أمريكا تصنع أعداء لا تريد هزيمتهم عالم الفوضى وسريالية الاحتلال 

( الحقيقة واضحة كالشمس لكنها مغطاة بخمار من أكاذيب إعلامية )

 
 
 
شبكة المنصور
محمد لافي "الجبريني"
أعلنت الإدارة الأمريكية أنها تراقب بتيقظ شديد اليمن والصومال لخشيتها من أن يعزز تنظيم القاعدة قوته في هذين البلدين ردا على سياسة التشديد التي تأمل واشنطن في إتباعها ضد عناصره في أفغانستان وباكستان.


وقال الرئيس الأمريكي في خطابه الأخير لعرض الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة "إن مكافحة التطرف العنيف لن تنتهي سريعا وستمتد ابعد من أفغانستان وباكستان".

 
وكما هو معلوم فقد أعلن اوباما عن إرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان كما شدد على الشراكة الإستراتيجية مع باكستان.


وأضاف "علينا أن نتصدى لتنظيم القاعدة وحلفائه حيثما يسعون للتمركز سواء في الصومال أو في اليمن أو في أماكن أخرى، من خلال ممارسة ضغوط متزايدة وإقامة شراكات متينة".

 
أوباما.. خطيبا للامبريالية

 
وكما هو واضح فإن أوباما يؤكد ما كنا قد ذهبنا إليه مرارا، من ناحية أن رأس الهرم السياسي الأمريكي لا يعدو كونه موظفا بكاريزما جديدة لا تحمل سوى تغييرا سطحيا للأقنعة، وعلى شاكلة المنتجات التجارية التي تغيير عادة في مغلفاتها دون أن تحسن شيئا في المنتج – دون القول انه يسوء اكثر، وليكون الرئيس مجرد أداة جديدة لتنفيذ سياسة إستراتيجية اتفقت عليها النخب المتحكمة في مفاصل الحياة في أمريكا، بما يخدم مصالحها ويوسع نفوذها، وهو الأمر الذي يقوم به "أوباما" الذي اثبت انه ليس سوا دمية جديدة أو امتداد بزي جديد لعهد سلفه "بوش الصغير"، وكما عبر المؤرخ الأمريكي "نعوم تشومسكي" في آخر محاضراته قبل ايام في لندن، حين أكد أن الفجوة بين مصالح الأشخاص الذين يتحكمون بالسياسة الخارجية الأمريكية والرأي العام تزداد اتساعا بصورة مثيرة للاهتمام نتيجة للدعم الأمريكي الراسخ ل"إسرائيل". ولا يعود سبب ذلك إلى اللوبي اليهودي المتعجرف القوة في الولايات المتحدة كما يقول ولكن لأن "إسرائيل" تعتبر من الموجودات الإستراتيجية والتجارية الثمينة التي تعزز الهيمنة الأميركية على "الشرق الأوسط" ولا تقوضها

 
وبعيدا عن موضوع الاحتلال الصهيوني لفلسطين وبالعودة إلى الإستراتيجية العسكرية الأمريكية في باقي الكل العالمي –وهو أمر غير منفصل بطبيعة الحال- يعاد طرح الشك الذي طالما حاول المفكرون الجديون البحث له عن إجابة بين ساسة العالم، وهو سياسة صناعة الأعداء التي تجاهلها النظام العالمي وانتهجتها الإدارات الأمريكية منذ الحرب العالمية الأولى مبتدئة بالقومية مرورا بالشيوعية وأخيرا وصولها إلى الإسلام

 
فيلم أمريكي طويل
وليس التاريخ بمنفصل عن الحاضر الذي لو نظرنا إليه فيما يخص العداء مع القومية والشيوعية سنخلص بنتيجة واضحة كالشمس لكنها مغطاة بخمار من أكاذيب الإعلام تثبت أن تلك الأيديولوجيات لم تكن بذلك الحجم القادر على إيذاء أمريكا كأمة، ولم تشكل في أحسن حالتها إلا طموحات وطنية للخلاص من هيمنتها وتغولها المستمر، أو النهوض الحضاري ، الأمر الذي حول ألمانيا والاتحاد السوفيتي على التوالي إلى أعداء شيطانيين، ولعل تذكير مختصر بمخطط النخبة الأمريكية لافتعال الحرب مع ألمانيا خلال حربها الأولى مع انجلترا يمكننا من فهم كيف تحولت تلك الحرب الأوروبية الداخلية إلى عالمية، لهدف استفادة تلك النخب المسيطرة على البنوك من كمية القروض التي ستطلبها الحكومة الأمريكية -التي هي أصلا مجرد موظف لدى تلك النخب- من حسابات دافعي الضرائب، ما سيشكل حالة تناسب طردي مع باقي الشركات التي سترفع أسعارها، عداك عن الآثار المباشرة وغير المباشرة للحرب وما بعدها من توسيع نفوذ تلك الشركات والنخب

 
وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر تلك الحادثة عندما طلب "ادوارد هاوس" المستشار الأول للرئيس "ويدرو ويلسون" -واحد أهم حلفاء عائلتي "جي دي روكفيلر" و"روتشيلد" المصرفية واحد المساهمين في وضع ميثاق عصبة الأمم المتحدة- من وزير خارجية بريطانيا "ادوارد غراي" في عام 1915 طريقة تساعد أمريكا للدخول في الحرب دون أن تبدو معتدية، ليجيبه "غراي".. "ماذا ستفعل أمريكا لو اغرق الألمان سفينة تقل مواطنيها" ليجيبه "ويلسون".. "إن أمريكا كلها ستصاب بسعار الحرب"..

 

وتدخل أمريكا الحرب لاحقا اثر غرق السفينة "لوزتينيا" على متنها 1200 شخص وتلصق التهمة –بطبيعة الحال- بالغواصات والبوارج الألمانية، وعلى عكس ما روجه الحلفاء – من أن تلك السفينة أغرقت بدون إنذار لخنق بريطانيا وخلق مجاعة فيها عبر الحصار البحري- فإن ألمانيا وقعت عشرات الإعلانات في الصحف الأمريكية محذرة السفن الأمريكية من دخول مناطق القتال ما ستعتبره تدخلا لمصلحة بريطانيا، وهذا يكفينا لفهم التعمد في إرسال تلك السفينة وغرقها الذي قيل انه بنيران البوارج الألمانية.


 وما أن انتهت الحرب حتى أعلنت مجموعة "روكفيلر" وحدها عن تحقيق أرباح تقدر ب200 مليون دولار، وبحسبة قام بها المختصون الاقتصاديون فهي تعني  1.9 تريليون دولار بالمعايير الحالية*

 
الدمية الإرهابية
وبالعودة إلى ما بات يسمى ب"الإرهاب الإسلامي" فإن ما علينا إلا إلقاء نظرة فاحصة على آخر نتائج دراسة أمريكية صادرة عن 'مركز مكافحة الإرهاب' في جامعة 'ويست بوينت' العسكرية الأميركية في تشرين الأول الماضي –والذي نشرته صحيفة القدس في 6 كانون أول الجاري ، أن النسبة الأعظم  من ضحايا تنظيم 'القاعدة' خلال الفترة من 2004 إلى 2008 كان معظمهم من المسلمين والقاطنين في الدول الإسلامية، بينما شكل الأجانب الغربيون نسبة هامشية في جملة الضحايا الذين سقطوا على يد العمليات التي نفذتها عناصر القاعدة في أنحاء متفرقة من العالم.


وقالت الدراسة التي أعدها الباحثون "سكوت هيلفشتاين وناصر عبدالله ومحمد العبيدي"، إن نسبة تصل إلى 85 في المئة من مجمل ضحايا 'القاعدة' كانوا من المسلمين على الأراضي العربية والإسلامية، بينما لم تتجاوز نسبة الأجانب القتلى جراء عمليات القاعدة، 15 في المئة، بل زادت الدراسة بأن هناك أعواما في الفترة محل الدراسة، وبالتحديد في الفترة من 2006 و2008 لم تتجاوز فيها نسبة ضحايا 'القاعدة' من الأجانب الغربيين 2 في المئة بينما حصدت العمليات المسلحة أرواح المسلمين بنسبة 98 في المئة من إجمالي الضحايا الذين جرى رصدهم استنادا إلى ما أوردته وسائل الإعلام العربية، في اتجاه جديد تبنته الدراسة للاستدلال على الحياد والدقة والبعد عن اتهامات الانحياز والمغالاة باللجوء إلى مصادر إعلامية غربية لدى إعداد الدراسات المتعلقة ب"الإرهاب" والمنطقة العربية والإسلامية

 
إذن! إلى أين تقودنا هذه النتيجة المتسربة لنا من مؤسسة عسكرية أمريكية؟
هذا ما يعيدنا إلى السؤال الأول والشك المعتم عليه، عن هذا الشبح المسمى بأسامة بن لادن الذي دوخ وراءه كل أجهزة البوليس حول العالم دون الوقع على اثر له!

 
وماذا يعني لنا تقرير آخر للكونغرس الأمريكي –لا زالت الصحف تتداول تداعياته حتى الآن- يتهم فيه الرئيس "جورج بوش" ووزير حربه" دونالد رامسفيلد" برفض إلقاء القبض على أسامه بن لادن حين تعمدا سحب قواتهما من جبال تورا بوار بالتوازي مع أخبار مؤكدة عن قرب إلقاء القبض على بن لادن هناك!

 
حبل الحقيقة قصير! 
في حوار أجراه الصحفي الأمريكي "أليكس جونز" -نشرت مقاطع منه على الانترنت- مع احد منتجي الأفلام السابقين في هوليود، والمناضل السياسي الأمريكي حتى وفاته "آرون روسو"، كان محوره لقائه مع "نيكولاس روكفيلر" سليل العائلة سيئة الذكر إحدى اكبر عائلات المال والأعمال في العالم، وإحدى أكثرها شهرة بنفوذها وسيطرتها في السياسة الأمريكية، والذين كانت تجمعهما صداقة نابعة من نفوذ "روكفيلر" على صناعة السينما قبل ان ينهي "روسو" تلك الصداقة ويتحول إلى معارض سياسي على اثر صدمته بأحاديث صديقه، وكانت إحدى تلك المعلومات التي نقلها آرون في لقاءه الصحفي هي قول "نيكولاس" له في إحدى الجلسات.. "سيكون هناك حدث مهم سندخل على إثره أفغانستان لتمرير النفط نحو قزوين، ثم سنقتل نهاجم العراق ونسيطر على النفط ونؤسس قاعدة كبرى في الشرق الأوسط، و من ثم سنقتل هوغو شافيز.." وحين سأله عن كيفية فعل ذلك اجابه " في المرحلة الأولى سيكون هناك أشباح نطاردها في الكهوف ولن نجدها أبدا"  ويكمل آرون "حين سألته كيف ستقنعون الناس بكل هذه الأكاذيب المستحيلة" أجاب "لدينا وسائل الإعلام.. فقط استمر بتكرير الأسماء والعبارات وانظر ماذا يحدث" وجميعنا يعرف أي تلك الأجزاء قد تحقق، وأيها بانتظار تحقيقه، دون الاسهاب في ما اكمله آرون والذي قد يراه البعض خياليا أو غير قابل للتصور..**

 
ليلى تطارد الذئب..
ولكن من هو هذا الشبح الذي صنع عالم 11 سبتمبر الجديد ونظامه المجنون؟هذا الشبح هو لا شك تلك الدمية المسماة تنظيم "القاعدة"، الأعجوبة التاريخية الثامنة، التي غدت بين ليلة وضحاها إعجازا امنيا يهدد الغرب والعالم اجمع، لكنه في نفس الوقت يقتل من المسلمين باسم الإسلام ما لا يفعله في أعداءه المفترضون، عدا عن وجوده كذريعة أزلية تجعل من احتلال الأوطان سبيلا سهلا وبأسلوب سريالي لا يتوقعه عقل، حين باتت الدول تطلب الاحتلال لمواجهة هذا التهديد وهو ما فعلته الحكومة الصومالية مؤخرا في أكثر سخريات القدر هزلية – أعلنت الحكومة الصومالية قبل أيام أنها تأمل أن يتم تطبيق خطه مشابه لإستراتيجية أمريكا في أفغانستان على أراضيها، أي أنها تطالب بإرسال القوات الأمريكية إلى لتحتلها..

 
ومهما يكن، فإن الطبيعة المصلحية للنخب الامبريالية تجعلها قادرة على تغيير أولوياتها لتحقيق أكبر قدر أو أسرع تطبيق لمشاريعها، وان لم تسر الخطط كما هو مرسوم لها لن يعني أنها غير حقيقة، فعلى الرغم من التسريبات الكثيرة المؤشرة نحو نية صهيوامريكية لضرب إيران أو الإبقاء على اللهجة المعادية معها على الأقل، فأن التحليل المنطقي لما نراه على الأرض يثبت أن الكيانين حلفاء أكثر من عاديين في مفاصل أساسية من وقائع العالم، كالتشارك في غزو أفغانستان والعراق، ومن ثم التواطؤ إما بالصمت أو العمل السري في اليمن في حرب لا يبدو أن نهايتها تحمل من الاحتمالات السيئة أكثر مما تبدو أمالها قريبة


وحتى لو جرى عكس ذلك، أي تصديق الشائعات عن ضرب إيران، فإن ذلك لن يعدو كونه تعديلا تكتيكيا لتحقيق مصالح إستراتيجية.

 
بوش بدأ الحرب بأفغانستان والعراق، واوباما يكمل المسيرة متوعدا في الصومال واليمن،.. إلى أين سنصل!

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢٥ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٢ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور