موطئ قدم - الى مقاتل .. ماذا بقي لديك كي لا تقاوم !

 
 
 
شبكة المنصور
ذكرى محمد نادر
نعتذر مسبقا عما سترونه ولكن.. هكذا تضام الحرائر في العراق!
بقيت لبرهة مترددة أمام الرسالة التي وصلتني عبر بريدي الألكتروني كنت اخاف فتحها..
ولكني فتحتها.. ويا هول ما رأيت!.


امراة نحيلة مثل عود ريحان.. وشعر طويل كخيمة ليل.. ووجه مذعور.. وعيون تبيض من الخوف!.. يحيطها بشر ضباع عبثون بها.. يتلذذون بدموعها.. نساء ورجال.. مقنعين بوجوه حيوانات.. وببزات امريكية.. بعضهم نصف عراة ومجندات مهوسات.. وعود ريحان, وحيد وهزيل وكومة دموع وتوسلات مكتومة.. عيون تبحث عن غوث.. ولكن..لا احد..لا احد..


كنت معها أبكي.. كنت معها أنوح.. كنت لها أعتذر.. إنها وحيدة.. هذه السليبة.. بين ثلة من زناة الارض ينهشون فيها.. كنت أدور في غرفتي.. أضرب صدري.. أبكي صوتها وأنينها وعيونها المذعورة تأكل قلبي..
فكيف يا ربي تضام الحرائر؟ كيف يتناوب السفلة على أعراض الماجدات الصابرات المكابرات.. ولو أنهن سكبن الدموع على شطآننا لفاض منها الفرات! كيف؟


وفي ليلي الأسود كنت أصيح: لك وينكم! يا أهل الغيرة وينكم؟ يا أهل الشرف والجود.. وينكم؟
وربما يليق بنساء العراق اليوم أن يغينين جماعيا أغنية عراقية قديمة تشبه ما يعشنه اليوم من خذلان "جيه مالي والي.. بويه اسم الله.. متعذبة بدنياي"
لأنهن اليوم باقيات بغير وال ولا حام, ولا نصير!


2


الموقع: الفكة.. الحدث: احتلال
ألف من جنود إيران ينتشرون حول آبار منطقة الفكة.. يفكون العلم العراقي.. ينزلونه.. يرمونه بعيداً ويشدون علم إيران.. تحت سمع الحكومة العراقية "الوطنية" وبصرها والتي تبرع زعماؤها بتبرير الفعلة على أنها ربما حدثت "سهوا" بسبب قرب المسافة بين الحدود! أو انها  حادثة لن تؤثرعلى سير العلاقات بين البلدين, أو أنها تعبير صريح عن تقاسم الثروات!


وبعضهم كان أكثر سخاءً وتبرعاً عندما أعلن بان الفكة "أرض إيرانية" ولا يجوز أخذ مال الغير!.


وعلى هذه الأرض الصغيرة التي تجرأت إيران اليوم لترفع علمها فوقها, تساقطت, عشرات، بل مئات الحكايا والروايات من قصص الشهداء الذين استبسلوا بالدفاع عنها والحفاظ بأرواحهم الطاهرة ثمنا لعدم تدنيسها بقدم محتل غاشم.. شباب مثل الورد ضحوا بأنفسهم ليبقى العراق اسما كبيرا.. شباب طهر.. كانوا يكبرون عند الصولة صارخين ملء الروح لبيك يا عراق.. لبيك يا وطن.. شباب زرعوا على أكتافهم علم العراق الزاهي بألوانه ونجومه وشيمته ورفعة أرضه.. شباب بهم انتخى الأهل والعشير.. كنا نزفهم إلى الموت النبيل بأيدينا ونستقبلهم عند العودة بالهلاهل والقبل.. حينها كان يغفو العراق قرير العين بما لديه من حماة أارض وعرض.. (لك وين الشباب اليوم)!


أين من ينفض الروح مما علق بها من ذلة احتلال وقهر واغتصاب.. ماذا بقي لديك اليوم كي لا تقاوم.. حين العرض ينتهك والبلد يغتصب!
واللقمة من افواه الصغار تسرق, والتاريخ ينهب, وأعلام احتلال ببطن احتلال ترفع.. وانت صامت!
يا عراقي.. أنت صامت..
حيف..
حيف..
حيف حين, يسكت الأسد الصهور..


حيف أن يصمت الرجل الجسور, وقد لاذت به حرائره واحتمت من جور الخطوب, حيف ان يصمت  رجال ثورة العشرين.. رجال, نكسوا تاج العرش البريطاني وهم يواجهون الجيوش المدججة بالمدافع, والقنابل, والعتاد، يواجهونها بصدور عارية, وبالهوسات الأبية وبالفالة والمكوار والعصي يتعالى الصوت فيهم: الطوب احسن لو مكواري.


حيف يا أولاد شعلان أبو الجون, والشيخ ضاري
حيف أن يصمت أبناء وطن النواعير والعصافير والأناشيد والملاحم, حيف أن يصمت رجال كنا نتباهى بغيرتهم "وبتفكهم", ونتماهى بعزتهم, وتهون لأجل كرامتهم كل صنوف الأذى.
حيف.. أن تدنس أرض الديانات والرسالات, وشعب العراق الأغر.. ساكت, جافل, صامت, غافل..!
(شلون ما تهتز الضمائر.. شلون ما ترجف غيرة رجال المعارك والبطولات وأولاد الاصايل!)
 فكيف تهان الأرض ويداس العرض وينتهك الشرف ويدوسك الغزاة والزناة وحثالة الناس, وتصمت أنت علّ في الصمت السلامة!


أية سلامة تبغي وقد تسيد زمنك الطغاة وغلمان العصر وصبيانه.. كيف تصمت وبلدك تلاك بأفواه القتلة يأكلون ترابك وينهشون عرضك  وينهبون ثرواتنك وانت صامت!
 فماذا بقى لديك كي لا تقاوم!


الجلادون السفاحون المغتصبون قتلة الاطفال.. منتهكي أعراض الحرائر, من لا عرض لهم ولا وطن صاروا يلقون بوجهك الأوامر! رخاص الذمة والضمير يبيعون أسهم دمك بسوق البورصة ويقايضون روحك بحفنة دولارات.. وأنت صامت!


ماذا بقي لديك كي لا تقاوم!
قاوم فدتك الروح.. قاوم فدتك العين.. قاوم. .باركتك السماء من عليائها والقيم.. قاوم, وبايع العراق بالدم الغالي, قاوم واشتر بالروح العرض الرفيع,  قاوم.. فان الأرض لا تليق إلا بمن دفع عنها الأذى, والعرض يا صاحب العرض لا يصان إلا بمن ترجف شواربهم بغيرة وعز وشرف.


قاوم.. قاوم.. قاوم.
فماذا بقي لديك كي لا تقاوم!

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠٨ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٥ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور