لا تزعلوا .. بايدن !!..

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الجبار الجبوري
جوزيف بايدن نائب الرئيس اوباما ، شخصية مثيرة للجدل، فهو صاحب فكرة ومشروع تقسيم العراق الى ثلاث طوائف قبل الغزو الأمريكي على العراق، وهو الآن يشرف على ملفي العراق وأفغانستان، وهما أخطر وأهم الملفات في إدارة الرئيس أوباما، فكلما حصلت أزمة في إدارة حكومة (كارازاي والمالكي) يسرع هذا (البايدن) الى نزع فتيل تلك الأزمة، وقبل أيام وصل (بايدن) بغداد لحل أزمة اختلقتها الحكومة مع الكيانات الوطنية المترشحة الى انتخابات مجلس النواب المقبلة، ولم تجد المكالمات الهاتفية التي أجراها مع الرئيس جلال ورئيس الوزراء وبعض أركان الحكومة من واشنطن، فاضطر الى زيارة بغداد وتبليغهم قرار إدارة أوباما بضرورة إجراء (انتخابات شفافة ونزيهة ويشترك فيها جميع العراقيين) بل ذهب بايدن الى أبعد من ذلك وصرح بأن هيئة المساءلة والعدالة (غير شرعية) وإنه إدارة أوباما سوف لن تعترف بها ولا بنتائج الانتخابات وأيدته هيئة الأمم المتحدة وهددت بعدم مشروعية الانتخابات وكذلك الاتحاد الأوربي في حين أعلن قائد جيوش الاحتلال الأمريكي في الشرق الأوسط ديفيد باتريوس بأن (هيئة المساءلة والعدالة أداة بيد فيلق القدس الإيراني)..


إذن ما الذي بقي لحكومة المالكي الغارقة في الفساد المالي والإداري والمشاكل من شرعية؟؟.. على كل.. بايدن اجتمع بجميع الأطراف وأبلغهم قرارات الإدارة الأمريكية وأسمعهم كلاما قاسيا جدا.. ستظهر نتائجه قريبا.. في وقت أصرت حكومة المالكي على قرارها بأبعاد كيانات وشخصيات سياسية من الدخول في الانتخابات ولفقت لهم تهما جاهزة في حين عقد الرئيس جلال الطالباني مؤتمرا صحفيا أكد فيه على (أن هيئة المساءلة والعدالة غير شرعية وأنه مع عودة البعثيين الى الحكومة وإشراكهم في الانتخابات المقبلة).. وبرأ الرئيس شخصيات وكيانات سياسية مبعدة من الترشح ومن شمولهم بقرارات هيئة الاجتثاث أو هيأة المساءلة واللا عدالة، وفعل مثله أكثر من شخصية سياسية وحكومية مثل طارق الهاشمي وعمار الحكيم وأياد علاوي ومحمود عثمان، لكن بايدن كان أكثر صراحة وجرأة ووضع النقاط على الحروف ووضع (الحكومة) في زاوية حرجة ورسم حولها دائرة مغلقة لن يستطيعوا الخروج منها، بعد أن فرض عليهم قرارات الإدارة بحتمية مشاركة الشخصيات والكيانات المبعدة وفي مقدمتهم صالح المطلك وظافر العاني في الانتخابات، وقد خرجت في الفضائيات أصوات (مبحوحة) و(خائرة) تعلن وتهدد الإدارة الأمريكية وترفض تدخلها في الشؤون الداخلية العراقية.. اليست هذه نكتة سمجة يطلقها أركان الحكومة وناطقها في وجه بايدن قبل وبعد زيارته للعراق؟!..


نقول لهؤلاء الخائفين من نتائج الانتخابات.. لا تزعلوا بايدن.. لأنه ربما سيضمن لكم (كم) مقعد في الانتخابات القادمة من المقاعد التعويضية.. انظروا الى تصريحاتهم المرتجفة وكياناتهم المتصارعة المتقادحة سترون مدى تخرصهم وتخبطهم في التعامل مع الأزمة التي تنذر بكارثة يقلب فيها بايدن الطاولة على رأس هؤلاء قبل الانتخابات إذا أصروا على إبعاد الكيانات السياسية التي طبخت طبختها في طهران وأكد هذا تصريح باتريوس عندما أشار بوضوح أن فيلق القدس هو من يدير إدارة هيئة المساءلة والعدالة في العراق، وما زيارة على اللامي مدير هيأة الاجتثاث والمتهم بجرائم قتل كثيرة واغتيالات الى طهران الاسبوع الماضي إلا دليل أكيد على ما ذهب إليه (باتريوس) في تصريحه الخطير لاسيما وأن الأجواء السياسية كلها مهيأة لهذا الانقلاب السياسي الذي يدعمه الرئيس ونائبيه ومسعود البارزاني وشخصيات نافذة في الدولة والحكومة وبعض دول الجوار والدول الإقليمية والأوربية..


يا سادة يا من تتسلطون على الحكم وتستقوون بطهران وأعداء العراق.. لا تزعلوا بايدن لأنه سيقلب لكم ظهر المجن وعندها لات ساعة ندم .. دعوا الانتخابات تأخذ مسارها الطبيعي وكل واحد يأخذ استحقاقه الانتخابي سواء زعل بايدن أو لم يزعل..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٩ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٣ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور