سر الصمت الأمريكي !..

 
 
 
شبكة المنصور
كامل المحمود

يؤشِّر المتابع للحالة المعقدة اليوم في المعادلة (العراقية – الإيرانية – الأمريكية) الكثير من المجاهيل وبما يجعل كل النظريات المتداولة والمعروفة عاجزة على حلها !..

 

ففي الوقت الذي يقر الجميع بحتمية وجود مصالح متضاربة لهذه الأطراف بحكم الإختلاف في المناهج والأهداف والنظريات لكن الواضح أن هنالك في نفس الوقت صعوبة بالغة لنفي أو للتأكيد والجزم بعدم وجود حالة من التنسيق بين السياسات الأمريكية والإيرانية وخاصة تلك المواقف والفعاليات التي يدفع تكاليفها الشعب العراقي ..

فهنالك مؤشرات تدلل بشكل لايقبل الشك على وجود نغمة تقارب هارمونية متناسقة ومتناغمة بين الحركة الأمريكية والحركة الإيرانية بغياب الموقف الحكومي العراقي أو سكوته وحتى الدخول للساحة متأخرا وبشكل يوحي وكأن هناك دور مرسوم له ! ..

 

قد يكون هذا التقارب والتجاذب والتشابه والتنسيق والتناغم ناجم من حقيقة تشابه الأهداف المشتركة لكلا الجانبين وخاصة في الميدان العراقي وشعبه الجريح!..

 

حيث أن (النظام السابق بكل رموزه) هو عدو مشترك لهما..ووجود الأطماع ذاتها في(ثروات العراق)!..

وربما توجد مصالح مشتركة أخرى بين الجانبين غير مقروءة بل وغير واضحة أو يجري التعتيم على إظهارها قسرا ..

 

وربما أن وجود مصلحة مشتركة صغيرة جدا في الميدان تعطي هذا المؤشر الواضح لوجود مثل هذا التنسيق!..

وعلى الرغم من نكران ذلك وبما يزيد من حالة التشويش والفهم  للمتابع لهذا الشأن خاصة وإنه ليست هنالك من مسببات تحول دون الإعلان عن إجراء ذلك  في الهواء الطلق وفي العلن بدلا من اللعب خلف السواتر ؟..

 

وكثيرة هي الأمثلة ولعل أبرزها وأهمها أمران:

 

الأول : هو الإعلان المتكرر على لسان كل المسؤولين الأمريكيين من عسكريين ودبلوماسيين ومَن في الإدارة الأمريكية مِن أن إيران هي التي تقف وراء تسليح وتدريب وتجهيز مجاميع خاصة وفرق الموت ومجموعات التفجير والتفخيخ للقيام بعمليات إرهابية وإغتيالات للشخصيات الوطنية او تلك المتعارضة معها وتقويض للأمن داخل العراق وتستهدف العراقيين والأمريكيين ..وإلقاء القبض يوميا على عدد من قادة هذه المجاميع وإكتشاف مخازن ومستودعات كبيرة للأسلحة الإيرانية والروسية القادمة من إيران ..

 

والغريب في الأمر أنه وفور نهاية الإعلان الأمريكي الرسمي والإعلامي عن وجود تدخل إيراني في الشأن العراقي ..يعلن (المسؤولين العراقيين ومن ضمنهم عمليات بغداد ) من أن (إيران عامل مساعد في أمن وإستقرار العراق ..وإن مايقال عن وجود تدخل إيراني في الشأن العراقي ما هو إلا إفتراء تقوم به قوى التكفير والبعثيين!)..

 

والأغرب من ذلك هو الصمت الأمريكي الذي يعقب التصريحات العراقية حيث بدأ الناس يتوقعونه بعد كل  التصريحات الحكومية بهذا الشأن..

 

والصمت الأمريكي هو صمت في القول والفعل معا!..    

 

والثاني : هو الموقف الأمريكي الصامت والغير مبالي من الإعتداء الإيراني على الأرض العراقية وإحتلالها للبئر الرابع في حق الفكة العراقي يوم 17 /12/2009 بقوة السلاح وبوجود حالة الإحتلال الأمريكي مع القوات الأمريكية والبريطانية والعراقية وفي تحد كبير وواضح لأصدقائها وأعدائها !..والتصريحات الأمريكية الرسمية بجعل ماحدث هو شأن داخلي عراقي!..

 

فإذا كانت هنالك من مصلحة مشتركة للجانبين الأمريكي والإيراني في التكتم على ما جرى ويجري وما سيحدث..

فأين هي هذه المصلحة المشتركة من الشان العراقي ؟..

 

وإذا كانت إيران تريد إرسال رسائل معروفة للعالم وللأمريكان وللعالم الإسلامي والعربي وللقوى السياسية العراقية ..فماهي رسالة الجانب الأمريكي لهم؟..وللقوى السياسية العراقية بالذات؟..

 

وفي وقت يؤمن الجميع بأنه لاتوجد في عالم الصداقة اليوم غير المصالح المشتركة ..

 

فلماذا يسعى (أصدقاء العراقيين الذين حرروهم من النظام السابق!) دائما لتفسير المصالح المشتركة بمصالحهم الذاتية فقط ..

 

وحتى وإن أطاحت هذه المواقف التي يتخذونها بكل القيم والمباديء والمواثيق والعهود والإتفاقيات؟..

 

وإذا كان للصمت العراقي (أسبابه المعروفة!) فماهي أسباب صمت الدولة العظمى (التي لا تتوانى عن الفعل السريع وليس التصريح المباشر)!..

 

وهي الدولة التي لا يثنيها عن فعل ذلك لا نصيحة الصديق ولا لومة اللائم ولا صراخ المظلوم!..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ١١ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور