الحقد الفارسي أبعاده وغاياته

﴿ الحلقة الثانية ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
زامـــل عــبـــد
تناولت في الحلقة الأولى مسار العلاقات الفارسية العربية وأثرها في تهديد الأمن القومي العربي وطرحت اسأله ذات أهمية والإجابة عليها تبين وبدون لبس حقيقة العلاقات التي تراها العقلية الفارسية سابقا وحاليا ، وأقول من ســـــــنن الكون والحياة أن تدخل الشعوب والجماعات البشرية في حالات حسن جوار وسلم سياسي وسلم اجتماعي ، وأن تدخل الشعوب والجماعات البشرية أيضاً في حالات تنافس و حروب وصراعات ، وتقيم الدول والشعوب تحالفات سياسية وعسكرية وعلاقات اقتصادية متطورة وعند نشوء الأزمات السياسية والعسكرية في إقليم من الأقاليم تتشكل حالة خاصة ومتميزة في مساراتها تتمثل هذه في اصطفاف القوى في ذاك الإقليم وفي عقد تحالفات رســـمية أو ضمنية بين الحكومات والقوى والجماعات هناك


في الأزمات السياسية والعســــكرية تتولد حالة الفرز السياسي والفرز وألعسكري وتتشكل صفوف وجبهات متقابلة و صفوف من الحلفاء وصفوف من الأعداء ، وكذلك تظهر مجموعة القوى والدول المحايدة في هذه الصراعات


من نافل القول أن المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط على وجهة الخصوص تعيــــــــش حالة توتر وصراعات دموية يمتد عمرها لعدة قرون ، حيث تجلت ملامح هذه التوترات الدامية في الهجمة الاســـــــتعمارية الغربية على ألمنطقة العربية بشكل عام وتجزئتها بموجب معاهدة سيكس بيكوالى دول بذاتها تحمل مكامن الصراع والتضاد على أراض متداخلة فيما بينها إضافة الى إيجاد كيانات هجينة الغرض منها زرع التناحر والاضطراب كما هو الحال للكيان الكويتي وخاصة ما بعد انتهاء الحرب المفروضة على العراق من قبل إيران وأسيادها عام 1980 وخروجه منتصرا نصرا مؤزرا في 8 أب 1988 ، وبالهجمة الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية في فلسطين بشكل خاص ، لقد أصبح معروفا حالة العداء المتأصلة بين الكيان الصهيوني من جهة والأمة العربية بكل مكوناتها من جهة أخرى ، ولا حاجة لتأكيد حالة العداء المتجدد بين الأمة العربية والكيان الصهيوني مرة أخرى فصورة العدو الصهيوني واضحة كل الوضوح في ذهنية المواطن العربي عبر الأجيال العربية المتلاحقة ، فالكيان الصهيوني والحركة الصهيونية العالمية تعتبر من أكثر الأطراف الإقليمية والدولية الأشد عداوة للأمة العربية والأشد خطراً على المواطن العربي ومن هنا كان اللقاء والتوافق مع النظام الإيراني القديم الجديد فالمواطن العربي في كل أماكن تواجده يعي بشكل عميق هذه الحقيقة ويتصرف بشكل تلقائي على أساس هذه الحقيقة الجلية في حياته العامة


فارس (إيران) الجمهورية الإسلامية التي تتخذ من التأريخ المجوسي تقويما لمراسلاتها وحركتها اليومية اليوم وتتباكى على المستضعفين وترفع شعارات معاداة الشيطان الأكبر تحتل أراض عربية أضعاف ما يحتل الكيان الصهيوني فهي الآن تحتل أراض عراقية بعد الغزو والاحتلال وتدمير ألبنا التحتية للدولة الشرعية العراقية وقد سبق لها واحتلت أول دولة عربية تشكلت في الخليج العربي وهي الأحواز وهي ارض عربية وغنية بالبترول والموارد الطبيعية وتمد الفرس اليوم بالكثير من الموارد البترولية والصناعية والزراعية ، كما إن احتلال إيران للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ليس بعيدا وهذه الجزر ارض عربية لدولة "الإمارات العربية المتحدة" ، ولا ندري على من يأتي الدور غدا البحرين التي تدعي إيران عائديتها وجزءا" من ترتبها أم الإمارات أم غيرهما ؟


الكيان الصهيوني منذ تشكيله وفي عهد الرئيس الأميركي الأسبق إيزنهاور إلى اليوم كان يحظى بدعم فارسي خفي مباشر أو غير مباشر والدليل على ذلك أن أغلب القيادات (( الإسرائيلية )) هم من يهود إيران وهم ذووا أصول فارسية (الأشكانيزم) أي ليسوا ساميين علما أن اليهود الساميين هم يهود السفرديم و قد انتهى أمرهم في أوروبا الغربية في عهد الإصلاح الديني بقيادة مارتن لوثر أو بعد خروج الإسلام من الأندلس . وإن الكيان الصهيوني يحتل أراض عربية ويرتكب مجازر بحق أبناء جلدتنا في فلسطين ولبنان ولا يمكن أن نغض النظر عن مأساة أهلنا في فلسطين والجولان ومزارع شبعا أو أن نتناسى ما يحصل في العراق والدور الذي يلعبه الكيان الصهيوني بالتحالف مع قوة الغزو والاحتلال وإيران الصفويه لكن ما يجب علينا توضيحه هو إن احتلال الأرض وتغيير هوية الإنسان هما الموضوع الجوهري في الصراع القائم بين العرب وأعدائهم ، فأي احتلال للأرض وأي تغيير للهوية الدينية أو المذهبية أو القومية يعتبر صيغة من صيغ العدوان والإجرام


لكن السؤال الذي يطرح هو أين موقع بلاد فارس و إيران الشاه بامتداده الأسري وإيران الملا لي من الصراع الدائر في المنطقة عبر كل هذه الأزمنة وعلى وجه الخصوص خلال أعوام القرن الأخير فمن نافل القول والتأكيد على حدة العداء الفارســـي للعرب عبر القرون الماضية فالكيان الفارسي الأول قام على أنقاض الكيان الأشوري ـ البابلي عام 539 قبل الميلاد ، والكيان السياسي الساساني الفارسي قام منذ عام 224 م على التوسع على حساب عرب العراق و بلاد مابين النهرين والخليج العربي ، وطال ضرره مصر ووادي النيل ، واستمر العداء الفارسي المباشر والمبطن للعرب من خلال الحركات الشعوبية الكثيرة التي شكلها وقادها عتاة الفرس داخل دولة الخلافة العربية منذ نشأة الدولة العربية الإسلامية في عصر الخلفاء الراشدين والعصر الأموي والعصر العباسي وأذكوا الصراع الوهمي فيما بين أل بيت النبوة والخلفاء الراشدين وخاصة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رض كونه الخليفة الذي جهز الجيش الإسلامي الذي فتح بلاد فارس وأخضعهم للإسلام وبهذا انتهى العصر الذهبي للإمبراطورية الفارسية واعتناقهم الإسلام بقوة السيف العربي ولأجل الانتقام من العرب وتفتيت عضد المسلمين أصبحوا القوة الباطنية الفاعلة في زرع الفتنة والتناحر بإذكاء الفتن المذهبية الطائفية


تلك هي المقاييس الأساسية علم العلاقات الدولية التي على أساسها تحدد درجة العدوانية والعداء من طرف ما إلى طرفٍ آخر ، بالطبع هناك مقاييس أخرى أقل أهمية من تلك المقاييس التي ذكرت سالفاً لكنها تبقى هذه الأكثر وضوحا والأكثر تأثيراً وقابلة للقياس الذي تبنى على ضوئه العلاقات المتبتادله فيما بين الطرفين ان كانت ايجابية أو سلبية وصولا الى وقوع الصراع المسلح باتجاهين الأول الغزو والاحتلال والثاني الدفاع عن السيادة الوطنية والأمن القومي المهدد تلقائيا من إخلال احتلال أي جزء من أجزاء الوطن أي ارض ألامه ففي حالة تحقق واحد من هذه الأفعال والممارســــــات السالفة الذكر


يمكن اعتبار الدولة أو الحكومة المعنية في هذه الأفعال والممارسات دولة معادية ، ومن المفترض التعامل معها كدولة عدوة ومعتدية وفقا والقانون الدولية والأعراف والشرائع السماوية والوضعية



يتبع رجاءا"

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ١١ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور