امريكا وايران والكيان الصهيوني ومؤامرة خليج عدن

 
 
شبكة المنصور
محمد عبد الحياني

ضمن المخطط الامريكي الصهيوني للسيطرة على الممرات البحرية وتطويق منطقة ما اسموها بالمنطقة الشرق اوسطية , وبغية تنفيذ مخططهم في تمزيق اوصال بلدانها , والتواجد الستراتيجي لامريكا والكيان الصهيوني في الخليج العربي , لابد ان يدخلوا مع ايران في هذه الطبخة , فهي العراب المستفيد منها , ناهيكم عن انها ( ايران ) قد زرعت ( ثايات ) خيمتها المجوسية في مناطق مختلفة من هذه المنطقة . فهي قد زرعت في لبنان حزبها العتيد الذي اسمته ظلماً وعدواناً ( حزب الله ) , ذلك الحزب الذي اوقع لبنان بمطبات وحروب (مفاجئة) مع الكيان الصهيوني لم تكن لبنان ولا الاقطار العربية مستعدة لها , بالاضافة لتدريب عصابات القتل للعناصر والشخصيات المعادية لايران او ممن يرفضون التشّيع الفارسي ( من الشيعة العرب والسنة على حد سواء ) كما يحدث اليوم من قتل عوائل شيعية عن بكرة ابيها ( بقطع الرأس ) لانها اما ان تكون بعثية او رافضة للوجود الايراني في العراق والاحتلال الامريكي له . بالاضافة الى دورها الخبيث في شق وحدة صف المقاومة الفلسطينية . كما زرعت ايران الاحزاب الصفوية في العراق من امثال حزب الدعوة وحزب المجلس الاعلى لما تسمى بالثورة الاسلامية والتيار الصدري وعصابات القتل لتنظيمات بدرالمجرمة ... وغيرها من الاحزاب الميليشياوية . كما زرعت في اليمن الحوثيين الذين جندتم ضد الحكم الوطني في اليمن الموحد لاضعافه في الوقت الذي حركت فيه امريكا من كانوا يدعون التقدمية في الجنوب اليمني , ليجبروا الحكومة اليمنية للاملاءات التي تفرضها امريكا لما يتعلق الامر بمخططها للسيطرة على خليج عدن ومضيق باب المندب , خدمة للكيان الصهيوني في مرور بواخره منها للتواجد الحقيقي في الخليج العربي . وفي هذه الطبخة استعملت ايران الحوثيين في الضغط على المملكة السعودية لتتوجه الى حليفتها امريكا لدعمها , لقاء التغاضي عما تخطط له الاخيرة في امر سيطرتها على خليج عدن ومضيق باب المندب ... وبالفعل فقد مرت مؤخراً اول فرقاطة صهيونية عبر هذا الممر, متوجهة الى الخليج العربي , بعد ان سمح لها النظام المصري بالعبور من قناة السويس ... ولن نتكلم عن الدويلات المجهرية للخليج العربي فان الوجود الايراني الامريكي الصهيوني موجوداً فيها شاء امراء النفط فيها ام لم يشاءوا . فهم لم يعنيهم من هذه الطبخة شيء ما داموا متربعين على صدور امتهم العربية , ويرتشفون حصتهم من عائدات النفط الذي تستخرجه الشركات الاجنبية ليفعلوا بها ما شاءوا بعيداً عن مصلحة الشعب العربي في الخليج العربي وعن الامة العربية جمعاء .

 

كيف بدأ التخطيط والمباشرة في السيطرة على خليج عدن :- بدأت امريكا بالتعاون المستتر مع كل من الكيان الصهيوني وايران في السيطرة على خليج عدن بعد ان شعر هذا الحلف الشيطاني بصعوبة السيطرة على العراق , بسبب الضربات القاتلة التي تلقتها قوات الاحتلال وعملاءهم من قبل رجال المقاومة العراقية الابطال , تلك الضربات التي اشعرت الامريكان بضعف قيمتهم القتالية في العراق وتدهورسمعتهم العالمية , على انهم القوة العظمى في العالم , وان القرن الحادي والعشرين سيكون قرناً امريكياً . لكل هذا , ولان خطة شرذمة دول ما يسمونها ( منطقة الشرق الاوسط  ) تقتضي السيطرة على منطقة القرن الافريقي , فقد عجل الامريكان باحتلال الصومال ... وليتهم لم يفعلوا ذلك , لكي يُبقوا على ما تبقى من سمعتهم  كأقوى دولة في العالم , ذلك لان انزالهم البحري على ( اصغر دولة في العالم ) قد باء بهزيمة نكراء تحت ضربات ابطال الصومال الذين اوقعوا في جنود البحرية الامريكان مئات القتلى الذين عتّموا على عددهم الحقيقي امام الاعلام الدولي ..... منذ ذلك الوقت وهم يفكرون بوسيلة يشركون فيها العالم وبالاخص الدول الاوربية والدول المتقدمة صناعياً ليساهموامعهم في السيطرة على هذه المنطقة , فعملوا بذلك على محورين رئيسين يدعم كلٌ منهما الآخر ,هما :-

 

1 ) محور الارهاب .. وقد بدأته امريكا بشراء ذمم عدد ممن دعتهم بالقراصنة الذين هيّئت لهم الاجواء التي تسمح لهم باختطاف بواخر الشحن للدول المستفيدة من هذا الممر الوحيد الذي يربط  الشرق بالغرب , وبدونه يعود العالم القهقرى الى عهد الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح .

 

2 ) محور ايران ... وهو ما يقوم به عملاءها الحوثيون من تمرد على السلطة الشرعية في صنعاء . وتدخل في هذا المحور امريكا ذاتها عن طريق العناصر التي تدعي التقدمية في جنوب اليمن لتعتبر( هذه العناصر) على انها جزء من المخطط الامريكي الصهيوني الفارسي الخاص بشرذمة المنطقة .  

 

بعض الاستنتاجات                                         

وقبل ان ننهي موضوعنا هذا نشير للحقائق التالية , التي لم تعد خافية على الجميع :-

 

1 ) ان نظام الملالي في ايران هو امتداد لنظام الشاه , العميل الاول لامريكا والصهيونية العالمية, وكان اول المعترفين بالكيان الصهيوني الذي احتل الارض العربية في فلسطين , كما كان ودوره الاول المكلف به من قبل امريكا , بعد ثورة البعث في العراق في ( 17 – 30 ) تموز؛ هو اتعاب نظام البعث واشغاله عن تنمية العراق واسقاطه عن طريق مساعدة عصاة الاكراد في شمال العراق ( عسكرياً) , وخصوصاً بعد ان امم البعث نفط العراق وحرره من هيمنة الشركات الاجنبية . وقد اقصته امريكا عن عرشه بواسطة عملاءها من قادة الجيش الايراني ( الذين استمروا في الخدمة العسكرية ليثبتوا ويحموا نظام الملالي الجديد......!!! . كان ذلك , بعد ان خرج ذلك الشاه عن طوع امريكا وسحب قواته العسكرية من شمال العراق بعد عقده اتفاقية الجزائر عام 1975 مع العراق بوساطة الرئيس الجزائري المرحوم هواري بومدين.        

 

2 ) إن تهريج نظام الملالي بانهم سيقضون على الكيان الصهيوني هو مجرد هراء , فهم يخدعون الناس ويدّعون ان طريق تحرير فلسطين لايمكن يتم الاّ بعد احتلالهم للعراق . وتضحكنا هنا تنبؤات رئيسهم احمدي نجاد حينما يرى المهدي في منامه ويقضته وهو يدغدغ امانيه في احتلال العراق ليقفز الى نهاية الكون في تحرير فلسطين .... وما اغباه من رئيس دولة حينما يصرح ان سبب تأخر المهدي في الظهور هو وجود امريكا في العراق , والكل يعلم ان من جاء به وبالولي الفقيه في المواقع التي يحتلونها الآن ( وبدون ادنى جدارة سوى الخبث ) هي امريكا  .......!!!! .

 

وللمعلومات ايضاً , ان للفرس مهدي خاص بهم غاب بعد ان وعدهم بانه سيظهر ليقضي على المسلمين ممثلاً بالعرب والعراقيين ( على الخصوص) ليعيد دولة الفرس وشعلة نارها المجوسية . وقد ظهر قبل نجاد في فارس ادعياء كثيرون واعلنوا عن مهديتهم , ولكن التاريخ كشف دجلهم وزيف دعواهم . وبالمقابل فان تهديدات امريكا والكيان الصهيوني لضرب ايران وحصارها هو مجرد تضليل للرأي العام . لان في ذلك تهديم ركن من اركان القاعدة التي يجلس عليها قدرالطبخة التآمرية الخاصة بتمزيق اوصال الوطن العربي .....  ( فالقدرلا يجلس إلا على ثلاث ) كما يقول المثل الشعبي العراقي ... فلا ينخدع العراقيون والعرب بكذب الامريكان والصهاينة في قصف ايران وحصارها .... إذ ان امريكا والكيان الصهيوني لا يستغنون عن ايران ( كخاروعة خضرة ) اوفزاعة ( باللهجة المصرية ) , يرهبون بها الانظمة العربية , خصوصاً وهم يعزفون على نغمة السلاح الذري الذي ستمتلكه ايران , ليجعلوا من انفسهم ( امريكا والكيان الصهيوني ) المنقذَين لهذه الانظمة من المخالب النووية الايرانية .  

 

3 ) ولا يغيب عن بالنا , ان ما ادعته كل من سفارتي امريكا وبريطانيا في اليمن , من انهما تلقتا تهديداً من القاعدة , هوكذب على العالم في عهد الرئيس اوباما , لخلق الذرائع التي يجيز بها لامريكا التدخل في الشؤون اليمنية الداخلية , كما فعلها قبله مجنون امريكا  (بوش الصغير) عندما دمر برجي التجارة في 11 سبتمبرعام  2001 ليجعلها ذريعة لغزو افغانستان والعراق .

 

4 ) مما تقدم نعيد ما دعونا له حكوماتنا العربية بشكل دائم ؛ بان الخلاص من التهديد الفارسي لايمكن ان يتم إلا بدعم المقاومة الشعبية ورفدها بمسببات القوة , وعلى وجه الخصوص المقاومة العراقية التي اجبرت اعظم دولة في العالم على التخلي من عنجهيتها وكبريائها , لتصل عن قريب , ان شاء الله ,الى طردها من ارض العراق الغالية شر طردة . وهي قادرة بعد ذلك على تلقين ايران وعملاءها في العراق الدروس التي ستنهي (البعبع) الذي خلقته امريكا ذاتها في ايران , ان هو تجاسرليملي فراغ الاحتلال الامريكي للعراق . وستعيد هذه المقاومة دور العراق التأريخي في الدفاع عن الارض العربية اينما تكون ...

 

الخاتمة

في ختام هذا الموضوع نسأل الباري عز وجل ان يرحم شهداءنا الابرارممن دافعوا عن العراق في معارك الشرف لقادسية صدام المجيدة وام المعارك التي قرر ابطال العراق ان ينهوها بهزيمة و طرد الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي من ارض العراق بعون الله ..... ورحم الله شهيد الحج الاكبر , ابو الشهداء صدام حسين المجيد .... ونسأل الباري عز وجل ان يديم عمر شيخ  المجاهدين عزة ابراهيم الدوري ويمده بالنصر المبين ....

 

وفي النهاية وبمناسبة المولد النبوي الشريف استذكر بعض الابيات للمرحوم المناضل صالح مهدي عماش في ( نهج البردة ) الخاصة به , والتي القاها في بداية السبعينات .......

 

أن شفك الوجد مشتاقاً لذي سَلَم                  او راعكَ الحلم بين البان والعلم

اوأتحفتكَ الليالي وهي قادرةٌ                  تُذكي نسيمَ الصبا بالطيب من اظم

أو كان ليلك بالاحلام ممتزجاً                        شوقاً اليهم فلم ترقد ولم  تنم

لما اصابك من سهد ومن ارق                  من شدة الشوق لا من شدة الالم

عرج على الحي واشفي القلب من وله      واقرأ سلامي على عرب بذي سلم

وجاور البيت والاحباب واسألََهم               يا سيد الرسل عدّوني من الخدم

محمدٌ آية الباري لقد عجزت                   أهلُ البلاغة , بل عُدت من البكم

اعيدها نظرات منك صادقةٌ   وان تصورت , ليس السمن في من شحمه ورم

 

ومني أنا قبلة على جبين كل مقاتل عراقي وعربي ومسلم

يذود عن حياض العراق وفلسطين وافغانستان

والامتين العربية والاسلامية

والى نصر مؤزر

بعون الله

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين  / ١٥ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠١ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور