نكتة في البرلمان

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الجبار الجبوري
النكتة فن راق، له أهداف اجتماعية وسياسية وعسكرية وثقافية وغيرها، وتؤدي دوراً محدداً لهدف محّدد، تنتشر كالهشيم في النار، ففيها النكته السوداء التي تقوم على الترميز والإيحاء وتنتقد ظاهرة اجتماعية، أو سياسية أو رسمّية، ويختلف إلقاء النكات من شخص الى آخر، بل لها وقع ساحر عند البعض، فيما لا تشكل إثارة للضحك عند آخرين لا يجيدون الإلقاء عند إلقاء نفس النكتة، على العموم النكتة العراقية لها نكهتها المميزة وأهدافها الثاقبة ولها مريدوها ومبتكروها الأفذاذ، والنكات بشكل عام مرحلية شديدة التاثير، وقد ظهرت في الاحتلال نكات سوداء تدين المحتل الأمريكي ورموز الاحتلال الذين جاؤوا معه، وكلنا يتذكر السيد رئيس البرلمان السابق محمود المشهداني الذي كان يوزع / نكاته/ وقفشاته على أعضاء البرلمان الذين يشوشون ويربكون جلسات البرلمان ويعيقون عمله، فيتصدى لهم / المشهداني/ بالقاء مميز وكلام مدلوله واضح وعميق، يسكت على آثرها ( النائب المشاكس)، أسوق هذه المقدمة، لا لكي أشرح للقارئ فوائد النكات وتاريخها ورموزها، ولكن لكي أذكره بما يجري الآن داخل قبة البرلمان في غياب (المشهداني) فالمتابع لجلسات البرلمان يصاب بالدهشة للمستوى الذي يظهر به بعض النواب ومن أسلوب هابط في الحوارات ومعروف سببه آن أغلب أعضاء البرلمان ممن لا يمتلكون شهادات المتوسطة أو الإعدادية، ثم يرصد المواطن العراقي من خلال الجلسات،

 

أن اغلب النواب يغيبون عن الحضور أثناء مناقشة قرارات تخصُّ مستقبل الشعب وحياته المعيشية، ويحضرون كلهم عند مناقشة قرارات تخصهم مثل الرواتب المليونية والأراضي وجوازات السفر الدبلوماسية والامتيازات الأخرى واحيلكم الى قانون الخدمة العسكرية للمتقاعدين الذي لم ير النور منذ عدة أشهر ولحد الآن ويخص شريحة واسعة جداً من أبناء العراق الذين ضحوا بحياتهم لارض العراق عبر خبرتهم الطويلة في الجيش العراقي الباسل، ونص الى آخر نكتة يتداولها الشعب العراقي حول عمل البرلمان ألا وهي حضور (30 عضواً) فقط من مجموع(275 عضواً) جلساته آخر اجتماع للبرلمان، حيث عزا غياب الأعضاء عنه الجلسات الهامة والتي تعالج احتلال الفكه من قبل إيران،

 

أن اغلب هؤلاء الذين غابوا عن الحضور يدركون أنهم لن يفوزوا لدورة ثانية في الانتخابات المقبلة، وان حضورهم أصبح شكلياً ولا فائدة منه طالما حققوا أهدافهم (الشخصية) بالامتيازات الخاصة، ولتذهب البلاد الى الجحيم، أليست هذه نكتة برلمانية (تموّت من الضحك) ولكن بالمقلوب، نعم بالمقلوب لان كل شي في العراق أصبح مقلوباً بفضل الاحتلال والمحاصصة الطائفية وذوو الو لاءات المزدوجة والأميين ممن يتسيدون المشهد السياسي العراقي والحكومة الحالية، هكذا هو حال البرلمان العتيد الذي أنتخبه ملايين الناس وخاب ظنهم فيه ولكن في نهاية هذا الكلام أتحفتنا بعض الفضائيات أمس بنكتة أخرى ولكن ليست برلمانية وهي احتلال قوات البيشمركة لناحية برطلة في الموصل... تصوروا .. أصبح احتلال المدن والقصبات والنواحي أسهل من أكل لفة فلافل في شارع الرشيد وشرب طاسه زبيب من شربت حجي زبالة..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور