زعامات الغباء والخواء أوغاد الشرعية الدستورية

 
 
شبكة المنصور
حديد العربي
مما يثير عجب المرء ويحير عقله أن جواسيس الغزاة وعملاء الفرس والصهاينة يسعون بكل طاقاتهم ليمسخوا أنفسهم، ويبرهنون كل يوم على صدق ما يصفهم به الشعب العراقي من جهالة وسفاهة وتخلف عقلي، هذا بالإضافة لعمالتهم وتبعيتهم لجهات أجنبية معادية بامتياز كبير وفريد من نوعه، وحقدهم على الشعب والأمة وسعيهم الحثيث للإيقاع بها بكل الوسائل والسبل.


فكما هو معروف فإن كل الأدعياء لا يكشفون عن حقيقة مراميهم إلا بعد أن تترسخ أقدامهم ويملكون القدرة على البقاء، وإن كان أغلبهم يظل يتمشدق بأكاذيبه حتى بعد أن يملك زمام الأمور كي لا تنكشف غاياته الدنيئة أمام الجماهير فيكون عند ذلك مضطراً لخوض الصراع معها من أجل البقاء، إلا هؤلاء الأوغاد فإنهم من فرط عهرهم وغبائهم كشفوا عن وجوههم مسفرة بلا أقنعة، وغاياتهم الخسيسة في إلحاق البلد بالفرس المجوس المتربصين بأهله الدوائر منذ ألف وأربعمائة سنة خلت، وجعله تابعاً ذليلاً للإرادات الصليبية والصهيونية في آن معاً.


فمن فرط غبائهم أنهم يلهجون ليل نهار أنهم منتخبون من قبل الشعب، وأنهم خياره وإرادته التي وضعتهم في مواقع مسؤليتهم، وأنهم يمثلون شرعيته المستندة لقراره الديمقراطي، وأن النظام الوطني السابق لم يكن خياراً للشعب، بل كان مفروضاً عليه بالقوة والبطش والمصادرة.


ومن فرط غبائهم وجهالتهم بكل شيء، حتى في أساليب الكذب والنفاق، فإنهم تطيروا وذهبت عقولهم ومادت بهم الدنيا، يتخبطون ولا يعلمون ماذا يفعلون، بمجرد شعورهم أن هناك نسبة من جماهير البعث - وليس منتسبيه - سيلجون معهم مسرحية الانتخابات ويدلون برأيهم الوطني، والذي سيطيح بهم ويعيدهم إلى مواخير الرذيلة ودهاليز الظلام مرة أخرى، حتى جاءهم الفرج والمخرج ممن هو أكثر غباء منهم، ومن تحوي جماجمهم العفنة عقولاً هي أشدّ انحرافاً وأكثر خواء من عقولهم، أولئك هم الفرس، الذين أمروهم أن يتداعوا جبهة واحدة ضدّ كل عراقي يرفض التبعية للفرس ومخططاتهم الإجرامية السقيمة، ممن رشح نفسه ليساهم في مهزلة الانتخابات القادمة، كحلّ لابد منه ليدرؤا الخطر الداهم عنهم، فاجتثوا من كان حليفاً لهم ومن ساهم في تمرير بعض مخططاتهم ومطالب أسيادهم طيلة سنوات الاحتلال الماضية، بدعوى أنهم بعثيين، وهم ليسوا كذلك.


فالبعث لو كان هدفه السلطة بالشكل الذي هي عليه اليوم، أو ما ستفضي له مهزلة الانتخابات القادمة، لكان قد حافظ عليها، ولما عرض نفسه لكل تلك الجرائم التي ارتكبت بحق قادته وجماهيره، ولما احتُل العراق أصلاً. وهم يعلمون أن من اجتثوهم ليسوا ممن يحتل موقعا في قطار البعث، ولا حتى من الذين ترجلوا في محطات قريبة مرّ بها، إنما هم حاولوا إثارة كوامن الروح الوطنية الوثابة، التي زرعها البعث في نفوس الشعب العراقي طيلة سفره الطويل، فألهبوا بها الشارع واستحوذوا على مشاعر الناس، وأشعروهم بخطاب طالما شعروا بالطمأنينة والاقتدار حياله، في زمن عزهم ومجدهم.


فالغباء لدى هؤلاء العملاء يكمن في أنهم أقروا بصريح العبارة، وصادق القول، وعلى رؤوس الأشهاد، أن الشعب العراقي ينحاز بكل طوائفه وقومياته وأديانه ومشاربه إلى منهج البعث ومسيرته الخالدة، وأنه لن يتخلى عنه مهما ضلل الغزاة والأعداء، ومهما تمادوا في ارتكاب جرائمهم الهمجية، وأنهم مفروضين عليه بالقسر والإكراه والتزوير والخداع، وليسوا ممثلين له بصناديق الاقتراع.


فلو كانوا حقاً كما يدعون أنهم جاؤوا بشرعية الانتخابات المعبرة حقاً عن إرادة الشعب وقراره، فلم الخوف من أن يشاركهم من يدعون أنهم ينهجون نهج البعث، فهم وفقا لذلك لن يحققوا أي انتصار أو نتيجة، ولن يكونوا حتى شريكا لهم، خاصة وأنهم يمارسون التزوير جهارا نهارا، ولا يخشون من تهمة التزوير أن تلصق بهم، فهم كلهم مزورون وكذابون ومدنسون، وقطرة الحياء سقطت من على جباههم منذ زمن بعيد، وقد ورد في الأثر: إن من لا يستحي يفعل ما يشاء؟!


أليس القرار في هذا لصناديق الانتخاب إن كانوا حقاً يمثلون أدنى حصة في شعب العراق وخياره؟!
وأين أكاذيبهم التي أصموا بها آذان الشعوب بالمقابر الجماعية، ومظلومية الشيعة واضطهاد الكرد؟!
أيمكن لشعب عانى كل تلك الويلات من نظام فعل به الأفاعيل كما لفقوها وروجوها فصدقها الأغبياء والمنحرفين حتى من العرب وغيرهم أن يحرز تقدما في المنافسة إن كان حقاً هو كذلك؟!


ألا يملك هؤلاء الذين أرجفوا ومعهم القزم الصفوي نجاد ليعترض ويفضح تدخل نظامه الإجرامي في شؤون العراق الداخلية، قدرة التزوير والتضليل والخداع، ولا يملكها غيرهم من منافسيهم؟! ومن أرعبهم لا يملكها ولا يجرؤ على ممارستها إن امتلكها.


فلم الخوف والرعب إذن إن لم تكن إرادة الله تعالى أن يفضح هؤلاء الأراذل ويخزهم في الدنيا قبل الآخرة، وهو القائل جلّ في علاه: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (سورة المائدة، الآية:33).


لله في خلقه شؤون، يعزّ من يشاء ويذل من يشاء، وهو على كل شيء قدير.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ١١ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٥ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور