تأملات
ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الايراني؟

﴿ الجزء الرابع ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
أن الذي حدث في العراق لم يكن يحمل أي وجه للتغير السياسي وأزاحة نظام سياسي بل الحقيقة أن الذي حدث التقاء ستراتيجيتين تعاديين لكل ماهو إنساني ,ألاولى تحت شعارات كاذبة للديمقراطية والاخرى تحت خطابات دينية منافقة ,وجمعهما الحقد على العراق كله وبكل أديانه و طوائفه و قومياته ,والدليل على هذا الحقد أنهم لم يكتفوا بأزاحة النظام الوطني بل حلوا الدولة العراقية التي هي عبارة عن مؤسسات متوارثة خلال عشرات عقود من السنين وليحققوا هدفهم الحقيقي من الغزو في خلق الفوضى وأباحة القتل والخطف و التشريد والتهجير ويهيئواالاجواء التي تتناسب مع طبيعتهم الاجرامية من أجواء القتل والاغتصاب و السرقة و الفساد الاداري و المالي والاخلاقي  , والاما هو السبب الحقيقي لحل الدولة العراقية وجيشه المقدام و قوى الامن الوطنية ؟ فاذا كانت حجتهم الخوف من البعثيين المناضلين الشرفاء الذين بالتأكيد سوف لا يسمحون للمحتل و عملائه بسرقة الشعب وإشاعة الفوضى في أمن البلاد وأباحة كل مظاهر الفساد فكان يمكنهم من إزاحة البعثيين من مراكز الدولة وبكل هدوء وفق قوانين وتشريعات قضائية مستقلة,وليس كقرارالمحتل وعملائه في قانونهم السئ(أجتثاث البعث),الذي لا يحمل أي صفة قانونية ولا تشريعية لانه و بكل بساطة قرار سياسي وأجتماعي وأقتصادي ضد الشعب و ممثليه الحقيقين من الذين ضحوا بكل شئ في سبيل مصالح الشعب وعلى مدى خمسة و ثلاثون عاما ,إنه قرار يحرم الشعب من مناضليه الحقيقين لكي يبقى الشعب, أولاً- عاريا أمام قطيع الذئاب وعملائهم من قطعان الضباع الاتية من الشرق ومن الغرب و ثانياً-مكشوفا أمام أيديولوجيات و أفكار واخلاقيات لا تمت بأي صلة لتراثنا العربي و الاسلامي وهذا سيتيح للهجين والغريب من الافكار ان تتطفل وتعتاش على خراب و التراجعا الفكرية و الأخلاقية في مجتمع تَوَعْى وعلى مدى خمسة وثلاثون عاماً على مبأدئ الوطنية الحقة وعلى المشاعر القومية الصحية, وبهذا التاكل الفكري والاخلاقي تستطيع الافكار الواردة من الشرق او من الغرب أن تبداء باقامة الحضائن الجيدة لمبادئ وأُسس المجتمع الجديد وفي تقديرهم يستطعيون بعد ذلك تغير التراكيب السياسية والاجتماعية والاقتصادية من فلسفة القوميةالاشتراكية إلى فلسفة العولمة في كل شئ,أن الذي يجري في العراق هو هجوم على مبأديء الانسان والفلسفة الاشتراكية لصالح الراسمالية وبكل ما تحمله من إستغلال الانسان لاخيه الانسان,وقد كان حصان طروادة لهذه الحملة والهجوم ما أطلقوا عليه بالديمقراطية التي ابهى ما حملته في العراق هو العنوان ,أما ثقافة الديمقراطية وأساليبها وتطيبيقاتها فهي مجمدة ولا يتعامل بها في العراق اليوم وأذامن يقول أن في العراق اليوم ديمقراطية فأنه يسئ للديمقراطية وبقوة لان المظاهر الموجودة في المجتمع العراقي اليوم من القتل والنهب والفساد الاداري والمالي والاجتثاثات تحت عنواوين متعددة لا علاقة لاي ديمقراطية بها وحتى في اكثر المجتمعات التي تُحكم بالقوة !ولكن بشعاراتهم الكاذبة   كانوا يريدون خداع الشعب العالم بأن النظام الحالي هو نظام ديمقراطي وهذا الامر سيتيح لهم  أشاعة و خلق الاجواء و المناخات التي يستطعيون معها التكييف مع أجواء القتل و النهب والسلب والانتقام من كل شئ  إنه الحقد على العراقين شعبا ودولة وبالتالي حقد أصفر على الشعب ومن المنجزات الوطنية والقومية والإنسانية التي تحققت له, وليس على نظامهم الوطني فقط ,لان إزاحة النظام كان يعني الكثير عند هولاء الحاقدين و أول هذه الاشياء هي إزاحة عقيدة النظام الرائدة القوية و المتمثلة بالبعث الخالد التي تقف وبكل قوة أمام أطماعهم وليس مصالحهم في المنطقة وضد كل مشاريعهم في لاستحواذ على خيرات الامة.وما مظاهرالفوضى وتبادل السب والشتم و التخوين التي يمارسونها اليوم وإستخدام عملاء إيران لقوانين الأمريكي برايمرفي العراق بهدف أجتثاثهم وإقصائهم من خوض الانتخابات الاصورة من صور التلاقي بين الستراتيجيتين الأمريكية والايرانية في العراق,والا لماذا هذا الصمت للمحتل الأمريكي أمام الاقصاء العلني لكل ماهو وطني في العراق؟.

 

إنه الخوف من القوى  و الشخصيات الوطنية وحتى تجاه تلك التي تندرج في الحد الادنى من الوطنية ,وأن المظهر الاخر هو الذي سيكون في المرحلة القادمة في تصفية بعضهم البعض وتقليم أضافر بعضهم البعض سواء عبر قوانين أو فقرات دستورية وضعها المحتل الأمريكي أو الايراني أو عن طريق الاغتيالات و القتل الجماعي (التفجيرات)وكذلك عبر الخطابات السياسية التي ستحمل عبارات التخوين والعمالة من خلال التهم التي سيتابادلون بها وهي كلها خطوات تصب في صالح إستراتيجية المحتل الأمريكي والايراني وإن كانت مظهراً من مظاهرهم في اللانظباط تجاه كل ماهو أخلاقي وهو أيظا يعبر عن سمات المجتمع الذئبي في قتال البعض تجاه البعض الاخر ولكنهم وأسيادهم من المحتلين يضعونها في أُطر يسمونها بالديمقراطية وهم بذلك يستخفون بعقول شعبنا وأبناء أمتنا والانسانية و كانما نحن والعالم لا نعرف ولا يعرف  الاخرون ماهي الديمقراطية ولا قوانينها وطرقها.إنهم حالة طارئة في حياة الشعب العراقي وسيضمحلون بفعل افعالهم وتصرفاتهم وسيمحوا العراقيون هذه المرحلة الشاذة من تاريخ العراق والعرب ويبقىمرورهم في سجلات التاريخ كذكرى ملعونة كما هي الفترة المظلمة التي مر بها العراق سابقاً..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١١ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور