في رحاب ألإمام الحسين عليه السلام

﴿ الحلقة الثانية ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبـــد
ألا يكفينا دمارا وتمزيقا وتشريدا ؟ ، ألا يكفينا تشرذما وإتباعا أعما واستسلاما لإرادة من يريد بث الفرقة والفتنة فأصبحنا نتبع العشرات والمأست من فيهم متناقض مع الأخر بل وصل الأمر الى التقليد والاستهزاء وقبل الاحتلال نقف وراء مرجع واحد مصان ومحترم من العام والخاص و له القرار


ألا نخجل من أنفســـنا ونحن نرى العالم من حولنا يتقدم بخطوات ثابتة نحو البناء والمجد ؟  إن كان من اجـل البناء والتقدم أم من اجل الهيمنة والترهيب والتخويف ، وينعم بالأمن والاستقرار ونحن نتعرض إلى التشرذم والتمزق والفرقة الطائفية والمذهبية القاتلة ويطاردنا الخوف في كل مكان وغير امنين حتى في الأماكن التي هي ميدان الأمن والأمان المساجد والجوامع والحسينيات التي حولها الجهالة المفتونون بالفتنة العمياء الظالمة الى ساحات الانتقام من أبناء الإسلام ناطقي الشهادتين ، ونقولها سيدي أبا عبد الله ينتظرنا الموت على أبواب المدارس والأسواق والمستشفيات


ألا يخجلون من أنفســنهم وهم يثقفون الأطفال على القتل وسـفك الدماء ويتفننون في صناعة الموت والدمار؟؟
ألا نخجل من أنفســـــــنا ونحن متبعي خير الرســـــــل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟


أين نحن ياسدي من التأريخ المجيد ومن كل ما قدمه الشرفاء عبر التاريخ  العربي الإسلامي
أين نحن من تضحياتك سيدي أبا الأحرار ودم أهله وأصحابك الغر الكرام ثمنا لحريتنا ولاستقلالنا ؟؟


ما أحوجنا يا سيدي إلى إدراك معاني كلمتك التي قلت فيها: (  أحذركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم فإنه لكم عدو مبين، فتكونوا كأوليائه ) ، وقلت سيدي (  أيها الناس تنافسوا في المكارم وسارعوا في المغانم  ) ، وكم كنت محقا حينما قلت  ( أيها الناس لقد خرجت لطلب لإصلاح في أمة جدي  ،  فتذكروا دوماً هدفي ومبدئي ) ، وقلت أيها الثار الخالد بخلود الأجيال والإنسانية ( اللهم انك تعلم أنه لم يكن ما كان منا منافسة في سلطان ، ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لنُريَ المعالم من دينك، ونظهر الإ صلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك ، ويعمل بفرائضك وسنن أحكامك  )  


كانت رسالتك يا سيدي هي رسالة السلام والحب والخير لبني البشر بعيدا عن العنف والإخضاع والتفرقة والتمييز فقد كنت حريصا على إصلاح الفاسد من أمور المسلمين وتقديم جميع الحلول الممكنة بعيدا عن التطرف والتعصب ومع الأسف الشديد معظمنا لا يتذكر أبا عبد الله إلا في عاشوراء ، ولا يقتدي به إلا في عاشوراء ولكن هناك الفرق الواسع  والعميق فيما بين الحسين العبرة البالغة المعاني السامية للتضحية والفداء والثبات على المبادئ والإيمان بالقدر الذي يخلق الجديد المتجدد في معاني الرسالة الإسلامية ألحقه الخالية من البدع والضلالة والظلامية التي أريد منها الحرب على الإسلام المحمدي وصدق وإيمان وقوة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وتآخي وصفاء المسلمين والحسين العبرة ( البكاء والنياح )  الذي اتخذه الروزخونية وسيلة للتعيش وبث الفرقة والسموم من خلال ما يمليه عليهم التزامهم الفكري والسلوكي والفارغة من كل المعاني الإنسانية التي تربي النفوس وتقوم السلوك وتنافي المنكر والرذيلة ســــوى الدموع التي لا ارتكاز لها سوى الإثارة  العاطفية الغير واعية لمعاني الثورة الحسينية وبعدها الديني والإنساني التي تتلاشى في كل لحظة أيضا وينعدم هناك الهدف الذي ثار من اجله الإمام الحسين وتفاعل معه التاريخ وحتى من غير المسلمين


ألم نتعلم من الحسين ؟
يا من تريدون فهم الحسين العربي ألمضري القرشي ، وعطاء الحسين  الذي لاينضب  وتعشقون نور الحسين الممتد في الأصلاب الشامخة لأنه الإمام إن قام أو قعد وهو ريحانة رسول الله رسول الرحمة وسيد شباب أهل الجنة ، وتهيمون بعلياء الحسين  افتحوا أمام عقولكم مسارب الانطلاق إلى عوالم الحسين ، واكسحوا من حياتكم تراكمات الزيف والخداع الذي

 

السياسي المقيت الذي اتخذه المنافقون الأفاقون المدعين بحب أل بيت النبوة وهم من أوائل المتجاوزين على ارثهم الروحي والسلوكي وعلمهم وفقههم ، وما كتبه الأعاجم من اجل الفتنة والبغضاء والحقد والكراهية
وحرروا أرواحكم من ثقل التيه في الدهاليز المعتمة التي جذرها أعداء الدين والعروبة الذين انهار مجدهم بفعل الإسلام المحمدي والسيف العربي  ، عند ذلك تنفتح أمامكم دنيا الحسين   وتتجلى الرؤية وتســــمو النظرة   ويفيض العطاء ، فأعظم بإنسان جدّه محمد ســـيد المرسلين ، وأبوه علي بطل الإسلام الخالد ، وسيد الأوصياء وأمه الزهراء فاطمة سيدة نساء العالمين ، وأخوه السبط الحسن ريحانة الرسول ، نسب مشرق وضّاء ببيت زكي طهور ، شهد انك يا سيدي كنت نورا في الأصلاب الشامخة ، والأرحام المطهرة  لم تنجسك الجاهلية بانجاسها ، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها ، ألست الذي قال للباترات خذيني وللنفس لا تهزمي ، و طاف بأولاده و السيوف عليهم سوار على معصمِ ، فضجت بأضلعه الكبرياء وبعد أن ألقى حجته الكاملة نادى بصوت الحق الذي لا يعلى عليه صوت ( إن كان ديني جدي لا يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني ) ( وهيهات منا الذلة )  ليكون القربان الذي يقوي الدين ويبعد كل الشوائب عنه وهذا يتحقق  عندما ندرك بكل وعي وإيمان البعد الأساسي لثورة أبا الشهداء

 

ألله أكبر          ألله أكبر         ألله أكبر 
ولترتفع راية التوحيد والعدل والحرية  عاليا"
والخزي والعار يلاحق كل من استغل الذكرى لتمرير نزواته الدنيوية

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٧ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور