إجتثاث وطن ..!

 
 
 
 
شبكة المنصور
عبد الجبار الجبوري / كاتب وإعلامي عراقي
الأجتثاث كلمة تعني قلع الشيء من أصله، وأول من مارس الأجتثاث هو الحاكم المدني بول بريمر  سيء الصيت عندما دنس هو و جيشه وعملاؤه أرض الرافدين، أرض العراق الطاهرة، فأجتث جيش العراق وآجتث الحزب الذي قاد العراق لأكثر من ثلاثة عقود، وآجتث الأجهزة الأمنية والاستخبارات وآجتث وزارات سيادية مثل الأعلام والخارجية والثقافة، إذن مصطلح الأجتثاث مصطلح إقصائي، إنتقامي، ثأري، تدميري، أوصل البلاد الى قاع الخراب والدمار والقتل والنهب والفساد الإداري والمالي، وتدمير كامل للبنية الفوقية والتحتية للعراق، شعباً وحضارةً وتاريخاً،  حاضراً ومستقبلاً، وأسس على أنقاض الخراب هذا هيئة ثأرية طائفية سماها هيئةاجتثاث  البعث وادخلها في (الدستور الجديد) الذي كتبه نوح فيلدمان اليهودي وصادق عليه البرلمان العراقي وسط إستنكار شعبي ورفض جماهيري واسع، وصارت هيئة الأجتثاث سيفاً مسلطاً على رقاب شريحة واسعة من المجتمع العراقي، راح ضحيتها مئات الألوف من أبناء العراق الذين ضحوا بدمائهم في خدمة العراق عبر عقود من السنين، وقد إجترح بول بريمر كذبة ليمررها عبر جريمته إستحداث هذه الهيئة، وأعلن مشروع المصالحة الوطنية وترك المهمة إلى الحكومات المتعاقبة التي ظلّت تلوك بها وتستخدمها (ورقة انتخابية) إلى يومنا هذا، وهي بمحتواها الحقيقي كذبة واهية إبتدعها (بريمر) وعملاؤه، وصّدقها السذج من السياسيين وبسطاء الناس، وجرت انتخابات كثيرة لمجلس النواب ومجالس المحافظات ورافقت كلمة المصالحة الوطنية حملات الدعاية ودخلت إلى قبة البرلمان ومجالس المحافظات أحزاب وشخصيات وتيارات بفضل هذه الكذبة السّحرية، إلاّ أن حبل الكذب قصير كما تعرفون، فانفضحت الجهات والأحزاب والشخصيات والحكومة التي صرفت مليارات الدولارات بأسم (المصالحة الوطنية)، لان الشعب أثبت بوعيه العالي وحسَّه الوطني كذب الشعارات والمشاريع الطائفية التي خرجت من عباءة بريمر، وظلّ وفياً لمبادئه وثوابته الوطنية والقومية، واليوم إذ تخرج هيئة إجتثاث البعث بعد كل ذلك الخراب(بقوانة جديدة) ومعزوفة نشاز بشطب كتل انتخابية كاملة وشخصيات عراقية معروفة بعدم ولائها للبعث، بل كانت معادية له، بعدم السماح لها بالمشاركة في انتخابات مجلس النواب المقبل بحجة شمولها بقانون الأجتثاث وهيئة العدالة والمساءلة واللاعدالة وإنها(تمولها علاقات سابقة مع البعثيين وقادته، بالرغم من أن قسماً من هذه الكتل والطوائف هي جزء من العملية السياسية الحالية والبرلمان الحالي ومنذ أربعة أعوام ، فأين كانت الهيئة طوال هذه السنين.؟ أم وراء الأكمة ما وراءها، وما وراء الاكمة، أن هذه الكتل لم تكن بعثية كما تدعي الهيئة، ولم يكن لها إرتباط بقادة البعث لا من قريب ولا من بعيد، ولكن الاكيد أن هذه الكتل أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على مستقبل الاحزاب الطائفية التي تحكم البلاد منذ الاحتلال الأمريكي وأنها ستدخل البرلمان القادم بأعلى نسبة من المقاعد، وإنها ستزيح هؤلاء رغم التزوير الذي يهيئ له الآخرون ممن لهم فضائيات وأموال طائلة حكومية وميليشيات مسلحة ونفوذ حكومي محكم على وزارات ودوائر الدولة سيجيرونها لهم في الانتخابات، ونقول رغم هذا سيقول الشعب كلمة الفصل في انتخاب العناصر الوطنية و الكتل الوطنية التي لم تتلطخ أياديها بدماء العراقيين، ولم ينهبوا ثروات العراق، ولم ينشروا الطائفية والفساد المالي والإداري في مفاصل الدولة والمجتمع، ولم يكن ولاؤهم إلاّ للعراق العروبي العربي، من هنا يكمن سر أقصاه(15 كتلة انتخابية) من الدخول في إنتخابات البرلمان القادم، علماً أن هذه الكتل والشخصيات التي أقصتها هيئة الأجتثاث هي من طائفة واحدة فقط ( سنيّةِ)، بتوصيف هيئة الاجتثاث والحكومة الحالية، الآ يعني هذا وبدون مواربة أن المعني بالاجتثاث هنا هُم(السنّة) وليس البعثيين ومريديهم وأصدقائهم، بلى لقد بان الخيط الأبيض من الخيط الأسود وظهرت حقيقة  هيئة اجتثاث البعث إنها هيئة إجتثاث السنّة...

 

 وهنا أورد حكاية لأحدى المواطنات في جنوبنا العزيز كما رواها أخوها المهجر في الموصل فذكر أن أخته ذهبت إلى إحدى الشخصيات الطائفية الكبيرة لأستحصال موافقة أعادة زوجها إلى الوظيفة واستثنائه من الاجتثاث وأثناء المقابلة معه طرحت مشكلتها فأجابها هذا الطائفي يقول وبالحرف كما أقسم لي أخوها... أنه قال لها (( بنتي إحنا ما جينا لأجتثاث البعث.. إحنا جينا لأجتثاث السنّة)) إنتهى كلام الطائفي المتنفذ.. وعليكم البقية.. وما تفعله هيئة اجتثاث البعث الآن الاّ صدى ذلك الكلام وتنفيذأ لأوامره البغيضة.. إنها عملية إجتثاث السنّة وليست إجتثاث البعث، وكان الله في عون أهل العراق الأصلاء سنة وشيعة، مسيحين وإيزيدين وتركمان، الله اكبر لكل من يريد السوء بآهل العراق الأباة....

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٠٤ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور