أصل ما يسمى جيش المهدي وحقيقة تكوينه

 
 
 
شبكة المنصور
حديد العربي

رغم كل الذي حصل على أرض العراق منذ غزوه عام 2003م ورغم كل مشاهد الإجرام والتوحش لازال البعض يستهتر بوعي الناس ويضلل عليهم حقيقة عصابات المهدي الإجرامية حين يحاول وضعها في صف المقاومة العراقية المجاهدة، أو يتعمد وصفها على أنها جزءاً من جبهة الرفض للاحتلال، وهي لست إلا محاولة خائبة لتزييف الواقع وتشويه حقائقه، جريا على عادة الفرس ومنهجهم القديم الذي زيّف وحرّف كل أحداث التاريخ، وبالأخص التاريخ العربي الإسلامي.


لم تكن عصابات الإجرام التي منحها المغفل مقتدى الصدر اسماً وهوية زائفين جيشاً أو فصيلاً مقاوماً للاحتلال بأي شكل من الأشكال، إنما هم في الحقيقة كانوا من منابت الخبث والرذيلة للمتع الفارسية المجوسية، أنشأهم التشيع الفارسي الصفوي وفقاً لأهدافه السياسية وغاياتها، مستغلاً لبيئة الجهل، التي لا يعيش هذا التشيع بدونها، واختط لهم سلوك الإجرام بتحليله لكلّ ما حرّم الله تعالى وتحريمه لكلّ ما قد حلّل وأوجب، على قاعدة أن شيوع الفواحش والخطايا سببٌ حاسم في تعجيل خروج (المهدي) المنتظر منذ أكثر من ألف عام لتخليصهم من الواقع المريض الذي أرغموهم على خلقه بأيديهم وأجبروهم على التمسك به رغم أنفهم، وكنتيجة للجهود المتواصلة التي بذلها مجوس الفرس في هذا المسار منذ قرون عديدة، فقد نمت هذه القاعدة تتشكل من الرعاع والسفلة والجهلة حتى صارت سمة مميزة وعلامة فارقة للمجتمعات الخاضعة لمناهج وفكر التشيع الفارسي، وهي لابد أن تكون كذلك كي تختلط المفاهيم وتضيع على الناس قدرة الفرز بين التشيع لآل بيت النبي الطاهر وبين التشيع الفارسي المرتكز على أسس ومفاهيم مجوسية ويهودية وصليبية واضحة جلية لا تمت للإسلام بشيء، لكنها غامضة ومتداخلة على هؤلاء الجهلة بحقيقة العقيدة الإسلامية وتاريخ العرب، فالغايات الفارسية المتسترة برداء الإسلام وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لا يتحقق أيٌ منها إلا بالإساءة للعرب وتشويه عقيدتهم الإسلامية، لأنها الأسباب التي تحققت بفعلها وحدة العرب فأذهبوا إمبراطورية الفرس وتراثها الزرادشتي، والغايات الفارسية منذ عام 16هـ وحتى يومنا هذا لا تتعدى استعادة تلك الإمبراطورية لتمارس أدوارها التي كانت تمارسها قبل الإسلام، وليس أدل على حقيقة تلك المرتكزات والمفاهيم وغاياتها الحقيقية، وليس المصرح بها تقيّة، من السلوك القومي الشوفيني الشعوبي الذي تمارسه اليوم سلطة التشيع الفارسي في تعاملها مع العرب والمؤامرات الخبيثة التي تنسجها ضدهم، وطبيعة تحالفاتها المشبوهة والتي تكشفت كل غوامضها إثر احتلال العراق وما نتج عنه من الكشف كثير من النوايا الخبيثة ضد أقطار العرب الأخرى.


هؤلاء الرعاع والسفلة والجهال كانوا قبل احتلال العراق أداة طيعة وظفها التشيع الفارسي في خدمة مشاريع الحلف الصليبي الصهيوني الفارسي، مارسوا ما أمكنهم من أعمال التخريب والتشويه والتعويق لمسيرة الشعب العراقي الناهض، دون وعي منهم أو إرادة، لذلك من النادر أن تجد أحداً من بين هؤلاء الذين هم كل عدّة وعدد ما سمي بجيش المهدي ممن لم تكن له خلفية وسجلاً إجراميا، كما لن تجد من بينهم من كان ممن ساهموا في بناء البلد ودافعوا عنه، فالذي كان يعمل ستجد ثمار عمله لا تتعدى التخريب، ومن كان يساق للخدمة العسكرية الإلزامية ستجد في سجله عدداً من مرات الهروب بعدد قرارات العفو التي كانت تصدرها القيادة بهدف الإصلاح ورغبة في تصحيح المسار، فالتشيع الفارسي كان يزرع في عقولهم المقننة على قياسات الجهل والسطحية أن البناء الذي يتم تشييده إنما هو من أجل النظام وليس من أجل الشعب، لذلك يجب تخريبه. والخدمة في القوات المسلحة ليست واجب وشرف من أجل الدفاع عن الوطن بل هي من أجل المحافظة على نظام الحكم.


فكان دورهم في تسهيل الغزو فاعلاً ومؤثرا على الرغم من جهلهم لحقيقة أهداف الغزاة من تلك الأدوار التي كانوا يؤدونها، حيث كانوا كالضباع الجائعة تتربص بفريستها لتذيقها ريب المنون متى سنحت الفرصة، وقد كانوا في الحقيقة كمن ينهش بلحمه ويلغ في دمه لكنهم لا يعقلون لأن التشيع الفارسي قد غيب عقولهم بفرية الإمام الذي يفكر بالنيابة عنهم وله الحق في اتخاذ القرارات لهم، وليس لهم إلا الطاعة والولاء والانصياع، وذلك السر الكامن خلف إتيانهم ما تمجّه الفطرة السوية وما لا يحتاج لعقل راجح أو وعي صادق، فتجده يسرق محولة الطاقة الكهربائية رغم علمه بأنها تغذي داره بالتيار الكهربائي، لكنه يجهد على سرقتها لأن مرجعه الممثل للإمام الغائب أراد ذلك أو برره، فكانوا يتربصون بممتلكات الشعب وأرواح الناس دون تكلف التمييز بين ما هو حلال وما هو محرّم.


كما كانوا لا يملكون الوعي بأسباب فقرهم وحرمانهم الحقيقية، فذلك الذي أراده التشيع الفارسي لهم، وذلك هو سرّ هيمنته عليهم، فأي منهم لم يتسائل مع نفسه: لِمَ تمنعه ديانته ومراجعها من أن يكون مواطناً سوياً، يؤدي واجباته تجاه نفسه ومجتمعه ليتمتع بحقوقه؟ ولِمَ تمنع عليه أن يندمج في كيانه الاجتماعي وتدفع به ليل نهار للحقد وحبّ الانتقام والتجاوز على حقوق الغير؟ وأين تذهب الأموال الطائلة التي يستحوذ عليها مراجعه مما ينهبون من خمس وزكاة؟ هل الإسلام يبيح له أن يشقى ويتعب ويكد ثم يسلم ثمرة أتعابه لشخص ليس بحاجتها إلا لأنه سيد، أهو عبد لمرجعه إذن، وليس عبداً لله خالقه!


لقد كانوا وكما أراد لهم التشيع الفارسي المجوسي أفضل أدوات التخريب التي استحوذ عليها الغزاة، فقد شمروا عن سواعد الجدّ لتخريب البنى التحتية ونهب ممتلكات البلد، حتى الذي لا نفع لهم فيه، فكانوا كالغزاة سواء بسواء، لا همّ لهم ولا هدف إلا التخريب والتدمير، وكأنهم لا يرتبطون بهذا البلد بوشيجة مطلقاً. وهذا من أساسيات التشيع الفارسي، الذي يهدف بالدرجة الأساس لتحويل أتباعه إلى أعداء حقيقيين لشعبهم وأمتهم وتربة موطنهم، من خلال ما تفرزه عليهم من ثقافة التغريب والمظلومية المزيفة التي يحشرها في أدمغتهم على دفعات متواصلة باسم الدين وحق آلا البيت.


لكن المشكلة التي واجهها أولائك الرعاع والسفلة بعد مضي أشهر قليلة على الاحتلال، نتيجة نفاذ ما حصلوا عليه بالنهب والسرقة، وخلو ساحة البلد من شيء يمكن سرقته أو نهبه، قد فتحت أعينهم على ما صار في حوزة جيوش الاحتلال، فهم في الحقيقة لا يجيدون إلا الهدم والتخريب، لأن مفردات سلوكهم قد صاغها التشيع الفارسي بهذا الاتجاه، لذلك فإن حتى الذين حصلوا على عمل ووظائف لدى جيوش الغزو والاحتلال لم يتخلوا عن منهجهم في الهدم والتخريب والإجرام، ولأنهم لم يكن أغلبهم قادرين على الانضمام إلى العصابات الإجرامية التي ولدت ورضعت من أثداء المجوس وترعرعت على خبثهم ومكرهم وحقدهم على العرب والإسلام وأخلصت لهم الانتماء والولاء، وذلك يعود إلى أن عصابات بدر وغيرها منظمة على أسس فارسية واضحة أهدافها ومراميها، بعيداً عن التقية وأساليبها المضللة، فيما هم لازالوا ضحايا لفعل التقية وخداعها، وبذلك فهم لا يملكون القدرة على استيعاب الدوافع الحقيقية للتشيع الفارسي والأهداف التي يسعى لتحقيقها.


فما كان أمامهم إلا أن يجدوا وسيلة ينظمون من خلالها صفوفهم أو يتخفون خلف أستارها لممارسة التخريب، فشعارات تدمير العراق ونهب ممتلكاته بحجة أنها ممتلكات النظام الوطني قد بطل مفعولها، ومساندة جيوش الاحتلال لأنها جاءت لتحريرهم من دكتاتورية النظام الوطني وتعسفه قد حققت أهدافها، ولم يعد للعراق نظام وطني، فبأي شيء يبرر العداء والتخريب وهم لا يجدون سواه! أو لم يُسمح لهم أن يعوا غيره؟


ولم يجدوا مغفلاً يجير لهم أحقيّة مواصلتهم للتخريب والتدمير والنهب والسلب إلا مقتدى الصدر بما يملكه من خصائص الاستغفال والامتطاء، حين تزاحم الإعلام المجند للترويج لمناهج الإمبريالية والصهيونية بلسان عربي مبين على إظهاره كواحد من دلائل خداعهم للرأي العام ترويجا وتبريراً للغزو والاحتلال بما اكتشفوا فيه من مواهب للغباء والغفلة والجهالة وقدرة التطويع كيفما شاءوا، فكان جيش(المهدي) المرتكز أصلاً على ثقافة الهدم والتخريب والإجرام والتنكر لكل القيم. وبذلك فقد تمكن الرعاع والسفلة والجهال من تنظيم صفوفهم بكيان وهمي لا وجود له في الحقيقة مطلقاً، إنما هو مجرد هوية للمرور والعبور باتجاه ممارسة أساليب النهب والسلب. لكنها هذه المرّة اتخذت بعداً جديداً لها، حيث لم يتبق إلا المسلك الطائفي سبيلاً لتحقيق المآرب والغايات القذرة.


وهذا هو الذي صيرهم أداة مثلى بيد المخابرات الأمريكية والصهيونية بالإضافة إلى الفرس عن طريق أذرعهم المجوسية كعصابات غدر والقدس وغيرها من المسميات لينفذوا بها مئات الآلاف من الجرائم الوحشية التي استهدفت خيرة أبناء العراق، لقاء مبالغ بخسة كانت تدفع لهذه العصابات لتعزيز ما يحصلون عليه من جيوب الضحايا وممتلكاتهم والديات التي تدفعها عوائلهم قبل قتلهم بهدف تخليصهم من الموت.


ولهذا فإن من تميز في ميدان الجريمة تلقفته إيران وأعدته إعداداً يتلائم ومشاريعها الإجرامية في العراق وغيرة، ثم ألحقتهم بما متيسر لديها من أذرع للجريمة المنظمة.


هذه هي حقيقة جيش المهدي ومقاومته الإجرامية ومرجعيته الفارسية التي جندته رغم أنفه واجهة للإجرام والتوحش، وأنسته أنهم هم قاتلي أبيه، وأنسته أنهم هم سبب قتل عمه حين وظفته عميلاً حقيراً يتآمر على بلده والأرض التي يتنعم بخيراتها ودينه وعروبته من أجل أهداف الفرس القومية.


ولا يمكن لمن يكون سبيله رضى الله تعالى والسعي للفوز بإحدى الحسنيين أن يخطو خطوة واحدة في مسلك عصابات السلب والنهب والإجرام والسفالة والجهل التي تطلق على نفسها جيش المهدي، وهم يعلمون أنهم كذلك، لكنها وسيلة التضليل والتشويه ذاتها التي اعتمدها الفرس من قبل حيال كل الأحداث التاريخية، حين كانوا يطلقون الأكاذيب ويلصقونها بتلك الأحداث، ثم يذهبون لتكرارها حتى ترسخ في الوعي المُضَلل كأنها هي الحقيقة، وتلك واحدة من أخطر دسائس المجوس.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠٦ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور