المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟

﴿ الحلقة الحادية عشر ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
صلاح المختار

الصديق هو الذي يعرف اغنية قلبك ويستطيع ان يغنيها لك عندما تنسى كلماتها

مثل

 

أسئلة وملاحظات

 

بعد هذا الاستعراض التفصيلي لابد من تثبيت ملاحظات وحقائق ميدانية اساسية تؤكد ، بلا ادنى شك ، الهوية الحقيقة لايران :

 

1 – ان من اهم الاسئلة التي يجب طرحها لتحديد الهوية الحقيقية لايران هو السؤال التالي : لم يدعم افراد وجماعات عربية ايران ؟ الجواب الجاهز والمعروف هو انها تدعم القضية الفلسطينية منذ اسقاط الشاه ، لذلك فمن الضروري التمييز بين ايران الشاه وايران الملالي وتثمين موقفها الايجابي تجاه القضية الفلسطينية .

 

طيب ثمة سؤال اخر مهم جدا وهو : لم يدعم العرب القضية الفلسطينية ؟ الجواب يختلف بين تيارين هما التيار القومي العربي والتيار الاسلاموي ، فالتيار القومي يؤمن بان فلسطين عربية وبما ان كل اجزاء الوطن العربي متساوية القيمة وتنتمي لامة واحدة فان الدفاع عن فلسطين واجب قومي مقدس كما الدفاع عن كل قطر عربي اخر . اما التيارات الاسلاموية فتجيب لان فلسطين بلد اسلامي وبما ان كل البلدان الاسلامية اجزاء من ( امتنا الاسلامية ) فيجب دعم القضية الفلسطينية . ويترتب على هذين السؤالين سؤال ثالث وهو : هل نقف ضد الكيان الصهيوني لان مستوطنيه يهود ام لأنه احتل فلسطين ؟

 

هذه الاسئلة حاسمة في تحديد الهوية الحقيقية لنظام الملالي في ايران ، والاهم في تحديد الدور الحقيقي لداعمي ايران من العرب وكشف دوافعهم غير الشريفة ، وهو موضوع بحثنا ، ومن دون طرح الاسئلة الثلاثة ومناقشتها من الصعب كشف التضليل الايراني وتعرية من يدافع عن ايران .

 

وعند مناقشة موقف التيارات الاسلاموية والكتاب الاسلامويين الداعمين لايران من منطلق ( اسلامي ) فان الاسئلة المهمة التي تواجههم ويعجزون عن تقديم اجابة مقنعة عليها هي : اليس العراق ، الذي تشارك ايران امريكا في احتلاله وتدميره والتسبب في اسوأ الكوارث التي تعرض لها خلال ثمانية الاف عام من تاريخه بعد ان ساعدت امريكا على غزوه رسميا ، قطرا مسلما كفلسطين ؟ ، اليست الاحواز التي تحتلها ايران قطرا اسلاميا كفلسطين وعدد نفوسه ضعف نفوس الشعب الفلسطيني     ( حوالي تسعة ملايين احوازي ) وارضه اكبر من فلسطين بثمانية مرات ونصف المرة وتمتد من جنوب العراق حتى مضيق هرمز على امتداد الضفة الشرقية للخليج العربي ، وعلى ارض الاحواز وفي جوفها توجد اهم ثروات ايران الحالية وهي المياه والنفط ؟

 

وتتواصل عملية توالد الاسئلة المنطقية التي تفرض نفسها بحكم منطق الاشياء : لم تدعم ايران فلسطين الاسلامية وتحتل العراق الاسلامي والاحواز الاسلامية ؟ اليست اراضي المسلمين وحقوقهم واحدة في القيمة والاهمية من حيث الجوهر ؟ ولم تصر ايران على الصراع مع العرب حول الارض والمياه والحدود مع العرب المسلمين ، كما في حالة الامارات والعراق ودول الخليج كلها خصوصا البحرين ؟ اليست اراضي المسلمين واحدة ولكل المسلمين ولا فرق بين مسلم واخر ؟ ولم يصر نظام الملالي في ايران على تسمية الخليج العربي ب ( الفارسي ) اذا كانت هويته الحقيقة اسلامية ؟ الا يفترض عدم اشعال صراعات دموية وعدائية بين المسلمين من اجل ارض هي ملكهم كلهم وبالتساوي ؟ بل والاكثر ايحاء ومعنى هو الامر التالي : لم رفض خميني ( حلا وسطا ) لمسألة تسمية الخليج العربي قدمته منظمة المؤتمر الاسلامي في الثمانينيات لاجل أيقاف الصراع بين المسلمين يقوم على تسميته ب ( الخليج الاسلامي ) ؟ لقد رفضه خميني بشدة واصر على مواصلة الصراع مع العرب المسلمين حول اسم الخليج ! لم ذلك الاصرار اذا كان خميني وتياره اسلاميا حقا ؟

 

وتأخذ الاسئلة طابعا اكثر خطورة حينما يتعلق الامر بالاسلامويين العرب ومنها : لو ان من يحكم العراق كان حركة الاخوان المسلمين ( واسمها في العراق هو الحزب الاسلامي ) وغزته امريكا وايران هل كان رد فعل الاخوان المسلمين ، في مصر مثلا ، سيكون هو نفس رد فعلهم الحالي المتميز بدعم ايران رغم مشاركتها الرئيسية والحاسمة في الغزو ؟ من المؤكد ان اخوان مصر سوف يقفون ضد الغزو الامريكي الايراني لو كان الاخوان المسلمون في العراق ( او الحزب الاسلامي ) يحكمون العراق ، ولكنهم كانوا في ( المعارضة ) ضد نظام وطني وقومي الهوية ، لذلك ايدوا الاحتلال وشاركوا في حكوماته بفعالية حرصا على اجتثاث التيار القومي العربي في العراق ، وهو القلعة الاخيرة للقومية العربية بعد زوال النظام الناصري في مصر ، والذي تعرض لعداء متجذر من قبل الاخوان المسلمين في مصر .

 

يقينا ان موقف الاسلامويين العرب ( من الطائفيين السنة ) الداعم لايران ينبع من بئر سام ومسمم وهو بئر العداء الايديولوجي الاسلاموي للقومية العربية وتياراتها وليس من نبع الاسلام الصافي الذي لا يجسده تيار او حزب مثلما يجسده البعث كما اتثبتت تجربة غزو العراق . وهذه حقيقة مخيفة تحدد طبيعة التيارات الاسلاموية وهويتها ومكامن الغامها ، فهي من اجل تصفية التيار القومي الرئيسي وهو البعث ( لنتذكر انها ساهمت في تصفية التيار القومي الناصري في مصر ) دعمت الغزو الامريكي للعراق وشاركت في حكوماته ومارست اسوأ اشكال الطائفية عندما ادعت انها تمثل السنة في العراق في الحكومة التي اقامها الاحتلال !

 

واخيرا فان السؤال الذي يواجه الاسلامويون العرب هو : ما الفرق بين فلسطين ، التي تبررون دعمكم لايران باسمها ، والعراق ؟ هل يوجد فرق بين قطر مسلم واخر ؟

 

وهنا يجب ان نتوقف لنشاهد كيف ان الاممية الاسلاموية – وليس الاسلامية – التي يروج لها الاسلاميون كبديل عن الانتماءين الوطني والقومي ، تستخدم ممرا للخيانات الوطنية والقومية ، فلولا الحط من شأن القومية العربية والوطنية العربية من قبل الاسلامويين العرب ، تحت غطاء الاممية الاسلاموية الشيعية والسنية ، فان خيانة الاخوان المسلمين في العراق لوطنهم الصغير ما كانت ممكنة ، وما كان ممكنا ان تؤيد حركة الاخوان في مصر ايران وتدعم الاخوان المسلمين في العراق مع انهم ارتكبوا فعل الخيانة الوطنية العظمى بتأييدهم للاحتلال ومشاركتهم في حكوماته ، التي تركز دورها على تكريس الاحتلال والترويج له .

 

القومية والدين من منظور فلسفي

 

ان الدرس التاريخي الخطير والكبير الذي بلورته مواقف الاسلامويين العرب هو التالي : حينما تسقط الرابطة الوطنية وتهمش او تدان الهوية القومية ، وغالبا تكفر ويكفر المؤمنون بالقومية من قبل الاسلامويين ، وتجعل ( الاسلام ) ، حسب التفسير الفارسي او الاخواني له ، هوية لك مع انه قابل لعشرات التفسيرات ، كما لاحظنا عند غزو العراق وما الحقه من كوارث فيه والتي يتحمل الاسلامويون الشيعة والسنة مسئولية اساسية عنها ، فان الخيار الاسلاموي ، العدمي قوميا ووطنيا ، يكون المقدمة الطبيعية للخيانات الوطنية والقومية .

 

كيف ذلك ؟ من هنا من الضروري مناقشة دور الدين والقومية في حياة البشر وهذه الضرورة تتطلب تناول الطبيعة الفلسفية لكل من القومية والدين لفهم كيفية استخدام غطاء الدين في تفتيت الهوية الوطنية والقومية مع ان ذلك انتحار حقيقي . ان الدين اساسا صلة بالرب ، ايمان وعبادة وممارسات ، وهي صلة ذات طبيعة ميتافيزيقية لا يمكن التعامل معها بمنطق الرياضيات ، وهو القاعدة الاساسية للحياة السياسية بصفتها ممارسة دنيوية انموذجية ، فمهما كنا متبحرين في الشأن الديني فان ثمة قضايا لا يمكن اختراقها وتبقى سرا غير قابل للكشف او الاكتشاف ، مثل التساؤل عن الله وما بعد تفسير الدين للحياة والموت والخلق ، وهي قضية من المستحيل منع الانسان ، أي انسان ، من التفكير بها منذ صغره ، خصوصا الديانات السماوية التوحيدية ، من اليهودية الى الاسلام مرورا بالمسيحية ، التي امنت بوجود الله سبحانه وتعالى ومنعت التشكيك بوجوده .

 

ان صلة الانسان برجل الدين اساسها حاجة الانسان العادي لتفسيرات تشبع حاجته لمعرفة ظواهر اكبر من عقله او على الاقل تقلل دهشته من الكون والخلق والطبيعة ، كما انه بحاجة لفتاوى تنظم حياته الاجتماعية كالزواج والطلاق والارث وغيرها ، وهذه الصلة جبرية غالبا بما انها تقوم على حاجة الانسان العادي لتفسيرات وحلول لا يملكها وتوجد لدى رجل الدين حصرا في المجتمعات التقليدية ، مع ان الاسلام يرفض الكهنوتية ، وهكذا تبلورت صلة تابع ومتبوع اساسها وقاعدتها ميتافيزيقية وهي معلومات لا يجوز التشكيك بها او التساؤل عما ورائها او قبلها ، فاما ان تقبل كما هي دون نقاش او اعتراض ، وهذا مؤشر الايمان ، او ترفض كلها وهو مؤشر الالحاد .

ومن المؤكد ان لكل انسان يتمتع بذكاء ولو متوسط ذكريات في طفولته تتعلق بالاسئلة التي كان يوجهها لوالده او محيطه حول الخلق وغموضه ، وهي اسئلة لكونها تصدر عن طفل برئ وذكي لا تقتنع ب ، ولا تتوقف عند ، اجابات رجل الدين ، بل تذهب لما وراءها ، مثل السؤال عن خلق الكون ، وعند الجواب بانه الله لا يتردد الطفل عن طرح اسئلة محرمة بالنسبة للراشدين مثل ومن خلق الله ؟

 

ونتيجة لهذه الطبيعة الميتافيزيقية للايمان الديني فانه يقع في مركز الخوف الطبيعي والغريزي من دماغ البشر ، ويصبح ثمة فرق جوهري بين معلومات الحياة الدنيوية والتي يختزنها عقل الانسان بعد التاكد منها ماديا وحسيا كطرق العيش والبقاء  والحلول لما يواجهه من تحديات حياتية ، وتلك المعلومات تشكل  ثقافته التي ينشأ في  بيئتها بكافة اشكالها ومراحلها ، وهي ثقافة اقدم من كل الديانات التوحيدية لان الانسان حالما يبدأ بوعي العالم وهو طفل يتشكل لديه مزيج متداخل عضويا من الوعي والسايكولوجيا ، وهما المنبع الاساسي لثقافته وخياراته الاجتماعية ، وهذا المزيج هو الوعي الاجتماعي الذي يشكل العمود الفقري لشخصية الانسان وخياراته ومميزاته .

 

ان الوعي الاجتماعي يتشكل وفقا للبيئة السائدة ويخضع لها ولا يتغير الا عند حصول انتقالة نوعية من مرحلة تاريخية الى اخرى ، وهو بنية فوقية تنبثق عن بنية تحتية اقتصادية اجتماعية ، لكنه – أي الوعي – حالما ينبثق ويتبلور يبدأ بالتأثير على البنية التحتية ويعيد تشكيلها ، وهكذا تبدا عملية صيرورة متنامية تخضع لمنطق جدلي لا يتوقف على الاطلاق .

 

والهوية هي الصورة الاولى والارسخ والاهم للوعي الاجتماعي ، فقبل ان يتكون وعي الانسان العام والخارجي يبدأ بوعي ذاته ويتعرف على نفسه ، بمزاجه وميوله وقدراته وشكله ...الخ ، وتصبح عملية تكون هويته الخاصة محور انشغاله الذاتي ، بحكم دوافع غريزية لا يمكن صدها . وحينما ينمو الانسان يتوسع وعيه فيزداد كما ويرتقي نوعا  ، فبعد ذاته يبدأ باكتشاف هوية عائلته ثم هوية محيطه الاسري من لغة وتقاليد وضوابط وقيم ، ثم يتعامل مع هويته المحلية – اين يعيش ومع من يعيش – ثم هويته العشائرية ، ثم هويته القبلية ، ويأتي التطور النوعي الاهم وهو تفاعل القبائل المنتمية لنفس اللغة والثقافة والمحيط الجغرافي ، وعندها تبدأ الهوية الوطنية والقومية بالظهور والطغيان على الهويات السابقة لها كلها .

 

ان هذه الصيرورة استغرقت الاف السنين بالنسبة للشعوب العريقة ، واستمر الوعي الاجتماعي خلالها بالوجود  ومع الاستمرارية كان يتجذر ويترسخ ويتوارث من جيل الى جيل حتى صار الوعي الاجتماعي ، في اطار الهوية ، طبيعة ثانية للانسان ، تملأ فراغات الوعي لديه ، ومنها خياراته في الحياة وكيفية مواجهة التحديات . وبفضل الهوية يستقر الانسان وتخفت مخاوفه الناجمة عن القلق الغريزي من المجهول الدنيوي ، والذي يتعلق بضرورات الحياة ومشاكلها وتحدياتها .

 

وهوية الانسان في مجتمع الامة هي نتاج تطور استغرق الاف السنين حتى تبلور بصيغة انتماء لامة لها لغتها الخاصة وتقاليدها وديانتها ومصالحها المشتركة واصلها الواحد - غالبا – وعيشها على رقعة جغرافية متصلة ...الخ ، وهي أي الهوية أنعكاس طبيعي لتكوينه السايكولوجي – الاجتماعي وصورته التي يعرفه الاخر من خلالها . ورغم ان الهوية القومية هي  التطور الارقى لهويات سابقة لها تفاعلت وارتقت لتنتج القومية فان تلك الهويات القديمة ، او السابقة للهوية القومية ، اصبحت هويات فرعية تابعة للهوية الام وهي الهوية القومية . فالهوية القومية العربية مثلا تعود في نمو وتطور تكوينها الى الاف السنين قبل الاسلام ، وبدأت بظهور اللغة العربية لدى مجاميع بشرية ، ولكن هذه اللغة وان بقيت لغة المجاميع نفسها الا ان المجاميع تغيرت حالتها وطبيعة علاقاتها ، فالعائلة صارت عشيرة والعشيرة صارت قبيلة والقبائل اندمجت في اطار امة وشعب .

 

وحينما جاء الاسلام اضاف لهوية الامة بعدا روحيا كانت في امس الحاجة اليه ، عزز الهوية وانضجها بثراء روحي وفر لها نوعا من الكمال في الاستقرار النفسي والتلاحم الاجتماعي . فالعربي ورغم حضاراته السابقة للاسلام ، كالسومرية والبابلية والفرعونية والفينيقية وغيرها ، كان يفتقر للاستقرار الروحي وجاء الاسلام ليمنح العروبة روحها .

 

وهنا نشأت صلة عضوية جديدة لا تنفصم ، منذ اضيف الاسم للهوية ، وهي ما عبر عنه الرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق بقوله : ( ان العروبة جسد روحه الاسلام ) . ما معنى ذلك ؟ وماذا يحصل اذا فصلت العروبة عن الاسلام ؟ وهل بقي الاسلام مجرد دين ام انه صار ثقافة لكل عربي غير مسلم تحركه وتتحكم في مسيرته الانسانية ؟ بالتاكيد اصبح الاسلام منذ ظهر ميسما ذاتيا ( ثقافيا وسايكولوجيا واجتماعيا ) لكل عربي سواء كان مسلما او مسيحيا او غير ذلك ، وتلك هي من اعظم مميزات أصالة هويتنا القومية العربية .

 

وهنا تبرز الخلافات الجوهرية بين الايمان الديني المجرد والايمان الوطني والقومي ، فالهوية الوطنية والقومية بمختلف مراحل تطورها اقدم بكثير من الدين التوحيدي ، لان الانسان حالما وجد كانت له هوية تميزه عن غيره ابتداء من اسمه وذاتيته وعائلته ثم عشيرته ثم قبيلته ، ثم منطقته ثم شعبه ووطنه وقوميته . ان هذا التسلسل التاريخي للهوية الانسانية اسبق بالاف السنين من ظهور الديانات التوحيدية ، وهي لذلك ارسخ سايكولوجيا وثقافيا من الدين . كان العربي موجودا عند ظهور الوثنية واليهودية والمسيحية واخيرا الاسلام ، وفي كل مراحل تطور صلته بالدين كان يعتنق الديانات القديمة ويغيرها واثناء ذلك كله كانت هويته القومية موجودة واقدم من كل دين وطائفة . اما الدين فانه اشد تأثيرا على مستوى الميتافيزيق او حينما يتعلق الامر بالعقاب والثواب ، فالدين يقترن بالايمان بالله والتمسك باوامره ونواهيه ، لذلك فانه مقدس يحتمي به الانسان من خوفه الغريزي من الحياة والكون وينظم حياته .

 

لقد ارتكب الاسلامويون العرب خطيئة عظمى بافتعال تناقض وهمي بين القومية العربية والاسلام ، وهو ما ادى الى تكفيرهم للقومية العربية ورفضهم للرابطة الوطنية وازلتهما من نفوس من انتمى اليهم ، دون وجود بديل حقيقي يملأ فراغ الهوية الذي احدثوه في نفوس انصارهم ، لان البديل الاسلاموي كان عبارة عن فقاعة مزيفة لاصلة لها بالاسلام يمكن تفجيرها باجتهاد انصاف اميين باسم الاسلام ، وتوالد الاجتهادات الخاطئة والتي تصبح كارثة الكوارث على الوطن والامة ، مثلما حدث في العراق حينما راينا اسلامويون يمارسون اخطر انواع السحر وهو الافتاء باسم الاسلام . ولعل المقتل في المنطق الاسلاموي رأيناه في العراق المحتل متمثلا في القدرة العجيبة على الانتقال الفجائي من موقع الجهاد ضد الاحتلال الى دعمه كما حصل حينما تشكلت الصحوات بغالبتها من اسلامويين متطرفين كانوا مجاهدين بالاصل ولكن فراغ الهوية المصطنع ، المتمثل في التبرؤ من الهوية الوطنية القومية وزرع هوية ( دينية ) متطرفة وزائفة بدلها ، في ظل امية او شبه امية من يفتي من امراء الحرب ، عجل بارتكابهم فعل الخيانة الوطنية بعد اول اغراء مادي تعرضوا له ، وكانت نتيجته كارثة العراق والتي ما كان لها ان تحصل لولا أمراء الحرب شيعة وسنة ! لقد استخدم هؤلاء اسم الاسلام لتضليل الناس ودفعهم اما لموالاة الاحتلال ، كالحزب الاسلامي وحزب الدعوة ، او لتفتيت الهوية الوطنية والقومية باسم اسلام مزيف لدى بعض السلفيين الذين قاوموا الاحتلال لكنهم نتيجة ازمة الهوية التي اصطنعت لديهم برفض اقدم وارسخ هوية ، وهي الهوية القومية والوطنية ، ضاع هذا البعض وانقلب على الجهاد وصار اميرا في الصحوات ومارس اشد انواع القسوة تجاه المجاهدين والمقاومين .

 

ان محاولة استبدال الهوية الوطنية والقومية بهوية دينية واصطناع تناقض زائف بينهما يجعلهما في حالة تناقض مستمر ، يمهد الطريق للضياع نتيجة تدمير اهم قاعدة حصانة ووعي لدى الانسان وهي الهوية العروبية المتبلورة تقليديا وتاريخيا قبل ظهور الدين ، وعلى العكس فان الدمج العضوي بين الهوية الاقدم وهي الهوية القومية وبين الاسلام ، كما فعل البعث ، يوفر للقومية طاقة جبارة تحولها الى انتماء وطني - ايماني لا يقهر ولا يدحر لا في ساحات الجهاد ولا في سجالات الايديلوجيات .

 

هل هم قوميون حقا ؟

 

اما من يدعي انه قومي عربي ويؤيد ايران فان السؤال الذي يواجهه هو : لم نصفق لايران لانها تدعم فلسطين بينما نخمد صوت الاحتجاج على غزوها للعراق والاحواز مع انهما قطرين عربيين ؟ اليست الارض العربية كلها مقدسة ومتساوية القيمة ؟ اين احد اهم معايير العروبة وهو الدفاع عن كل ارض عربية محتلة ؟ وهل الموقف القومي مرتبط بنظم سياسية فاذا تغيرت النظم يتغير الموقف ؟ ام ان الموقف ثابت لانه مبدأي ؟ ( قوميو ) هذا الزمان نراهم كما يلي : اذا كان النظام مقبولا منا كنظام الملالي في ايران نغض الطرف عن احتلاله لاراضينا ، واذا كان مرفوضا ، كنظام الشاه ، نحتج على ذلك ! هل هذا مقبول وصحيح ؟  ان الموقف القومي تحدده الحقوق بغض النظر عن طبيعة النظم السياسية او الهوية الدينية لمن يعتدي على الحقوق ، ولذلك لا تتغير الحقوق اذا تغيرت النظم السياسية او دين المحتل لاراضينا .

 

في زمن الشاه قدم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، وكان قائدا للحركة القومية العربية بلا مازع ، دعما لثوار الاحواز من اجل التحرر من الاستعمار الايراني منطلقا من حقيقة ثابتة وهي ان الاحواز قطر عربي محتل ويجب دعمه من اجل التحرير والتخلص من الاحتلال الايراني ، والان يقف من يدعي انه ( ناصري ) مع ايران نفسها التي تحتل الاحواز العربية ، فكيف نفسر هذا التناقض الصارخ والفاضح بين مبادئ الناصرية وبين ممارسات من يدعي الانتماء اليها ؟

 

وتتواتر الاسئلة ومنها : هل وقفنا ضد الكيان الصهيوني لانه كيان يهودي ام لانه احتل ارضنا في فلسطين ؟ والجواب الواضح جدا هو اننا لم نكن ضد اليهود ولكننا اخذنا نحاربهم حينما احتلوا ارضنا في فلسطين ، وقبلها كان اليهود يتمتعون بكامل حقوق المواطنة في العراق ومصر وغيرهما ، وقبل احتلال فلسطين كان اليهود يهربون من الاضطهاد الديني في اوربا المسيحية الى الوطن العربي نتيجة التسامح الديني  التقليدي فيه .

 

هذه الاسئلة حاسمة في فضح المستور لانها تضع كل اسلاموي وكل ناصروي يدعم ايران امام تحد منطقي ومعياري واضحين ، فالعراق عربي واسلامي والاحواز عربية واسلامية والجزر الاماراتية عربية واسلامية ، وهي كلها تخضع لمنطق اسلامي وقومي عربي ولمعيار اسلامي وقومي عربي ، يقول بوحدة القيمة للارض والبلد والقطر بغض النظر عن حجمه ومكانه ، فاذا تعرض قطر عربي او بلد اسلامي للغزو فان الموقف المطلوب هو دعم نضال الشعب العربي او الاسلامي الذي احتلت ارضه او وطنه ، فهل التزم من يدعم ايران بتلك البديهيات الراسخة في العرف السياسي والقانوني والديني والقومي والوطني ؟

 

يجب ان نكرر التاكيد على اننا لم نقف ضد اليهود وتاريخنا العربي شاهد على ان اليهود عاشوا في الوطن العربي منذ سيادة الاسلام عليه بكل احترام لمعتقدهم ووجودهم الانساني وحقوقهم كمواطنين عرب يهود ، ووقفنا ضد اليهود الصهاينة حينما احتلوا فلسطين وهي ارض الشعب الفلسطيني ، لذلك لابد من التركيز على هذه الحقيقة في تحديد الموقف المطلوب تجاه احتلال ايران لقطر عربي ، هو الاحواز وهو اكبر واغنى من فلسطين بكثير ، والمشاركة الايرانية الرئيسية مع امريكا في احتلال وتدمير العراق ، واحتلال الجزر العربية ، والاشهار المتكرر والرسمي لمطمع ايران في غزو البحرين وهي قطر عربي ، وهو ان الاحتلال هو احتلال مرفوض سواء قامت به حهات يهودية ، كما في فلسطين ، او امريكية مسيحية ، كما في العراق ، او اسلامية كم في احتلال ايران للاحواز والعراق والجزر .

 

المنطق الاسلاموي – وليس الاسلامي - والمنطق الناصروي – وليس الناصري - الداعمان  لايران منطقان ملتبسان وملغومان بتناقض صارخ ومفضوح لانهما ينسفان القاعدة الاساسية للانتماء الاسلامي والانتماء القومي وهي قاعدة تساوي اجزاء ( الامة الاسلامية ) ، بالنسبة للاسلاميين ، وتساوي اجزاء الامة العربية بالنسبة للقوميين العرب ، فما الذي يسند مواقف داعمي ايران العرب ؟ لعل نهج ايران الحالية يقدم دليلا على صحة أدانتنا لموقف الاسلامويين والناصرويين : فايران ترفض بشدة احتلال اراضيها من قبل أي طرف بغض النظر عن ديانته وقوميته ، لانها تعتقد انها اراض ايرانية وكل جزء منها مساو للاخر بغض النظر عن مكانه وموقعه ، والدستور الايراني يذهب بوضوح لا لبس فيه الى تاكيد انه ليس من حق البرلمان الايراني التنازل عن أي ارض ايرانية لاي بلد اخر ، رغم ان كل جيران ايران هم من المسلمين . فاذا كانت ايران لا تقبل بالتنازل عن أي جزء من اراضيها حتى عن طريق البرلمان ، فهل يعني هذا الموقف سوى انه موقف قومي متطرف لا صلة بالاسلام ؟

 كما ان ايران خميني وتلاميذه يصرون واكثر من ايران الشاه على عدم اعادة الجزر العربية وتحرير الاحواز رغم انهم يقولون ان ايران دولة اسلامية ! وقاتلت ايران وتقاتل منذ عقود ابناء الاحواز الذين يريدون الاستقلال عن ايران وقتلت واعدمت الاف الاحوازيين دفاعا عما تعده وحدة ايران الوطنية ! وتسمية الخليج العربي تقدم لنا دليلا صارخا على ان اسلامية ايران لم تمنعها من الاصرار على تسمية الخليج بالفارسي بل ورفض حتى الحل الوسط بين الاقطار العربية وايران وهو تسميته بالخليج الاسلامي ، كما اقترحت منظمة المؤتمر الاسلامي ، واصرت على تسميته باسم قومي وهو ( الخليج الفارسي ) !

 

اذن ايران دولة ذات هوية قومية تتغلب ، وتتفوق على انتماءها الاسلامي ، وتدافع عما تعده ( اراضيها  الوطنية ) رغم انها اراض عربية وفوقها شعب عربي مضطهد ، وتعد ذلك واجبها وحقها الوطني حتى لو تناقض مع انتمائها الاسلامي ، ولذلك قاتلت العراق لمدة ثمانية اعوام من اجل كيلومترات ارض ومياه وسقط اكثر من مليون مسلم عراقي وايراني من اجل ان تبقى ايران مسيطرة على ما تعده اراضيها ومياهها الاقليمية . ان هذه الحقيقة تطرح موقفا لايمكن تجاهله وهو ان سياسات ايران الملالي ، الفعلية والرسمية ، هي التي تحدد المعايير التي تحكم الموقف العربي منها وتجاهها قبل ان نحددها نحن وهي معايير قومية ووطنية وليست الاسلامية .

 

نكرر التاكيد : نحن لم نقف ضد اليهود ، كبشر لديهم عقيدة دينية محددة ، بل وقفنا ضد احتلالهم لفلسطين ولذلك لا يمكن ان نقف تجاه احتلال ايران للاحواز والعراق والجزر الا الموقف ذاته الذي اتخذناه ضد اليهود ، هذا هو المنطق السليم والموقف المطلوب قوميا واسلاميا ومنطقيا . لا مفر من تأكيد الحقيقة التالية بلا تردد او غموض وهي ان ايران الحالية لاتختلف عن ايران الشاه الا بدرجة الخطورة ، فلئن كانت ايران الشاه تعمل وفقا لشعار قومي فارسي صريح ، هو احياء امبراطورية قورش ، وهو ما عزلها عن محيطها العربي والاسلامي وعمق حصانة العرب ضد التوسع الاستعماري الايراني الشاهنشاهي ، فان ايران الملالي انجح في التمويه والاختراق لانها استخدمت اهم مقدسين لدى العرب وهما فلسطين والاسلام ، فنفذت بهما  الى صفوفنا ومزقتها ووجدت طابورا خامسا يدعمها .

 

منطق اللامنطق

 

وهذه النقطة توصلنا لضرورة لابد منها وهي التذكير بمعنى ما تبلور وقبل وصار قاعدة بداهة في التفكير العربي وهي معاني الوطنية والقومية . ان عصر اليقظة القومية العربية الحديثة ، وليس نشوء القومية العربية ، في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، تميز بجعل معيار الانتماء القومي قاعدة التمييز بين العربي وغير العربي ، ففي ظل الحكم العثماني الذي كان يصف نفسه بانه حكم ( اسلامي ) وبانه يمثل الخلافة الاسلامية ، سادت نزعة قومية تركية ادت الى دفع مشاعر الاخوة الاسلامية الى الخلف اولا ، ثم وباستمرار سياسة التتريك للشعوب الاسلامية اجبر العرب على التمسك بهويتهم القومية امام محاولات محو الهوية العربية وشرعوا في النضال من اجل المحافظة عليها رغم ان الدولة كانت تعمل باسم الاسلام .

 

ان الصلة بين المسلمين ما لم تقم على اساس المساواة الفعلية والقانونية تتحول الى نوع من الاستعمار والاستغلال الذي لن يفضي الا الى الانشقاق والفرقة والقتال ، وبما ان الدولة العثمانية عجزت عن تحقيق المساواة الفعلية بيم المسلمين فان قدرة العرب وغيرهم من الشعوب الاسلامية على البقاء تحت الاستعمار التركي تقلصت ، ثم زالت وبدأ عصر التحرر والاستقلال عن الدولة العثمانية التي كانت ذات طبيعة قومية عنصرية واضحة في مراحلها الاخيرة .

 

اننا اذ نذكر بهذه الحقيقة التاريخية فلاننا نريد ايضا غلق الباب على من يريد من العرب وغيرهم تصوير صراعنا مع ايران على انه صراع طائفي بين السنة والشيعة ، وهو امر تريده ايران ويخدم اهم اهدافها وهو اجبار شيعة عرب على دعمها والتخلي عن قوميتهم العربية من اجل المحافظة على مصالح الطائفة ، كما قال وردد مقتدى الصدر مرارا خصوصا حينما قام بابشع عملية تطهير طائفي في بغداد في بداية عام 2006 . قبل ولادة حكومة ولاية الفقيه ودولتها في ايران اشتبكنا نحن العرب في حرب مع دولة كانت تسمى اسلامية وكانت تمثل المذهب السني وهي الدولة العثمانية ، من اجل الاستقلال والمحافظه على الهوية القومية العربية وتحقيق الوحدة العربية . واذا تذكرنا ان ايران لا تحركها مصالح الاسلام وقيمه بل مصالحها القومية كدولة وكامة ، وهو امر مشروع ومقبول ، واذا اخذنا بنظر الاعتبار ان التشيع بالنسبة لايران هو مجرد ( حصان طروادة ) تستخدمه لاختراق حصوننا ومحو هويتنا العربية ، كما اثبتت تجربة غزو العراق والدور الايراني فيه ، يمكننا الوصول الى حقيقة لا يمكن انكارها او تجاهلها وهي ان سعي ايران للهيمنة علينا كعرب ما هو الا عمل استعماري صرف محركه الاساسي والحقيقي قومي .

 

وبمواجهة نشاط استعماري اجنبي لا يمكن لاي امة الا ان تلجأ لحصنها الطبيعي وهو حصن الهوية القومية ، وهنا نصل الى نقطة جوهرية وهي ان اولئك العرب الذين يدعمون ايران يفتقرون الى المنطق او المعيار المقبول او المسنود منطقيا ، فالناصروي وهو يدعم ايران يعجز عن مناقشة دافعه او الاقناع بصوابه ، لان ايران ، بممارساتها الفعلية وبمواقفها الرسمية ، دولة ذات نهج قومي فارسي وتريد تحقيق مكاسب لها على حساب العرب .

 

والسؤال الذي يفرض نفسه بلا عناء وبتلقائية كاملة هو : كيف يستطيع اي ناصري مهما كان ذكيا ومثقفا ان يسّوق الاستعمار الايراني ويقنع به مع انه ظاهرة استعمارية ثابتة ومرئية في الواقع ؟ ان الناصروي والاسلاموي يقفان وهما يدعمان ايران عاجزين عن تقديم اي دفاع مقنع ، ولذلك يتهربان من مواجهة القوميين العرب الذين يستطيعون كشف المستور الذي يجعل هؤلاء يتخلون عن اهم واجبات الانسان العربي وهو واجب الدفاع عن اراضي العرب وهويتهم تماما كما فعلنا تجاه الاتراك .

 

ان العربي الحقيقي هو من يدافع عن الارض العربية ، بغض النظر عن حجمها وموقعها ، هذه هي ام بديهيات الانتماء القومي العربي ، وعلى اساسها حاربنا العثمانيين ، وحاربنا الانكليز في العراق ومصر ، والفرنسيين في سوريا والجزائر ، والامريكييين في العراق ، وبسببها نحن نرفض احتلال اسبانيا لسبتة ومليلة واحتلال تركيا للاسكندرون ، وبقوة فعلها وقف عبدالناصر ضد احتلال ايران للاحواز العربية وقدم السلاح لثوارها . نحن عرب لسنا ضد اي امة او شعب وانما نحن ضد كل سياسة معادية لنا تتبناها امة اخرى ، سواء كانت مسلمة او مسيحية او يهودية او هندوسية ، نحن لنا مصالح وحقوق وحينما تتعارض وتتناقض مصالحنا مع مصالح اي طرف اخر غير عربي ، وحينما تسلب منا حقوق في الارض والمياه والثروات من قبل اي طرف يقع التناقض بيننا وبين ذلك الطرف .

 

لا يوجد منطق اسلامي يسمح بدعم ايران على الاطلاق وفقا لما عرضناه ، وكما في حالة الناصرويين فان الاسلامويين عراة من المنطق الاسلامي المقبول وهم اسرى منطق اللامنطق منطق الانتهازية والدونية الانسانية الذي يجعل من المصلحة الخاصة او الدافع الايديولوجي محركا لهم بدل الدوافع الموضوعية والمتعارف عليها .

والسؤال المركزي هنا هو : لماذا يعمل البعض من الناصرويين ، على خلاف قواعد البداهة التي تحدد من هو العربي وماهي التزاماته ، بمحاولة استثناء ايران منها ؟ ولماذا بالذات نستثني ايران مع اننا لم نستثني تركيا قبلها رغم انهما كلاهما تنتميان للعالم الاسلامي ؟ ما السر ومالدافع وراء استثناء ايران من كل قواعد البداهة التي تحدد معاني ومفاهيم وضوابط الانتماء القومي العربي ؟ ولم يفعل الاسلاموي مثل الناصروي  ؟ ومالذي يجمع بين الناصروي والاسلاموي حول دعم ايران رغم انهما اعداء لا يلتقون سياسيا وايديولوجيا ، كما تثبت تجربة مصر الحديثة ؟

 

ان الاسلامويون والناصرويون يسقطون في امتحان المنطق لانهم يتجردون من أي لباس وطني او قومي او  اسلامي ، ويبدون بوضوح انهم اسرى معايير مزدوجة تحكم مواقفهم من ايران ، فهم اسلاميون تجاه اليهود برفضهم احتلال فلسطين ، لكنهم اسلامويون تجاه ايران لانهم يتخلون عن المنطق والمعيار الاسلامي ، اما الناصرويون فانهم ناصريون تجاه احتلال اليهود لفلسطين لكنهم ناصرويون تجاه احتلال ايران للاحواز والعراق والجزر العربية !

 

يتبع

 

ملاحظة  كتبت هذه الدراسة بين أيار/ مايو  و آب / اوغست 2009 لكنها تركت مؤقتا ولم تنشر ، والان ننشرها بعد اضافة تصريحات ايرانية جديدة اطلقت في الاسابيع الماضية ، ووقوع احداث في ايران ولبنان وغيرهما اكدت ما ورد فيها .

 
salahalmukhtar@gmail.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠١ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٨ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور