قشّة ( الفكّة ) وظهر المالكي

 
 
 
شبكة المنصور
جاسم الرصيف

بعيدا عن وجهات النظر المبنية على القانون الدولي ، قريبا من العلاقات التي تربط حكومة نجاد بحكومة المالكي ، يتلمّس المتابع أن حكومة الأول وصلت الى مرحلة التعامل العلني مع ( حكومة ) الثاني كتابع لها وعلى أكثر من دلالة ( وطنية ) لمن يفهم معنى ومبنى هذه المفردة :

 

أولا : مامن رئيس وزراء يسافرتزامنا مع إحتلال دولة أجنبية لأراضي بلده ، وبقوة السلاح ، الاّ نوري المالكي في سابقة قل نظيرها . المضحك المبكي ( وطنيا ) ، والأطرف أنه وصل القاهرة كأي تاجر محترف ( مطمئنا ) ليعقد لقاءات تجارية ، منها مساومة القاهرة على وساطة مع السعودية ، وكأن إحتلالا عسكريا أجنبيا جديدا لم يحصل في العراق !! .

 

واذ كانت ( طمأنينة ) المالكي في سفرته الى القاهرة تحمل أكثر من حقيقة ، أولها أنه ربّما  لايرى فرقا بين الأراضي الأيرانية والأراضي العراقية ، على مبنى أنه لايرى فرقا بين نظام ملالي طهران وملالي بغداد ، وعلى دلالة ( التهوينات ) من أمر إحتلال حقل الفكّة من قبل أحزاب ( عراقية !؟ ) حاكمة أصلها أيراني ، فهي طمأنينة التابع لما سيقرره المتبوع : أيران . ومن ثم فان المستغرب ليس في سلوك المالكي ولكن في تحليلات وتأويلات الطبقة الوسطى من عملاء الإحتلالات في العراق التي تدعو ( للتهدئة والتفاهم )والتي بلغ مضحكها حد إتهام حزب البعث بأن يوتّر العلاقات بين طهران وبغدادمن خلال ( الفكّة )!! .

 

ثانيا : مامن شريك في حكم وطني يتجاهل إحتلال جزء من أراضي وطنه ، وكأنها حصلت في قارة أخرى ، كما حصل من جلال الطالباني الذي أوعز ــ بالتزامن مع إحتلال الفكّة ــ بإلغاء تأشيرة الدخول للأيرانيين الراغبين في دخول ( مملكة !؟ ) السليمانية ، لتسهيل مهمة دخول حوالي نصف مليون كردي أيراني لتعزيز فصل كركوك عن العراق كما تشير المعلومات الوادة من هناك ، بالتوازي مع اللقاء التجاري الذي عقده مسعود البارزاني مع مسؤولين أتراك ساومهم بكل صراحة وقباحة على ضمّ كركوك الى حاضنة ( كوندستان ) مقابل طرد المعارضين الأتراك من داخل الأراضي العراقية .

 

مهزلة ( وطنية ) ، لاأخ ولاأخت لها ، في كل الموازنات التآلفية والتوافقية بين وطنيين حقيقيين من بلد واحد في حكومة حقيقية واحدة لا تمتلك مواصفاتها حكومة المالكي قطعا .

 

ثالثا:واذا كان الصمت المقرف لوزيري الدفاع والداخلية ( العراقيين ) قد إستفز كل العراقيين ممن يمتلكون حدا أدنى من الكرامة فالشئ بالشئ يذكر بإتفاقية المالكي مع أميركا التي سمّوها ( أمنية ) و ( ضد الإرهاب ) وغير ذلك من تسميات للتعمية على تجارة بيع العراق جملة وتفصيلا لتجار الحروب دوليين ومحليين .

 

جيش أقوى بلد في العالم ، الذي صرح آلاف المرات ، أنه يدعم عملائه المحليين في العراق تحول الى عملاق بلا حول ولاقوة الاّ ما يمتلكه المالكي من جيش ( وطني ) يجيد قتل العراقيين ويبدي( بطولات ) إستنائية ضدهم ، ولكنه تحول الى مجرد جرابيع مذعورة أمام الجيش الأيراني الذي مازال يحتل الفكّة ،، ومن ثم فالسؤال الكبير والكبير جدا  الذي يطرح نفسه على الفور هو :

 

أين نتائج التدريبات الأمريكية لجيش ملا ّ فسيفس؟!

على من صرفت أموال العراقيين طوال أكثر من ست سنوات ونصف؟

وأين الأمريكان من حفظ ماء وجه حليفهم المالكي؟! .

سؤال طويل حقا ..

ولكننا إزاء واحد من إحتمالين في مسألة تزامن إحتلال الفكة مع وجود الجيش الأمريكي :

 

إما : أن هناك شراكة أمريكية أيرانية في نفط العراق ، وربّما منها صفقة اطلاق سراح التقني البريطاني المختطف من وزارة الداخلية ( العراقية ) الى دهاليز السجون الأيرانية ،

 

أو: أن الجيش الأمريكي بلغ حدا من العجز ماعاد يؤهله لمواجهة جرابيع نجاد الذين إحتلوا الفكّة ،

وكلاهما أمر ّمن مبنييهما ومعنييهما على المالكي وهو يدعي أن يقود عراقا ( مستقلا ) وأنه رئيس وزراء ( وطني ) وليس تاجر حرب في مصارف الدول المعنية بالعراق .

 

وفي ظلال تفجيرات الأربعاء والأحد وغيرها ، كبيرة وصغيرة ، لابد أن المالكي ، وكأي تاجر حرب باع نفس البضاعة لأكثر من طرف في آن ، يواجه حيرة واضحة الى أي شطر من شطور الإحتلالات ينظر ومع من من يحفظ ماتبقى من وجه ( وطنيته ) المزعومة :

 

أولا : أيران التي ربّته عميلا لها في دمشق صفعته علنا في الفكّة دون أن تعير مشاعره ( الوطنية ) إهتماما وفي أحرج الأوقات : التفجيرات وتردي الوضع الأمني وقرب الإنتخابات التي تعول عليها ( دولة القانون ) .

 

ثانيا:حليفته أميركا التي أعلنت انها ستلعب دور المتفرج على حلبة الصراع بين جيش ( عراقي ) هزيل تقوده أحزاب  أكثر هزالا وجيش أيراني معبأ بالحقد على كل ماهو عربي وعراقي .

 

ثالثا : الشعب العراقي الذي قرف من أكاذيب الأحزاب الطائفية وحكوماتها العميلة علنا والذي يعوّل المالكي على غشّه ثانية لينتخب رئيسا لوزراء صمّ بكم أمام كل إحتلال أجنبي .

 

ظهر المالكي بعد إحتلال الفكّة لايبدو ظهرا لبعير، 

فهل تقصم الفكّة مستقبل المالكي كتاجر حرب محلّي ؟! 

على الأرجح :

نعم ! . ستفك ّ ( الفكّة ) المالكي عن مستقبله رئيسا لوزراء حكومة إحتلال .

وعلى دلالة هتافات الكاظمية في عشوراء ( ماله دار الباع داره ) وغيرها من مطابخ العراقيين !! .

 
jarraseef@jarraseef.net
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٥ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١١ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور