البعث حركة ثورية تعمل لمئات السنين

 
 
 
شبكة المنصور
صادق احمد العيسى

( ١ )

 

هناك دعوات تريد منا ان نتجاهل وقائع التأريخ ، وقد رفعت هذه الدعوات شعار "ان من يحاول التوقف عند الاحداث التارخية واستنطاقها ،هو مصاب بهوس اسمه نظرية ((المؤامرة))"


وبموجب هذه الدعوات :_
1.يجب ان لانذكر ان ان هناك حضارة اسمها الحضارة البابلية وان تدميرها جاء نتيجة اشتراك الفرس والصهيونية بقيادة كورش الاخميني عام 503 ق م تماما كتعاون الايرانيين والصهيونية ممثلة ببوش عام 2003 وتدمير بغداد ،لان ذلك تأسيس لفكرة المؤامرة.


2.يجب ان لا نذكر ان الحضارة العربية اليمنية الجنوبية تم تدميرها على يد ابرهة الحبشي في القرن الرابع الميلاد ي بتوجية ورعاية من قيصر روما ، وان اول عمل قام به ابرهة هو الغاء اذاة الحضارة وهي ( خط المسند)واستبداله ب (الخط الارامي )ليقطع على الاجيال التواصل الحضاري .


لان البحث في هذا الموضوع يجعل الشعب يفكر بأن الغرب هم السبب في تدمير حضارة كان من الممكن ان يكون العرب بموجبها في حال هو غير حال اليوم (انظر موسوعة الدكتور جواد علي ج1 ،2، 3).


3.يجب ان لا نبحث اونتحدث في قضية تدمير قيصر روما لمملكة تدمر والتي اكتشفت ملكتها ان الاعتماد على العرب في البادية فعال لحماية المملكة ولا نتوقف عند اسباب اصرار قساوسة روما بأن يكون انتخاب القيصر مشروطا بقدرته على تدمير مملكة تدمر وتم لهم ذلك و نكتفي بالقصة الملفقة بأن قصير جدع انفه وقتل الزباء ويكون العرب هم يقتل بعضهم بعضا تماما كالصورة التي اخرجت ان نوري العلي و(بشجاعة فائقة ) اغتال صدام حسين ولا علاقة لامريكا والصهيونية بموضوعة اغتيال شهيد العصر وقولي ليس تبرئة لنوري من فعله الاجرامي لكنه ما كان يفعله لولا ان اسياده قد اصدروا له الامر بمسرحية ان جلال لا يوقع لاسباب وارتكب الجريمة نوري ليظهر الاخراج ان الفعل عراقي خالص ولا علاقة لامريكا بالموضوع.


4. يجب ان لا نذكر الاجيال بهجوم هولاكو على بغداد وتدمير علومها ومعارفها لا بل نعتبر ذلك نعمة ربانية ان الله رزقنا باسلام هولاكو على يد احد المبدعين ، المهم اسلام هولاكو وليس مهما ما دمره هولاكو ، المهم ان البعض تنفس الصعداء واعتلى سدة الوزارة تماما كما هو الان المهم ان البعض استطاع ان يحصل على فرصة يقال له العنوان الفلاني وفسحة زمن يستطيع فيها ان يسرق فليس صعبا على التصور ان تجد عنوان متقدم يبعث بحمايته لتسرق بنك حكومي ، الواقعة لوحدها تفسر لنا صورة الحال .


5.يجب ان لا نقرأ كتاب الحرب على العراق ولا ان نطلع على الوثائق المهمة الموجودة فيه لان هذا الاطلاع يقود الشعب الى معرفة زيف الدعاية الاحتلالية وهذا مزعج للمخططين لها ،لذا يجب ان نبحث بأشياء غير تلك ،البحوث المطلوبة العمل على ترتيب بحوث تفتقر الى الحقيقة المهم انها تروج الى كذبة تقول بقصور القيادات العراقية هذا مطلوب وتم دعمة والتشجيع علية.


6.يجب ان لا نذكر ان الصهيونية تسيطر على الحكومات الغربية وتملك الاعلام الغربي وتخلق الذرائع والحجج من اجل اهدافها المرسومة .انت ان قلت ذلك فأنت مهوس بعقلية المؤامرة؟؟؟؟


7.لا نذكر بروتوكولات حكماء بني صهيون وما ورد فيها لان هذا النمط من التفكير هو هوس بنظر ية ((المؤامرة)).


8. لا نتوقف عند ما ورد في الكتب المتسربة عن عملاء الصهيونية والقوه الخفية ومنها كتاب احجار على رقعة الشطرنج..الذي رغم ما يبطن من امكانيات وقدرات الصهيونية بزرع اليأس في نفسية المواجه فأنه ذكر امور خطيره عن نشاط هذه المنظمة الخطيرة.


هذه الدعوات اشتد اوارها بعد غزو العراق ، واستخدمت عناصر مخلوقة لهذا الغرض ،ومن المميزات لهذه العناصر ان يكون لها تأريخ وطني حتى يتم تغطية الدعوات بدثار تأريخ ذلك الشخص لتسهل عملية مخادعة العقول .

 

( ٢ )

 

الاهداف


انصبت اهداف هذه الدعوات على ما يلي:


1. العمل بشكل حثيث على خلق تصور مخطوءبالاستفادة من الجهل بالتاريخ وعدم الوعي على القوانين المحركة لجدل النضال في التاريخ العربي والحياة العربية ، على امل خلق تصور لدى المواطن وبالاستفادة من ظروف الغزو ليتنكر الى تأريخه ويعمل على جلد نفسة ويعتبر النضال ضد الصهيونية خطأ كبير فيستكين ويقبل بالامر الواقع معتبرا الخنوع هو الطريق الصحيح.


2.العمل على تجريد مسيرة النضال العربي من رموزها والاساءة اليهم ذلك بتصوير ودبلجة افلام غير صحيحة والصاقها بهم على امل استغفال من لا يعلم وعدم وجود اعلام مقا بل يتصدى لهذه الاعمال الاجرامية المسيئة لحقوق الانسان.


3. الطعن التدريجي بصميم الاهداف التي تنقذ الامة وصولا الى هدف مهم هو تدمير الامة .
بعد ذلك نود ان نتوقف عند المحاور التالية:


_حاجة المجتمع العربي
_مفهوم الحزب
_الدور القيادي المسؤول

 


اولا حاجة النضال العربي

 

ان ولادة البعث كفكرة يلخصها المؤسس ميشيل عفلق في حديث له عام 1950تحت عنوان البعث العربي هو الانقلاب بقوله:_


"اننا نشعر بأن، مجتمعنا العربي بحاجة الى بذل جهد ومشقة كبيرة حتى يسترد ذاته الحقيقية"
ثم يقول" اننا نعيش مستوى هابط من الروح في جو خائر يجب ان تدب فيه حرارة لاهبة تصهر النفوس وتفتح المواهب "


وان في "النضال الجدي يتوضح الفوارق بين النوع الجدي والنوع الذي استعبدته المصالح"


وبسهولة ودون اي عناء نستطيع تلمس ان الدعوة انصبت على ان المحتمع العربي يعيش ازمة حضارية افقدته ذاته الحقيقية هذه الذات المفقودة بحاجة الى جهد شاق ليس تنفع معه المحاولات العادية والدعوات التثقيفية ولو اعدنا النظر بالفقرات من ( 1_7) وتوقفنا عندها نكون قد ادركنا المعنى الذي اراده القائد المؤسس رحمه الله.


ان حالة التردي لها مواصفات خاصة هي غير ميزات الحالة الطبيعية وغير حالة الوثوق بالذات تلك النظرة الفلسفية التي انطلق منها البعث وهي ( ثقة الامة العربية بنفسها) .حالة التردي جو خائر ، جو تردد ، جو هابط ،هكذا اجواء موبوءة لاتستطيع الروح فيها ان تحلق لتصنع المستقبل لعدم قدرتها على تنفس الهواء الحر ، انما هي اجواء مذلة ومستوى التفكير فيها ذليل ،فأي نتاج سيأتي من مستوى تك الاجواء سيكون بالتأكيد مطبوع بطابع تلك المرحلة ،لذا فالتاكيد على حرية الفرد والتفكير المستقل وسائل تربوية وطرق خلاص تتطلبها المرحلة بمعنى اخر اننا بحاجة الى انقلاب على الذات وهذا ما دعا اليه القائد المؤسس في حديثه الموسوم "الزمن والحركة الانقلابية"عام 1950الذي اكد فيه الحاجة الى الانقلاب على الذات ولم يقل تطوير الذات لان التطور التدريجي يصب في خانة الاعداء ولا ينفع الامة .


فيقول :"الانقلاب معناة ان الامة بلغت حد من السوء اصبح معه تركها للظروف والتطور امر يعرضها للهلاك "ثم يقول "الحركة الانقلابية هي نقيض الحركة الاصلاحية "وان " فكرة السرعة هي من صميم الحركة الانقلابية وهذا يفترض ان تكون هناك حركة تستطيع السيطرة على الزمن وتعجيله"


من تلك الافكار نستخلص ان مشكلتنا _كقضية عربية_مشكلة تمتاز بخصوصية لا ينفع معها الاجراء الروتيني ولا انتظار الظروف لان الامة نتيجة فعل اعداءها وضعت على سكة كل الظروف تعمل في غير صالحها ، والتطور البسيط يعرضها للهلاك .


هذا الاستنتاج يعيدنا الان الى طروحات الخصم بعد ان احتل بغداد وجردنا من قاعدتنا المادية بتدميرها من قبله ونقلها الى شريكة ايران وهو يعمل بمعاونة كل عملاءه دولا وافرادا على تجريدنا من هويتنا ومن رموزنا التاريخيين ويطلب منا التأني في كل شيىء وهو يعلم ونحن نعلم ان الزمن لصالحة اذا استجبنا لنداءاته واشتغلت في اجسامنا سمومه .


وبذلك فجميع الافكار التي ترد في هذا الباب لا نستطيع ان نفرز لها خانة منفصلة وانما هي تدخل في خانة العدو وفي خدمته.، مها كان الطرف الذ ي يعلنها او يفعلها وباي شكل تأتي ، على شكل نصيحة ام على ضربة عسكرية ،على شكل اعدام قائد كما في حملة التصفيات المستمرة ضد ثروة الامة وكوادرها العلمية والادارية والقيادية ام على شكل اي جريمة من جرائم الاحتلال المعروفة والتي يندى لها جبين الانسانية .


كل ذلك ادوات لاجل هدف واحد مشخص من قبل الحزب منذ الخمسينات اي قبل 53سنة من الاحتلال ولم تفاجىء به الحركة الثورية.ولذلك عندما نجد ان شروط الحركة الثورية كما بينها المؤسس في حديثه عام 1950بانها:


1. تقوم على الوعي اولا
2. .وعلى الشعور بالمسؤولية ثانيا
3. .وعلى الايمان اخيرا


نستطيع ان نتبين المهمات التي ستواجه هذه الحركة ، وطبيعة النضال الذي يقتضي الوعي والشعور بالمسؤلية والايمان وان جسامة المهمة تبين لنا شكل المواجهة .


فلما حصلت المواجهة في حرب عالمية تقودها امريكا وبريطانيا كدول عظمى ضد نواة نهضة الامة العربية لا بد ان يكون التفوق التكنولوجي المتوفر للغزاة عنصر ذو اهمية تدميرية للبنى التحتية لكن غير قادر عاى تدمير عزيمة الرجال وبهذا هزمت امريكا في الساحة حتى ان ابناء الشعب العراقي استخدموا احذيتهم في مواجهة الخصم وهو سلاح يستخدم لاول مرة في معركة هذا وصفها ضد رئيس الدولة الغازية ، كما اننا لانستغرب ان يوظف هذا او ذاك مهما كان وصفه ابدا ولا نستغرب ان تشتم رموزنا ، فهم اقدموا على اغتيال سيد شهداء العصر ا لامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس دولة العراق فهل يكون كثيرا على جرائمهم ان يدبجوا مقالا او ينتجوا فلما ، او اي صور اعلامية تسىء لهذا الرمز لسبب بسيط هو انه يقاتلهم حيا وميتا.


الشيىء المهم الذي يبقى خالدا في الذهن ان البعث حركة حية تعمل لمئات السنين وان القيادات تعبر عن مرحلة ضمن مراحل النضال تترك لمساتها على الحركة النضالية لكن البعث كحركة ثورية قادر على ولادة قيادات تنهض بالمهمة والدور المطلوب .


ان محاولات العدو البائسة لاجل تفكيك الحركة بطرح نماذج لعلها تستوفي شروط الانشقاق قد واجهها الحزب وجماهيره بصمود رائع افشلها جميعا ، كما ان استخدام اسماء كان لها وزن ايضا اخذ طريقة بسرعة الى الفشل حتى اني اطلعت على ورقة بائسة لرجل ادعى انتسابة للبعث يحمل مقترح يتضمن طموحات واهداف العدو اقول لصاحب هذا المقترح يكفينا قول الامام علي علية السلام ليلجمك ويلجم امثالك حين يقول : طمع بي من لا يذود الاذي عن نفسه.


انت تعلم ونحن نعلم والله جل في علاه يعلم من انت؟فلا تدعي اكثر ولا نريد الخوض في التفاصيل .


المبادىء المسنتجة:


1.ان غزو العراق اغرق العدو في مستنقع لا يستطيع الخروج منه دون الاعتراف بالهزيمة امام شعوب الارض وهذا قانون ينطبق على كل من يغزو العراق .


2. لم يتمكن العدو من تحقيق هدفه بالقضاء على القدرة العراقية وبذلك فالعراق بلد محتل لكنه لم يسقط لانه استمر بالمقاومة ولم تستسلم قيادته رغم مخايرتهم بين الموت او الاستسلام فاختاروا اعواد المشانق ببطولة ورجولة منقطعة النظير .


3. لاندعي ان مسيرة 35 عام لم تقع في اخطاء خصوصا في مرحلة الطوارىء التي عاشتها الدولة من 4\9\1980 لغاية 9\4\2003فترة الحرب المفروضة سواءا بصفحاتها العسكرية ام بصفحة الحصار الاقتصادي .


4. اننا عندما نراهن على الشعب العراقي باعتباره الاحتياطي المضموم نحن على حق والان الانتصار للعراق في كل ارجاء العراق وان العدو وعملاؤه خسروا الجولة بأمتياز والانتصار لشعب العراق ومقاومته الباسلة .


والحمد لله رب العالمين

 

 


المصادر

1.موسوعة \ الدكتور جواد علي
تاريخ العرب قبل الاسلام 10 اجزاء
2. لمحات من نضال حزب البعث العربي الاشتراكي
3. في سبيل البعث
4. لمحات اجتماعية 7 اجزاء د علي الوردي
5. احجار على رقعة الشطرنج
6. بروتوكولات حكماء بني صهيون
7. الحرب على العراق

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور