نافذة  / عقيدة البعث نضح صادق من أدياننا السماوية

 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
الحقيقة لها وجه واحد لا تتحمل في زوايا القوالب إي تشكيل غير الذي يعبر عنها بإبعادها الأربعة في الزمان و المكان والتِأثير و التْأثر,وأيضا لا تتحمل في جدلية الفلسفة الاالقبول أو الرفض وبما تفرزه في عناصر تفاعلها من الأطروحة والطباق ولتكون واحدة ولأغير..والذي أُريد أن أصل إليه سواء عن طريق الفلسفة أو معطيات الواقع والذي نسميه في جدل الثورة بالنضال أنه لا يمكن لفكر أن يستعين بعناصر تكونه إلا من الخلفية التراثية لبيئته فلسفةً وتجارب,وفي نفس الوقت لا يمكن لحزب أو حركة أو تيارا أن يمس حقيقة الواقع الذي يعيشه و يتحسسه بمجسات من غير تركيبة البيئة نفسها والتي يتعامل معها وأن تكون لها القدرة والإمكانية للتكيف وفي نفس الوقت تكون رائدة وقائدة للوضع والمجتمع الذي تعيش فيه وتتعامل معه..ومن هذه الأساسيات أستطيع أن أنطلق إلى أجواء الحقيقة في واقعنا العربي وعالمنا المعاصر الذي يعيش الكثير من الزيف والكذب والقليل من الحقائق في التعبير عن شخصية المجتمعات وهويتها وأصولها وطموحاتها بصيغة الأحزاب أو الحركات,أن الواقع العربي شهد ويشهد الكثير من هذه التجمعات النضالية سواء كانت ضيقة أو تأخذ طابع الشمولية,وبالمناسبة أن مفهوم الشمولية تعرض في السنوات القليلة الماضية لكثير من التشويه بسبب الاستخدام الخاطئ وعدم المعرفة و الجهل المطبق بمضامين مصطلح الشمولية ولان الذين أساءو استخداماتها يعيشون حالة الضيق في الأفق الفكري والتكوين الطائفي والعرقي , ولهذا تكون بصيرتهم للمجموعات الشعبية سواء كانت هذه المجموعات بصيغة أحزاباً أو حركات وتيارات ضيقة و محدودة, فكانت ردود فعلهم ضد مصطلح الشمولية سلبية بقدر سلبية أفكارهم لأنه يكشف و يعري قصور الفكرية والتركيبية..


فنحن أُمة فيها من الأديان السماوية تتداخل في وجودها عناصر التكون والنشوء والتبشير وهذا جعل من يؤمن بهذه الأمة وبرسالتها لابد أن تتداخل عناصر تكون أدياننا السماوية الثلاث في عناصر تكون الفكر والتكون و الصيرورة والنضال للعقلية الفردية أو العقلية الجماعية, ومن لا يؤمن بوحدة هذه الأمة صعب وأكثر من التعقيد أن يفهم حقيقتها ويستطيع أن يرتوي من منابع فكرها والذي أُستُخٍلِصَ منها الفكر وقوة الفعل في هذه الأديان..والعقيدة العبثية انطلقت و نشأت وتبلورت فكراً ونضالاً من حقيقة هذه الأمة واستقت هذه العقيدة من أدياننا السماوية الثلاث ومن ثم ظهرت بشكل سلوك وتصرف يومي لكل من يؤمن بالبعث وهذا جعل سمة تدخل في مصير هذه العقيدة وهي الخلود لأنها استمدت من القيم الروحية لهذه الأديان الثلاثة هذه السمة الرائعة ,وبسبب قوة وعبقرية مفكري و مروجي هذه العقيدة نجحوا أن يترجموها إلى ممارسات نضالية وسلوكاً يتفق مع مصادر هذه العقيدة الخالدة,وكذلك نجحوا مفكروومؤسسوا البعث و مناضلوه وهكذا هم أحفادهم في العقيدة أيضا إلى إعطاء صفة الديمومة والاستمرار لهذه العقيدة ولشكلها التنظيمي والذي هو الحزب.. وألان أستطيع أن أٌقول وبكل الإيمان بهذه العقيدة فكراُ وتنظيماً ونشأتاً وصيرورة وديمومةً بأن لا يمكن أن يكون ألبعثي ألا مسلما مسحيا ويهودياً بالقيم و المبدي والسلوك.. ولكي أكون متفاعلا مع الحقيقة وليس ملامساً لها أقول أن للإسلام و المسيحية تداخلاً و تفاعلاً أكثر و اقوي من اليهودية بحكم انفتاح الديانتين على الإنسان ككل, هذا حتى لا تصوب إلينا سهم مجافاة للحقيقة أو بتراً لبعض مكوناتها.أقول أن البعث نشأ عربياً في منطلقاته الفكرية وصاغ نظريته من معطيات الواقع العربي وبني تنظيمه على حقيقة هذه الأمة الواحدة ,وحدد أهدافه من تطلعات هذه الأمة وطموحاتها,فالبعث لم يكون و لن يكون إلا معبراُ حقيقياً لتوجهات هذه الأمة ..

 

وعندما نتحدث عن نشأت البعث عربيا بمعنى الدرجة التي أستمد من الواقع العربي كل ما يخص و يؤثرفي بلورة قدرته الفكرية والعقائدية, وأعظم وأكبر هذه التأثيرات التي تأتي من السماء لان العرب كانوا ولا يزالون يتجهون إلى السماء في كل ما يخص شؤون حياتهم والسماء قد منحت الإنسان رسالتين و منة على العرب بأن تكون الأرض المادية و الفكرية مهد هاتين الديانتين السماويتين المسيحية والإسلام في الحياة العربية,وأيضا البعث يمثل طموحات هذه الأمة النضالية ,وفي الواقع العربي الذي يعيش فيه و يشترك فيه قوميات وأديانٍ متعددة وإذا لم يستطع البعث أن يمثل طموحات هذا التكون و التشكيل القومي والديني فأنه لا يمكن أن يكون البعث الخالد..والذي لا يؤمن برسالتي السماء المسيحية والإسلام لا يمكنه أن يؤمن بالبعث,و الذي لا يفهم البعث لا يقدر أن يستوعب كل المكونات الدينية والقومية في الوطن العربي ..


كان للعرب المسيحيون مساهمةً عظيمة إلى جانب العرب المسلمون في النهضة القومية العربية وكان للكثير منهم رؤية و تحليلات للواقع العربي وخاصة فيما يخص أهمية الوحدة العربية فعلى سبيل المثال لا الحصر يعتبرمؤسسو الفكر القومي العربي


عبد الرحمن الكواكبي,ساطع الحصري,قسطنطين زريق,محمدعزةدروزة,زكي الارسوزي,ميشيل عفلق,ومن المفكرون العرب المعاصرون أحمد الشقيري,اليأس فرح,سعدون حمادي,فهمي هويدي,قاسم سلام,عزمي بشارة,طارق عزيز,معن بشور,عبد العزيز الدوري,ناجي لوش,برهان علي,جمال الاتاسي


كواكب قوميةً نيرةً و ساطعةً من المسيحين و المسلمين لها عنوان واحد وهو الانتماء القومي لأمة العرب فقط و النضال في سبيل تحقيق أهدافها القومية الإنسانية فقط ..


نحن في العراق قبل الاحتلال كنا نشعر و نعيش هذا الفهم ونتراص في رصٍ حديدي تجمعنا إليه رابطة الرفقة في الحزب والتي كانت صورة حية لطموح الحزب في أن نعيش هذا الرقي في التالف الديني و القومي والمذهبي في المجتمع.أنه من السخف و السفاهة أن يستطيع أحد أن يقول أن البعث فكراً وتنظيماً أن يعيش و لو للحظة نضالية واحدة بدون الشهيق الذي يكون فيه المسيحي و المسلم حالة نضالية واحدة كالهواء الذي لايكون هواءاً مالم تمتزج وتذوب فيه مركبات الأوكسجين بالنيتروجين ,ولان غير ذلك لا يكون هوءا وأن شيئاً غير ذلك فنحن لا نعرفه بل يعرفه القاصرين في الفكر والنضال,وهكذا هو البعث حالة إنسانية واحدة لا يفصل رفيقٌ عن رفيقٍ أو فرد عن فرد أو جماعة عن جماعة إلا بتفاضلية الإيمان بالله الواحد الأحد وبالأمة الواحدة..ليبقى البعث الخالد هويةً للمناضلين وعطاء لأمة العرب بكل ألوانها القومية والدينية ... أمين

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٢٩ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٣ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور