متى تهتز الشوارب ؟

 
 
شبكة المنصور
ايمان السعدون

اوردت وكالات الانباء خبران  يستحقان التوقف والتأمل .

 

الاول نقلته مفكرة الاسلام مفاده اعلان المتحدث باسم حركة طالبان السيد قاري محمد يوسف أحمدي عن اقدام سيدة مسنة على قتل ثلاث من جنود قوات الاحتلال الأمريكي وأصابت رابعًا في منطقة "لوي جار ده راهي" التابعة لولاية هلمند. وذكر أحمدي: " ان العجوز التي كانت تشتهر في القرية بغيرتها الإسلامية حين رأت عددًا من الجنود الأمريكيين متكئين على الجدار بالقرب من منزلها دخلت بيتها وأخرجت كلاشنكوفا وأفرغت ذخيرتَه كاملة صوبهم وقتلت ثلاثة منهم وأصابت رابعًا بجروح شديدة، ثم فتح بقية الجنود النيران عليها مما أدى إلى استشهادها على الفور". 


نحن لا نستغرب هذا الموقف المشرف والبطولي للسيدة الافغانية، فالحرص والكرامة الغيرة على الوطن والدين لم تكن حكرا على الرجال يوما, والتاريخ يقدم لنا قصصا كثيرة عن اقدام النساء وشجاعتهن.  و تصاعد دور النساء في المقاومة والجهاد اجبر الادارة الامريكية الى التحذير من تزايد ظاهرة الاستشهاديات في العراق وافغانستان،والى  استنفارطاقاتها،وتكليف كتاب البنتاغون مدفوعي الاجر لشحن اقلامهم  من اجل تشويه صورة  العمل الاستشهادي ولاسيما دور الامراة الاستشهادي ، وتصويرها كنتاج ظروف اجتماعية وضغوط نفسية. الملاحظ  قيام الصحف والمجلات العربية  المرتبطة في المشروع الامريكي الى تخصيص صفحات لمعالجة قضية النساء الاستشهاديات .


السيدة الافغانية الشجاعة لم تكن الاولى في افغانستان ولا الاخيرة ، وهذا الفعل البطولي ليس حصرا على الافغانيات ، فتاريخ امتنا العربية والعراق القديم والحديث زاخر في قصص المقاومات والشهيدات واعمالهن البطولية التي لا تقل عن شجاعة   السيدة الافغانية.


ما يثير الشجن عند قراءة هذه القصة ، ان هذه العجوز الافغانية استكثرت ان يتكي الجنود الامريكان على جدار بيتها ، وغضبت من استباحتهم لقريتها ووطنها فدفعتها  غيرتها على قتل العلوج بعمل استشهادي  بطولي يليق بشعب افغانستان الابي ,بينما يتباهى رجال العرب من ملوك وامراء و شيوخ عشاير ورجال دين في كرم ضيافتهم للمحتلين الغزاة ،وتزين جدرا مكاتبهم ودوواينهم صور مصافحتهم لجندي امريكي صغير ، سبق وان داس بحذائه على هامات ابناء شعبهم ؟؟!!.


 تتصدى النساء الماجدات للمحتلين وعملائهم في الوقت الذي يعتلي " الرجال " منابر السياسة والدين للاعلان عن عزمهم على تحرير العراق عبر مشاركتهم في انتخابات يقودها المحتلين وينفذها العملاء وخونة الوطن . 
عندما نقارن فعل السيدة الافغانية العجوز البطلة بفعل  "رجال"  العرب اللذين  يرتدون العقال  " لا نملك الا ان نستذكر وصف شاعرنا العظيم  عبد الرزواق عبد الواحد  :

 

فـَلـْيـَقـُـلْ خــائِـنـُـوكَ صَحـوَة ُمَـوتٍ 
و َلـْـيـُـجـَـنـُّـوا مِـن كـَثـرَة ِالـتــَّســآل ِ! 
حـَولَ أعـنـاقـِنـا، وَيـَنـبـِضُ كـِبـْـرا 
لـَمْ يـَطِحْ في الـتـُّرابِ زَهْـوُ الـعـِقـال ِ 
قـُلْ لـِمـَن يـَلـبـَســونـَهُ وَهـوَ يـَبـكـي 
ثـَكـِلـَتـْكـُم نـِسـاؤكـُم مِن رِجـــال ِ!

 

نعم والله ان العقال العربي يبكي لانهم يلبسونه.حقا ثكلتكم نسائكم من رجال .
 

الخبر الثاني لا يتضمن فعلا بطوليا لكنه يصف تصرف شجاع . فالحكومة الايرانية طردت مضيفا يونانيا يعمل في الخطوط الجوية الايرانية  لاصراره على استخدام تسمية الخليج العربي  بدل من "الفارسي" .

 

هذا اليوناني الصادق رفض ان يزيف التاريخ والجغرافيا ارضاء لعمائم الدجل  وضحى في وظيفته من اجل الدفاع عن موقفه الصائب، في الوقت الذي هان على  "قوميو ايران العرب" انتهاك حرمة ابناء العراق وقتلهم وتهجيرهم و احتلال اراضهم  من قبل العصابات الايرانية ارضاء  لعمامة الخامئني وضمانا لاستمرار الدعم التوماني.


يرفض الخواجة اليوناني تسمية الخليج الفارسي في الوقت الذي لا يخجل فيه مثقفوا الامة من قوميين واسلاميين من الوقوف امام خرائط تحمل مسمى "الخليج الفارسي". ولا يخجلون من تبرير حق الفرس واسبقيتهم في تسمية الخليج؟!


الانكى من ذلك ان " قوميو ايران العرب" لم يكتفوا في صمتهم المخزي على  الجرائم الايرانية في العراق ودور النظام الايراني في احتلال العراق واستباحة شعبه، بل تراهم يسوقون لهذا النظام العنصري التوسعي ويطالبون في التحالف معه استراتيجيا .!!   

 
قبل عقدا من الزمن اواكثر تسائل شهيدنا الخالد ابو عدي، متى تهتز الشوارب؟
حقا متى تهتز الشوارب ؟؟

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ١٢ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور