مفاوضات عبثية + فضائح جنسية ـ سلطة غير شرعية

 
 
 
شبكة المنصور
محمد العماري
لم تكتفِ السلطة الفلسطينية الوهمية بأنها ضيّعت سنوات من عمر وتضحيات وجهود الشعب الفلسطيني في مفاوضات عبثية لم تجلب نفعا حتى لمن شارك فيها وأصبح خبيرا "دوليا"في شؤونها, حتى جاءت الفضائح الجنسية لتزيد طين الشعب الفلسطيني بلّة, وفي الدائرة الضيقة المحيطة برجال الرئيس محمود عباس, وربما ليس بعيدا عن مكتبه الرئاسي. لكن المثير للدهشة والسخرية أيضا هو أن فريق أوسلو, الذين إلتصقت مؤخراتهم بكراسي السلطة العديمة الشرعية والفائدة وشابت رؤوسهم وعقولهم جريا وراء السراب والأوهام, لم يجدوا ميدانا آخر لتحقيق بطولاتهم الشخصية, لكي يخلّدها التاريخ لهم بحروف من تراب وزفت, غير ميدان الفساد والرشاوي وسوء الادارة, وأخيرا الجنس.


ومن نافلة القول إن حكومة رام الله, التي لا تمثّل الشعب الفلسطيني بل فئة متسلّطة ومنتفّذة منه, أصبحت فرعا تابعا لوزراة خارجية الكيان الصهيوني. وصار الدفاع عن مصالح هذا الكيان الغاصب ومواطنيه, الذين تربّوا وتتلمذوا على الحقد والكراهية لكل ما هو فلسطيني بما فيه الأجنّة في بطون أمهاتهم, من أولويات سلطة الرئيس محمود عباس ورئيس حكومته"الفتحاوية" سلام فياض. ووصلت بهم الوقاحة الأخلاقية والأدبية الى درجة أصبحوا فيها يدينون مقتل جندي إسرائليلي على يد رجال المقاومة الفلسطينية الأبطال.


وها هو السيد سلام فياض, رئيس حكومة رام الله التابعة لاسرائيل, يصرّح قائلا "إن هذا الحادث مُدان من قبلنا وهو يتعارض مع المصالح الوطنية الفلسطينية ومع الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية وكذلك مع الالتزامات التي أخذتها على عاتقها". أي بمعنى آخر الدفاع عن مصالح وأمن وإستقرار الكيان الصهيوني ومواطنيه. وليذهب الشعب الفلسطيني الى الجحيم. ثم إننا لا ندري بالضبط, فالعلم عند الله وحده, الى أين وصلت الجهود التي"تبذلها السلطة الوطنية"بقيادة محمود عباس وسلام فياض؟ ومها هي يا ترى" المصالح الوطنية الفلسطينية" التي يشير اليها السيد فياض في تصريحه؟


وبسبب سحر السلطة ورونقها الزائف تجاهل أو تناسى السيد سلام فياض إن الكيان الصهيوني الغاصب يرتكب كل يوم, ومنذ ستين عاما, أكثر من جريمة قتل وإعتقال وإختطاف ودهم وإذلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل, دون أن نسمع كلمة إدانة أو رفض أو إعتراض, أو حتى كلمة عطف إنسانية واحدة تصدر عن وزير صهيوني أو سياسي أو ضابط في الجيش, ولا حتى من مواطن"إسرائيلي" عادي. فالى متى يستمر هذا الهوان وهذا الخضوع الأعمى لعدو يمارس قتل وإذلال وتجويع الفلسطينيين كهواية مفضّلة له ولجنوده وقطعان مستوطنيه. إغتصب أرضنا وما زال يغتصب المزيد منها. وقد لا تنجوا في يوم ما حتى"المقاطعة" التي تأويكم يا سلام فياض, من شرهِ هذا الكيان الصهيوني المتوحّش.


ومناسبة الفساد المتعدّد الوجوه والأشكال والأضرار تجدرالاشارة هنا الى أن"الحكومات" التابعة للأمريكان أو المعيّنة من قبلهم أو الحاضعة مباشرة لارادتهم وأهوائهم, كحكومة العملاء نوري المالكي في العراق وحميد كرزاي في أفغانستان ومحمود عباس في فلسطين, هي أكثر حكومات العالم فسادا وفشلا وإنعداما للشرعية.
ولهذا السبب, واسباب كثيرة أخرى, وجدت نفسها في عزلة شبه تامةّ عن الشعب, الذي لم يرّ فيها الاّ وكيلا ومنذفدا لمصالح وأجندات المحتلّين الأجانب, فلجأت الى حُماتها الأمريكان من أجل أن تقف على قدميها الكسيحتين وتستمر في البقاء ولو في منطقة خضراء أو مقاطعة أو قصر رئاسي معزول. وجميعها أماكن شديد التحصين ومحميّة بالكامل من قبل أرباب النعمة جنود ومارينز العم سام. وسواءا كانت قصة مدير مكتب الرئيس محمود عباس وفساده المالي والأخلاقي حقيقية أم أنها نتاج مؤامرة كما يدّعي صاحب الشأن وخلفه السلطة الوهمية الفلسطينية, فأن الأمر يبقى لعبة بائسة وهابطة المستوى لرجالات سلطة محمود عباس في رام الله الذين وضعوا أيديهم, بلا رقيب أو حسيب أو حتى تأنيب ضمير, على ملايين الدولارات التي تقدّمها الدول المانحة والتي كان يُفترض بها أن تعين الشعب الفلسطيني المحاصر على تجاوز محنته ووضعه المأساوي وتخفّف من بعض آلامه.


وليس مهمّا, بعد أن وقع الفاس بالرأس يا محمود عباس, إن كان مدير مكتبكم وقع في كمين, كما يزعم هو. أو أنه ذهب بنفسه الى ذلك الكمين. خصوصا وإن كمائن النساء, ومنذ القدم, هي أكثر الكمائن قدرة وفعّالية على إصطياد رجال السلطة. وللتذكير هنا يا فخامة الرئيس أبو مازن نقول إن جميع حكام الكيان الصهيوني, الذين وضعتم أيديكم بايديهم الملطّخة بالدم الفلسطيني وريطتهم مصيركم ومصير سلطتكم البالية بارادتهم ورغباتهم, هم أفضل الأمثلة عالميا في الفساد المالي والاداري والأخلاقي, من رئيسهم السابق موشيه كوستاف والحالي وإنتهاءا بالوزراء وكبار ضباط الجيش, هذا إضافة الى كونهم مجرمي حرب وقتلة محترفين. وغالبا ما يسقطون ضحايا في قاعات المحاكم التابعة الى كيانهم المسخ وليس في ساحات الحروب العربية !


وبالتالي فلا غرابة أن تكون عدوى الفساد المالي والاداري والأخلاقي, وأمور أخرى, قد إنتقلت اليكم. فمن عاشر قوما أربعين يوما صار منهم والاّ رحل عنهم. فما بالكم وقد قضيتم معهم 17 عاما من التقويم الأوسلوي. وجعلتم من الشعب الفلسطيني ومآسيه وآلامه وضحاياه سلعة تتجارون بها من أجل كسب المال والتمسّك أكثر وأكثر بكراسي السلطة الوهمية الزائفة. وطلّقتم المقاومة بكلّ أشكالها المسلّحة منها والسلمية وإنحرفتم بشدّة عن جادة الشعب, التي هي جادة الصواب والحق, ولا ندري الى أين أنتم ذاهبون. وهنيئا لكم ما يفعله بكم قادة الكيان الصهيوني. فبعد أن نجحوا في تعريتكم من قيمكم ومبادئكم وتاريخكم, الذي كان في يوم ما مشرّفا, ها هم اليوم يعرّونك من ثيابكم .. فيالعار!

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ٠٣ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٧ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور