تأملات / ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني ؟

﴿ الجزء الثامن ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
ولكن يبقى المحتل يراهن على سياسته البغيضة في الطرق على الطائفية باحتضان طائفة أو أقلية بهدف تجزئة المعسكرات الوطنية أو القومية وهذا الامروالسلوك قد اعتادت عليه هذه الدول الاستعمارية و العدوانية ,فكما أنشئوا ودعموا الحركات الدينية المتطرفة لخدمة أغراضهم المصلحية المرحلية,وبنفس الفلسفة والسلوك الذي اعتمدوه في القرن الخامس من القرن الماضي عندما جابهوا تعاظم التيار القومي التحرري وكذلك إنتشارالشيوعية في منطقة الشرق الأوسط و بالتحديد في المنطقة العربية فأقاموا ودعموا الحركات الدينية وساندوها بكل أنواع الدعم لمجابهة المد القومي اليساري في المنطقة,وعندما فرغوا منها في تحقيق أهدافهم صارت لهم مشكلة,بل أنتقلت هذه الحركات إلى تحديهم و مواجهتهم لان سر بقائهم لم يعد في يد المستعمرين بل أصبحت لهم أجندة خصة بهم لاتلتقي مع عرابهم الافي محاربة القوى القومية اليسارية. وما الحركات الأصولية المتطرفة اليوم والتي انتشرت في المنطقة وتمددت في تحديها لكل ماهوغربي إلى أوروبا والى الولايات المتحدة وهي ثمرات لزرعهم بالأمس ,واليوم أصبحت تهدد الأمن الأمريكي والأوروبي إنها من صنع أيديهم ولا علاقة لأي دين بأي تطرف يَنسبونه له أو ينتسبون هم له أبداً.لان الأديان السماوية كلها متسامحة وتقبل الواحد والاخروأما هذا التطرف فليس له وجود في فلسفة أي دين أو بين رجاله من عباد الله.وأن مشكلة وخطر تنظيم القاعدة الذي يحاربونه اليوم هو مثلُ واحدُ من هذه التشكيلات التي أنشئها الغرب الاستعماري لمجابهة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان في حينه,فهل سيعي المحتل لحجم تورطه اليوم في العراق وهو يواجه ألان صناعته من المليشيات والعصابات تتحرك ضده وبذات الكذبة التي حاءيها إلى العراق وخدع الملايين بها وهي كذبة الديمقراطية,أعتقد حان الوقت ليبدء العد التنازلي لانفراط العلاقة بين الشيطان وأتباعه.


أنها الغفلة في الإستراتيجية الامبريالية, فيبدوإنهم لم يَعُوا من خطورة التلاعب بالمشاعر الدينية والمذهبية ,فكما أنشاءوا الحركات السياسية المغطاة بالدين سابقاً ودعموا التطرف الديني لمجابة التيار الوطني القومي التحرري وحتى الماركسي والذي أنقلب عليهم اليوم وبدأ يهاجمهم حتى في بلدانهم, وبنفس الغباء هم يتصرفون اليوم في العراق ولكن بشئ من التغيير وذلك بأستخدام طائفة أو مذهب تجاه الاخرين ,ويتمادى المحتل في الإيغال في محاربته لكل القوى المحسوبة على التوجه الوطني والقومي وكذلك العلماني ويقف موقف المتفرج أمام تصفيتهافهو لم يتحرك بجدية أمام إجتثاث بعض العناصر المحسوبة على التيار القومي والتي رشحت للانتخابات العراقيةالتي ستكون في اوائل أذار2010 وهو يتفرج على اجتثاثهم ومن قبل لجنة قال عنها بشتراوس نفسه وهو قائد القوات الأمريكية في المنطقة بأنها تابعة لفيلق القدس الإيراني , وحرمت هذه الشريحة من المجتمع العراقي من أن تشارك في الانتخابات العراقية التي ستجرى في بداية مارس القادم وبذلك تكون إيران قد ضمنت الحكومة الجديدة والبرلمان في تبعيته لسياستها و مصالحها, كماهو والحال ألان. أليس هذه غفلة و بإصرار, الم يصل الأمريكيون بعد لقناعة بأن هولاء القتلة والعملاء أصبحوا ثقلا على السياسة و الموقف الأمريكي والذي يتطلب التخلي عنهم كما هو حال موقفهم من باقي عملائهم السابقين في المنطقة وبشكل خاص من شاه إيران وماركوس حاكم الفليبين الاسبق؟

 

تسأول قد يسبق الزمن الأمريكي في الإجراء ولكن الدلائل والوقائع تقول وتعطي بأن الأمريكيون بدئوا يدركون أن هذه المجاميع المزدوجة بالعمالة بدأت ترتب وضعاًخاصابها وبمصالحها بعيداً عنهم وقريباً من إيران ولكن إصرارهم على هذا الموقف يعطي دلالة أكيدة على وجود صفقة ما بين المحتلين على حساب الخراب العراقي,وهذا الخراب الشامل الذي حل بالعراق منذ عام 2003 وخاصة السياسي تتحمل مسؤوليته لوحدها الدول التي ساهمت في جريمة الغزو وبالدرجة الأساس الولايات المتحدة الامريكية وهي التي قد انزلقت للفخ الإيراني الذي بدى واضحاً في شكله وإبعاده و مكانه, ففي حين كانت يفكر الأمريكيون أن يحولوا الساحة العراقية لمنطقة قتل للقاعدة و لأعدائهم الباقين وإذاهم تَحولوا لأهداف للقتل في العراق بخاسرات بشرية ومادية ومعنوية لم تكن في حساباتهم بدليل أنهم قد وضعوا في حساباتهم السابقة باستقبالهم بالورود من قبل الشعب العراقي وإذا بالورود تتحول إلى طلقات رصاص.وحولوا العراق إلى غابة يسودها القتل والسلب والإجرام,ولازال المحتل يراهن على صناعه في أقامة المجتمع الديمقراطي وهو يدرك أنهم يفتقدون لأبسط المفاهيم والسلوك الديمقراطي لأنهم مجموعة من القتلة و السارقين,أليس هذه غفلة,أم هو إصرار و مكابرة على تحقيق حلم أمريكي في العراق وبدون الاكتراث للثمن الذي سيدفعه العراقيين من مغامرات الامريكين والصراعات والقتل و المعاناة! وأحد مظاهر هذه المستحيلات في نجاح مغامرتهم في العراق يتجسد في فشل كل حكومات الاحتلال في تحقيق الأمن والاستقرار, وأن غياب الأمن سيزيد من فشلهم في العراق هو أهم العوامل التي تساعد على إقامة مجتمع غير مستقر قادر أن يختار, وهذا النوع من الاختيار بالضرورة سوف لايخدم المحتل. فأين ستكون مصداقية المحتل في أقامة ديمقراطيته المزعومة؟

 

أنه ليس اختبارا للمحتل و لكنه استنتاج بأنه ليس من مصلحة المحتل حدوث استقرا في العراق والذي سيجعل من شعب العراق قادرا على اختيار شكل و نوع النظام السياسي الذي يريده وهذا لا يتفق مع الإستراتيجية الأمريكية ولا الإستراتيجية الإيرانية أيضا في إعطاء الفرصة للعراقيين في تحديد اختياراتهم وإلا ما تحملوا الغزاة الخاسرات المادية والبشرية والسياسية في غزو العراق واحتلاله ,والسؤال الذي يمكن أن يطرح هل في قدرة الإدارة الامريكية الجديدة ولديها الشجاعة في تصحيح ما أرتكبته الإدارة السابقة من أخطاء في العراق؟

 

في تصوري الامتحان الكبيروالحقيقي لجدية وصدق هذه الإدارة في تصحيح أخطاء الماضي ستكون في الخطوة الاولى في نوع وشكل و توجهات البرلمان القادم وحكومته, لانني مقتنع تماماً في ان دفة الحكم لاتزال في يد المحتل, وكما كذبوا على شعب العراق في موضوعة الديمقراطية فالسيادة هي كذبة ملازمة لوضع البلد المحتل أيظا وهم قادرون للدخول و التاثير في ما سموه بالعملية السياسية ولصالحهم وبالوقت الذي يختارونه هم وبنفس الوقت ضبط الأمن من خلال أعادة الجيش العراقي البطل لممارسة دوره المشرف, وهو الضمانة الوحيدة للحفاظ على الهويةالوطنية للعراق و ضمان إستقلاله..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٩ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٣ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور