تأملات
ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الايراني؟

﴿ الجزء الاول  ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
قبل الشروع في التفكير بالاجابة على هذا السؤال الكبير و الشامل,أود أن أوكد مرة أخرى اننا أمام تكامل ستراتيجي معادٍ للامة العربية منطلقه فكري وأدواته أنظمة وليس شعوبا أو أمم أو أديان أو مذاهب,لانه قد تستخدم في بعض الاحيان مصطلحات أو تعابير تعطي إنطباعاً لدى القأرئ بأن المقصود هو الشعب أو الامة أو الدين أو حتى المذهب,فعندما نقول إيران نقصد النظام الايراني الحالي وعندما نقول أمريكا نقصد الاداراة الامريكية أو النظام الامبريالي صاحب الايديولوجية الاستعمارية ,لان الشعوب والامم تميل للتعاون والعمل المشترك في بناء حضارة الانسان وترفض كل صيغ الاستعمار و الاستغلال وإستخدام أساليب القهرالاجتماعي و السياسي والاقتصادي في التبادل الحضاري بينها .

 

و لا يمكن قياس التأييد الجماهيري لمرحلة معينة من تاريخ الشعوب أو الامم لانظمتها على إنها صك إعتراف بها سواء جاءت هذه الاستنتاجات عبر تظاهرة جماهيرية أو إستفتاء إحصائي أو ألاراء عبر الصحف و المجلات ومحطات التلفزة,وإن حجم التأييدات التي تحظى بها الاكثرية من هذه الانظمة وعلى مختلف إتجاهاتها لايرتبط بقدر حرصها أو عملها على تأمين و تحقيق مصالح الشعب أو الامة وإنما له علاقة بحجم الوعود و وقوةالتضليلات في الخطاب السياسي لها وكذلك إستغلالها للطموحات والامال الجماهيرية أو الاكثرية وتطوير فعل الاستغلال وتحويله لتحدي لوجود الامة أو الشعوب ,فبعض أنظمة الغرب أطلقوا عليها تحديات الارهاب وصدقوا هم هذه الكذبة من خلال تناوب الحكومات المنتخبة فمثلا حكومة  المجرم بلير شيعت وبشكل كبير لهذا التحدي ووسعته وأدخلت أنظمة وطنية لدول مستقرة وحَشرت هذه الانظمة في هذا التحدي ولمجرد عدم إرتياح رئيس وزراء بريطانيا أنذاك للقيادة الوطنية في العراق مثلا وهذا هو ما صرح به أثناء التحقيق معه بشأن أسباب الحرب على العراق في عام 2003,ومع العلم بأن أكثرية الرأي العام البريطاني أصبح على يقين أن هرولة بلير خلف المجرم بوش في الحرب على العراق لم يكن لبريطانيا مصلحة توازي هذه المغامرة المكلفة ولكن نوازع رئيس الحكومة البريطانية أنذاك وتهوره في تصديق كذبة بوش بأن الحرب على العراق ستكون عبارة عن نزهة للقوات المهاجمة وستنتهي بباقات من الورود تُرمى على دبابات الاحتلال ولكن الذي حدث رشقٌ ورميٌ لهذه القوات المعتدية بالقنابل ومجابهتها بعمليات بطولية سيذكرها التاريخ للمقاومة العراقية البطلة كأحدى الملاحم البطولية في التاريخ العربي والانساني في التصدي للاحتلال ,ومع ذلك فأن حكومة بروان  التي خلفت حكومة بلير لم ولن تمتلك الجرأة على فضح هذه الحقيقة بشكل علني وواضح ,بحجة الاضرار بالموقف الدولي تجاه بريطانيا.وبعض الحكومات والانظمة عربية أو إقليميةأكتشفت حقيقة الهدف من تدمير العراق بشكل متأخر ولم يكن هذا الاكتشاف مبني على تحليلاتها العلمية بل على إفرازات الغزو وما ترتب عليه في أعادة ترتيب المنطقة وإلانعكاسات السلبية للواقع الجديد عليها وعلى وجودها كأنظمة.و في بعض الدول كالنظام الايراني أستغل عاملين ووضفهم بشكل جيد في حشد أكبر عد من الجماهير الايرانية ضد النظام الوطني في العراق وهما:-


 العامل الاول: هو الوضع السئ الذي خلفته الحرب العراقية الايرانية  على إيران والتي أستمرت 8سنوات, وقد نجح نظام الملالي في قلب كل الحقائق الخاصة  المتعلقة بالحرب من مسبباتها الى أستمرارها وحتى نهايتها وأعطوا تصورا للشعوب الايرانية بأن الحرب قد خاضها النظام مجبراً في حين كل الحقائق تدل على غير ذلك تماماً و التي كانت بدايتها برفع شعارهم السئ (تصدير الثورة),ومن ثم قصفهم للمخافر الحدودية العراقية وأحتلالها.


 العامل الثاني: إستغلال الدين والمذهبية بشكل دقيق و صورو العداء للعراق يمثل عداءاً للكفروالزندقة الجديدة وفي هذه نجح أيظا نظام الملالي في تضليل أكثرية الشعوب الايرانية بأن هنالك قهر تجاه مذهب محدد ويحتاج الامر لاعادة توازن ليس في العراق بل في المنطقة والعالم الاسلامي بين المذاهب,والبداية في إعادة هذا التوازن الوهمي يبداء من العراق البوابة الشرقية للوطن العربي.


ولكن اليوم غير البارحة فقد بدءت هذه الشعوب و في مقدمتها الطبقة المثقفة والطلاب بوجه خاص, تعي الحقائق التي حَرَفَ شكلها هذا النظام الفاشي والمُضلل وبدءت تتبلور ضده معارضة من نوع جديد تفرق عن المعارضة الايرانية السابقة وذلك من خلال تشكل بؤر المعارضة الجديدة من داخل النظام بل حتى من داخل المؤسسة الدينية الحاكمة نفسها و ما منتظري و كاروبي وخاتمي ومير حسن موسوي الا شواهد حقيقية على هذاالجيل الجديد من المعارضة لحكم الملالي المتخلف ,أي أن النظام بدء يتأكل من الداخل ولكن هذا التأكل يعبر عن  نمووعي فكري و سياسي,وما تزويرهم للانتخابات الاخيرة الادليلا على بدءشوط سقوطه على يد الجماهير الايرانية الغاضبة سقوط حقيقيا ,وقد تطورت الامور الى الحد الذي أصبحت المجابهة مع النظام تفرز ظواهر خطيرة وتتمثل بقمع النظام لمعارضيه واغتيال قادة المعارضة ومحاكمتهم.

 

أنه بداية سقوط حقيقي لانه سيكون على يدجماهيرالشعوب الايرانية وعلى يد قوى إيرانية وطنية وبقيادة إيرانية من داخل النظام نفسه ,وأما الذي حدث في العراق فهو غزووإعتداء وعدوان قامت به دولا خارجية مستخدمة القوة العسكرية والاقتصادية العظيمة التي تمتلكها ودافعتاً بقطعان من العملاء الذين هربوا من العراق وكل واحد منهم يحمل تهماً أما جزائية أو جنائية أي مجموعة من المجرمين والقتلة ليزوقوا لجريمة الغزو ويظهروها بأن هنالك معارضة حقيقية ويخدعوا الشعب العراقي بشعارات و خطابات كاذبة و مظللة تماماٌ كأسيادهم الملالي وهم اليوم ليس بأفضل حال منهم فقد سقطت عن وجوهم الكالحة براقع الايمان الكاذب والادعاءات بأهداف مضللة إنهم الان في مشوار سقوطهم الحقيقي, أما الذي حدث في العراق في 2003 فقد كان غزو و أجتياح وعدوان وأحتلال, هذا لا يسمى سقوطا أنه الكفر بعينه انه العدوان و الغزو والاحتلال وكل الشيطان بعينه..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٣٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور