تأملات  / ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني ؟

﴿ الجزء التاسع ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
وقد كانت أول خطوات المحتل بأتجاه تنفيذ إستراتيجيته في العراق بعد الاحتلال هي في حل الجيش العراقي البطل والقوى الأمنية سواء بمشورة أو بدون مشورة ولكن المحتل تقصد في إحداث فراغ أمنياً وفي نفس الوقت سمح بسيطرة المليشيات على الوضع الأمني ولما َكثُرة الانتقادات السياسة للمحتل على حالة الفوضى التي تسببت فيه هذه المليشيات أُوعَز بتشكيل قوات أمنية جديدة وسمح للمليشيات بأن تكون هي اللبنة الأساسية لهذه القوى وهو يعرف تماماً أن هذا الإجراء سيزيد من تفاقم الوضع الأمني في العراق ولكن هذا الإجراء سيحقق له أغراضاًعديدة له في طريق تنفيذه لاستراتيجيته العدوانية وأول هذه الإغراض هو في إستمرار الفوضى الأمنية في العراق وهذا سيركز لدى العراقيين وحسب تقديراته الحاجة لبقاء قواته في العراق لضبط الأمن بتمني أو طلب عراقي, وثانياً وأيظا وحسب تقديراته أنه سيحاول أن يلاعب أطراف الصراع والنزاع السياسي والطائفي وحتى العرقي بحيث يظهر لكل طرف أنه عنصر مهم في إحداث التوازنات بينها وعدم السماح لرجحان أي من الاطراف المتنازعة أو المتصارعة, والثالث يكون هو في الظاهر خارج اللعبة أن كانت في مظهرهاالسياسي اوالطائفي او المصلحي,ولكنه في الحقيقية سيكون جزءاً اساسياً في الذي يحدث في العراق وهذا أمر طبيعي لانه يحتفظ بقواته العسكرية وهي حاسمة في ظروف العراق الحالية الذي لا يملك لا القوة العسكرية المهنية الحقيقية ولا الارادة الحرة المستقلة للنظام السياسي,وهوفي نفس الوقت سيحاول مواجهة المقاومة العراقية و بكل شراسته لانها في تنامي وتطور بفرض نفسها في الساحة العراقية وهذا الامر لو إستمر على هذا الترتيب سيفقده الكثير من الاوراق ولكي يستمر في اللعب لوحده لابد من أن يقلق تجاههاوتجاه الالتفاف الجمايري حوله ,لذلك لايهمه تنامي قوة المليشيات لانه بالتالي قادر وأيظاًحسب تقديراته من تحجيم دورها أما بالمواجهة معها أو بعقد أية صفقة مع إيران يتم فيها ألاحتواء الكامل لهذه العصابات .أما المقاومة العراقية البطلة فهي تتمتع بقيادة صاحبة فكر وعقيدة قوية متمثلة بعقيدة البعث الخالد وبشعبية بين العراقيين تزداد يوما بعد يوم وايظا بأردة صلبة في تحقيق هدف التحريروهي بدأءت  تتخطى حدود المسموح بها سياسياً او إعلامياً وهذا الامر ما لايقدر عليه المحتل في ضبط الموازنة معها .ولكن الاحزاب والمليشيات والشخصيات التي جاءت مع الاحتلال المتطفلة عليه فهو كفيل بها وهو قادران يبقي كل خيوط اللعبة في يديه  وهو يدرك تماماً ان ميليشيات هذه الاحزاب لا تقدر أن تتخطى الحدود التي وضعها لها المحتل بسبب كونها:


أولاً- كل عناصرها من العصابات والقتلة الذين تهيأت لهم الفرصة أن يمارسوا أفعالهم القذرة وبأغطية قانونية بكونهم جزء من جهاز أمني أي إنهم مرتزقة.ولن يهمهم المواطن العراقي وسلامته بقدرإهتمامهم بتنفيذ أوامر أحزابهم و مرجعياتهم وأيظاًمن يدفع لهم.  


ثانيا-أن هذه المليشيات ومرجعياتها الأحزاب والتشكيلات التي جاءت بعد الاحتلال ولا يمكن أن تتشكل منها قوى أمنية وطنية لان مرجعياتها طائفية و مذهبية وتلتزم بأوامر مرجعياتها ولئيمكن أن تنفذ مهمة وطنية الابمباركة من قبل هذه القيادات الدينية السياسية.وكل من هذه المجاميع و المليشيات هي عبارة عن عصابات مسلحة ولئيمكن في يوم من الأيام أن تمارس دورا سياسيا لافتقادها للمبادئ الأساسية للعمل السياسي وبدلا من أن تحترف السياسة فأفرادها قد احترفوا القتل والسلب.


ثالثاً-أن غالبية هذه المليشيات جاءت مع الأحزاب المرتبطة بإيران وهي جزء من الذراع العسكري الإيراني في العراق وهي ملزمة بتنفيذ أجندة المحتل الإيراني,وبالتأكيد ستقاوم هذه المليشيات كل خط أو توجه لتيار وطني و قومي وأن موجة الاجتثاث التي طالت العديد من الكيانات و الشخصيات العراقية من الترشيح للانتخابات والتي لا ترتبط بأجندة إيرانية خير دليل على التأثير الإيراني في الساحة العراقية.أن المحتل كان يدرك تماماً أن هذه المليشيات سوف تتعاون مع المخابرات الإيرانية في التصادم مع قوات المحتل ليس بهدف طرده أو مقاومته وأنما لتحقيق الإغراض التالية:


1-تشكيل قوة ضغط على المحتل الأمريكي في حالة اتخاذ الإدارة الأمريكية لأي موقف ضد إيران سواء ما يتعلق ببرنامج إيران النووي أو في الضغط على نفوذها في العراق أو في لبنان أو في تشابكها معه في أفغانستان ومجابهة مصالح إيران التوسعية أو إحراجها في الوسط الدولي كإثارة مسألة حقوق الإنسان في إيران وخاصة حقوق الأقليات.


2- العمل على نجاح الإستراتيجية الإيرانية القائمة على مبدأين ,الأول استغلال الدين وذلك بالتأكيد على الدور الإيراني في المحيط الإسلامي ومحاولة فرض الدولة الإيرانية كنموذج للدولة الإسلامية الحقيقية وأن تكون القطب الإسلامي الكبير عسكريا وهذا ما يلاحظ على إصرار إيران على امتلاكها للقوة النووية وكذلك على محاولتها للتغير الشكلي في مواقفها من القضايا و الحركات الإسلامية بعيدا عن حقيقتها المذهبية ومنافسة تركيا لدورها الذي تقوم بت منذ استلام حزب العدالة الإسلامي للحكم في تركيا,والذي يسعى بدوره من تقديمه لتركيا نموذجاً للدولة الإسلامية المتحضرة وهو يهدف  من ذلك أولا إلى ترصين رصيده بهذا الموقف عندما تَطرح تركيا نفسها وبهذا الثقل والعمق الجيوستراتيجي في المنطقة والعالم الإسلامي وكذلك لطلطمأنةلغرب  من توجهاتها الإسلامية وجعل ذلك بطاقة دخولها الاتحاد الأوروبي.و الربداء الثاني للإستراتيجية الإيرانية يكمن في محاولتها على تعزيز ولاية الفقيه زمن إطار الدولة الإسلامية الثورية أي الجمع بين مرجعية دينية ومذهبية وبين دور تطمح له طهران بتمثلها للحركة الثورية الإسلامية في العالم.فهي لا تزال تعمل بمشروع تصدير الثورة إلى دول الجوار ومن ثم إلى العالم العربي و الإسلامي والذي جاء بت الخميني والهدف الأول منه تكوين حزام أو هلالاً مذهبياً للسيطرة على المنطقة وهذا ما كان قد صرح بت القادة السياسيين الذين كانوا في حضرة الخميني وما تثبته تصرفاتهم اليوم فتصريح أبو الحسن بني صدر وهو أول رئيس لإيران بعد سقوط نظام الشاه في عام 1979 وفي حوار مسجل له مع قناة الجزيرة القطرية في أيلول من عام 2000بأن الثورة الإيرانية تسعى لإقامة حزام (شيعي) يتألف من إيران والعراق وسوريا و لبنان تمكنها من السيطرة على ضفتي العالم الإسلامي ثم استخدام لنفط و موقع الخليج العربي لاستكمال السيطرة على المنطقة وبكسب تأييد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الذين هما حليفين قويين يشتركان معها في العداء للعرب.وتصريحات الساسة الإيرانيين وسلوكهم ألتعجرفي ضد الأمة العربية  وخاصة بعد غزو العراق في عام 2003 يؤكد استمرارهم في السعي لتحقيق أهدافهم المريضة وخاصة في موقفهم من احتلال الجزر العربية الثلاث (طني الكبرى و طني الصغرى و أبموسى) وتصريحاتهم بشأن عائديه البحرين وتدخلاتهم بالشؤون  الداخلية في العراق والدول العربية وهو أمر قدا صبح واضح تماماً بكونه حلقة أساسية من  حلقات التأمر الإيراني على الأمة العربية و جزءاً أساسياً وبديهية من بديهيات الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة.                                                   

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٢٠ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٤ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور