ثبِّتوا ..... إنَّني بعثي

 
 
 
شبكة المنصور
سعد داود قرياقوس

تصاعد خلال الأيَّام المنصرمة هوس عملاء الاحتلالين الأمريكي والإيراني بشكلٍ محموم مسعور، وازداد أوار حقدهم على حزب البعث العربي الاشتراكي، وارتفعت صرخات الموتورين مطالبين بمقاطعة البعث، واجتثاثه. وعندما "يتكرَّم" هؤلاء العملاء الأذناب، يُطالبون بتقديم البراءة من "الحزب" شرطًا مُلزمًا للاستمرارفي الخدمة العامَّة والعمل في مؤسَّسات القطاع العام!

 

لا غرابة في هذا النهج. فاجتثاث البعث وتصفية تنظيماته كان في مقدِّمة أهداف الاحتلال الأمريكي لشعب العراق، ومطلبًا صهيونيًّا - إيرانيًّا استراتيجيًّا حُدِّد منذ تبلورملامح المشروع الوطني والقومي للحزب، واتِّضاح مخاطره على مخطط تغييرالهويَّة الوطنيَّة والقوميَّة لشعب العراق. وأكثر تحديدًا، تهديد فكر الحزب وبرنامجه المشروع الاستيطاني الصهيوني والمشروع الإمبريالي الإمريكي.

 

لذا، من الخطاء التعامل جزئيًّا مع مطلب "الاجتثاث" وإرجاعه إلى عملاء حزب الدعوة أو المجلس الأعلى وأضرابهما من الحركات والعصابات العنصريَّة والطائفيَّة المرتبطة بالاحتلالين الأمريكي والإيراني. فالمالكي والطالباني وعمَّار الحكيم وجلال الصغير وغيرهم يبقون في أكبر حالاتهم عملاء صغار لا يتيح لهم منطق التاريخ التعامل مع أحداث بالغة الأهميَّة كـ "التَّصدي" لحزب البعث العربي الاشتراكي و "اجتثاثه".

 

هذه الموجه العنصريَّة والطائفيَّة لا تقلقنا إلاَّ بقدر تعلُّق الأمر بأثمانها البشريَّة. فحزب قوميٌّ وُلِدَ من رحم الأمَّة وتجذَّر في أعماق أرض العراق والوطن العربي الكبير، حزب غير قابل للاجتثاث بكلِّ المعايير. ما يعنينا هنا، يكمن في عرض آليَّات دحر هذه النزعة الإرهابيَّة الكنودة المعادية لمصالح العراق والأمَّة وإجهاضها.

 

لقد أتاح مشروع الاحتلال الأمريكي، وتوأمه التغلغل الإيراني الواسع في مؤسَّسات "الدولة" والمجتمع مناخًا ملائمًا لتغيرالهويَّة والوطنيَّة والقوميَّة لشعب العراق، وفرصة تاريخيَّة لتصفية التنظيمات الوطنيَّة والقوميَّة، وفي طليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي. نهج الاجتثاث إذًا نتاج مباشر للاحتلال، وعليه فمعالجة هذه النزعة الحاقدة مرتبطة جذريًّا بزخم إنهاء الاحتلال واستعادة السيادة الوطنيَّة.

 

هذه المسلَّمة تضعنا إزاء تساؤل يصعب تفادية، وقد يصعب على بعضٍ الإجابة عنه. إذا كان اجتثاث البعث من نتاج الاحتلال، ومقوِّمًا مهمًّا من مقوِّمات ديمومته ونجاحه، فهل تنحصر مسوؤليَّة دحر هذا النهج الحاقد بالبعثيِّين تحديدًا؟ أم أنَّها مسوؤليَّة جميع رافضي الاحتلال ومقاوميه؟

 

لسنا هنا في معرض تحديد الأولويَّات السياسيَّة للحركات والتجمُّعات الوطنيَّة، أو ربط الالتزام الوطني ومقاومة الاحتلال بالدفاع عن حزب البعث. وبعيدًا عن فكرة "إذا لم تكن مع البعث فأنت معاد للمقاومة والوطن"، نثبت أنَّ الواجب الوطني، وضرورات صراع شعبنا ضدَّ سلطة الاحتلال ومؤسَّساتها وعملائها تتطلَّب الدفاع عن حزب البعث ومناصرته. الدفاع عن حزب البعث ومناصرته في المرحلة الراهنة يشكِّل مهمَّة وطنيَّة بصرف النظرعن الرأي في تجربة البعث في العراق، أو في فكره ومنطلقاته النظريَّة.

 

ما هو الردُّ الأمثل على حملات التصفية الهمجيَّة والاجتثاث الفكري والجسدي التي تمارسها سلطة الاحتلال وعصابات الحكومة الطائفيَّة العميلة؟ كيف نهزم محرِّري قوائم الاغتيالات والتصفية الجسديَّة؟

 

الردُّ الفعَّال على الاجتثاث يكمن في تصعيد وتائر المقاومة بكلِّ صيغها وآليَّاتها وإجهاض عمليَّة المحتلِّين السياسيَّة الهدَّامة. فديمومة نهج الاجتثاث واستمرا رهيمنة المجتثيِّن مرتبط بديمومة الاحتلال.

 

لذا، يفرض الواجب الوطني على جميع المؤمنين بخيار المقاومة وشرعيَّة تمثيلها شعب العراق، وعلى كلِّ المدافعين عن حقِّ شعبنا في الحرِّيَّة والسيادة غير المنقوصة، وعلى رافضي مشروع دولة المحاصصة الطائفيَّة و "فدراليَّات" التفتيت العنصري والطائفي، ورافضي التغلغل الإيراني التوسُّعي ومشروع فرسنة العراق، وعلى جميع المؤمنين بعراق واحد قوي مزدهر، العمل على رفع مستوى التحدِّي ومقارعة قوَّات الاحتلال وعملائهم.

 

لكلَّ هؤلاء نقول: إرفعوا السواعد عاليًا، ولنبلغ المحتلّين الغزاة وعملاءهم بأننا مصمِّمون على تحرير الوطن. وأنَّنا لن نتراجع عن المطالبة بحقوق شعبنا، ولن نهدأ إلاَّ بعد دحر مشروع الاحتلال وإزالة تبعاته. لنبلغ المحتلِّين وعملاءهم بأنَّ سياسيات الاجتثاث لن ترهبنا. وأنَّ قوائم الاغتيالات لن ترعبنا. وأنَّنا مرابطون في أرض العراق، فأنتم زائلون ونحن باقون. ولبئس ما تتوهَّمون بأنَّنا نتراجع عن ثوابت الوطن والمقاومة! إنَّنا ماضون قِدَمًا في مشروع تحرير شعبنا من نير الاحتلالين الأمريكي والإيراني.

 

لنرفع أصواتنا الرافضة عاليًا. ولنرفع مستوى التحدِّي. لنتحدَّى الغزاة، ولنصعِّد مستوى مقاطعتنا لكلِّ برامج الاحتلال السياسيَّة، بما فيها انتخابات الاستحقاق الأمريكي. لنصعِّد يا رفاق العقيدة، ومناضلي حزب البعث ومجاهديه مستوى نشاطاتنا وعطائنا، ولنعمِّق التزامنا بمبادئ الحزب وبثوابت الوطن والمقاومة. ولنعمل على تصعيد وتائرها وتوسيع زخم رفض شعبنا مشروع الاحتلال وتبعاته بكلِّ الأشكال والصيغ المتاحة، وفي مقدِّمتها خيار التصدِّي العسكري.

 

لنتحدَّى المحتلَّين وعملاءهم. وليعلموا بأنَّنا أكبر من أن نخشاهم، وأنَّهم أصغر من أن يخيفونا. لنزيد تمسُّكنا بوحدة شعبنا التاريخيَّة، ولنثابر على توحيد فصائل المقاومة.

 

لنرتقي إلى مستوى تضحيات شعبنا ومقاومته، ولنتَّخذ من نهج الشهداء وثباتهم الملحمي، وعلى رأسهم شهيد الأمَّة الخالد الرفيق صدَّام حسين، نبراسا لمسيرتنا ..

 

لندع المحتلِّين يدركون أنَّ مناضلي البعث في مقدَّمة المضحِّين، وأنَّهم أسوة برجال العراق وماجداته مشروع شهادة في سبيل تحرير الوطن والأمَّة. لنبلغهم بأنَّنا لا نخشى سياسيات البطش والإرهاب والاجتثاث، وأنَّنا غير معنيِّين إلاَّ بتحرير الوطن. وتحرُّره. لنشهر انتماءنا لهذا الحزب العظيم ومقاومته بكلًٍّ تحدٍّ وعنفوان. فلا ردًّا أكثر فاعليَّة على سياسات المحتلين والنهج الطائفي للحكومة العميلة، وعلى جرائم زمر إيران وجرذانها الطائفيَّة محرِّري قوائم الاغتيال، من الالتزام بمبادئ الحزب وثوابت المقاومة، والإصرار على الانتماء لحزب الشهداء والانتصارات الوطنيَّة والقوميَّة.

 

لنعلنها بكلِّ قوَّة وتحدٍّ، ونقول للمحتلِّين وعملائهم: دوَّنوا في سجلاَّتكم الصفراء: "نحن بعثيُّون."

 

وعليه أقول : أنا، سعد داود قرياقوس: اعلن بكلَّ فخر واعتزاز وعلى مسمعٍ من المحتلِّين وحكومتهم الطائفيَّة وعملاثهم إنَّني بعثي. إنَّني بعثي. إنَّني بعثي.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ١٧ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠١ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور