تأملات
ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الايراني؟

﴿ الجزء الثاني  ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
أن لكل من النظام الايراني والامبريالية العالمية والصهيونية أهدافا مشتركة في منطقتنا العربية ,قد يختلفون في بعض التفاصيل و لكنهم بالهدف العام يلتقون.أي أن هنالك خطر أيراني يتهدد الامة العربية وهو معلن في بعض جوانبه التي يفترق بها عن الهدف الامبريالي الصهيوني,ومن مظاهرأو المواقف التي تؤكد ذلك الموقف من العراق في التدخل بكل شؤونه الداخلية ومشاركته لامريكا في إحتلاله وكذلك التدخل أيظا في لبنان وفي المللكة العربية السعودية وأخيرا في اليمن,وإستمرار إحتلال أيران لارض عربية كما هو الحال في الجزر العربية الثلاث  طنب الكبرى و طنب الصغرى و أبو موسى بل هنالك إصرار لدى الحاكمين في إيران على الاحتلال فقد كتب شريعتمداري  في العام الماضي معقباً على بيان مؤتمر وزراء خارجية ودفاع  دول مجلس التعاون والذي عقد في السعودية الذي أكدوا فيه على دعمهم للامارات العربية في مطالبتها بحقها في جزرها الثلاث وقد عبر شريعتمداري  عن منهج ثابت واضح للنظام الإيراني الذي لا يزال ينظر للخليج العربي أنه ضيعة إيرانية واجبة الاسترجاع.وكذلك تصريحاتالمسؤول الإيراني حسين شريعتمداري حول عائدية البحرين لايران، وفي الوقت الذي أجمع فيه البحرينيون على رفض هذه التصريحات وإدانتها والمطالبة بموقف واضح من قبل الحكومات العربية بأعتباره موقفاً عدائيا تجاه البحرين,وقد جاء العدوان الايراني الاخير على حقول الفكة النفطية العراقية ليعطي بالدليل القاطع على النهج العدواني لحكم الملالي,هذه بعض المواقف العدائية للنظام الايراني وهو لايزال لا يمتلك أسلحة نووية فما هو موقفه سيكون اذا أمتلك سلاح نووياًلا سمح الله؟ .

 

وأما الجوانب المخفية التي يلتقون حكام إيران والامبرياليةوالصهيونية العالمية فأن ذلك  ظهر واضحا في التنسيق الامريكي الصهيوني مع إيران في أحدى فترات الحرب العراقية الايرانية وقد ظهر ذلك واضحا في فضيحة أيران غيت,وكذلك في الصفقات العديدة التي عقدت بينهما في الساحة العراقية وبعد إحتلال العراق في تسويات بين الامريكان والايرانيين  وخاصة في موضوع الصراع مع المليشيات وتبادل الرهائن. وأمام كل ذلك المطلوب أولا أن يدرك العربي أن هنالك أخطار تهدد الوجود والمستقبل العربي ,و الامرالثاني أن نعرف كيف الوقوف بوجه هذه الاخطار.والادراك يعني أن نفهم أن تعددية الاخطار في شكلها ونوعها ومصدرها لا يلغي بعضها البعض بل قد يُنضجْ صور التكامل في الخط الستراتيجي لها ويعمق التعاون بين هذه الانظمة في إجراءاتها ضد الامة العربية والمنطقة عموماً.

 

ومن ثم نُحسنْ كـأحزاب وجماهير وكذلك كأنظمة عربية الكيفية الصحيحة في التعامل مع هذه الاخطار, المقصود بالكيفية هي الاداء الفني في مجالي السياسة والاقتصاد بشكل عام والحركة النضالية كأحزاباً على وجه الخصوص وفي مقدمتها حركة المقاومة الجماهيرية لكل انواع الاحتلال.

 

وقد يكون إستخدام القوة أيظا من ضمن الاساليب المطلوبة في التعامل مع هذه الاخطار في بعض الاحيان, سواء كان ذلك كسياقات دفاعية أو هجوميةوعندما نكون مضطرين لذلك فقط.وقبل هذا وذاك يتم تصميم جدولا بالاولويات التي تحظى بالاهتمامات العربية والذي يعتمد بالدرجة الاساس على عاملين :


الاول-القضايا المصيرية للامة العربية والتي ترتبط بوجودها واستمراريتها و التصدي للمخاطر التي تهدد هذا الوجود وفي نفس الوقت يكون التصدي مبنيا على الامكانيات المتاحة للامة و القدرة على الاستثمارالامثل للوقت والضروف .


الثاني- الحفاظ على تطور العلاقات العربية مع دول المنطقة ومن ثم العالم وماينبني عليها من مصالح للامة والتي بموجيها يمكن تصميم ووضع السياسة العربية والتي يُراعي فيها التحالفات القئمة في المنطقة والعالم.


إن هذه الظروف الضاغطة سلبيا والتي خلقتها جريمة غزو العراق  تستوجب تحقيق تكاتفا عربيا وبالذات على المستوى الخليجي ومن ضمنه العراق لمواجهة العقبات والمصاعب والتحديات الجديدة أمام بعض دول الخليج والتي كان النظام الوطني في العراق سبق أن نبهَ عليها منذ أكثرمن عقدين من الزمن والتي أصبحت واضحة الان وبالذات بعدما كشفت إيران عن حقيقة نواياها تجاه دولهم ولعل البداية الصحيحة في الموقف العربي تنطلق من العراق وما يفترض أن يقدمه العرب من دعم حقيقي للعراقيين للتخلص من الاحتلال أيا كان أمريكيا بريطانيا إيرانيا وعدم الاكتفاء بالتفرج على ما يحث فيه من مآسي وكوارث إن استمرت فأن نتائجها ستنعكس سلبا على الجميع فالنار الملتهبة في العراق إن لم يتم إطفاؤها فأنها ستحرق الأخضر واليابس لاسيما في محيط العراق وفي المقدمة دول الخليج لتمتد بعد ذلك لتلتهم الدول العربية الاخرى و من ثم المنطقة برمتها وهذا الامر بالضرورة سوف يلقي بظلال سوداء على العالم كما حدث ذلك بعد إحتلال العراق في عام 2003.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٣٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور