ديمقراطية شفافة بدعم أمريكي ورعاية أيرانية !!

 
 
 
شبكة المنصور
صقر بغداد

ما يجب أن يخجل منه سياسيو اليوم في كل البلدان ذات العلاقة المباشرة فيما حدث في العراق بعد 2003 هو المسرحية الكوميدرامية المكشوفة المسماة خطئا " ديمقراطية" والتي تدور أحداثها في العراق اليوم، فقد أستنفذت تلك الممارسة الديمقراطية كل فرص نجاحها خلال السبع سنوات المنصرمة دون نتائج تذكر، فخلال سني الأحتلال حاول مروجو الديمقراطية تجميل وصقل وجها قبيحا لديمقراطية ربما أثبتت نجاحات كثيرة في باقي دول العالم بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن ما غاب عن عقول أولائك السياسيون بأنهم اليوم يحاولون تطبيقها في العراق، ذلك البلد ذو التأريخ العميق والعصي على الأعداء، فأين أخطأوا؟


العراق كما نعلم يحتل مكانة مهمة جدا في محيطه أرضا وشعبا وتأريخا، وأي تغيير جذري في كينونته وتركيبته الأجتماعية والسياسية وحتى الأقتصادية ستؤدي بالضرورة الى أختلال في التوازن الجيوسياسي والجغرافي والأقتصادي الآن وحتى المدى البعيد، ليس فقط للعراق بل للمنطقة بأسرها، وهذا بالضبط ما جاء به المحتلون دون غض النظر عن مكتسبات أخرى تذيّل ذلك المشروع القذر، لذلك نسمع اليوم عن مفهوم "الفوضى الخلاقة"، وهو مفهوم أمريكي بأمتياز، وأهم مايميز ذلك المفهوم هو الأيهام بأن أمريكا تعمد الى العمل بهذه النظرية عن قصد ودراية لما سيجري من نتائج على أرض الواقع، والحقيقة تختلف تماما، فهم يعلمون بأن إحتلال العراق ستكون له عواقب لايمكن التكهن بها، وستكون نتائجها خارج إطار ستراتيجيتهم المدروسة والمحسومة مسبقا، فأمريكا لاتريد إحراج نفسها مرة أخرى بعد تجربة فيتنام، وكي يخرجوا أنفسهم من دائرة التهكم من قبل المتشمتين بها في حال الفشل في العراق فإنهم أستخدموا تلك النظرية ليوهموا بها العالم بأن الأمور تحت السيطرة فيسمونها الفوضى الخلاقة.


نعود الى الديمقراطية الأمريكية ونكرر بأنها وبعد سبع سنوات عجاف تمخضت عن حقيقة مفادها بأن ديمقراطية اليوم يمكن وصفها بقطيع خراف يقوده حمار وتحرسه الكلاب، ولكن القطيع لاراعي له، فهو يسير على غير هدى، فأمريكا تقود الديمقراطية الى المجهول، وأيران تحاول حماية تلك الديمقراطية التي تعتبرها أمانة في عنقها لما تمثله من مصالح تحققت بعد طول صبر لم تكن تحلم بها عندما كان العراق قويا مستقلا.


وهنا نعيد سؤالا مكررا بأستمرار، لماذا يدعم الأمريكيون حكومة يعلمون بأن جلها يحمل الجنسية الأيرانية؟ وأذا ما قلبنا السؤال ليكون، لماذا قبلت أيران بأن يكونوا رعاياها في الحكومة العراقية يعملون تحت مظلة القوات الأمريكية؟


أيا َ كان الجواب، فالأكيد بأن هنالك لعب تحت الطاولة وضرب تحت الحزام يضر بالعراق ، ويتفق الأمريكيون والأيرانيون على تلك اللعبة القذرة لتنفيذ مصالحهم مهما كلف الأمر من تضحيات عراقية وسفك دماء وهدر لأموال العراق.


لقد حسمت تداعيات وتفاعلات مرحلة ما قبل الأنتخابات المقبلة في العراق القضية! فكانت أمريكا وما تزال مبدعة ومخترعة أجتثاث البعث، وهذه المرة بات اللعب الأيراني على المكشوف، فقد أنظم أحمدي نجاد الى طابور المجتثين للبعث حيث قال في كلمته الموجهه للشعب الأيراني بأن ليس بأستطاعة أمريكا فرض البعثيين على الشعب العراقي، وهنا كشف أحمدي نجاد عن تناقضات غريبة من المفترض إنها لاتصدر من رئيس دولة جارة للعراق يعلم الكثير عن خلفيات تأسيس دستور مسخ برعاية أمريكية وقلم صهيوني ومن ضمن أولوياته أجتثاث البعثيين، فعن أي بعثيين يتحدث؟


إذا ما نظرنا للأمر من زاوية ضيقة فإننا حتما سنفسر الأمر على إنه تدخلا سافرا من دولة لها مصالح في عراق ما بعد الأحتلال وأعتراضا على تدخل أمريكي له نفس المصالح في عين المكان والزمان، فأمريكا تحاول أعادة النظر في قرارات هيئة المسائلة بشأن المحسوبين خطئا على البعثيين، وهي رسالة أمريكية لدعم الديمقراطية العرجاء في العراق، بينما أيران تحاول أفهام العرب بأن لها اليد الطولى في عراق اليوم، فما سر هذه الزوبعة حقيقة؟

 

بالتأكيد فإن هؤلاء المبعدين من الترشيح في الأنتخابات القادمة لاعلاقة لهم بحزب البعث اليوم، ولكنهم كانوا المغلف الذي نقل الرسالة الى عاملي أيران في العراق لينكلوا بالبعثيين وعوائلهم أكثر من ذي قبل، ويمعنوا في الأقصاء والتهجير بعد أن بات واضحا من تحقيق حزب البعث الكثير من التقدم في مقاومته للمحتلين، وثباته وجرأته في مقارعة دول الأحتلال، وعلى ما يبدو بأنها سياسة مشتركة أمريكية أيرانية ولكن عبئها وقع على أيران كتصرف أمريكي ذكي، وبدا ذلك واضحا في تنفيذ سلطات النجف وكربلاء لتعليمات وأوامر أيران بهذا الشأن والبدأ بعمليات التهجير القسري والأبعاد عن الوظائف للبعثيين.


أذا فهي أستمرار لعملية الأجتثاث وتعميق جذوره في المجتمع العراقي بضغط أيراني بصورة أوضح من حليفتها أمريكا، والذي يحاول فيه جميع المنتفعين من اللعب على أوتار الأجتثاث، فمسيرة حزب البعث بالتأكيد قد أضرت بمشاريع ذوي المصالح الدنيئة، كما ساهمت فرص توحد فصائله الكبيرة في إرعاب مروجي الديمقراطية الأمريكية الزائفة.


لذلك ومما تقدم يمكن أثبات نظرية المؤامرة المشتركة بين أمريكا ومصالحها وبين أيران، ويجب أن لاتبعدنا التصريحات النارية بين الطرفين عن الأهداف الحقيقية في العراق، فالإعلام المُضلِل ما زال الوسيلة الأكثر نجاحا في عالم يستقي أخباره من الفضائيات ووسائل الأعلام.


رسالتنا نوجهها اليوم الى شعبنا العراقي المجروح الذي عليه أن يعي بأن واقعه الديمقراطي زائف وغير حقيقي، وصوته في الأنتخابات لن يعني إلا تكريسا لمخططات الأحتلال وعملائه، فسبع سنوات من القهر والظلم وسرقة خيرات العراق كافية لتجعل من أولائك المرشحين بعيدين عن تحقيق الأفضل للعراق، فلا نريد للعراقي الوطني الشريف أن يدنس أصبعه في حبر الأخطبوط البنفسجي، فالنتائج محسومة، وصناديق أيران الأنتخابية جاهزة للتدخل في أي لحظة، فلا تشتركوا في عملية ولدت ميتة كي لاتفقدوا شرف مقارعة العدو من خلال مقاطعة أنتخاباته المزورة سلفا.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠٦ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور