قراءة في موقف الاحتلال الأمريكي المتوقع خلال فترة الانتخابات النيابية في العِراق التي ستجري في ٧  آذار ٢٠١٠ وما بعدها

 
 
شبكة المنصور
الدكتور ثروت اللهيبي

ليس بمُستطاع المُحلل السياسي أنْ يتوقع بيسر ما سيحدث على الساحةِ السياسية في العِراق لتداخل وتشابك ليس المصالح بل الأطماع السياسية والاقتصادية و.. إلخ للدول اللاعبة فيه التي وصلت أعدادها إلى أرقامٍ فلكية وصلت إلى حدٍ أنهُ لوحظ أنَّ للمخابرات الزيمبابوية نشاط ملحوظ في العِراق.


المهم أنَّ السبب الكامن وراء هذه الفوضى المُتشابكة والمُتداخلة هو الاحتلال الأمريكي للعراق الذي جاء بسياسة التدمير الكلي لهُ، ليس هو فقط وإنما أطلق يدَ الشعُوبية الإيرانية لتُساهم في هذا التدمير الذي جاء في نواحٍ منه أكثرُ خطورةً على العِراقِ من الاحتلالِ الأمريكي نفسهُ بحُكم الجغرافية بين البلدين سيما التغلغل الاستيطاني الإيراني في العِراق يتزامن معه تجذير الشعُوبية الإيرانية الطائفية فيه.. إلخ. ومن ضمن مفردات سياسة تدمير الاحتلال الأمريكي للعراق وقوفه موقف المُتفرج من الأحداث الدامية الجارية في مدن العِراق كافة منذ عام 2003 تاريخ الغزو/الاحتلال ناهيك عن الموقف اللا أخلاقي المؤيد للانفصاليين الأكراد في شمال العِراقِ، فضلاً عن إشاعة وتشجيع الفساد وحماية المُفسدين الذين لم يبق شيئاً في العِراقِ لم يستبيحوهُ.. إلخ.


إلا أنه من المهم الآن هو ما هو موقفه من فترة الانتخابات البرلمانية وما بعدها
حيث سيتم إعلان النتائج؟


قراءتي ستتمحور حول منشورٍ قام جنود الاحتلال الأمريكي في العِراق بتوزيعه يوم السبت 28/2/2010 في منطقة الكرادة التي أمست تحت رحمة النفوذ الشعُوبي الإيراني الطبأطبائي حيث حصل أحد أقربائي على نسخةٍ منه جلبها لي لمعرفته بأني مُهتم بمتابعة مثل هذهِ الأحداث، فضلاً عن تساؤلهِ عن الأسبابِ الكامنة وراء قيام جنود الاحتلال بالذات بتوزيعه على المواطنين العِراقيين في تلك المنطقة وهو لا يعلم إنْ وزع في مناطق/مدن عراقية أخرى!؟


المنشور يتألف من ورقةٍ واحدة، الوجهة الأولى منه وهي المُهمة دفعتني شخصياً لتدبُرها وبالتالي أجريتُ تحليلي وفق العنوان آنف الذكر، حيث تضمنت ما نصه: ((الحكومة العِراقية والقوات الأمريكية مُتفقان على العمل معاً بشكل وثيق لمُكافحة الإرهاب داخلياً والجماعات الخارجة عن القانون "المادة رقم 27". تحترم القوات الأمريكية سيادة العِراق وستواصل الالتزام بالاتفاقية الأمنية.))


أما على الوجهة الثانية من المنشور فقد كُتبت نصوص المواد التالية من اتفاقية الذل والخيانة: ((المادة الأولى، المادة التاسعة، المادة الرابعة، المادة السادسة والرابعة والعشرين.)).


قراءتنا لما ورد في منشور المُحتل الأمريكي وفق التسلسل الآتي:
1- أن القوات الأمريكية ربما لن تقف موقف المُتفرج من تدخل الميلشيات الشعُوبية الخارجة عن القانون مثل منظمة بدر، وقوات بغداد، وقوات الفرقة القذرة، والبيشمركة الصهيونية الكردية.. إلخ وذلك لتأمين شفافية لعملية الانتخابات سيما وأن المناقشات باتجاه دعم هذه الشفافية قد نوقشت قبل أيام في الكونغرس الأمريكي، ولذا أكد منشور في وجهتهِ الأولى على المادة (27) من اتفاقية الذل والخيانة التي تضمنت ما ورد آنفاً.


2- أن القوات الأمريكية لن تقف موقف المُتفرج أيضاً فيما إذا حاولت ذات الميلشيات الشعُوبية المُشار إليها في المادة (1) التدخل في نتائج الانتخابات فيما إذا جاءت في غيرِ صالحها وحرفها/تزويرها قسراً بما يؤمن احتفاظها بسلطتها الشعُوبية.


3- تحترم القوات الأمريكية المُحتلة أياً كانت نتائج الانتخابات البرلمانية سيادة العِراق، وهذا ما تضمنته أيضاً الوجهة الأولى من المنشور، وفي هذا رسالة واضحة إلى:


أ‌- الانفصاليون الأكراد بأن المُحتل الأمريكي لن يُفرط بوحدة العِراق.
ب‌- المُتربعين على عرش السلطة في بغداد المُحتلة الذين لا زالوا يُروجون لتأسيس ما يُعرف بإقليم الجنوب استكمالاً لتجزئة العِراق.


4- لقوات الاحتلال الأمريكي:
أ‌- معلومات كاملة عن الذي سيجري دموياً وإرهابياً من قبل الأحزاب الطائفية الشعُوبية والعنصرية خونة الله تعالى والوطن العِراق خلال الفترة المُشار إليها في المادتين (1 و 2 ) أعلاه، سيما إصرارهم الاحتفاظ بالسلطة مهما كان الثمن؟!


ب‌- لذا فإنها استبقت ما ستقوم به تلك الميلشيات من أعمال إرهابية دموية وتزوير متعمد للانتخابات.. إلخ بالتحذير وحددت المواد التي وردت في اتفاقية الذل والخيانة التي تسمحُ لها بالحركة في شوارع مدن العِراق.


ت‌- هذا التحذير المُسبق ربما سيضع تلك الميلشيات الشعُوبية في موقف أقلُ دمويةً وإرهاباً مما هو معروفاً عنها، وستُكبل جزئياً فعالياتها الإرهابية الدموية التي تُخطط لها، ولا يعني ذلك شلها عملياتياً بل ستُنفذ عدد من العمليات الدموية سيما في مُحافظات/المُدن العراقية.


5- في حالة عدم قيام المُحتل الأمريكي بما ورد آنفاً فإن:


أ‌- مُستقبل العِراق سيكون أكثرُ دمويةً وإرهاباً، وسيعود لا سامح الله تعالى العِراق إلى المربع الطائفي الشعوبي الأول ولكن سيكون أكثرُ دمويةً لأنه سيدخل مرحلة الحسم بإبادة مذهب أهل السنة والجماعة عن بكرة أبيهم وأعتذر من القارئ الكريم من ذكر ذلك ولكن مسارات الشعُوبية الإيرانية المتوقعة في العِراق فيما إذا عاد ذات الائتلاف الإيراني الحاكم حالياً في بغداد المُحتلة حتمت علي الإشارة إلى ذلك.


ب‌- إنَّ الفترة المُقبلة ستشهدُ تقسيم العِراق على الأعم، وستشهدُ دوراً مؤثراً وفاعلاً وعلنياً للشعوبية الإيرانية، وأنها قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهدافها الشعُوبية في جنوب العِراق فضلاً عن محافظات الوسط كربلاء والنجف والحلة.


ت‌- ما يُؤيد ما ورد آنفاً عن الدور الفاعل للشعُوبية الإيرانية في العِراقِ إعلان أحد قادة الحرس الثوري الإيراني الإرهابي نهاية شهر شباط 2010 وأعلنته قناة الشرقية الفضائية قولهُ: "أن على الأمريكان الاعتراف بالتغلغل الإيراني في العِراق"، الذي جاء ليترجم إعلان الشعوبي (نجاد) رئيس جمهورية إيران رسمياً في خطاب لهُ بمناسبة ما يُسمى الثورة الإيرانية بـ: "عدم سماح إيران عودة البعث إلى حكم العِراق"، وهذا بمثابة الاعتراف علناً أنْ إيران لن تترك العِراق مُستقراً آمناً، ولن تسمح لأهله العِراقيون حُكمهِ، بل حُكمه سيكون من طهران عن طريق خونة الله تعالى والوطن العِراق مثل المالكي، وعمار الطبأطبائي، وهادي فرحان العامري، بيان جبر صولاغ، وموفق الربيعي، وأحمد الجلبي، وجلال الدين الصغير، وعلي الأديب، وصدر الدين القبانجي والقائمة تطول.


ث‌- سيلعب قادةَ الكُرد الانفصاليون أدواراً مهمة وفاعلة في الاستحواذِ قسراً على مُحافظتي الموصل وكركوك وأجزاء مهمة من محافظتي ديالى وصلاح الدين، وستقوم ميليشيات البيشمركة الكردية بعمليات تصفية عُرقية في المحافظاتِ أعلاه، ومن اليقين أنَّ فرق الموت الكردية التابعة لما يُعرف بـ (آرارايش/المُخابرات الكُردية) جاهزة الآن للقيام بذلك بالتنسيق مع الميلشيات العنصرية أعلاه.


ج‌- سيشهدُ شعب العِراق هجرةً مُريعة إلى دولِ الجوار سيما سوريا والأردن هرباً من جحيمِ الموت/التصفية على الهوية الذي يُلاحقهم، على الطرفِ الآخر ستشهد حدود إيران مع العِراق دخول آلاف من الحرسِ الثوري الشعُوبي الإرهابي تحت غطاء زوار للعتبات في مُحافظتي كربلاء والنجف..إلخ للقيام بعمليات التصفية، والقتل، والإرهاب...إلخ وعلى نطاقٍ واسع جداً بالتنسيق والمُشاركة المُباشرة مع ميليشيا بدر، وقوات بغداد، وقوات الفرقة القذرة... إلخ، وستكون حتماً الميلشيات الكُردية طرفاً إرهابياً بهذا الحدث.


ح‌- كما سيشهد شعب العِراق أيضاً هجرةً مُريعة داخل الوطن وذلك شرائح من شعب العِراق في المحافظات وفق المذهب الذي يسودُ كُلاً منها.


خ‌- ستُمارس السفارة الإيرانية الشعُوبية في بغداد وقنصلياتها المنتشرة في عددٍ من محافظاتِ العراق دوراً مُهماً وفاعلاً في إصدار التوجيهات والتعليمات للحرس الثوري..إلخ لتفعيل التدمير الدموي لشعب العراق وفق خطط حكومة طهران.


6- ما ورد في المادة (5) ليس قراءةً تحليليةً من الخيال، ولكن الواقع الشعوبي الإيراني في العِراق يُحتم ذلك لا بل المزيد، وندعو الله تعالى أنْ يُجنب العِراق شر تلك الشعُوبية المُصرة على تحقيقِ ما ورد في المادة (5) على اعتبارِ أنَّ ذلك يُمثل فرصتها التاريخية التي لا تتكرر المُتمثلة بضعف العِراق وأنَّ أذنابهم/عُملائهم الرُخص في السلطةِ حالياً قد هيئوا مستلزمات الكثير مما يتطلبه ذلك سيما فاعلية الميلشيات الشعُوبية في عموم مدن العِراق وقدرتها الفائقة على ممارسة الأعمال القذرة، وأنَّ الدموية التي ستجري في العِراق بالنسبة لهم شيئاً ثانوياً أمام تلك الفرصة التاريخية.


7- يبقى المُحتل الأمريكي مالكاً وبقوة مفاتيح نتائج الانتخابات البرلمانية المُقبلة في العِراق، وهو الذي سُيحدد حتماً وفق مصالحهِ الإستراتيجية اللاعب السياسي المُقبل الذي سيتولى زمام حُكم العِراق، وأنَّ نتائج ما ورد في المواد (5 و 6) في حالة عدم تنفيذه ما ورد في المواد (1 و 2 و 3 و 4) أعلاه فإن انعكاس ذلك لا يقتصر على الداخلِ العِراقي، بل سيتعداه إلى:


أ‌- سمعة الولايات المتحدة على المستوى الدولي وسيتجذر القول بأنها راعية الإرهاب في العِراق.. إلخ.


ب‌- سينتقل ما سيحدث في العِراق حتماً خلال المُستقبل القريب جداً من فوضى شعُوبية إيرانية، وكُردية عنصرية إلى دولِ الجوار العِراقي ما عدا إيران الرابح الأكبر من ما جرى ويجري في العِراق، وأنَّ الاحتلال الأمريكي لم يصب في مصلحة أمريكا بقدر ما صب جُملة وتفصيلاً في صالحِ إيران، كما سيؤثر على استقلال دول الخليج العربي برمته.


ت‌- نجاح ما ورد في المادتين (5 و 6) أعلاه سيجعل من إيران فعلاً قوةً إقليمية ذاتَ أطماعٍ شعُوبية واسعة أفصحت عنها فضلاً عن ما قامت به في العِراق المُحتل ما جرى في اليمن من تدخل إيراني شعوبي مُباشر.. إلخ وهذا بحد ذاته سيؤثر على منابع النفط وطرقه البحرية في الخليجِ العربي فضلاً عن أن الدول الصديقة لأمريكا ستكون تحت رحمة الشعُوبية الإيرانية.


ث‌- في المستقبلِ غير البعيد وفي حالة نجاح ما ورد في المادتين (5 و 6) ستشهد منطقة الشرق الأوسط برمتها تغييرا جيو سياسياً مُذهلاً ومُحققاً للنظريات الصهيونية والأمريكية والبريطانية.. إلخ التي سبق الإفصاح عنها وذلك:


أ‌- تكوين إمبراطورية إيرانية شعوبية على ذاتِ مسارات الحكم الشعوبي الطائفي في إيران تتألف من العِراق ودول الخليج العربي دون استثناء فضلاً عن لبنان.


ب‌- تكوين دولة كُردية من العِراق، تركيا وسوريا أما إيران فستقضي على أكرادها بقنبلةٍ سامةٍ كيماوية كما فعلت بنظرائهم في مدينة حلبجة العِراقية.


أختم: الاحتلال الأمريكي إنْ لم يلتزم من حيث النظرية والتطبيق بما ورد في المواد (1 و 2 و 3 و 4) فإن ما ورد في المواد الأخرى رُبما ستتحقق؟؟!!!


أنهي هذه القراءة بادعاء لله تعالى أولاً أنْ يجعل كيد الطائفية والشعُوبية الإيرانية في نحرها، وأن يجعل كيد المحتل الأمريكي في نحره أيضاً...


وأتوجه إلى مخاطبة شعب العِراق..
تمعن وتدبر ما في هذه القراءة وفي غيرها الكثير.. فلا تساهم في دموية العِراق بانتخابك الأحزاب ومُرشحيها الشعوبيين القادمين من إيران...


لا تساهم يا شعب العِراق في إعادة تأسيس الإمبراطورية الشعُوبية الطائفية الإيرانية بانتخابك أذنابها... وعُملائها المُتربعين على السلطة الآن..


يا شعب العراق ... لا تنخدع بشعارات قوائم الطائفية والشعوبية ومُرشحيها مثل الائتلاف الوطني الموحد الرقم (316) وقائمة ائتلاف دولة القانون الرقم (317) وقائمة العميل أحمد الجلبي.. إلخ.

.
Almostfa.7070@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ١٩ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور