ذكرى استشهاد الإمام الحسين : دروس وعبر نعيشها اليوم ..

 
 
 
شبكة المنصور
ماهر زيد الزبيدي

تمر هذه الأيام وفي كل عام في شهر محرم الحرام ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع ) وأهل بيته وأصحابه الذين بذلوا دمائهم وأنفسهم من اجل حفظ القيم الإلهية وكرامة الإنسان. إن مدرسة الإمام الحسين (ع)مثلت العمق الإنساني في الإيمان والهجرة والجهاد في سبيل الله.بعد  أراد الإمام في حركته أن يثبت للعالم إن هؤلاء الطغاة الذين حملوا ظاهر الإسلام واستبطنوا الكفر والانحراف هم لايمثلون الحالة الإسلامية الصحيحة,لأنهم دنسوا كل القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام وهدروا كرامة الإنسان وسلبوا حريته التي وهبها الله تعالى إليه }وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {[الإسراء : 70 ، أن الصرخة الأولى التي أطلقها الإمام الحسين ضد الظلم والظالمين ليصحح بها مسار الأمة وصرخته الأخرى كانت: ألا ترون إلى الحق لايعمل به والى الباطل لايتناهى عنه هذه العوامل وأمثالها دفعت بالإمام الحسين (ع) إلى نتيجة المواجهة مع هؤلاء لان السكوت على باطلهم يؤدي إلى ضياع القيم الإلهية وإشاعة مفاهيم الجاهلية في الأمة .

 

وما نشاهده اليوم من الظلم والفساد والقتل في العراق الجريح على يد المحتل وأذنابه الأنجاس المتسترين بثوب الدين هو امتداد لذلك التاريخ  الاسودمن خلال مفاهيم لأتمت للإسلام ولا لأهل البيت عليهم السلام بصلة ,إن هذه المفاهيم المنحرفة اليوم نراها تسود بفعل ممارسات الحكام الظالمين  الذين جاء بهم المحتل من ممارسات عدوانية من نهب وقتل وتهجير وفساد والإفساد وبدع  بدئوا فيها يحرفون قضية الإمام الحسين عليه السلام التي بذل دمه الطاهر من اجل إحياء قضية  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقضاء على الصمت والخنوع للباطل وان الإمام الحسين هو اكبر ثورة للتغير وإزالة المفسدين و هو هدف وغاية كبرى على مر العصور حيث ستكون أيام عاشوراء فرصة للأحزاب( الدينية) لعرض برامجها الانتخابية والترويج لدعايتها الانتخابية واستعراض قدراتها من خلال جذب جماهيرها في مواكب عزاء يحضرها كبار قادة هذه الأحزاب وسيشارك هؤلاء القادة جماهيرهم في هذه المراسم في مجالس وتجمعات جماهيرية من اجل استذكار المناسبة وحشد الدعم الشعبي لهم في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في 7 آذار/مارس المقبل هؤلاء يقولون للناس  في الجوامع والحسينيات انتخبوا القائمة التي  توفر لكم اللطم والزيارة والقيمة حتى لوا حرمتنا من الكرامة و الكهرباء والماء ولكن عاشورا هذا العام جاء على خلاف ما يشتهون من خلال شعارات أطلقتها مواكب أبناء كربلاء والمحافظات الأخرى تندد بموقف هؤلاء الكذابين الدجالين بعد احتلال الفكة من قبل أسيادهم الفرس المجوس والعمل على البدع ماهي إلا مواجهة جديدة ضد القيم الإلهية التي جاء بها الإسلام المحمدي الأصيل. أن الخط لهؤلاء المتسترين باسم الدين على طول التاريخ يريد ان يثبت إرادته بلغة العنف والقتل ليفرض قيمه الجاهلية السوداء على الأمة لأنه لايملك القدرة على الحوار بالدليل كما أراد الله منا ذلك فيمارس الظلم والقتل والبدع  المتخلفة والصد عن سبيل الله. ولكن وعي الأمة وأبناء شعب العراق العظيم لم ولن تستسلم لهؤلاء العملاء الطغاة وأذنابهم مهما بلغت التضحيات.


إن صرخة الإمام الحسين (ع) علمتنا إن إرادة التضحية هي المنتصر وان الدم سينتصر على السيف مهما طال الزمن وان مصير الخونة القتلة إلى جهنم وبأس المصير , وان قيم الله العادلة في حفظ كرامة الإنسان هي التي ستنتصر في بناء دولة الإنسان , دولة الحق والعدل. إن هذا اليقين المطلق عند الإمام الحسين(ع) بالانتصار المعنوي في مقارعة الظالمين وتحريك الأمة بالاتجاه الصحيح مهما حاول الطغاة سحق إرادتها هو الذي دفعه إلى التضحية ,رغم علمه انه يخسر المعركة ماديا ولكنها سيربحها معنويا لتكون دماؤه الطاهرة وأهل بيته وأصحابه منارات تنير الدرب لكل الأحرار في الأرض. وهذا ماحصل .

 

إن الأمة التي حاول الطغاة سحق إرادتها لايمكن أن تستفيق من غفلتها والخروج من استرخائها إلا بالتضحية ,لان التضحية تمثل الوقود الدائم في مواجهة الطغاة وإعادة القيم الإلهية إلى واقع الحياة . . فلابد لنا من إحياء قيم الإمام الحسين في نفوسنا وأهلينا ومجتمعنا لمواجهة التحديات الكبيرة التي يمثل عناوينها كل انواع الظلم , وخصوصا ان معممي الدجل الجدد الذين يسعون بكل جهدهم لمنع القييم الالهية من الواقع الاجتماعي والسعي لإحياء المفاهيم و الممارسات التي تسئ لأهل البيت ومكانتهم وجهادهم واستشهادهم من أجل الوصول إلى غايات و أهداف مرسومة وهي في سبيل ذلك تلجأ إلى خلق البدع التي لم ينزل الله تعالى بها من سلطان بحيث أن المرء يخال أحيانا وکأنه أمام منقبة أو مأثرة غير عاشوراء، فقد سعوا لتجريد هذه ألذکرى العطرة من مضامينها الأساسية و إظهارها بمحتوى غريب لم نألفه نحن و لا آبائنا أو أجدادنا، محتوى مزروع فيه الکثير من الأشواك أملا في حرف هذه ألذکرى عن حقيقتها وعليه نرجو من القارئ الكريم الاطلاع على الرابط التالي الذي يحتوي على قراءة حسينية للشيخ المرحوم احمد الوائلي يحذر ويستهجن فيها وبعصبية أولئك الذين يمارسون البدع الدخيلة لتشويه مكانة أهل البيت عليهم السلام في واقعة ألطف.حيث ان هؤلاء المتسترين باسم الدين من أهل البدع والخرافات يعتمون عليها ويمنعون بثها بوسائل الإعلام لأسباب معروفة .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٠٦ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور