جلال الطلباني لأسياده الأنكليز نحبكم ... والّله  نحبكم !

 
 
 
شبكة المنصور
محمد العماري

ما يجمع العبيد والعملاء هو أنّهم يتمتّعون بقدرات هائلة, بعضها وراثي والبعض الآخر مكتسب, في التملّق والتزلّف والرياء بمناسبة أو بدونها, لأسيادهم وأرباب نعمتهم. وإذا وقفوا في حضرة مولاهم, خصوصا إذا كان الأخير أجنبيا, فأن أولّ ما يقومون به هو التسبيح بحمده في فصل مسرحي متقن الاخراج يبدأ وينتهي بكيل عبارات الشكر والعرفان والتعبير عن"عظيم الامتنان" الى حدّ القرف والغثيان والوضاعة. وبرأيي المتواضع لا يوجد في عراق اليوم شخص أكثر خبرة وإحترافا ومهنية من العميل جلال الطلباني في فنّ التملّق والنفاق ولحس الأقدام والمؤخرات كلّما إجتمع ضخامته الغير مبجّل مع أسياده من أمريكان أو أنكليز, حتى وإن كانوا موظّفين صغار عديمي القيمة والتأثير.

 

ففي مقال نُشر في صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية, يُقال, والعهدة على القائل, إن"سيادة" الرئيس العميل جلال الطلباني كتبه خصّيصا لرعايا صاحبة الجلالة. وجّه فيه الشكر- لاحظوا مستوى الانحطاط والتفاهة - الى جميع رؤساء الحكومات البريطانية من جون ميجر مرورا بمجرم الحرب توني بلير وإنتهاءا برئيس الجكومة الحالي غوردن بروان. عن أي شيء شكرهم يا ترى؟ طبعا عن جميل صنعهم وعظيم فعلهم لأنهم قاموا بغزو العراق وتدميره وأشاعة الموت والخراب والفوضى في ربوعه, ونهب خيراته وثرواته بمساعدة ومباركة العميل جلال الطلباني نفسه والعصابة الحاكمة في المنطقة الخضراء.

 

ومع إحترامي لذوق القاريء الكريم وحرصي الدائم على تجنّب إستخدام الكلمات البذيئة في ما أكتب الاّ أنني مضطرّ في هذه الحالة أن أقدّم لكم "عيّنة" من الخراء المقزّز - لا مؤاخذة ومعذرة - ممّا ورد في مقال صاحب الضخامة الرئيس"العراقي" في الصحيفة المذكورة: "في وقت قمتُ أنا وغيري من قادة المعارضة العراقية بالطلب من حكومة بلير المساعدة في التخلّص من الديكتاتورية. ولهذا لا بدّ من الثناء على شجاعة وتضحيات القوات البريطانية". وهذا الكلام المضحك جدا يعني إن غزو العراق وإحتلاله جاء بطلب من جلال الطلباني وزمرة المعارضة "العراقية" ومن أجل عينيه "العسليتين"فقط وليس نتيجة خطط ومشاريع عدوانية ومؤامرات مستمرّة كانت أمريكا وبريطانيا تحضّران لها قبل الغزو بعدة سنوات.

 

ولا يُخفى على أي عراقي أن"الرئيس"جلال الطلباني مسلوب الارادة والسلطة والهيبة, وليس في يده حيلة وكلّل ما يستطيع فعله كرئيس دولة فاشلة جدا, طبعا بعد أخذ الأذن والمشورة والمباركة من السفير الأمريكي في بغداد, هو السفر والترحال من دولة الى أخرى بغية الترويج لبضاعة المحتلّين الأمريكان والبريطانيين. ولوضع العراق أرضا وشعبا وخيرات وسيادة تحت تصرّف هؤلاء اللصوص القتلة, وبالأخص العسكريين المتقاعدين منهم, والذين يسرحون ويمرحون في طول البلاد وعرضها. يسرقون ويسلبون, تحت يافطات وأسماء شركات حقيقية أو وهمية, كل ما يقع تحت أيديهم الملطخة بدماء العراقيين الأبرياء. بعد أن أصبح النهب والسلب والاستحواذ بالقوة في ظل حكومة العملاء الطلباني والبرزاني والمالكي"إستثمارا" أجنبيا لصالح الوطن والمواطنين.

 

ثم يقول ضخامة الطلباني في مقاله العتيد, وهي عيّنة أخرى من نفس المادة المقزّزة المشار اليها آنفا "إن الشعب العراقي - المغلوب على أمره والمنكوب به وبأمثاله - يُقدّر قدرة رجال الأعمال البريطانيين من أجل إكتشاف مصادرنا عبر الاستثمارالكبير من خلال التعامل التجاري معنا" أي بمعنى آخر , المزيد والمزيد من النهب والسرقة والاستيلاء على ثروات وخيرات الشعب العراقي وأجياله القادمة قبل فوات الأوان. ولم ينسّ ضخامة جلال الطلباني الاشارة في مقال النفاق والرياء الى أن العراقيين" فخورون بصداقتكم, ونأمل أن تكونوا دائما أصدقاءنا لنعمل معا من أجل رفاه الانسانية". وهنا بلغ ضخامة "الرئيس" قمّة الكذب والنفاق والزيف. فلا يوجد عراقي واحد, باستثناء الطلباني نفسه والزمرة الحاكمة في بغداد المحتلّة, فخور بصداقة الريطانيين, ونقصد الحكومات وليس الشعب البريطاني.

 

 ثم لا أحد يعرف أي رفاه يمكن أن يجلبه عميل خائن كالطلباني تسبّب في قتل وسجن وتشريد وهروب الملايين من أبناء شعبه من أجل أن يضع عجيزته المترهلة على كرسي الرئاسة بلا سلطة أو هيبة أو نفوذ. ودون أن يجرأ على الخروج لبضعة أمتار خارج المنطقة الخضراء المحصّنة لمواجهة شعبه وجها لوجه والتحدّث معه مباشرة كما بفعل جميع رؤساء الدول بدون إستثناء. ويبدو إن العميل الطلباني تناسى أن سبب خلوّ العالم, وليس العراق المحتل فقط, من الرفاهية والأمن والاستقرار هو أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الغاصب, ومن حالفهم من مجوس حاقدين وأكراد متصهينين وحكّام عرب متخاذلين.

 
mkhalaf@alice.it
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٩ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٣ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور