تركيا علامة الاستفهام ؟

 
 
 
 
شبكة المنصور
عبدالله الصباحين
عندما يريد حزبا أو نظام أو فردا أن يدغد عواطف العرب فسرعان ما يتحدث عن فلسطين بطريقته وبفهمنا  فنرفع الصور ونبعث برقيات التأيد ونطلق الأسماء على المواليد وهذا نتاج اليأس وعدم الثقة بالقيادات الشعبية وتغيب للقيادة الحقيقية في مركز الصراع وهو العراق المقاوم .


لن نخبئ حقيقية أن فلسطين قضيتنا المركزية ولها قدم القوميين وهذا واجبهم كل ما يملكون وسيبقون هكذا حتى التحرير الكامل .


وتظهر العراق و بغياب قيادتها الشرعية وانشغالها في الفعل المقاوم ينفلت عقال القيادات في فلسطين يرتمي البعض في أحضان أمريكا والأخر في أحضان إيران تاركين الشعب الفلسطيني وحيدا يصارع في البقاء ومتناسين بقصد له أسبابه الذاتية الغير مرتبطة بالمصلحة الوطنية أن فلسطين صارت ساحة صراع بين مشروعين استعماريين الفارسي والأمريكي بكل الأدوات المعروفة .


وتظهر تركيا بدافع شعبي إسلامي وبدافع مصلحة قومية تركية من قبل القيادة لتتحدث عن فلسطين متقدمة بذلك على بعض الأحزاب والأنظمة العربية ، لكنها وفي ذات الوقت الذي تظهر فيه كل مواهبها الإعلامية والدبلوماسية في دعم فلسطين تأتي إلى العراق لتعلن عن استعدادها لملئ الفراغ في حال انسحبت أمريكا وبالتنسيق مع إيران.


وبهذا العرض المقدم لأمريكا تنكشف حقيقية القيادة التركية في فعلها الداعم لفلسطين فهي تريد تأيد عربي شعبي لدخولها إلى العراق فتكون قوات إنقاذ لا قوات احتلال وتسحب التأيد الشعبي العربي للمقاومة العراقية لمحاصرتها وتنفيذ مخططها في الاستعمار والاحتلال .


بل أن القيادة التركية دأبت منذ فترة بالاتصال ببعض فصائل المقاومة العراقية بغية التعاون معها بهدف إقصاء المقاومة العراقية الأكبر والأكثر قدرة على بناء مؤسسات الدولة .


منذ اليوم الأول للموقف التركي الرسمي والذي جاء على أثر مجازر غزة لم يكون من المنطق أن تسمح أمريكا لحليفتها التركية بأن تتجاوز حدود الشجب والاستنكار ضد الكيان الصهيوني ، ولكن ما حدث هو التناغم الأمريكي التركي الإيراني وبالتنسيق والتخطيط الصهيوني على جعل إيران وتركيا بديل لأمريكا في العراق.


هو التأمر الدولي على العراق لأنه رافعة مشروع النهضة والتحرر القومي ، لأنه المدافع عن فلسطين والداعم لها لان العراق سيف العروبة .


والاهم أن قوى الاستعمار جميعا لا تدرك أن مشروع المقاومة العراقية صار مشروعا نهضويا يتمسك به القوميين كافة وللمقاومة العراقية امتدا شعبي حقيقي في الساحة العربية ، فجميع المؤامرات الدولية على نهضة المشروع القومي في العراق ستكون نهايتها الحتمية الفشل، وعلى القيادة التركية أن تدرك أن الاندفاع الشعبي التركي اتجاه قضية فلسطين هو بدافع الجيرة والتاريخ الإسلامي المشترك وعلى قاعدة المصلحة المشتركة و وهو الشعبي الأصيل الذي رفض تزويد طائرات العدوان الأمريكي في معركة أم المعارك بالوقود ، على القيادة التركية أن تعي أن التاريخ لا يرحم وشعبها المسلم لن يسمح أن يقوم بالدور الأمريكي في قتل وتدمير العراق .

 
Etehad_jo@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٢ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٧ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور