الاسير سبعاوي ابراهيم الحسن ورفاقه الاسرى العراقيين من اجل الحرية

 
 
 

شبكة المنصور

نصري حسين كساب

مهزلة محاكم المثلث الامريكي الصهيوني الصفوي لأحرار العراق الاسرى رفاق ومحبي الرئيس الشهيد صدام حسين ، شغلت العالم من 9 نيسان 2003 ، فقد استوقفت اسماع الناس وادهشت العالم ولنسميها ( مهازل محاكم الصفويين ).


لست بصدد الكتابة عن جرائم وقذارة وتامر هذا المثلث نجس الاضلاع . بقدر ما اهدف لأثارة سؤال : ما ذا قدمنا فعليا نحن المتنعمين بالحرية للاسرى والمعتقلين السياسيين العراقيين ؟!


نكتب .. ننظر ..كلنا يعرف ويفهم ان الاعتقال السيباسي هو مرض في مجتمعاتنا العربية المدنية والثقافية والسياسية ، مرض يهدد الشان العام ويترك اثار على مستقبل الوطن والمواطن . واي منا يمتلك قدرة الكتابة عن حرية التعبير وضرورة الاختلاف والوعي التنويري وحق التنظيم والمقاومة ، ويظل الفعل غائبا .


تحديات حقوق الانسان في العراق منذ نيسان 2003 كثيرة ، وانتهاكات عصابات الصفويين التي ترتكبها بصفة عامة جلية . ونحن بالمقابل لم نتمكن من ايصال الحقيقة الى الضمير العربي والعالمي على مدى السنوات التي مضت ، لنعترف بشجاعة اننا لم نتمكن من تنفيذ حملة لصالح الاسرى العراقيين الذين وجهت لهم تهم باطلة ، لم نتمكن من عقد مؤتمر تشترك فيه شخصيات محلية مشهورة الى جانب ممثلين من فروع منظمة العفو الدولية ، والدعوة الى التضامن الدولي مع ضحايا انتهاكات حقوق الانسان في العراق . لم نبحث عن سبل مبتكرة للاعلان عن مأساة الاسرى العراقيين واهلنا في العراق بظل الغزو والاحتلال الاميركي الصهيوني الايراني .


سألت واحد ممن كان بحكم عمله على تماس يومي مع الاسرى : هل يشعرون وهم داخل زنازينهم والموت يحيق بهم ، ان رفاق لهم او اشخاص او مجموعات ما تدافع عن قضيتهم في المحافل الدولية ؟


قال : لا اعتقد ولكنهم صامدين صابرين ابطال والعسكريين منهم بشكل خاص شرسين لايهابون الموت في سبيل قضيتهم ، يردون الصاع صاعين للصفويين الانجاس .


اربعة ملايين عراقي هجروا من ديارهم خوفا على حياتهم او امنهم ، وهم في هذا مدفوعين بالخوف على حياتهم والحرص على سلامتهم الشخصية في مواجهة صراعات العصابات الصفوية وانتهاكها لحقوق الانسان . فماذا عملت المنظمات الدولية لصالح هؤلاء الناس ، ماذا قدمت البلدان العربية وكلها منضمة للمواثيق الدولية التي توفر الحماية لمثل هذه الحالات الانسانية .


مناصرة الاسرى العراقيين الابطال وانا اعرف شخصيا الكثير منهم و ما يتميزون به من اخلاق عالية وروح نضالية وصبر وجلد على الملمات . هي مهمة عامة تشمل كل اديب وشاعر وصحفي وجامعي وطبيب وصيدلاني ومهندس وعامل ، انها قضية مجتمع وليس مهمة جمعيات انسانية او حقوقية فقط . وكتابة المقالات ورسائل الاحتجاج ما هي الا طرق تقليدية لا تحد من الدكتاتورية ولا تنفع الاسرى والاحرار المعتقلين السياسيين بشيء اكثر مما هو معنوي وليس اكثر .


تشكيل لجنة مساندة للمجاهد الشهم الدكتور سبعاوي ابراهيم الحسن خطوة متميزة ولو انها جاءت متاخرة ، ويفترض ان تكون لكل من الرفاق الاسرى والاخوة المعتقلين السياسيين لجنة مساندة من اجل اطلاق سراحهم . صار من الضروري التبني الفردي عبر لجنة مساندة تتبنى بيان ظروف سجنه واوضاعه العائلية والتهم الباطلة الموجه اليه . وعمل بوسترات لكل اسير ، عقد ندوات جماهيرية ونقابية ومهنية في كل بلد عربي وباي بلد الفرصة متاحة . المتابعة مع المنظمات الدولية على فقر فعاليتها . الاتصال بالصحف وتسليمها نبذة عن المعتقل ومطالبتها ان تكون مع الحرية للاسرى والمعتقلين العراقيين ، وان شرف المهنة يفرض عليها ان تنشر دفاعا عن الحرية .


على الشرفاء من امتي ان يساندوا الاسرى والمعتقلين السياسيين العراقيين ، وعلى المواقع الوطنية والقومية العربية ان تنشر بشكل منفرد عن كل اسير ومعتقل سياسي عراقي ، هويته الشخصية ظروف سجنه واوضاع عائلته والتهمة الموجه اليه ظلما وعدوانا. هيئات المساندة تعقد مؤتمرات بالتنسيق مع المنظمات النقابية والمهنية والقانونية عربيا ودوليا .


اشد انواع القهر ، ما ياتيك من مابون حاقد لئيم يريد فرض شروطه .
يوم امس وصل الى بريدي الالكتروني رسالة من احمق اعمى الحقد بصيرته ، يشتم ويتهم ، والاحمق كما قال الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ( لا دواء له ) .


ردا وبيانا لموقف انساني تميز به الاخ والصديق والرفيق سبعاوي ابراهيم الحسن عبر واقعة كنت طرف فيها ، وكان سنة 1984 مبتعدا عن اية مسؤوليات حزبية او تنفيذية .


( زارني في مكتبي بعمان رجل عجوز تجاوز الثمانين عاما من اهل ( الحصن – شمال الاردن ) يبكي متالما على حفيدته عمرها 16 سنة أنذاك ، احتجزها ضابط برتبة نقيب في الامن العامة العراقية ، ( س تكريتي ) ولا اريد ذكر الاسم للظروف الراهنة .


اعلمني الرجل العجوز ان التهمة الموجهة لحفيدته ( التبشير بالمسيحية ) . وناشدني التدخل حيث ان التهمة باطلة والضابط كان سبق ان راودها على نفسها .


اتصلت مع الرجل الانسان سبعاوي ابا ياسر البطل هاتفيا وبينت له الواقعة وناشدته التدخل الشخصي رغم معرفتي انه بعيد عن السلطة التنفيذية . قال :( ابشر اخي خلال ساعة ستكون الفتاة في بيت اهلها ، واعدك هذا الضبط لن يبقى في وظيفته ) . وفعلا نفذ الرجل وعده .


فلتخرس الالسن والاقلام العميلة والنفوس الحاقدة الحقيرة والمصابة بانفصام الشخصية بشعة مجنونة ، ساعية للنيل من رجل يتمتع بكل الصفات الانسانية ، وانا هنا اكرر سعادتي ان اكون مساهما ومساندا للمجاهد البطل سبعاوي ابراهيم الحسن وكل الاخوة والاصدقاء والاحبة الاسرى والمعتقلين الساسيين العراقيين .


الحكم السليم هو الذي يزرع روح المحبة والتطوع والالتزام ، لا الالزام والقهر والتهديد بالسيف او بالصاروخ .. ولا يهم بعد ذلك تسمية حكم الصفويين ، كما يشاء القاريء الكريم .


قال ( جاك مارتيان ) بحق ، ان مأساة الديمقراطية الحديثة ، هي انها لم تنجح في تحقيق الديمقراطية !


واضيف هنا : ان معظم الدول الكبرى ، مصابة بانفصام الشخصية ، والعدل اساس الحكم ، مقولة صدقها البسطاء على مر التاريخ وما يزالون يصدقونها ! بينما تكاد الموازين في الارض ان تختل .. فقد يرى الانسان (منكرا ) فيعززه بيده ، او بلسانه او بقلبه – وهذا أضعف انماط الكفر والسقوط !

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٠ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور