الخطأ لا يعالج بخطا اخر .. تعقيب على مقالة الدكتورغالب فريجات

 
 
 
شبكة المنصور
إيمان السعدون

في مقاله بعنوان "المقاومة العراقية الباسلة ليست بحاجة الى الاعتراف بها من مؤتمر بيروت " قدم الدكتورغالب فريجات نقدا صائبا لنهج  منظمي " ملتقى بيروت لدعم المقاومة "، ومحاولتهم تهميش المقاومة الوطنية العراقية ولاسيما دورحزب البعث العربي الاشتراكي الريادي في انطلاقها وديمومتها ،ارضاء للنظام الايراني وعملائه، وما اكثرهم  في اروقة مؤتمرات قوميو ايران العرب !.

 

دوافع المقال كما عودنا الدكتورفريجات منطلقة من الالتزام القومي  للكاتب ،وحرصه على المقاومة الوطنية العراقية، ودفاعه المعهود عن حق شعبنا في العراق،وشجاعته في التصدي للمواقف الخاطئة والمتذبذبه. وعلى الرغم من تقديري لجهد الدكتور فريجات واتفاقي معه على عددا من النقاط التي تضمنها المقال ، الا اني اختلف معه كليا في اسلوب نقده للشيخ حارث الضاري وهيئة علماء المسلمين،ولاسيما مصادرته دورالشيخ والهيئة في جهود المقاومة والتحرير.

 

لا اشك في ان الدكتور الفريجات يتفق معي على ان "الخطا لا يصح ان يعالج بخطا اخر". بالتاكيد للدكتور فريجات الحق في توجه النقد لمن يشاء،بما فيهم الشيخ الضاري ،لكن للنقد شروطه وضوابطه ، ولاسيما عند تعلق الامر في نقد مواقف الشخصيات الوطنية وادوارها  ولدى معالجة قضايا جوهرية واساسية كتلك المتعلقة في المقاومة الوطنية العراقية.    

 

لا غبار في ان الشيخ حارث الضاري لم يكن موفقا في في كلمته التي تضمنت اخطاء تاريخية ،واجحافا في حق شعب العراق يتطلب التصويب العاجل ،ويستحق المراجعة والنقد الموضوعي ،كما فعل الاستاذ حسن خليل غريب، لكن هذا الخطاء لا يبرر باي شكل او صورة مصادرة الدور الوطني للشيخ حارث الضاري وهيئة علماء المسلمين؟!

 

شخصيا اختلف جذريا مع ما ذهب اليه الشيخ حارث الضاري في كلمته، ولقد تالمت كثيرا لدى سماعي كلمة الشيخ وما تضمنته من تحليل خاطيء لاسباب انطلاق المقاومة وتوقيت انطلاقها،ومن الخطأ وصف المقاومة التي عطلت اكبر مشروع استعماري في التاريخ الحديث بالعفوية وبكونها  جائت كرد فعل على قيام قوات الاحتلال في مصادرة احدى مدارس الفلوجة او لاطلاقهم النار على مجموعة من المتظاهرين كما ذهب اليه الشيخ الضاري .هذا الطرح يعبربشكل واضح عن تقييم خاطي نتوقع من الشيخ الضاري تصويبه، كما انه يتضمن انكارا  لتضحيات المقاومين الذين قدمواارواحهم  فداء للوطن منذ اللحظات الاولى لاختراق قوات الاحتلال سيادة ارض العراق ،وفي مقدمتهم الشهيد البطل نايف شنداخ ثامر عضو قيادة قطرالعراق ومسؤول تنظيمات النجف ، واول شهيد من القيادة السياسية الشرعية ، والشهيدتين نوشة الشمري ووداد الدليمي وهن من كوادر حزب البعث العربي الاشتراكي.الكلمة تضمنت ايضا اجحافا تاريخيا لدورالقيادة العراقية في التخطيط  المسبق لمقاومة الاحتلال.

 

ان اختلافنا مع ما تضمنته كلمة الشيخ الضاري من قراءة خاطئة وتحليل غير موفق لا يمنحنا والاخرين الحق في مصادرة دورالشيخ وهيئة علماء المسلمين في جهود المقاومة والتحرير،ولا يقدم مبررا لانكار التضحيات الجسام التي قدمتها عائلة شيخنا الضاري في سبيل تحرير العراق .الخلاف مع الشيخ والهيئة بصرف النظر عن شكله واسبابه وطبيعته يجب التعامل معه بحرص ومسوؤلية  ،وانطلاقا من كونه خلافا بين اخوة خندق واحد ،كما يجب ان ينطلق من حرص جميع الاطراف على وحدة المقاومة وسلامة مسارها وديمومتها والابتعاد عن الشك في نوايا الاخرين ومصادرة  مساهماتهم .فلا احد يملك حق مصادرة الدور الجهادي  لفصائل معروفة في ميدان المواجهة مع قوات الاحتلال . 

 

ان الحقيقة تشير الى ان مجاهدي جبهة الجهاد والتغيرالتي خولت الشيخ الضاري حق التحدث باسمها ،ومجاهدي جبهة الجهاد والتحريروالاصلاح بقيادة المجاهد عزت ابراهيم الدوري شركاء خندق واحد ورفاق عقيدة وسلاح ، وانهم يمثلون جناحي المقاومة  ،نسال الله ان يتوحد الجناحين  وان تنضم الى وحدتهم جميع فصائل المقاومة ليحقق شعب العراق النصر المبين .

 

املنا ان يتجنب كتاب المقاومة ومناصريها  المواقف المتشنجة وردود الافعال السريعة ،وان يتأنوا في طرح المواقف والاراء وان يبتعدوا عن التجريح الشخصي ،كما نامل ان تمتنع المواقع المجاهدة عن عن نشر اي مقال او بيان يمس شخصية وطنية  او حركة سياسية مقاومة . من حقنا  لا بل من المفيد ان نتخلف في الاجتهاد ، لكن يجب ان نلتزم بنهج الشهيد القائد صدام حسين وان نرتقي بخلافاتنا الى المستويات الاخلاقية العالية .

 

كم اننا واثقين من رحابة صدر الشيخ الضاري ورحابة صدر الدكتور الفريجات وادراكهم بان اختلافنا معهم ونقدهم منطلق من حرصنا عليهم وعلى شعب العراق ومقاومته الابية مع تحياتا واعتزازنا بالشيخ الجليل حارث الضاري والكاتب المبدع الدكتورغالب فريجات..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠٧ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور