الحوزة العلمية ما لها وما عليها

﴿ الحلقة الأولى ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
الدكتور أحمد الياسري

في فتوى للمرجع الديني السيستاني :

(أن تقديم أي نوع من أنواع العون والمساعدة للمعتدين يُعد من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات، يتبعه الخزي والعار في الدنيا والعذاب الأليم في الدار الآخرة)

 

الموقف الشرعي من هذه القضية أو تلك لا يتغير من زمان لآخر، أومن مكان لآخر، لأن مثل هذه المواقف التي يٌعبر عنها حاليا ب (الفتاوى الشرعية) التي يصدرها المراجع الدينية لا بد أن تستند إلى القرآن الكريم، ثم السنة النبوية وروايات آل البيت عليهم السلام، ولأن النصوص القرآنية ثابتة، والأحاديث النبوية والروايات الصحيحة ثابتة أيضاً، لهذا فأن الفتاوى لا يمكن أن تتغير من يوم لآخر إذا كان المرجع الديني الذي أصدرها ملتزم بما أمر به الله سبحانه وتعالى.

 

السيستاني يعتبر نفسه من المراجع الدينية في النجف حالياً، لا بل يعتبره البعض هو( المرجع الديني الأعلى) في الحوزة العلمية ، ويقلده الكثير من الشيعة ، أي أنهم يلتزمون بفتاواه التي يصدرها، و(رسالته العملية) التي أعدها عندما أعلن مرجعيتة، لأن التقليد يعني ( أن يضع المٌقلِد أموره الدينية والدنيوية قلادة برقبة المرجع الذي يقلده)، ومثل هذا المعنى يٌعبر عنه شعبياً بصيغة ( ذبهه براس عالم وأطلع منهه سالم)، على أساس أن العالم هو الذي يتحمل مسؤولية ما يفتي به ويتبعه من يقلده، وهو يتحمل الذنب الذي يقع على تصرف من يتبعه إذا كان في ذلك ذنب.

 

إذا اعتمدنا هذه القاعدة فإن السيستاني أصدر فتوى قال فيها:

(أن تقديم أي نوع من أنواع العون والمساعدة للمعتدين يُعد من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات، يتبعه الخزي والعار في الدنيا والعذاب الأليم في الدار الآخرة)

وهذا الكلام ليس تجني أو تزوير على السيستاني ، وانما من كان يعيش في العراق خلال أيام العدوان يعلم أن هذا الفتوى وزعت بعد صلاة الجمعة الموافق

 

21 -3-2003 ، وهي مطبوعة على شكل ( مطوية)، وتحمل أحدى صفحاتها صورته والصفحة الأخرى الفتوى بخط اليد ومختومة بختمه ، والصفحة الثالثة الفتوى مطبوعة.

 

هذا هو السيستاني بتاريخ 21 -3 – 2003، أما السيتاني بعد ذلك وبشكل خاص بعد تاريخ 9 -4 – 2003 فهو غير ذلك ، ويخبرنا عن موقفه ( بريمر) في مذكراته حيث يؤكد بأنه تبادل معه ( 30) رسالة، وكذلك يتوضح موقفه المناقض لهذه الفتوى من خلال مساندته الحكومة العميلة التي عينها المحتل ومعاونته لها. وهذا يعني انه يعاون ويساند المحتل ، وينطبق عليه الحكم الشرعي الذي جاء في الفتوى:

 

(أن تقديم أي نوع من أنواع العون والمساعدة للمعتدين يُعد من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات، يتبعه الخزي والعار في الدنيا والعذاب الأليم في الدار الآخرة)

وهو يستحق هذا الخزي والعار في الدنيا والعذاب الأليم في الدار الآخرة ، لا بل سيتبعه عذاب أثم من تبعه من مقلديه الذين وضعوا أمور دينهم ودنياهم في رقبته، وهو يتسلم ( الخمس) منهم على أساس انه يتصرف به شرعياً، وهم على قناعة بذلك.

 

ما دفعني لكتابة هذه السلسلة من الحلقات عن ( الحوزة العلمية)، هو ما كتبه الأخ أحمد الجبوري تحت عنوان (ما رأيت اكثر خيانة ونفاقا وكذبا من الذين اكلوا من خيرات العراق وشربو من مائه ممن يسمون انفسهم (اّيات الله العظام)

 

والمنشور على هذا الرابط:

http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/0508/jbori_030508.htm

حيث أشار الأخ كاتب المقال إلى فتوى السيستاني ، ولكي يطلع القراء على نصها أدرجها في أدناه ، وسنتناول موضوع ( حقيقة مرجعية السيستاني) في الحلقة القادمة ان شاء الله.

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

قال الله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا}

وقال عز من قال: {أُذن للذين يقاتَلُون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير}.

 

إن واجب المسلمين في هذا الظرف العصيب أن يوحدوا كلمتهم، ويبذلوا كل ما بوسعهم في الدفاع عن العراق العزيز، وحمايته من مخططات الأعداء الطامعين، وليعلم الجميع أنه لو تحققت -لا سمح الله- مآرب المعتدين في العراق؛ فسوف يؤدي ذلك إلى نكبة خطيرة تهدد العالم الإسلامي بصور عاملة؛ فعلى كل مسلم أن يعي هذه الحقيقة، ويقوم بما يمكنه في سبيل الذود عن العراق المسلم، ومنع العدوان عليه.

 

ومن المؤكد أن العراقيين شعبا وقيادة سيقفون متراصين متكاتفين يشد بعضهم أزر بعض أمام أي اعتداء، وسيقاومونه بكل قوة وصلابة، وسيخيبون آمال المعتدين بعون الله تبارك وتعالى.

 

لا ريب في أن تقديم أي نوع من أنواع العون والمساعدة للمعتدين يُعد من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات، يتبعه الخزي والعار في الدنيا والعذاب الأليم في الدار الآخرة.

 

لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله عز وجل يوم القيامة مكتوبًا بين عينيه: آيس من رحمة الله".. فكيف بمن يعين على ضرب شعب مؤمن، ويتعاون مع الأجنبي في الاعتداء على بلاد المسلمين؟

 

أسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي المسلمين إلى ما فيه الخير والصلاح، وأن يجنب العراق العزيز شر الأشرار وكيد الكفار.. إنه سميع مجيب الدعاء.

 

علي الحسيني السستاني

27 جمادى الآخرة 1423هـ

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢١ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور