في رحاب الامام الحسين عليه السلام

﴿ الحلقة الأولى ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبـــد

لازلنا نعيش أيام عاشوراء وان انقضت أيامها فهذه الأيام التي سميت باسم أبا الأحرار الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه وعلى أبوية السلام والتي جسد فيها كل معاني وقيم الإصلاح مرفقا"  بالتضحية السامية للوصول الى الهدف الجمعي المجرد من الأهواء والرغبة والإرادة الذاتية لأنه الصوت الشمولي  المعبر عن إرادة المؤمنين الصادقين  الذين وجدوا في جوهر الإسلام معنى الحياة الأبدية  إكراما" وتقديرا" من الله الواحد الأحد لتضحيتهم وجهادهم وإيمانهم  ، وبوقفتنا التأملية لحركة الثائر وفدائيته كي تسموا روح العدل والحرية نتوقف بكل خشوع أمام قضية شائكة بعض الشيء بسبب من قلل ومن غالى وهم فريقين لازالوا يجهلون الحقيقة

 

الكلمات المعبرة عن جوهر الثورة وأهدافها والغايات التي يراد تحضيرها في نفوس المسلمين  الحاكمين والمحكومين بل لتكون المعيار الإنساني لكل من يطلب الحرية والكرامة ، ومراجعة ما وثق من خطب للإمام الثائر  نكون في حيرة فيما بين الحياة والخلود وهذا لا يعني التناقض في الرؤية والفهم لان الحياة عند الإمام الثائر هي بعينها الخلود لان الدنيا وما فيها وسائل مسخرة للقرب من الخالق البارئ ومن هنا فان أولى الوصايا   (( افشوا العدل في الناس فهم عبيد الله وانتم مثلهم  ))، ارتكزت على مبدأ المساواة وان الأعلى والأدنى هم عبيد الخالق  ولا خالق  غير الله وعلية لابد من استحضار العقاب الرباني لمن تجاوز على حقوق العباد ، وهنا أين هم المدعين بإسلاميتهم وإيمانهم بمنهج وخلق وسلوك ألائمة الأطهار عليهم السلام  وهم يزدادون شراسة يوم بعد يوم ليقصوا من يقصى ويجتثوا من يريدون اجتثاثه ويقتلوا من فوضوا أنفسهم  لقتله ويهجروا من يريدون تهجيره كي يسلب ما يملك ويبقى مشردا" طريدا داخل وطنه  أو في الخارج ، ووصيته الثانية ((  أأمروا بالمعـروف وانهـوا عن المنكر وإلا ليسلطن الله عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم  )) يا سيدي يا أعز الرجال ويا سنا كربلاء وأنت تستقبل الموت كي يستقيم الدين المحمدي تخاطب من عزم على قتلك بعد أن شرا ذممهم المال السحت الحرام بان يتبصروا لأنفسهم ويخرجوا من دائرة الذل والهوان ويرتبطوا بالله القوي العزيز ، أنت يا سيدي تعيش في ضمير كل محروم ومظلوم في أرجاء المعمورة وليس في عقول وضمائر المسلمين وحدهم لأنك جسدت إرادة الخير والعدل والمساواة بين الناس بعيدا عن انتمائهم واحسابهم وأنسابهم

 

سيدي تدور علينا عيون الذئاب البشرية التي خرجتها محافل الماسونية ودهاليز الموساد والامبريا  صهيونية صفوية التي تتلذذ بالدم العراقي وهو مراق في الشوارع والساحات في المساجد والمدارس وفي كل مكان فنحتار من أيها نحتمي  وكانت رسالتك في عاشوراء قائمة على أبعاد سلمية تتخذ من وسائل اللاعنف طريقا لنشر الهداية والرحمة فقلت لأصحابك الغر الميامين لا تبدؤهم القتال بالرغم من النبال  والحجر الذي قذفتم به ( اكره أن أبدأهم بقتال قط ) ، وان كل فعلكم وخطابكم سيدي كان  يؤكد على الاستقامة وإصلاح ذات البين   وتحقيق الحرية والعدالة بما ينسجم مع رسالة المحبة والسلام فما أحوجنا اليوم يا سيدي إلى العمل بوصيتك التي قلت فيها  (  أأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وإلا ليسلطن الله عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم  ) وقلت (  ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به  ،  وإلى الباطل لا يُتناهى عنه ) فكانت دعوتك الانطلاق إلى كربلاء بالرغم من اليقين بان الضلالة سوف تقتلك دون ان يمنعها قربك لرسول الله  صلى الله عليه وأله وسلم ومنزلتك التي يتمناها كل مؤمن صادق ومجاهد حيث قلت لمن أراد منك العدول  مخاطبا حاكم المدينة  وكل متجبر (  افشـوا العدل في الناس فهم عبيد الله وانتم مثلهم ).

 

ما أعدلك يا سيدي اللاعنف الذي تمسكت به هو مصداق وامتداد واقعي لرسالة الإنسانية ، فالإسلام يحرم الغدر والاغتيال  وهضم حقوق الاخرين حتى وان كانوا من أهل الذمة ، وينبذ كل ما يسمى اليوم بالعنف والإرهاب ، فلا عنف في الإسلام  ، ولا يسمح الإسلام بأي عمل من أعمال العنف والترهيب والترويع الذي يوجب إيذاء الناس ومصادرة حرياتهم ، وإزهاق أرواحهم  ، وتعذيبهم والغدر بهم وبحياتهم ، أو يؤدي إلى تشويه سمعة الإسلام والمسلمين

 

أما اليوم فنحن يا سيدي يا أبا الأحرار نموت بالجملة في الشوارع بفعل المتفجرات التي ترسل لنا هدية من يرفعون شعارات الإيمان ومعاداة الشيطان الأكبر  ويهتفون الموت الامريكا وهم بالخفاء يمهدون لأمريكا  لتحقق أحلامها ومن أولاها  قتل الإسلام والمسلمين وتشويه قيم الإسلام من خلال ما يقوم به أذنابهم و في فراشنا لما أصيب أبناء العراق بأمراض فتاكة بفعل ما استخدم ضدهم من سلاح محرم دوليا  لا لذنب اقترفوه سوى إيمانهم  وحبهم للحياة الحرة الكريمة لأنهم اتخذوا من صرختكم المدوية هيهات منا الذلة اساس لمجابهة ومقاومة كل الأعداء وعدم الخنوع لهم والاستسلام لإرادتهم ، نموت مجانا سيدي أبا الثوار في كل يوم وأصبح  القلق والوجل هو المسيطر على شعورنا لأنه لاندري بأي لحظة نقتل بفضل من يرسل العبوات اللاصقة ومن يستلمها من الحدود ويصدرها لمدن العراق وقصباته , من دون أن نتعرف على ملامح الذين قتلونا واسترخصوا دمائنا ، ومن دون أن نعرف الأسباب والدوافع والمبررات ، فهل كتب علينا أن نموت ونحن أبرياء بلا ذنب ، فبأي ذنب نُقتل ؟.

 

وبأي ذنب يشرد أبناء العراق وبأي ذنب ينهب المال العام من قبل من يدعي الإيمان ويتباكى على مصابكم سيدي

شكوانا الى الله القوي العزيز واحتسابنا له لأنه هو الناصر المعين وهو خاذل كل من خان وتجبر وامتهن إرادة الانسان لالشيء سوى إشباع رغباته الشريرة

 

الله أكبر         ألله أكبر         ألله أكبر

والعزة لكل الخيرين الصادقين مع الله والشعب

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١٥ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠١ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور