محمد ضياء الدين الناطق الرسمي بأسم حزب البعث العربي الاشتراكي - قطر السودان لـ ( الصحافة )
الانتخابات تم تزويرها سلفاً

 
 
 
شبكة المنصور
 
  • مقاطعتنا للانتخابات التزاما واحتراما لتعهدات مؤتمر جوبا

 

الأستاذ محمد ضياء الدين نقابي مخضرم، وفاعل في اتحاد المفصولين تعسفياً، ورياضي ناشط في اتحاد السلة قبل أن يكون سياسياً قيادياً في حزب البعث، تعرض للاعتقال في العهد المايوي وأيضا في عهد الانقاذ، حيث فصل من العمل بسبب نشاطه السياسي والنقابي. وهو الآن عضو قيادة القطر والناطق الرسمي لحزب البعث.. «الصحافة» إزاء الموقف من خوض الانتخابات بين المقاطعة والمشاركة، جلست للأستاذ محمد ضياء الدين في هذا الحوار.

 

حاوره : حسن البطري

 

 ما هي حقيقة موقفكم من الانتخابات؟

- حزب البعث العربي الاشتراكي، ومن خلال اجتماع هيئة رؤساء الأحزاب، أعلن مقاطعة الانتخابات، وقدم حيثيات المقاطعة للاجتماع، ويأتي إعلان المقاطعة في هذا التوقيت التزاما من الحزب واحتراما لتعهداته مع القوى السياسية في مؤتمر جوبا، الذي أشار الى أن الجهة المعنية باتخاذ قرار المشاركة في الانتخابات، هي هيئة الرئاسة، التي تأخر عقد اجتماعها من 30 نوفمبر 2009م، ولأسباب غير موضوعية، لينعقد في 17 يناير الجاري، مع ملاحظة أن العديد من القوى السياسية، قد أعلنت قرار المشاركة، بل وشرعت في ذلك عملياً، دون انتظار الاجتماع المشار اليه، في مخالفة صريحة لمقررات وإعلان جوبا الذي تواثقت عليه كافة الأطراف.

 

على أي أساس اُتخذ موقف المقاطعة؟

- حزب البعث اتخذ قرار المقاطعة، نتيجة قراءة واقعية لمآلات الواقع السياسي وتداعياته الراهنة، التي تؤكد على عدم استيفاء الشروط اللازمة لضمان انتخابات حرة ونزيهة وعادلة، اذ ان هناك تراجعاً وتلكؤاً متعمداً من المؤتمر الوطني في تنفيذ الاشتراطات الخمسة الموجبة للمشاركة في الانتخابات، التي حددها مؤتمر جوبا بأهمية إشاعة الحريات الأساسية، وحل مشكلة دارفور، وترسيم الحدود، ومعالجة مشكلة التعداد السكاني، وتحقيق قومية أجهزة الدولة الإعلامية. وأضيف لهذه الاشتراطات التجاوزات الصريحة التي حدثت في السجل الانتخابي التي سوف تنعكس على نتائج الانتخابات. عليه وعلى ضوء ما تقدم، أعلن الحزب مقاطعته للانتخابات في كل مستوياتها، وفي الوقت نفسه أكد استعداده لتحمل مسؤوليات مرحلة ما بعد المقاطعة، وما تقتضيه من وسائل عمل فعالة.

 

كيف يستقيم أن تتخذون موقفاً منفرداً، وأنتم جزء من مجموعة الوفاق الوطني؟

- أولاً: نحن التزمنا بمقررات جوبا تماماً في المقاطعة لعدم انجاز الاشتراطات الواجبة للمشاركة، ولم نعلن المقاطعة الا في اجتماع هيئة الرئاسة رغم تأخره عن الموعد المحدد له في 03 نوفمبر 9002م. - ثانياً: العمل المشترك في التحالف لا يلغي حق أي تنظيم في اتخاذ اي موقف مستقل من خلال منبره الخاص، وهناك سوابق عديدة في هذا الشأن، علماً بأن التحالف يقوم على برنامج حد أدنى للتنسيق المشترك حول القضايا المتفق عليها. - ثالثاً: حزبنا خاطب القوى السياسية قبل اجتماع هيئة الرئاسة بأهمية الالتزام بتعهداتها في جوبا، خاصة القوى التي أعلنت المشاركة قبل انعقاد اجتماع الرئاسة الذي انتقدنا عدم عقده في موعده المحدد. نعم اتخذنا موقفا منفردا، لأننا انفردنا باتخاذ الموقف المتفق عليه، ويمكن الرجوع لإعلان جوبا للتأكد من صحة موقف البعث قياساً بمواقف الآخرين.

 

على أي شيء تستندون في أن الانتخابات يمكن تزويرها؟

- الانتخابات تم تزويرها مسبقاً، وما حدث من تزوير وتجاوز في السجل الانتخابي يدحض قيام الانتخابات على النحو الذي ينتظره الكثيرون. لذلك فإن المؤتمر الوطني لا يحتاج لأي تزوير في مرحلة الاقتراع، ويمكنني المراهنة على أن المؤتمر الوطني سوف يكون اكثر حرصا من الجميع، على وجود مراقبين أجانب عند الاقتراع والفرز، لتأكيد نزاهة الانتخابات. يا أخي هذه اللعبة أصبحت مكشوفة، وتجربة انتخابات المحامين خير دليل.. كما أن نتائج السجل الانتخابي في كثير من المراكز والولايات قد تجاوزت الاحصاء السكاني، حيث أعلن عن تسجيل بأكثر من 100% فيها. هذا غير عملية تسجيل القوات النظامية في مواقع العمل، وربط التسجيل بالحصول على المرتب، واستلام بطاقات من المسجلين، وضبط بطاقات بأسماء وهمية في بعض المراكز، وتسجيل أشخاص دون السن القانونية، وهكذا وهكذا.

 

أليس من الأجدى أن تجرى الانتخابات على علاتها بدلاً من أن لا تجرى؟

- الذي حدث أن المؤتمر الوطني قد نجح في إعلان الانتخابات وإعلان جدولها، دون توفير شروطها الموضوعية التي تؤسس لتحول ديمقراطي يوفر مناخ تنافس حر ونزيه، لذلك فإن قيام انتخابات في ظل هذه التجاوزات يؤكد على حرص المؤتمر الوطني على تحويل مساعي التحول الديمقراطي عبر الانتخابات الى آليات لتكريس الواقع الراهن، والمحافظة على هيمنته الكاملة على مقدرات البلاد، لتأمين مصالح النخب الحاكمة، ومن ورائها قوى الرأسمالية الطفيلية، المكون الاجتماعي/ السياسي للنظام، واضفاء مشروعية زائفة على نظام المؤتمر الوطني عبر انتخابات صورية. ونحن لسنا ضد الانتخابات من حيث المبدأ، لكن أية انتخابات؟! هذا هو السؤال.

 

وما هي جدوى المقاطعة التي تنادون بها؟

- مقاطعة الانتخابات ليست لمجرد تأكيد مصداقية موقف البعث تجاه التزاماته وتعهداته مع قوى الإجماع الوطني في جوبا فحسب، وإنما هو موقف ضروري لإجهاض محاولات النظام لتزييف إرادة الشعب واكتساب شرعية شعبية وقانونية من خلال انتخابات تم تزييفها مسبقاً بحدوث التجاوزات في السجل الانتخابي. والمقاطعة بالنسبة لحزب البعث واجب مبدئي وسياسي وأخلاقي، وتضع الحزب في خندق الجماهير وأمام واجبه في الدفاع عن قضايا الشعب والوطن لانجاز عملية التغيير التي تقطع الطريق أمام دعاة التغيير الشكلي وأصحاب البدائل الزائفة. ومع اعلان المقاطعة فإن البعث قرر قيادة حملة شعبية واسعة لمناهضة الانتخابات المزيفة، وفضح القوى التي تعمل على تزييف إرادة الشعب.

 

تشتكون باستمرار من مصادرة ممتلكات حزبكم.. هل مازال الوضع كذلك، وما هي هذه الممتلكات؟

- نحن نطالب بإعادة ممتلكاتنا المصادرة، ولا نشتكي لأحد، وعلى رأس الممتلكات مطبعة النيلين وملحقاتها، بالإضافة لعدد من السيارات ومعدات صودرت من دور الحزب في العديد من المدن. وأغلب الاحزاب أعيدت لها ممتلكاتها المصادرة وتم تعويضها، فلماذا استثناء حزب البعث من ذلك؟ وحتى الممتلكات الخاصة المصادرة لم يتم ارجاعها لاصحابها، بل أن البعثيين كانوا استثناءً، إذ لم تتم اعادة أي مفصول بعثي لموقعه في العمل كما حدث للآخرين.. فهذه الحقائق تشير إلى استهداف واضح للحزب ولمناضليه بغرض تجفيف موارد الحزب وافقاره لأسباب معلومة.. ولكن..!!

 

كيف تسيرون أمور حزبكم الآن؟

- باشتراكات عضوية الحزب، وتبرعات الأصدقاء، ولا نقبل أي دعم أجنبي تحت أي مسمى أو غطاء.

 

ما هو سر القطيعة بينكم والمؤتمر الوطني دون سائر الأحزاب؟

- بيننا صراع فكري شامل بأبعاده السياسية والاجتماعية، فهذا أمر معروف وطبيعي، إلا أن سياسات المؤتمر الوطني تجاه القوى الوطنية، وبحق البعث ومناضليه، أدت الى هذه القطيعة إذا صح التعبير، وأننا في حزب البعث لا نقف ضد المؤتمر الوطني بصفته مؤسسة حزبية ولا ضد رموزه في أشخاصهم، فنحن ضد سياسات المؤتمر الوطني، وضد تعديه على الحريات وعلى حزب البعث ومناضليه، وضد ما يمارسه بحق السودان وشعبه من فتن قبلية وفساد وتوظيف للمقدرات لمصلحة فئة بعينها، وتهيئة المسرح السوداني كله للانفصال والتشظي.

 

علاقة حزبكم مع الحركة الشعبية وموقفكم منها؟

- علاقة ايجابية، تطورت بعد مؤتمر جوبا، وننسق معها في العديد من القضايا الوطنية المشتركة، عبر آليات تنظيمية تجمع بيننا والحركة الشعبية وكل قوى إجماع جوبا. ومأخذنا على الحركة أنها حتى الآن لم تعلن وبوضوح موقفاً قاطعاً نحو دعم الوحدة الوطنية، ودعوة أبناء شعبنا في الجنوب لتعزيز وحدة السودان في الاستفتاء.

 

كيف تقرأون مستقبل السودان على ضوء الواقع الآن وتعقيداته المتشابكة؟

- الواقع الراهن مأزوم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، واذا اضيف لذلك ما يمكن ان تخرج به الانتخابات المرتقبة من نتائج كارثية، وفي ظل هذه الظروف المحتقنة، فإن ذلك يقود بلادنا لأزمة جديدة والى امكانية العودة ثانية لحلقات العنف والحروب الاهلية، وغير ذلك من عوامل الاضطراب وعدم الاستقرار، وسوف ينعكس ذلك على وحدة البلاد وسيادتها واستقلالها.

 

هل من فرصة للأمل في سودان موحد ومستقر على الرغم من المؤشرات التي ذكرتها؟

- الأمل دائماً موجود، بإرادة المخلصين من أبناء شعبنا بقيادة قواه الحية، ولكي يصبح ذلك الأمل واقعاً وحقيقة لا بد من حشد طاقات شعبنا النضالية، نحو تحقيق التغيير المطلوب، تغيير الواقع الذي تسبب في ايصال الأزمة الوطنية كي تصبح أزمة شاملة وعلى كل المستويات.. تغيير يحقق تطلعات الجماهير المسحوقة بالفقر والمعاناة، وبما يؤمن وحدة البلاد واستقلالها وسيادتها، ويحقق السلام العادل والشامل والحرية والمساواة بين كل أبناء وبنات شعبنا في كل أرجاء القطر شمالاً وجنوباً، بغرض استنهاض القوى الاجتماعية الحية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير، واصطفافها في مواجهة قوى الاستبداد، لتبتدر معركتها من أجل التغيير الشامل وبكل الوسائل السلمية المتاحة.. بهذا فقط نحقق آمال شعبنا في سودان موحد ومستقر.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٠٦ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢١ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور