يوم دامي أخر يمر على العراق وشعبه المبتلى بالاحتلال وحكومة العملاء

 
 
 
شبكة المنصور
المحامي ودود فوزي شمس الدين - مدير المركز العراقي لحقوق الإنسان
إذ أودت سلسلة من التفجيرات الإجرامية بحياة مئات من الأبرياء وهدمت مؤسسات ودور مواطنين امنين .تفجيرات لا يعرف من يقف ورائها غير اؤل المجرمين من السارقين والعملاء القابعين في المنطقة الخضراء بترف وأمان وامتيازات على حساب المواطن الذي يدفع من دمه وأمنه وراحته امتيازاتهم وأمنهم وسلطانهم وكان كل الدماء التي سالت على ارض الرافدين منذ جريمة الغزو والاحتلال لم تشبع حقدهم وروح الانتقام في نفوسهم المريضة ففي أية دولة يحترم حكامه شعوبهم تستقيل وتترك العمل السياسي إذا قصرت في القيام بواجباتها


تجاه شعوبها في الكوارث الطبيعية فما بالك في حالات الجرائم التي تطال امن وحياة المواطن كما حدث ويحدث في العراق المحتل اليوم إن المسؤولية القانونية والأخلاقية لكل ما جرى ويجري في العراق يقع أولا وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي على قوات الاحتلال لأنها كلها هي نتاج جريمة العدوان التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية ومن تحالف معها في غزو واحتلال العراق غير المشروع وتقع على مجلس الأمن الدولي الذي يقف مكتوف اليدين ولا يعمل على إنفاذ ميثاق الأمم المتحدة بشكل عادل وبعيد عن هيمنة الولايات المتحدة من اجل إنقاذ العراق وشعبه وسوف يذكر التاريخ بكل ازدراء الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي على مواقفهم الخانعة والمنتهكة لحقوق الإنسان التي يتشدقون أنهم دعاة الدفاع عنها ,كما إن حكومة الاحتلال المنصبة تتحمل هذه المسؤولية ويجب إن تحاسب على فشلها في حماية المواطنين وأمنهم وراحتهم .


إن كل ما يجري في عراق اليوم هو نتاج العملية السياسية المبنية على المحاصصة الطائفية والعرقية البغيضة ومن يتوهم إن بإمكانه التغيير من خلالها فهو يعيش أحلام العصافير والتعديل الأخير لما يسمى بقانون الانتخابات خير دليل فلو افترضنا جدلا إن هناك قوى داخل العملية السياسية تتقاطع مع المحاصصة والاجتثاث والتهميش فإنها لا تتمكن في أحسن الاحتمالات من الحصول على أكثر من (100)مائة مقعد فيما يسمى بمجلس النواب مقابل (225)مقعد للقوى العرقية والطائفية سواء بالتصويت أو التزوير وبالتالي لا تستطيع هذه القوى إحداث أي تغيير دراماتيكي على الخريطة السياسية العراقية إذا أخذنا بنظر الاعتبار إن المحتل لا يزال يدعم بكل قوة هذه الفئات الطائفية والعرقية .


إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد إن يستجيب القدر
ولا بد لليل إن ينجلي
ولا بد للقيد إن ينكسر


إن الكرة اليوم في ملعب الشعب العراقي فمتى يظهر في العراق قادة مثل قادة ثورة العشرين وثورة 14 تموز958 ويعلنوا ثورتهم الشعبية العارمة على الاحتلال والعملاء ويلفظونهم في مزبلة التاريخ لينالوا الجزاء العادل جراء ما ارتكبوه من جرائم بحق العراق حاضرا ومستقبلا .

 

المحامي
ودود فوزي شمس الدين
مدير المركز العراقي لحقوق الإنسان
بغداد ٠٨ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٢ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٩ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور