تأملات  / ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني ؟

﴿ الجزء الثاني العاشر ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
وتبقى الإستراتيجية الإيرانية في العراق والمنطقة مقيدة بالمتغيرات الأخيرة وأهمها إعادة انتخاب أحمد نجادي رئيساًلايران والذي يمثل التطرف الإيراني والذي يقوده المرشد الاعلى خامنئي وكذلك انتخاب أوبانا رئيساًللولاياة المتحدة الأمريكية والذي يلوح بالدبلوماسية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية وميله للحلول السلمية لحل مشاكل العالم وحسبما يدعي وما يتضمنه خطابه السياسي لغاية اليوم, وكذلك زيادة في الانكفاء الروسي في قوالب الثلج السيبيري وأنغماس الصين في مارثون البناء المادي لدولة الصين بعيداً عن مبادئ الثورة الصينية,و أمام هذه العناصر التي تساهم في رسم السياسات فانه من الضروري أن نستقرأ الإحداث الحالية بعينٍ فاحصة للحدث أو الموقف ونبني عليها مجتمعة استنتاجاتنا,ولأجل الكشف عن أهم حلقات الإستراتيجية  الإيرانية في المنطقة وعلى ضوء هذه المعطيات والذي قلناه والى جانب التعنت الإيراني بالتدخل السافر في شؤون الداخلية للعراق والدول العربية و كذلك موقفها من التمرد في اليمن ومشروعها النووي فسوف أُحاول أن أقول شيئاً ما و بالقرب من الذي يهمنا كعرب وعبر المحورين التالين وبتركيز أكثر في ما يتعلق بالسياسة الإيرانية  في منطقة الخليج العربي و التي أخذتُ طريقين تجاه الدول الخليجية:


أولا- المحاولات الإيرانية  لكسب ثقة الدول اخليجية ,فقد سعت إيران على كسب ثقة دول الخليج,فسعت جاهدت إلى فتح قنوات الحوار معها ووضعت كل الوسائل للتفاهم السياسية معها وحاولت إظهار رغبتها في بناء علاقات  قائمة على أسس التفاهم  والتكافؤ واحترام سيادتها واختياراتها المستقلة. ولكنها لم تنجح في هذا الأمر لان إندفاعاها لم يكن مبنيا على حسن وصدق النوايا بل كان منطلقه هو تحييد الدول العربية الخليجية من أي تنافس أو حتى صراع مع الغرب و بالتحديدمع الولايات المتحدة الأمريكية أو أي مشاريع معها في المنطقة,و يعتبر الإصرار الإيراني على التمسك باحتلالها للجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى ,وطنب الصغرى,وأبو موسى) من أهم العقبات التي اعترضت بناء جسور الثقة بين إيران والدول الخليجية والتصريحات المتكررة للمسئولين الايرانين و من داخل المؤسسة الدينية بعائديه دول الخليج لإيران وخاصة تصريحات حسين شريعتمداري مستشار المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي والمشرف العام على مؤسسة كيتان الصحافية تجاه البحرين,وتصريح الاخير لوزير خارجية إيران منوشهر متقي الاثنين 18-1-2010 الذي كشف  عن الإطماع الفارسية في العراق ودول الخليج العربي في تحذير مما وصفه به "التبعات السلبية" لإنشاء الجزر الاصطناعية في الخليج العربي . وقالت وكالة "مهر" للأنباء شبه الرسمية إن متقي تطرق في كلمة أمام "ملتقى الخليج الدولي التاسع عشر" إلى القلق الذي تشعر به دول منطقة الخليج في مجال سلامة البيئة.واعتبر إن إنشاء الجزر الاصطناعية في الخليج سيؤدي إلى تبعات سلبية كبيرة على سلامة البيئة فضلا عن أنه سيبطئ عملية دوران الماء في الخليج .يشار إلى إن حكومة دبي في دولة الامارات العربية المتحدة بدأت تنفيذ خطط لإقامة جزر اصطناعية في الخليج العرب,وأن كل ذلك جعل دول الخليج العربي تفقد الثقة بتوجهات إيران في بناء علاقات احترام وثقة .وقد أضافت الجمهورية الإسلامية الإيرانية موقفين جديدين وحديثين خطيرين يؤكدان الخطر الإيراني على الدول العربية وهما الاعتداء على حقول النفط في الفكه العراقية والموقف من تمرد الحيثيين في القطر اليمني.و تكمن خطورة هذين الموقفين في أن إيران في ظل الملالي لاتزال تنهج إستراتيجية عدوانية تجاه العرب:-


أ‌-    العدوان على حقول الفكه العراقية,إنه موقفاً خطيراً لايجب أن يؤخذ من الجانب العسكري فقط على إنه اعتداء فقط على أرض عربية وهو احتلالها لحقول الفكه ,فالفعل أن قوة عسكرية إيرانية تجاوزت حدود العراق الذي يسيطر عليه اليوم عملاء إيران ورفعت العلم الإيراني على ارض عراقية و من دون إشعار الحكومة العراقية بموقفها أو حتى انتظار إجراء مفاوضات أو أي حوار مع هذه الحكومة  والمفارقة العجيبة أن هذه الحكومة يسيطر عليها أحزابا موالية لإيران, وأعود لأقول إن الأمر لاينحصر بهذا العدوان في إطاره العسكري وحتى السياسي,لكن لنرى بعينٍ عراقية عربية لهذا الاعتداء ونستخلص منه ما يلي:


1-إنه اعتداء وبكل مقاييس العدوان وحيث قوة عسكرية  إيرانية عبرت حدوداً دولية بين العراق و إيران و معترف بها بموجب المواثيق و البروتوكولات الدولية وتدخل لترفع علمها على ارض عراقية وبدون إشعار للجانب العراقي.إنه عدوان ضد سيادة بلد والسيادة مفقودة أصلاً بسبب الاحتلال ولكنني أُدينهم وفق منطقهم وإدعائهم بأن العراق اليوم له سيادة إلا يتطلب الأمر موقفاً لمن يدعي السيادة؟


2-إنه تحدي وجس نبض للقوات الأمريكية في العراق,تحدي للولايات المتحدة وبشكل صريح وعلني عندما تجرائت إيران على التعدي على ممتلكات العراق والتي هي بحماية المحتل الأمريكي وبموجب البند السابع للامم المتحدة فهو في حماية القوات الأمريكية. وهوتوجس نبض لردة الفعل الأمريكية سياسياً وعسكرياً على اعتداءاتها, وهو في نفس الوقت تطوراً جديداً لمسلسل الاعتداءات الإيرانية على العراق, التي بدأتها بقصف القرى الحدودية العراقية في شمال العراق وقطع مياه الكارون عن مناطق العراق الحدودية عن شعبنا في الجنوب ,والمحاولات الإيرانية لتغير الحدود بين العراق وإيران وفعلها الخسيس في جزيرة أُم الرصاص وتحت أيضا صمتاً أمريكياً, فكان احتلال الفكه مرحلة متطورة للعدوان الإيراني على العراق الذي هو في ظل حماية المحتل الأمريكي والذي يتحمل السؤولية الكاملة عن ذلك, السبب هو في غياب جيش عراقي مقتدر لحماية حدوده وذلك عندما حل الحاكم الأمريكي الكذاب برايمرالجيش العراقي بعد غزوه في عام 2003 .


3-إن العدوان الإيراني في احتلال الفكه استخفاف وعدم احترام من قبل الجانب الإيراني لعملائه  الذي يحكمون في المنطقة الملونة والذي فقدوا الغيرة تماماً عندما سكتوا على هذه الاهانة التي وجهها لهم أسيادهم لهم,فهو بهذا الفعل أحرجهم وكشف زيف وطنيته التي ظل يدعون بها منذ الاحتلال ,وبالتأكيد هم غير قادرون على اتخاذ أية خطوة دبلوماسية جادة أو أي تحرك الدبلوماسي ضد أسيادهم بالتنسيق مع الجامعة العربية أومع منظمة المؤتمر الإسلامي. أنه درس لهم أن استطاعوا أن يستوعبوه بأن الأجنبي لا يداري حتى مشاعر عملائه!


4-أن هذا العدوان أعطى مؤشرا خطيراً للدول الخليجية و العربية بصورة عامة بأن حكام طهران لن يأتمن عملائهم عليهم من شرورهم فكيف بالدول الخليجية,أي بمعنى أدق أن إيران اليوم لا يؤتمن على ما تقوله في خطاباتها السياسية أو دعواتها لدول الخليج العربي  لإقامة علاقة طبيعية معها.فهي أعتدت على سيادة العراق الذي ترتبط حكومته مع إيران بعلاقات مذهبية ومصيرية ,أي أن إيران تتحرك وفق مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية فقط ,فقد ركلت مشاعر عملائها بأقدامها وأحرجتهم على احتلال حقول الفكه العراقية ولم حتى تضع أي اعتبار أو رابطة  لهذا الاستهتار في العلاقات.. والعاقل يفهم.


5-أن حقول الفكه هي إحدى الحقول النفطية الجبارة التي أُحيلت للاستثمار الأجنبي في زمن الاحتلال,واحتلال إيران لهذه الحقول أرادت إيصال رسالة للغرب بأنها قريبة من استثماراتهم النفطية ومصادر الطاقة ,فهي عملية تذكير ووسيلة ضغط على المجتمع الغربي لتخفيف الضغط عليها فيما يخص ملفها النووي.

 

أي إنها ورقة تلعب بها إيران في الوقت الذي تريده هي وليس غيرها ,وأما من يعلق الآمال على الروابط  الغير معنية بمصالح إيران سواء  كانت روابط الجيرة أو مذهبية  فهو واهم ويحلم كصغير بين الكبار.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٢٩ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٣ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور