيادة الضغط الاقتصادي عليه وقد اتخذ في هذا المؤتمر القرار بغزو واحتلال العراق بعد تهيئة المبررات لذلك ومن القرارات المهمة لهذا المؤتمر :

 

"إزاحة الجيش العراقي بالكامل وذلك بحل هذا الجيش لان الخبرات التي اكتسبها من حربه مع إيران لا يمكن إن تمحى إلا بإزالته من الوجود نهائيا وملاحقة قيادته بالاعتقال أو القتل ومنع أية محاولة لعودة هذا الجيش واستبداله بقوات طائفية أو ميليشيات موالية لنا يسهل السيطرة عليها ويسهل إزاحتها إذا اقتضت الضرورة "

لم يكن بول بريمر سوى الشخص الذي أوكلت إليه تنفيذ هذا القرار الذي اتخذتها الادارة الأمريكية قبل إحداث الثاني من أب 1990 وكانت إمارة الكويت هي رأس الرمح في إيجاد ما يبرر تنفيذ قرار اغتيال الجيش العراقي بعد تعمدها في إفشال مؤتمر جدة بناء على طلب أمريكي وقد وجدت القوات العراقية بعد إحداث الثاني من أب 1990 في قصر الإمارة أدلة خطية تؤكد ذلك كما حظي قرار الاغتيال هذا بدعم مستتر من بعض الحكام العرب بقصر نظر لا مثيل له خوفا على عروشهم دون ايلاء الأمن القومي العربي أو امن بلدانهم أية أهمية إذا ما خلت الساحة لنظام ملالي طهران .

 

وللجيش العراقي الشهيد صولات وجولات على سوحي الوغى في فلسطين والأردن وسورية ومصر كان الدم الزكي يهراق دفاعا عن الأمن القومي العربي وكرامة الأمة وكان هذا الجيش سدا منيعا تتكسر على جوانبه نصال السم القادمة من شرق الوطن العربي .

 

هذا مثال لفروسية هذا الجيش العظيم الذي اغتيل في وضح النهار بأيد عراقية عميلة وأيد عربية لا تنظر أكثر من تحت قدميها وبقرار أمريكي صهيوني وبدعم ومباركة  جارة السوء إيران التي خلا لها الجو للعبث بالأمن القومي العربي من اليمن وحتى المغرب بعد إن تسلم العراق من الشيطان الأكبر على طبق من ذهب كما قال سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي (أليست هذه مفارقة عجيبة)ويؤكد شهامة الرئيس الشهيد صدام حسين وخسة أعدائه :

 

في الثاني والعشرين من أب 1996 ارسل مسعود البرزاني رسالة إلى الرئيس الشهيد صدام حسين جاء فيها "إن منطقتي جومان وسيدكان تتعرضان منذ السابع عشر من أب إلى عدوان غاشم مشترك لزمرة جلال الطالباني وإيران مما أسفر عن استشهاد وجرح العديد من المواطنين العزل وتدمير ممتلكاتهم :

 

وقال في رسالته "إن المؤامرة اكبر من طاقتنا نرجو من سيادتكم الأمر للقوات المسلحة العراقية بالتدخل لدفع الخطر الأجنبي وإنهاء تأمر وخيانة جلال "

 

وقد أعلن السيد طارق عزيز وزير الخارجية العراقي حينذاك "في ضوء هذه الرسالة ووضوح التدخل الإيراني الشامل ومن بين ذلك التدخل العسكري الإيراني السافر في شمال العراق قررت القيادة تقديم الإسناد والمعونة العسكرية إلى السيد مسعود البرزاني ورفاقه لتمكينهم من صد العدوان وحماية مواطنيها في شمال البلاد من العدوان الأجنبي وعبث والأعيب جلال الطالباني "

 

وعلى اثر موقف العراق هذا أرسلت الخارجية الأمريكية في 3/9/1996 رسالة إلى العراق من خلال ممثليته في نيويورك أكدت فيها انه تم توسيع منطقة الحظر الجوي إلى خط العرض 33(وهذا الحظر لا يستند على مشروعية دولية بموجب قرارات مجلس الأمن وإنما عمل انفرادي لواشنطن ولندن وباريس ).

 

وفي نفس اليوم أدلى الرئيس الامريكي الأسبق الديمقراطي بيل كلنتون ببيان جاء فيه :

"انه رغم التحذيرات الواضحة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي هاجمت القوات العراقية مدينة اربيل الخاضعة للسيطرة الكردية في شمال العراق واستولت عليها وان عمليات الانسحاب المحدودة التي أعلنها العراق لا تغير الواقع فجيش صدام حسين يسيطر اليوم على اربيل وما زالت الوحدات العراقية منتشرة بغرض القيام بمزيد من الهجمات وأضاف في وقت سابق من هذا اليوم أمرت القوات الأمريكية لضرب العراق بالصواريخ وان أهداف المهمة هي معاقبة صدام حسين للعمل الذي قام به والحد من قدرته على تهديد جيرانه وتهديد مصالح أمريكا "

 

والملاحظ  من رسالة كلنتون إن الادارة الأمريكية تنسق مواقفها مع إيران بخصوص العراق منذ العدوان الثلاثيني على العراق ولا زال مستمرا من خلال دعم عملاء إيران الذين يحكمون العراق من المحمية الدولية الخضراء والسكوت عن التدخل الإيراني في الشأن الداخلي للعراق والسكوت على العدوان الإيراني الأخير على منطقة الفكة العراقية الغنية بالنفط.

 

ونحن نسال إلا يستحق الذين ارتكبوا جرائم عام1996 تعد في القانون الدولي جرائم حرب المحاكمة  وفي مقدمتهم جلال الطالباني وحكام طهران ولماذا اليوم يفتح مسعود أبواب العراق الشمالية إمام دولة اتهمها في العام 1996 بارتكاب جريمة العدوان المحظورة في القانون الدولي والتي لا تسقط بالتقادم .

 

أيها الشعب العراقي العظيم

أوصاكم الرئيس الشهيد صدام حسين إن لا تثقوا بالاحتلال وإيران والواقع على ارض الرافدين يثبت ذلك فبوحدتكم وابتعادكم عن الطائفية ومقاومة المحتل الطريق لتحرير البلاد.

 

 

ودود فوزي شمس الدين

محام وباحث قانوني

بغداد المحتلة ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور