صلاح المختار لـ «الشروق» التونسية : المقاومة العراقية تنفّذ ٣٠٠ عملية يوميا

 
 
 
شبكة المنصور
تونس ـ الشروق

تساؤلات عديدة يطرحها المشهد العراقي اليوم سواء في شقّه السياسي حيث تتصاعد التجاذبات والاستقطابات والتحالفات السياسية بشكل لافت للنظر أو كذلك في شقّه الميداني حيث يجري الحديث عن تقلّص عمليات المقاومة تجاه الاحتلال الامريكي ...  هذا المشهد زاده غموضا والتباسا دخول إيران بقوّة في وضع سياسي مضطرب ...  فتعاظمت التساؤلات والحيرة على مصير العراق وعلى وحدته واستقراره ...  هذه التساؤلات كان لابد من استضافة السياسي العراقي البارز صلاح المختار للاجابة عنه ...  ولمعرفة طبيعة ما يجري ببلاد الرافدين.

 

والأستاذ صلاح المختار الذي يتحدّث لـ «الشروق» في ركن «حديث الأحد» هو مسؤول و ديبلوماسي عراقي سابق عمل في وزارة الاعلام وفي الأمم المتحدة وفي الهند كسفير وخلال الغزو كان سفيرا للعراق في فيتنام.

 

وفي ما يلي هذا الحديث.


كيف تنظرون أستاذ صلاح، الى الجدل الدائر هذه الأيام حول الانتخابات ...  وما موقفكم منها كقيادي بارز في حزب البعث العراقي؟


ـ الانتخابات هي في الحقيقة لعبة من ألاعيب الاحتلال  ...  تتكرّر من فترة الى أخرى من أجل اضفاء الشرعية على الاحتلال وعملائه في حين أنها غير شرعية وهذا ما يؤكّده القانون الدولي الذي يقول إن أي انتخابات تجرى تحت الاحتلال هي انتخابات باطلة وغير شرعية.


إذا كنتم تعتبرونها باطلة فما مدى دقّة ما يقال بأنكم تعتمدون على جبهة الحوار الوطني كواجهة للعودة الى قبة البرلمان والى المشهد السياسي العراقي؟


ـ هذا غير صحيح لأن دعم أي كتلة يعني دعم العملية السياسية الجارية في العراق  ...  هذه إشاعات تروّج من أجل اقناع من كان بعثيّا بالتصويت لصالح هذه القوائم.


حزب البعث كان يضمّ 5 ملايين حزبي  ...  وبعد الغزو أعاد الحزب النظر في شروط العضوية وترك أغلب هذا العدد الذي كان قسم كبير منه يدعم الحزب  ...  من هنا فإن ادّعاء البعض بأن الحزب يدعم هذه القائمة هو محاولة لكسب أصوات بعثيين سابقين.


في هذه الحالة ماذا عن برنامجكم السياسي، كقوى معارضة لنظام الحكم القائم في بغداد في التعاطي مع التطوّرات الجارية في الداخل العراقي؟


ـ برنامجنا ثابت  ...  وهو برنامج لم يتغيّر منذ سبتمبر 2003، هو برنامج التحرير ...   والتحرير لا يتم فقط بالوسائل السياسية بل أيضا بالوسائل العسكرية ...   الاحتلال جاء بالقوّة العسكرية ولا يخرج الا بالقوة العسكرية  ...  لذلك فإن تحرير العراق مرهون بمواجهة المقاومة المسلحة حتى طرد الاحتلال.


لكن اليوم هناك من بات يشكك في قدرة المقاومة العراقية على تحقيق هذا الهدف ومن يتحدث عن انخفاض وتيرة عملياتها ضد الاحتلال ...  فما موقفكم؟


ـ الحديث عن انخفاض عمليات المقاومة غير صحيح.. هذه دعاية يروّجها الاحتلال وأدواته ...  والعمليات التي انخفضت هي العمليات الموجّهة ضد الشعب العراقي والتي كانت تقوم بها قوات الاحتلال والشركات متعدّدة الجنسيات مثل بلاك ووتر وغيرها والميليشيات الايرانية ...  القائد العسكري الامريكي قال مؤخرا إن عدد العمليات التي تنفّذها المقاومة هي 100 عملية في اليوم ...  وحتى لو قبلنا بهذا العدد فإنه يقدّم صورة مشرّفة عن المقاومة العراقية وهو عدد لم يسبق أن تم تحقيقه في تاريخ المقاومات ... وهذا الرقم معناه أن المقاومة في تصاعد ...  وبالتالي فإن الحديث عن تراجع عمليات المقاومة هو محاولة لإيهام الرأي العام بأن المقاومة في انخفاض.. لأن ما يحدث هو العكس تماما.. وإذا كان من الصعب إعطاء رقم محدّد لعمليات المقاومة فإنني أؤكد أنها تتراوح بين 250 و300 عملية في اليوم وذلك لوجود أكثر من 70 فصيلا من المقاومة.


ومن يتولى قيادة كل هذه الفصائل؟


ـ الآن العناصر الرئيسية من المقاومة موجودة في إطار جبهة التحرير والخلاص الوطني التي تنتمي إلى الجيش العراقي .. كل الفصائل المقاتلة بلا استثناء سواء كانت إسلامية أو وطنية أصلها الجيش العراقي الوطني الذي هو من يتولى قيادة المقاومة.


كيف تنظرون إلى التوتّر القائم هذه الأيام مع إيران على خلفية احتلالها لحقل «فكّة» العراقي .. وما هي قراءتكم لأبعاد هذه الخطوة الإيرانية؟

 

ـ العلاقة هي في الواقع متوترة منذ البداية .. فإيران هي شريك أساسي في احتلال العراق.


طالبت حكومة المالكي هذا الأسبوع بتعويضات عن قصف إسرائيل لمفاعل «تموز» العراقي .. فكيف تنظرون إلى هذه الدعوة .. من حيث خلفياتها ودلالاتها؟


ـ أنا أقول إن فاقد الشيء لا يعطيه .. فمن دمّر العراق وشارك في غزوه وتدميره بالكامل واستشهاد مليون ونصف المليون عراقي وعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي فيه لا يحق له أن يطالب بالتعويض.. هذه لعبة سياسية الغرض منها إضفاء صفة شرعية على حكومة غير وطنية.


بعد مرور نحو سبع سنوات عن الاحتلال .. هل أنتم راضون عن الموقف الرسمي العربي تجاه العراق .. وتجاه مقاومته الوطنية؟


ـ المفارقة التي تبلورت خلال العامين الماضيين أن إدراك الأنظمة العربية وخصوصا تلك التي ساهمت في غزو العراق أدركت أن احتلال العراق وإسقاط نظام صدام كان خطأ استراتيجيا فادحا لأنه أدى إلى نشر الفتن الطائفية وتوسع إيران .. لكن هذا الإدراك لم يقرن بمحاولة لتصحيح الخطإ عن طريق دعم المقاومة لكونها تمثل حاجزا يمنع التمدّد الإيراني .. فالطريق الوحيد لإيران للدخول إلى الأقطار العربية هو العراق في ظل قيام قيادة وطنية.. ومع ذلك لم تقدم أي حكومة عربية مساعدة من أجل تحرير العراق .. وما زالت الأنظمة العربية بين متآمر على المقاومة ومتخوف من دعم المقاومة ولكن أيهما أخطر تمزيق الوحدة الوطنية للأقطار العربية عن طريق نشر الفتن الطائفية التي تثيرها إيران وأمريكا وإسرائيل أم دعم المقاومة الوطنية العراقية في معركة التحرير.


وهل أن هذه الفتنة لا تزال قائمة في العراق اليوم برأيكم؟


ـ هذه الفتنة انتهت في العراق.. الشعب العراقي اليوم موحد على عكس الفترة الأولى التي أعقبت الاحتلال بدليل المظاهرات التي حصلت مؤخرا في البصرة التي تعتبر بمثابة عقر دار إيران .. المظاهرات كانت كبيرة وتهتف ضد إيران وتؤكد على دعم المقاومة..


الفتن اليوم موجودة في بعض الأقطار العربية الأخرى وذلك بتمويل من إيران.. لذلك قلنا ومازلنا نقول إن الحل الوحيد هو عودة النظام الوطني العراقي لسحق الفتنة الطائفية.


اليوم هناك تحالف ثلاثي معروض هو أمريكا وإيران وإسرائيل .. هذا الحلف الذي كان وراء إسقاط النظام العراقي الوطني .. نعم هناك اليوم خلافات بين إيران وأمريكا وإيران وإسرائيل لكنها خلافات تتركّز في الحقيقة حول تقاسم «الكعكة».

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٥ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١١ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور