يوم واحد لشرفاء العراق ليغادروا وطنهم وسبعة أيام لمجرمي بلاك ووتر!

 
 
 
شبكة المنصور
محمد العماري
قبل بضعة أيام أصدر ما يُسمى بوزير داخلية العراق الجديد جواد البولاني أمرا, والله يعلم كيف سيتم تنفيذه وتطبيقه, الى 250 عنصرا من المجرمين والقتلة التابعين لشركة"بلاك ووتر" سيئة الصيت والسمعة يُطالبهم فيه بمغادرة العراق في غضون سبعة أيام والاّ "واجهوا إحتمال - تصوّرا أنه مجرد إحتمال- القبض عليهم بتهمة مخالفة قوانين تأشيرات الاقامة". وليس للجرائم التي إرتكبوها بحق العراقيين ! وفي نفس الوقت أصدر محافظ كربلاء, الذي تجري الطائفية بكل مساوئها وأحقادها وشرورها في دمه الصفوي, أمرا مصحوبا بالتهديد والوعيد الى أبناء المحافظة من البعثيين وعوائلهم لكي يغادروا المدينة فورا, الى أين يا ترى؟ الى اللامكان..!


وأعطاهم جنابه التعيس, سوّد الله وجهه في الدنيا قبل الآخرة, يوما واحدا فقط لتنفيذ قراره المجوسي الحاقد. مع أن هؤلاء هم من خيرة أبناء المدينة وحُماتها من المدّ الصفوي الطائفي وبُناة نهضتها وعمرانها وإقتصادها. وتعامل المحافظ سيء الذكر مع البعثيين وأنصارهم وكأنهم رعايا لدولة أجنبية, كالفلبينيين والبنغاليين والهنود وغيرهم, إنتهت صلاحية إقامتهم أو عقود عملهم في العراق الديمقراطي جدا, وعليهم مغادرة البلد فورا.


وربما فات محافظ كربلاء"العبقري" أن يُطالب من أراد البقاء في مدينته من الذين شملهم قراره "الديمقراطي" بالمغادرة, وبعد التأكد طبعا من أنهم لا يعكرون صفو العملية السياسية التي تسير وسط الورود والرياحين والهيل والعنبر, بالحصول على وكيل ما, ويُفضّل أن يكون الوكيل معمّما ومتخرّجا من حوزة إيرانية صرفة.


لكن ذلك المحافظ على ما يبدو يتجاهل, لأن الجهل والتخلّف ميزة جميع حكام العراق الجديد, وكذلك بسبب هيمنة جارة السوء إيران على كل قرار وأمر يصدر عنهم, ان البعثيين, سواء إتفق الانسان معهم أو إختلف, هم أكثر إصالة ووطنية وتجذرا في العراق من أي حزب أو كيان أو تكتّل سياسي آخر, سواءا تلك التي جاءت مهرولة خلف دبابات الغزاة أو تلك التي خرجت من مصانع الاحتلال نفسه بعد عام الغزو المشؤوم. ولا يمكن بأية حال من الأحوال مقارنة حزب البعث بكل ما هو موجود على الساحة العراقية اليوم.


وإذا كان ثمة مَن ضحى أكثر من سواه في حياته وماله وأهله وسلطته من أجل العراق وشعبه, فهو البعثي وحزبه. دون التقليل طبعا من تضحيات وبطولة وصمود القوى والشخضيات الوطنية الأخرى المناهضة للاحتلال وأعوانه وعملائه. ومن الطبيعي أن يبلغ العداء والحقد للبعثيين, الذين أثبتوا وعلى مدى أعوام الاحتلال السوداء, أنهم القوة الوحديدة التي ترهب وتقض مضاجع سكنة المنطقة الخضراء من حكومة وبرلمان وما يُسمى بمجلس الرئاسة, وتجعل فرائصهم ترتعد بمجرد سماعهم إسم البعثيين رغم كل ما لديهم, أي حكام المنطقة الخضراء, من قوات حماية وميليشيات ومرتزقة وأموال طائلة ودعم عسكري وسياسي ومخابراتي أمريكي لا يتوقّف على مدار الساعة.


ولكونهم عجزوا عن تفديم إنجاز بسيط جدا للشعب العراقي, ولكون فصول فشلهم في إدارة شؤون الدولة والحكومة تتواصل الواحد تلو الآخر بشكل أصبح فيه العراق, عراقهم الجديد طبعا, محط سخرية وإزدراء بقية الدول والشعوب. وبسبب إدراكهم لقوة وتأثير فصائل المقاومة العراقية وعلى رأسها رجال حزب البعث الذين لم يبخلوا بغالٍ أو نفيس من أجل مبادئهم وقضايا شعبهم العادلة, لجأ "قادة" العراق الجديد الى الأساليب الرخيصة والمبتذلة الهادفة الى ترويع وأرهاب الشعب العراقي وخلط الأوراق عليه في بداية الحملات الانتخابية. التي يريدونها حكرا عليهم وعلى أسيادهم المجوس. عازفين على نفس الأوتار البالية ومردّدين ذات الاسطوانة المشروخة لتخويف الناخبين من عودة حزب البعث الى السلطة.


مع علم الجميع إن حزب البعث لا ناقة له ولا جمل في إنتخابات عراقهم الجديد. بل وقف ضدّها بقوة وإعتبرها إمتدادا لمشروع الاحتلال الأمريكي الايراني وتكريسا وتشريعا له. وهذا هو الموقف الصحيح. ولو توفّرت ذرّة من الديمقراطية الحقيقية في عراق اليوم, لا ديمقراطية العملاء والخونة والمأجورين, وقدّر لحزب البعث العربي الاشتراكي أن يشارك فيها, ولو بشكل غير مباشر وعبر شخصيات مستقلّة, لمات العميل نوري المالكي وشركاؤه في جريمة إحتلال العراق بالسكتة القلبية قبل فتح صناديق الاقتراع.

 
mkhalaf@alice.it
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد  / ٣٠ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٤ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور