الغزو او الهجرة في دول الخليج العربي الخلل والزلل

 
 
 
شبكة المنصور
الاستاذ الدكتور وليد الحديثي

استوقفني مقال ارسل الي من احد الاصدقاء مفاده ان دولة الكويت ابلغت السعودية وقطر لمناقشة موضوع مزدوجي الجنسيه بين البلدين وسترسل وفدا لهذا الغرض فتجاهلت قطر الموضوع ووافقت السعودية على استقبال الوفد . والملاحظ ان الكويت قد صامت وفطرت على بصله كما يقول المثل الشعبي العربي وما كالخليج العربي ان من السعودية الا ان تصرفت باسلوب جعل الكويت تتلقى ضربة على وجهها الكالح لانها دولة تامر على الوطن العربي واليكم بعض من القصة

 

استضافت الوفد بكرم الضيافة والسكن بأجمل القصور على أن يتفضلوا بمقابلة الوزير في الصباح بمكتبه ، فذهب الشيخ ثامر والوفد المرافق له إلى مكتب الأمير نايف في التاسعة صباحاً فقال لهم مدير مكتب الوزير استريحوا باستراحة الزوار لأن الوزير مرتبط ببعض اللقاءات والاجتماعات وسيتم استدعاءهم فور الانتهاء .. فانتظروا حتى مغيب الشمس فخرج لهم مدير المكتب وفاجأهم بأن الوزير خرج "وحياكم الله بكرة" ، ذهبوا في الصباح الباكر لليوم الثاني ليتكرر نفس المشهد ويخرج الوزير دون مقابلتهم ولا حتى السلام عليهم ، وجاءوا المساكين في اليوم الثالث ووجوههم مليئة بالإصرار المختلط بالحيرة ، فانتظروا مدة أقل من اليومين السابقين ليقابلهم الأمير نايف في عصر هذا اليوم .

 

استبشر الوفد بانتهاء الأمير نايف من ارتباطاته وهموا بالدخول .. فدخلوا وسلم الأمير نايف عليهم بحرارة ودعاهم للدخول بالموضوع .. وبدأ الشيخ ثامر بشرح القضية وطلب كشف بأسماء مزدوجي الجنسية بين البلدين فصعق الشيخ وأفراد وفده الكرام بقساوة رد الأمير نايف الذي قال لهم بما معناه "استحوا على وجيهكم! ألم تفهموا من كل هذه الإيحاءات؟ ثلاثة أيام ولم تصل الرسالة ؟ أولم تذكروا الملك فهد حينما قال أثناء احتلال الكويت أن إذا راحت الكويت راحت السعودية ؟ تبون أسماء مزدوجي الجنسية ؟ تبون تسحبون جناسيهم ؟ عندي اسمين واحد من عيال عمك (من الأسرة الحاكمه) فلان الفلاني والآخر البابطين .. إذا فيكم خير اسحبوا جناسيهم مو تحطون حيلكم في الفقارة المساكين" انتهى .

 

ان الطامة الكبرى ليس في عقلية هؤلاء المعتوهين  بل في حجم تامرهم الكبير على امة العرب وسلوكهم المنافي للعمل العربي في كل زمان ومكان  , ورغم انني لست من المؤيدين لدخول الكويت واحتلالها عام 1990لانه عمل لايتفق والموثيق الدوليه ولكن وبعد ماجرى ويجري من سلوك عدواني للكويتين امنت انه لابد من قوة عربية تؤدب يهود الخليج . لقد انتبه حكام الكويت للعرب الموجودين على ارضهم ونسوا الفرس وغيرهم ودورهم التامري على العرب قبل الكويت والعمل على تغيير اللوحة السكانيه بحيث وصل بهم الامر الى اتباع سلوك عدواني تامري ومن داخل مؤسسات الدولة الكويتيه. 

 

ان الخطر الذي نتحدث عنه هو في ان الغزو والهجرة الى دول الخليج العربي اصبحت تشكل كارثة سكانيه تهدد الوجود الاصلي لاهل البلد وخاصة في الكويت وقطر والامارات.


وبعيدا عن السجال الرسمي فإن «خطر» وجود عمالة أجنبية في دول الخليج العربي أمر لا يمكن أن تخطئه عين في أي قرية خليجية، والدعوة إلى تقليص هذه العمالة أو تنظيمها أو تحديدها ليس دعوة لطردها غدا، أو دعوة عنصرية كما يحاول البعض أن يصور، بل هي دعوة لتنظيم وجود هذه العمالة، فما موقف أي من هذه الدول المصدرة للعمالة حين يبلغ الأجانب فيها أكثر من %80 من سكانها؟! هل ستعتبر الدعوة لتنظيم وجودهم دعوة عنصرية؟! ففرنسا التي لا يتجاوز المهاجرون فيها %6 عدلت -خلال السنوات الأخيرة- من قوانينها المنظمة للهجرة، وترتفع الصيحات في بريطانيا وهولندا وألمانيا بالحد من الهجرة الأجنبية، رغم النسب المتدنية من المهاجرين هناك،  العمالة الأجنبية لديها؟ بل وتطالب بتجنيس هؤلاء المهاجرين وإعطائهم الحقوق السياسية، وهم الذين لا يرتبطون بالمنطقة لا ثقافة ولا تاريخا ولا لغة ولا ديانة في معظمهم، ولا يربطهم بهذه الدول ومجتمعاتها سوى العمل. إن الأرقام والإحصاءات تشير إلى تراجع نسبة المواطنين في معظم دول الخليج وهم لا يشكلون سوى النسبة الأقل في دولهم. ففي إحصائية نشرتها صحيفة «البيان» الإماراتية بتاريخ 29 أكتوبر 2008، أشارت إلى أن إجمالي عدد سكان الإمارات بلغ مع نهاية عام 2007 ستة ملايين وأربعمائة وثلاثة وتسعين ألفا وتسعمائة وتسعة وعشرين نسمة (6.493.929)، كان عدد المواطنين بينهم ثمانمائة وخمسة وسبعين ألفا وستمائة وسبعة عشر نسمة (875.617)، أي ما نسبته %13.48 من السكان، بينما بلغ عدد الهنود مليونين وثلاثمائة وسبعة وستين ألفا وسبعمائة واثنين وثلاثين نسمة (2.367.732) أي ما نسبته %36.46. أما العرب بكافة جنسياتهم فقد بلغ عددهم ثمانمائة وثلاثة وعشرين ألفا وستمائة وثلاثة وثلاثين نسمة (823.633)، أي ما نسبته %12.68 فقط، أي أن مجموع العرب والمواطنين لا يشكل سوى %26.16 من مجموع السكان وهي نسبة لا تبلغ نسبة العمالة الهندية فقط، فماذا عن بقية الجنسيات؟!

.
إن العمل لتعديل أوضاع العمالة الأجنبية أصبح ضرورة ملحة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها المنطقة والعالم. وإذا كانت برامج التنمية ومتطلباتها قد استدعت وجود هذا العدد الكبير من العمالة الوافدة، فإن الوقت قد حان لتنظيم أوضاعها، فهناك خطوات لابد من اتخاذها لمواجهة هذه الكارثة، ولعل من أبرز هذه الخطوات تطوير العمالة الوطنية من خلال إعدادها الإعداد الجيد لتولي المسؤوليات المختلفة في دولها. ولعل من المفارقة أن بعض دول الخليج العربي تعاني البطالة بينما تستقبل ملايين العمال من الدول الأخرى. إن تطوير القوى العاملة الوطنية يتطلب تطويرا في نظم التعليم ومرونتها وتلبيتها لمتطلبات سوق العمل واستخدام التكنولوجيا بكثافة عالية لتكون بديلا عن نقص القوى العاملة. أما الأمر الآخر فهو الاعتماد على القوى العاملة العربية كبديل عن العمالة الأجنبية، إذ إن قواسم مشتركة عدة تجمع بين أبناء المنطقة وأشقائهم العرب، ولم تعد الحجة قائمة بأن العمالة الأجنبية أكثر كفاءة أو أقل تكلفة، فالعمالة العربية أصبحت بكفاءة عالية، وبخاصة في الوظائف الوسطى، كما أن تكلفة العمالة الأجنبية لا تقل عن العمالة العربية، بل تزيد عليها في بعض الوظائف، هذا إلى جانب إسهام دول الخليج في تنمية المجتمعات العربية من خلال التحويلات المالية التي تقوم بها العمالة العربية، حتى ولو أدى الأمر لتجنيس هذه العمالة بجنسيات دول الخليج العربي فليس هناك فارق بين الجميع، كما أن هذه العمالة ليست لها مطالب سياسية كما اتضح من الدول غير العربية.

 

اذن ومن خلال هذه الارقام والاحصائيات نجد وبكل سهولة ان امر معالجة العمالة الوافدة لايتعلق بالعمالة العربية وباعتراف اهل الخليج ولكن المشكله في العمالة الاجنبيه , واذا كانت الهند تطالب بتجنيس الهنود في دول الخليج العربي واعطائهم حقوق سياسيه فان ايران عملت ومنذ ايام الشاه  والى يومنا هذا على غزو الخليج العربي سياسيا ودينيا واقتصاديا واجتماعيا , واخذت اشكال التدخل باساليب مختلفه مباشره وغير مباشره واقول لمعظم دول الخليج العربي ان الماء قد جرى من تحتكم وليس امامكم سوى ابناء امتكم العربيه والذين هم اكثر حرصا ووفاء لدولكم ولاتخافوا على عروشكم

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٢١ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٨ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور