تأملات  - ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني ؟

﴿ الجزء العاشر
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
ولأجل أن نسلط الضوء على التقاربات والتباعدات البسيطة القليلة بين الستراتجيتين , سأتناول ذلك من خلال الأبواب التالية :


1- أبعاد الستراتيجية الإيرانية في العراق والمنطقة


أن النظام في إيران يدرك تماماً أنه يعيش في عزلةعن محيطه العربي وكذلك الاقليمي ولكنه في نفس الوقت يدرك وحسب قناعات مشرعي سياساته أنه يعيش في لحظة تاريخية استثنائية يملك فيها من عناصر القوة ما يساعده على تصدير أفكاره و التي يسميها بالثورية وكذلك على تحقيق طموحاتها من دون تردد أو خوف من أية مواجهات محتملة تقف أمام تحقيق حلم إمبراطوريته الجديدة,وذلك لانه ًيعتقد:


أولاً- بتفوقه العسكري في المنطقة, الأمر الذي يُمَكْنَهُ من طرح دولته كقوة إقليمية وحتى في تصوراته كقوة دولية ,وأيضا ووفق حساباته أن مقومات القوة الإقليمية موجودة في دولة إيران الحالية فهو يتمتع بترسانة قوية من الأسلحة التقليدية وكذلك لديه قوة صاروخية تصل نديات البعض منها إلى2000كم, وقوة بحرية مزودة ببعض الغواصات والى جانب ذلك يتمتع بقواعد شعبية مذهبية واسعة في كل الأقطار العربية وبعض الدول الإسلامية وقادر أن يؤثر في تحديد أسبقية الولاءات لهذه القواعد الشعبية .


 ثانيا-وهو المهم في اندفاعات هذا النظام هو غياب أي قوة ردع إقليمية تتعامل معه بالندية وتحتوي هوجائية اندفاعاته وتقف أمامه وأمام مشاريعه البائسة والمتخلفة وبكل ثبات وقوة ,كما وقف النظام الثوري في العراق قبل الاحتلال  والذي كبح جموحه الأهوج وتصدى لإطماعه في المنطقة وخاصة في المحيط العربي وعرى أكاذيبه وإدعاته الكاذبة بنصرة القضية الفلسطينية من خلال الكشف عن علاقاته السرية مع الكيان الصهيوني, ولكن بعد غزو العراق و إزالة النظام الوطني القومي في العراق, وبحسب المنطق  السياسي والسوق العسكري الذي كان يعتبر العراق البوابة الشرقية للوطن العربي والمصد الإيديولوجي والعسكري للتمدد الفكري والعسكري الإيراني.وعليه يكون غزو العراق و إزالة نظامه الوطني القومي الثوري زمن الخاسرات التي منيت بها  الحركة القومية العربية و النظام العربي ككل وهي خطوة أُضيفت لانحسار المد القومي العربي ولليسار الثوري في المنطقة ,وأن احتلال العراق أعطى زخماً إضافياً لاندفاع هذا النظام بأتجاه تحقيق أحلامه المريضة وذلك لان بديل النظام الثوري في العراق سيكون حتماً  نظاماً طائفياً عميلا لايران وامتدادا له في المنطقة وبالفعل أصبح العراق اليوم العمق الستراتيجي ًالمهم لإيران,وبحسب حسابات ستراتيجي نظام الملالي أن إزالة النظام الوطني العراقي كان بمثابة  خطوة كبيرة  بأتجاه تحقيق المشروع الإيراني في إقامة نظامهم الطائفي في المنطقة,وأيضا بزوال النظام الوطني القومي في العراق قد فُتَحَ الباب على مصراعيه أمام النظام الإيراني للامساك بزمام الأمور في المنطقة وفق سياسية واضحة ومكشوفة ومتوازنة أمام حلفائهم وأمام أعدائهم ,

 

وأن إزالة النظام الوطني العراقي كان اختراقا للنظام العربي الشعبي والرسمي,وتراجعاً محسوساً للإيديولوجيات  العربية وإنتكاسةًسياسيةً خطيرة في السياسة العربية المعاصرة, وهي تعد خطوة مهمةً لنظام الملالي بأتجأه أهدافهم, لأنه لا يمكن لهذا النظام المتخلف نسج علاقة مع نظام يقوده البعث الخالد إلا على أُسس تبادل المصالح واحترام السيادة للطرفين والاعتراف بوحدة الأمة العربية وكما هي وحدة الأمة الإيرانية وحق الشعوب في تقرير مصيرها أي بمعنى أدق علاقة متكافئة ,وهذا ما لا يرغب به الملالي الذين يسعون للهيمنة والتسلط لذلك هم يعلنون وعملائهم العداء والحقد على البعث الخالد,لأن هذه الأسس في العلاقة لا تتيح للملالي من تحقيق إطماعهم في المنطقة ,بل تقزمهم للحد الذي يتناسب وحجمهم الإيديولوجي والسياسي والعسكري أيضا,والحقائق المستخلصة من الحرب التي دامت 8سنوات تعطي الأدلة الأكيدة على دور النظام الثوري في العراق والذي كان ولست أبالغ إن قلت له الفضل على المستوى القطري حيث صد الأفكار الخربة  والتي حاول الملالي من خلالها خداع العراقيين بها وتحويلهم إلى تابعين فقط.  

 

وكذلك دوره في الزمن و المكان العربي حيث قاوم أطماعهم ومؤامراتهم ضد الأنظمة العربية,ووقف إلى جانب أشقائه في مؤامرات هذا النظام وقدم تضحياتٍ كبيرة من أجلهم,وعلى المستوى الإنساني كبح هوجائية الملالي في تخريب الفكر الإنساني وتنشيط العقول المتزمتة وتشجيعها للتطرف المذهبي وليس الديني فقط,والتشجيع على الإرهاب بأسم المذهب !

 

لذلك تعاون نظام الملالي مع الشيطان الأكبر (وحسبما هم يسمونه )في غزو العراق و إزاحة نظامه الوطني لان البديل عن النظام الوطني العراقي هم قادرون على صناعته وتحديده ليكون نظاماً يخدم إستراتيجيتهم العدوانية, فكانوا شركاء مهمين في إضعاف النظام الوطني في العراق وساهموا بفعالية في غزوه عبر عملائهم سواء عبر استخدامهم لوسائل الإعلام أوبالتأمرعليه أو باستخدامهم للمليشيات التابعة لهم, وبعد الاحتلال وضعوا إستراتيجيتهم الخاصة في العراق واضعين كل الإمكانيات وعملائهم في حسابات جديدةلإستراتيجيتهم في العراق والتي كانت من أولياتها كيفية دفع عملائهم إلى التغلغل إلى المؤسسات الجديدة في الحكومات الطائفية والتي تتحدى اليوم الامريكين بالشعارات التي جاءت بهم إلى السلطة.

 

وألان لديهم الكثير من الوسائل ليستخدمونها تجاه المحتل الأمريكي وبحكم الشراكة بينهم في عدائهم للأمة العربية.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٢٧ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١١ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور