يشماغات زانية وعمائم نجسة

 
 
 
شبكة المنصور
 سيف الدين احمد العراقي

من ينظر الى واقع العراق اليوم سيرى أموراً مخجلة ولأن فاعليها لم ولن يخجلوا يوما لأنهم نزعوا الحياء بل فقدوا الحياء ومن يقارن مايراه المرء في عراق العمائم العفنة بعد 2003 سيصاب بالدهشة في ما لو رجع الى واقع العراق في عقد السبعينات والثمانينات وما تلاها من مدنية تسود العراق ومظاهر يفتخر و يتباهى بها العراقيون أمام شعوب المنطقة وخاصة دول الجوار التي كانت تنظر للعراق وشعبه كنموذج حضاري ومدني لما يحمله من سلوك وممارسات ومظاهر كلها تعبر عن تقدم هذا البلد في كافة الميادين سواء في المأكل والملبس والتعامل اليومي فيما بينهم فقد كان شعب العراق بحق نموذج يحتذى به وقيل سابقا القاهرة تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ وهذا التعبير هو جزء من وصف حال العراقيون في عقود ماقبل الاحتلال فكانت المكتبات مزدحمة في القراءة والحلقات النقاشية في الأدب والأمسيات الشعرية تكاد لاتخلوا منها محافظة من محافظات القطر حتى الذوق العام في الكلام واستخدام الكلمات التي تعبر عن اسلوب صاحبها من الثقافة والادب والتربية أما الملبس فقد كان العراقيون متميزون بهذا فهم يختارون مايجعلهم متميزون أمام الآخرين من حيث نوعية الملبس والماركة الفاخرة هذا جزء بسيط من وصف لحال العراقيون قبل الاحتلال ....

 

فلننظر مانراه اليوم ولا أريد أن أذهب بعيداً بل سأدخل في قلب الموضوع .. أنظروا أيها الأخوة شباب لايعرف كيف يكتب أسمه امية تعود بعد أن غادرتنا في أواخر السبعينات... كلمات سوقية تملء حديث هؤلاء بل صراخ و ملبس عجيب وغريب عن شعب العراق ... جامعات يصول ويجول بها رعاع من الأشخاص لاتعرف هويتهم وقفوا محتشدين في أحدى قاعات كلية اللغات فبدأوا بنزع قمصانهم وفجأت صرخت مكبرات الصوت وهي تقول ... كلمات لاتعرف كيف تم تركيبها ولا أذكر  الا عبارة واحدة ... ليش تأخر العباس !!!. المهم وبدأ اللطم ولم ترى سوى شخص من أشباه الرجال وجه كالح لاترى فيه بصيص نور بشر مسلم يحمل على رأسه عمامة تم لفها بصورة غريبة وهي تشكل في حجمها ضعف وجه هذا الملا الذي يستفز المشاعر والمساكين طلبة الجامعة تلطم ..هذا مشهد رأيته بأم عيني وأنا أتجرع الألم مرغماً تذكرت حينها الجامعة المستنصرية قبل  الأحتلال  وهي تزهوا بالشباب والشابات تكاد لا تميزهم من الأزهار والورود في حدائق الجامعة ...

 

عجبت لهؤلاء الشباب وهم لفوا رؤوسهم بيشماغات سوداء غريبة لم أرى مثلها أبداً في حياة العراقيون وقد ساقني الفضول لأتحرى عن هذه اليشماغات من أحد الأخوة أصحاب المكتبات الذي تربطني به علاقة قديمة وهو من مدينة الثورة كما يسموها سابقا مدينة صدام والآن مدينة الصدر قال لي هل تعرف مصدر هذه اليشماغات السوداء قلت لا ... قال لقد تم توزيع هذا العام يشاميغ سوداء اضافة الى الأعلام الحمراء والسوداء والخضراء والصور التي توحي لك أشخاص فمنهم مذبوح والأخر مقطوع الرأس والأخر يحمل ريشه صفراء على عمامته ولا أريد أن أطيل ماقاله لي صديقي ولكن بعد أيام رأيت صبياناً وصغاراً وهم يرتدون يشماغات سوداء ومن أول وهلة سترى الشارع العراقي قد امتلأ بهذا اللون البائس عندها لعنت هذه العمائم التي لم تجلب لنا سوى التخلف والخراب والدمار والكلام البذيء والأبتعاد عن المدنية والتصرفات الصبيانية بعد أن كان الشارع العراقي متخم بالألوان الوردية والبيضاء والزرقاء والتعامل اليومي بين أبناء الوطن الواحد وهم ينظرون للمستقبل نظرة تفاؤل وأمل وحب وطموح فماذا جرى لنا ....؟!!

 

هل هذه هي بركات الأحتلال الأمريكي الأيراني للعراق ... أم هدية ملالي قم المجرمون الدجالون لشعب العراق وجعل أيامه مظلمة باكية .وأرض خراب...؟ الجواب لكم فمن يشتمني ويلعنني حسب طريقة ملالي قم فهو سينطبق عليه قول الرسول عليه الصلاة والسلام ليس منا سباب ولا لعان ... ولكن علينا أن ندرك الواقع الذي فرضه علينا نظام الملالي وأذنابهم المتخلفون ..فسحقاً لعمائمهم النجسة ويشاميغهم الزانية ...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١٤ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور