احتلال القوات الايرانية لحقل الفكة النفطي العراقي : زوال التقيـّة السياسية لنظام الدجـل والشعوذة وحتمية السقوط

 
 
 
شبكة المنصور
الرفيق رأفت علي - بغداد الجهاد

بسم الله الرحمن الرحيم

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا)

صدق الله العظيم

 

 

 

احتلال القوات الايرانية لحقل الفكة النفطي والذي يقع ضمن حدود محافظة ميسان والذي يبعد عن الحدود العراقية الايرانية 150متر تقريبا له اكثر من دلالة . فمن حيث الاسباب :-

 

1- انتهاز الفرصة التاريخية التي توفرت للنظام الايراني عقب غزو القوات الامريكية للعراق . والذي ادى الى ضعف الدولة العراقية سياسيا وعسكريا وامنيا ،  خاصة مع تولي ادارة شؤون العراق مجموعة من الاحزاب التي نشات وترعرت في ايران . من اجل الاستحواذ على جزء من الثروة النفطية للعراق لاسيما تلك الحقول الواقعة قرب الحدود العراقية الايرانية ، لتفرض وبقوة السلاح واقع جديد على طريقة ماتاخذه اليوم بالقوة سيصبح ملكا شرعيا لها في المستقبل كما حصل مع الاحواز العربية العراقية . ومن الجدير بالذكر هنا هو ان النفط الايراني وحسب توقعات الخبراء سينضب خلال العقدين او الثلاثة القادمة .

 

2- ابعاد انظار الرأي العام الشعبي والاقليمي والدولي عما يجري داخل ايران من تصاعد الاحتجاجات الشعبية على سياسات نظام الملالي . خاصة وان تلك الاحتجاجات اخذت منحا خطيرا للغاية تمثل في ترديد المحتجين لشعارات ليست معادية لحكومة نجادي فحسب بل لنظام الملالي برمته ولولاية الفقيه نفسها حتى وصل الامر الى قيام المتظاهرين باحراق صور الخميني .

 

3- ان الضغوطات "الرقيقة" التي تمارسها الادارة الامريكية وبعض الحكومات الاوربية على النظام الايراني في قضية الملف النووي الايراني تمثل هي الاخرى احد الاسباب التي دفع النظام الايراني بشكل او باخر الى احتلال حقل الفكة العراقي لتوصل بذلك رسالة اشعار بمدى قوة ايران في المشهد العراقي .

 

4- من خلال متابعة التطورات الجارية في المنطقة يتبين لنا عمق الازمة الخطيرة التي يعيشها النظام الايراني . فلم يعد النظام الايراني يحظى بثقة جمهوره داخل ايران او خارجها ، ففي الداخل يعاني النظام الايراني من تصاعد وتيرة المعارضين له فاحتجاجات ومظاهرات المعارضة الشعبية تملئ الشوارع والجامعات الايرانية حتى وصل الامر الى تبني تلك المعارضة لشعارات معادية لحكومة نجادي ولولاية الفقيه وتم تمزيق واحراق صور الخميني . كما تراجعت مصداقية النظام الايراني وافتضحت حقيقة سياساته وتوجهاته وتحالفاته مع الولايات المتحدة او كما يسميها النظام الايراني بالشيطان الأكبر. كما لم تعد للقوى والاحزاب الموالية له نفس التاثير الجماهيري السابق في المنطقة.

 

فحزب الله في لبنان قد فقد الكثير من الاهمية التي كان يحظى بها في السابق فقد استهلكت ايران هذا الحزب بعد ان اقحمته في سياسات مناوئة لعدة دول عربية كما هو الحال في قضية خلية حزب الله في مصر ، وبعد افتضاح دوره السلبي ازاء المقاومة العراقية وموقفه الداعم للاحتلال الامريكي للعراق عبر تاييده لدخول احزاب وقوى شيعية موالية لايران في العملية السياسية التي يرعاها المحتل الامريكي .

 

اما قيام الحوثيين بتمردهم العسكري على الحكومة اليمنية ومن ثم توسعهم بالعمليات العسكرية داخل الحدود السعودية والذي تزامن مع تشجيع النظام الايراني للشيعة في السعودية على القيام بشعائر صفوية ؛ فقد اثبت للجميع ولاسيما للدول العربية عن الاطماع التوسعية للنظام الايراني واثبت وبشكل قاطع مدى الخطر الذي تمثله ايران على استقلال وامن تلك الدول .

 

كما ادى التدخل الايراني السافر في شوؤن العراق الداخلية مرارا وتكرارا الى استنزاف كافة القوى والاحزاب الموالية لها في العراق فلم يعد لجيش المهدي ولفيلق بدر ولحزب الدعوة بتشكيلاته كافة وللمجلس الاعلى الاسلامي وغيرها من التشكيلات والقوى والاحزاب والمليشيات المسلحة الموالية لها اي دور حقيقي ومؤثر في المشهد العراقي فشعبية هذه الاحزاب قد تراجعت الى حد خطير للغاية كشفت عنه انتخابات مجالس البلدية التي جرت قبل اشهر قليلة في المحافظات العراقية .

 

وبالتالي فقد ادت هذه الازمة المحيطة بالنظام الايراني الى تبني قرارات وانتهاج سياسات لم تعهد على النظام منذ انتهاء الحرب العراقية الايرانية . ففي الفترة التي اعقبت حرب الثماني سنوات اتخذ النظام الايراني سياسة التقيّة ان صح التعبير . فعمد الى تبني قرارات وانتهاج سياسات متلونة متداخلة الى الحد الذي اوقع بالعديد من الدول والقوى والاحزاب والشخصيات العربية بالفخ والفلك الايراني . اي ان النظام الايراني ونظرا لحجم واهمية وخطورة الاوضاع المحيطة به وبالقوى والاحزاب والشخصيات الموالية والمرتبطة به قد ادت مجتمعة الى الكشف عن وجهه القبيح ونواياه الخبيثة وسياساته التوسعية. ومنها احتلاله لحقل الفكة العراقي.

 

5- ان عجز النظام الايراني عبر مليشياته الاجرامية وعبر فيلق القدس عن مواجهة المقاومة العراقية . وتنبه القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية المجاهدة – امانة السر - الى خطورة اختراق ايران لبعض قوى وفصائل المقاومة العراقية ادى الى ايقاف تلك الاختراقات ومن ثم القضاء عليها واعادة بناء المقاومة العراقية على اسس جماعية تمثلت بظهور القيادة العليا للجهاد والتحرير والتي توحدت معها فيما بعد جبهة الجهاد والخلاص الوطني وعشرات من فصائل المقاومة العراقية قد نتج عنه توحد جل قوى وفصائل المقاومة العراقية وبشكل مؤمن اكثر من السابق فاغلقت الباب نهائيا بوجه اي محاولة ايرانية لاختراق المقاومة العراقية من جديد. قد ادى الى تراجع اهمية هذا النظام الايراني عند الادارة الامريكية ، وهو الامر الذي انعكس سلبا على التحالف الايراني الامريكي . هذا التحالف الذي وصل على مايبدو الى نهايته حينما تحولت ماتسمى بحكومة المالكي وبأيعاز امريكي من المحاصصة الطائفية الى تبني شعار "دولة القانون". وحينما اوقفت الادارة الامريكية عن دعمها للقوى والاحزاب الموالية لايران ، وذلك بعدما سمحت لقوى واحزاب عراقية بالظهور على المشهد العراقي  من غير تداخلاتها كما هو الحال في انتخابات مجالس البلدية وكما هو الحال بظهور قوى عراقية جديدة غير تابعة لايران .

 

ان هذه التطورات المهمة في المشهد العراقي قد ادت هي الاخرى بالنظام الايراني الى الكشف عن وجهه القبيح ونواياه الخبيثة وسياساته التوسعية. ومنها احتلاله لحقل الفكة العراقي.

 

6- والاهم من كل هذا هو ان سبب قيام ايران باحتلال حقل الفكة النفطي العراقي يعود ربما الى توصل مخابرات النظام الايراني الى معلومات تفيد بان عودة حزب البعث لقيادة العراق امر واقع لامحالة في غضون الفترة القليلة المقبلة .

 

وبالتالي فان النظام الايراني يدرك قبل غيره ان عودة البعث لحكم العراق لايعني فشل للمشروع الامريكي فحسب بل ويعني ايضا فشل للمشروع الايراني في العراق وفي المنطقة برمتها بل قد تؤدي عودة البعث الى زوال النظام الايراني برمته خاصة وان هذا النظام يعاني من ازمة خطيرة للغاية كما سبق واشر ت اليها .

 

ومن الجدير بالذكر هنا هو استمرار وجود منظمة مجاهدي خلق ايران المعارضة لنظام الملالي الايراني على الاراضي العراقية – ولهذا فقد دابت ماتسمى بحكومة المالكي على اخراج هذه المنظمة من العراق واصدرت قرارا في الفترة القليلة الماضية لنقل معكسر اشرف الى منطقة نقرة السلمان جنوبي العراق – كما ان منظمة مجاهدي خلق ايران كان لها علاقات قوية مع النظام الوطني العراقي الذي دأب على دعمها.

 

اما منطقة الاحواز العربية التي تحتلها ايران فتشهد بين الفينة والاخرى العديد من العمليات المسلحة التي تستهدف اركان النظام الايراني ورموزه وقواته واجهزته الامنية فمن الممكن ان يستغلها البعث ويدعمها للثأر من النظام الايراني الذي طالما تدخل بالشأن العراقي وطالما ما لعب دورا خبيثا على وحدة وسلامة وامن واستقلال العراق .

 

وبهذا فان احتلال ايران لحقل الفكة النفطي العراقي لاينطوي على الاطملاع الايراني بالنفط العراقي فحسب بل وينطوي على امر اكثر اهمية وخطورة الا وهو ارسال رسالة تحذير الى الادارة الامريكية والى القيادة العراقية .

 

اما احتلال ايران لحقل الفكة النفطي العراقي من حيث التوقعات :-

1- من المتوقع استمرار القوات الايرانية باحتلال حقل الفكة النفطي العراقي، ومن المرجح اقدام النظام الايراني على احتلال المزيد من الحقول النفطية العراقية خاصة تلك الواقعة بالقرب من الحدود العراقية الايرانية . ومن غير المستبعد ايضا اقدام اجهزة المخابرات الايرانية على تنفيذ سلسلة تفجيرات لتخريب المنشأت والابار والحقول النفطية العراقية البعيدة عن الحدود العراقية الايرانية ، لتديم زخم تهديداتها للقيادة العراقية .

 

2- من خلال متابعة التغطية الاخبارية التي رافقت عملية احتلال القوات الايرانية لحقل الفكة النفطي العراقي يتبين لنا ان قنوات البابلية والمنصور والشرقية والبغدادية قد لعبت دورا هاما في شحن الشارع العراقي خاصة مع اذاعة قناة الشرقية والبابلية لمقاطع من اغاني معركة القادسية والتي تلهب مشاعر الحماس وتثير النخوة بين العراقيين كافة . الامر الذي ساعد على قيام العديد من المظاهرات في عدة مدن وبلدات عراقية للتنديد بالاحتلال والتدخل الايراني .

 

3- اما القنوات الفضائية التابعة لاحزاب وقوى موالية للنظام الايراني او تابعة لما تسمى بحكومة المالكي فمن غير المستغرب عليها اهمالها وعدم تغطيتها لهذا حدث المهم والخطير. ونفس الحال مع تملص ماتسمى بحكومة المالكي من مسؤوليتها ازاء الاحتلال الايراني لاراض عراقية فهذه الحكومة هي بالاساس مكونة من قوى واحزاب ترتبط بالنظام الايراني .

 

4- اما القنوات الفضائية الاخبارية الغير عراقية كقناة الجزيرة والعربية فهي وبحكم التوجهات الاعلامية للادارة الامريكية الحالية فهي تاخذ جانب الصمت والاكتفاء بنقل الخبر على هامش الاخبار من غير ان تجعله محور لبعض برامجها السياسية . وسبب ذلك لان السياسة الاعلامية التي تنتهجها الادارة الامريكية وتوصي عليها القنوات الاعلامية سواء تلك المرتبطة بالسي اي ايه او تلك التي تنتهج سياسة موالية للسياسة الامريكية ؛ تسعى الى ابعاد الانظار عن المشهد العراقي ليتسنى لها حجب الحقائق وايصال صور مغايرة لما يجري على ارض الواقع في الساحة العراقية ، فتظهر الادارة الامريكية نفسها بمظهر المنتصر في العراق . فالادارة الامريكية تسعى الى تسليط الاضواء على قضايا اخرى غير العراق ومن تلك القضايا الوضع الداخلي للولايات المتحدة الامريكية . وهي سياسة على العكس مما ينتهجه النظام الايراني حيث يعمل على ابعاد الانظار عن الوضع الداخلي لايران وتسليط الاضواء على المشهد العراقي وعلى الملف النووي .

 

الخلاصة :-

1- يتبين لنا مما جاء اعلاه ان النظام الايراني يعاني من ازمة خانقة ارغمته على كشف وجهه القبيح ونواياه الخبيثة وسياساته التوسعية في العراق وفي المنطقة برمتها . وبذلك فقد اصبحت ملفات حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن ومجموعة المليشيات والاحزاب الموالية لها في العراق عنصر سلبي يحسب على ايران وليس لها ، فهو اذن بداية افلاس وانهيار محتم للنظام الايراني .

 

2- ان قيام ايران بدعم الحوثيين لاعلان تمردهم على الحكومة اليمنية وقيامها بتشجيع الحركات الصفوية في السعودية واقدام قواتها على احتلال حقل الفكة النفطي العراقي تندرج كلها ضمن خانة الضغط على الادارة الامريكية وعلى بعض الحكومات العربية والاوربية من اجل استعادة النظام الايراني لدوره في المنطقة . فضلا عن منع عودة حزب البعث للسطة في العراق .

 

3- ان احتمال دخول القوات الايرانية للاراضي العراقي قائم وممكن في اي لحظة مادام النظام الايراني قد كشف عن وجهه القبيح ونواياه الخبيثة وسياساته التوسعية . بل قد يقرر النظام الايراني احتلال مدن عراقية مهمة وليس مجرد احتلال لحقول وابار نفطية تقع قرب الحدود العراقية الايرانية.

 

4- الادارة الامريكية وعلى مايبدو قد انتهجت سياسة جديدة وهي سياسة الانكفاء على الذات لاعادة بناء قواتها المسلحة واجهزتها الامنية وسياساتها الاعلامية لاسترداد هيبتها ومكانتها واعتبارها الذي فقد في العراق على ايدي القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية . وبالتالي فمن المستبعد ان تقوم الادارة الامريكية بتحرير حقل الفكة او اي ارض عراقية قد تحتلها ايران في القادم من الايام .

 

5- على القيادة العراقية ان تهيئ نفسها لكافة الاحتمالات ، وان تزيد من مساعيها لقيام تجمع سياسي وعسكري وعشائري يمثل جميع العراقيين وخاصة من اهل جنوب العراق . وان تعمل على ردع النظام الايراني من التوغل في الاراضي العراقية . واحد اهم الضمانات التي تحتاجها القيادة العراقية لضمان امن وسلامة واستقلال العراق هو القيام بكل ما من شانه استمرار تفجير الاوضاع الداخلية لايران وزيادة حدتها الى نقطة اللاعودة ، فخير وسيلة للدفاع هو الهجوم ..

 

واخيرا احب اطمئن جميع اخوتي ورفاقي الاماجد بان لا يقلقوا من النظام الايراني ، فهو زائل بعون الله عزوجل . لان اقدام هذا النظام على اقحام حزب الله في خلافات مع عدة دول عربية ومن ثم دعم الحركات الصفوية في الجزيرة العربية ودعم الحوثيين بتمردهم على اكثر من دولة عربية واخيرا احتلال حقل الفكة العراقي قد كشف للجميع وبلا ادنى شك عن وجهه القبيح ونوايا الخبيثة وسياساته الاستعمارية. ان ترك النظام الايراني لسياسة التقية هو خير مؤشر على قرب زواله ، لان هذا النظام كان يستمد قوته من تقيته السياسة .

 

وليعلم نظام الدجل والشعوذة في ايران بان احتلاله لجزء بسيط من ارض العراق الطاهرة قد عجل يتوحيد قوى المقاومة في العراق وعجل بثورة الشعب العراقي العظيم على عملاءه الاذلاء .. وبهذه المناسبة يشرفني ان احيي اهل العراق الكرام في كافة محافظات العراق العظيم وخاصة في محافظات الجنوب والفرات الاوسط على مواقفهم المشرفة والبطولية التي اظهرت للعالم باسره مدى عظمة اهل العراق فهم بحق اولي الباس الشديد وهم بحق جمجمة العرب وهم بحق كنز الرجال وهم بحق رمح الله في الارض ..فابشروا فان رمح الله لاينكسر .

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور