صدام حسين : عقيدة أمة

 
 
 
شبكة المنصور
أ. د. كاظم عبد الحسين عباس - اكاديمي عراقي

بسم الله الرحمن الرحيم

(( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً ))
صدق الله العظيم

 


يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
يا أحرار العالم وشركاء الانسانية في كل مكان


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نخاطبكم اليوم بمعاني الانسانية الرفيعة التي جبلنا عليها كأبناء بررة لأمة عظيمة، زادها الله سبحانه وتعالى قدراً ورفعة وشرفا عندما كلفها بحمل رسالة الاسلام الحنيف، ومع ذاك التكليف المشرف انفتحت الأمة أمام خيارات فعل رباني عملاق لا مناص من أن يجد أمامه المتفهم المدرك الموالي، وفي الوقت نفسه انتصب على المدى ومنذ ذلك الحين هيكل العدو الحاقد للاسلام كدين وللامة كحاملة لرسالته الحنيفة.


إن التكليف بحمل الرسالة قد وضع العرب أمام نوعين من كيد الضغينة المتواصلة من يوم بدأ العرب حملات الفتح الإسلامي لكي يهدوا الناس إلى طريق الحق ، وكلاهما ظل يعتمر ويتفاعل في داخل التشكيل الايديولوجي للصراع الحضاري، وهاذين النوعين هما:


الأول:
ضغينة العرق الذي باهل العالم بوسامة الاختيار وأرجحية الرضا الرباني المعبر عنه بالتكليف أمام أعراق أفلت أدوارها.


الثاني:
ضغينة الارجحية الممنوحة ربانيا للاسلام حيث هو دين ورسالة الختم الشريفة.


وعلى هذا تأسس العداء والبغضاء من أعراق وأهلها وأديان وأهلها، بدءا من تخوم تجاور أرض العرب جغرافيا كبلاد فارس التي طالها الفتح وأسقطت امبراطوريتها العرقية بعقل وحكمة وسيوف العرب، غير ان فحيح صدرها المتقيح لذاك السقوط الحضاري قد ظل يتجدد ويتكيف بانتظار لحظة انقضاض مناسبة يثأر فيها لخسارة تبدو غير قابلة للنسيان ولا للغفران.


وتأسس العداء والبغضاء من أقوام أبعد، وكل على شاكلة محددة، لأديان خسرت بعض بريق أو ساحة انسانية بسبب ولادة الرسالة الاسلامية الحنيفة وانتشارها، أو لعرق أو بلاد لم تفهم الاسلام الا دينا مستعمرا وبأفق اقتصادية معرفة بالدية والجزية ,لأسباب تتعلق بغلبة البغضاء والحقد أو لقصور في فهم المقاصد الانسانية العظيمة للاسلام الحنيف.


ولقد كان للعروبة المسلمة سطوتها دينا ودولة لزمن لم يخلٌ، على وهن المحاولات ازاء قوة وسطوة الحق العربي المسلم، من محاولات التدمير والنخر والتحجيم، حتى وهنت دولة العرب المسلمة تدريجيا وخبا بريق عطاءها الحضاري من غير أن ينقطع أو يموت، بمعنى انه لم يغادر أبداً إرادة الانبعاث من جديد، بل ظل التطلع قائما وروح التحدي تعتمل تحت رماد الغابر من أزمنة الانحطاط والترهل والتخلف.


يا أبناء العراق والأمة العربية العظيمة:


من إرادة التحدي والتطلع والفهم العميق لمرحلة مد العروبة بالاسلام وانتشار الاسلام بارادة العرب وما تلاها من التخلف والانحطاط , ولد البعث حركة ثورية عربية تحمل مشروع الانبعاث الجديد وفق رؤى وفلسفة ومبادئ واجندات عمل تربط بعبقرية بين مرحلة سطوع حضارة العرب المسلمين وبين ممكنات الانفتاح على عصر جديد يرتقي فوق عوامل الارتداد الحضاري ويعيد للامة العربية المسلمة انسانيتها المستلبة..وكانت ثورة البعث في العراق عام 1968 وقيادتها التاريخية ورمزها ورائدها وحامل رايتها القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله هي مفتاح دخول الأمة على نهضتها الحضارية والعمرانية الجديدة.


وما ان ادركت ادوات الصراع الحضاري جدية واقتدار مشروع البعث والدور الرسالي له ولقائده صدام حسين ورفاقه وحزبه وشعبه الجبار الذي خلق حاضنة كبيرة وعريضة مناسبة لتسلم مستويات الانبعاث الجديد حتى تحركت لوأد المرحلة وتصفية منتجاتها العملاقة, واستخدام المكون الفارسي في الصراع الحضاري كخط فعل اول في الهجوم المضاد على المشروع القومي العروبي المسلم للعراق وقائده وحزبه وشعبه.


يا نجباء العراق والأمة:


هذه هي المسوغات الحقيقية لغزو العراق من قبل اميركا وعملاءها , اميركا ,المكون الأبعد جغرافيا في الصراع الحضاري, بعد ان غلب صدام حسين وجيشه وحزبه وشعبه وثورته وامته, المكون الفارسي الاقرب, وأحرق أوراقه في حرب قادسية صدام المجيدة. وتأسيسا على قراءة امبريالية – صهيونية لما انتجه العراق في ظل قيادة الشهيد صدام حسين رحمه الله من تنمية بشرية في التربية والتعليم والصحة والبنى التحتية للخدمات المختلفة والخطوات النوعية في مقومات البناء العلمي والصناعي والزراعي ومقومات واسس الدولة المدنية الحديثة والعلاقات المتطورة مع المحيط العربي والاسلامي والدولي كان قرار الغزو والاحتلال مقرونا بقرارات وقوانين ستظل عاراً ولوحات وظلال داكنة في تاريخ كل من شارك او عاون في غزو واحتلال العراق، وما هي إلا تعبير واضح وصارخ عن تداعيات الصراع الحضاري الذي أوضحناه آنفاً، وعلامات على الحقد والروح العدوانية البغيضة للنهضة الحضارية العملاقة للعراق لان العلم والمنطق يتفقان على ان الهدم والتدمير وبالشمولية التي رأيناها على يد الغزو واعوانه للبنى التحتية والفوقية العراقية او لاعتماد سياسات تمزيق النسيج الاجتماعي للبلد بالطائفية الحاقدة على الاسلام والعروبة او عبر قوانين الاجتثاث وحل مؤسسات الدولة والجيش والبدء بتاسيس دولة جديدة قوامها الطائفية والعرقية ومكونات الفساد والافساد تمهيدا لتمزيق العراق, اي ان ما أقدم عليه الاحتلال من دمار شامل للدولة العراقية واغتيال الرئيس الشرعي للعراق، وقائد التحول والبناء الحضاري ما هو الا دليل قاطع على حضارية الصراع وعلى الخوف والهلع من دور الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله في ادارة الصراع لصالح العراق والأمة والإسلام.

 

وما هو في جوهره الا قرار امبريالي صهيوني فارسي يمثل توحد إرادة الصراع المضاد للعرب والإسلام. وان المسوغات المزيفة والكاذبة التي تعكز عليها وحشد حولها ليغزو ويدمر أهم بلد من بلدان المنطقة وأكثرها نموا ورقيا وتطورا لا يمكن تعريفها والتعاطي مع نتائجها الكارثية الا على انها حرب آيديولوجية وتعبير عن صراع حضاري ضارب بجذوره الى أزمنة أبعد بكثير من الراهنة ويثأر لأحداث تاريخية تمتد من ارض الجزيرة الى بلاد فارس وعبورا لمضيق جبل طارق حيث الامبراطورية الاسلامية العظيمة في الأندلس!.. هكذا تعاطي قد يفسر إقدام أميركا وبريطانيا وايران والصهيونية على جرائم العصر التي تمثلت بالآتي:


1. تغيير نظام دولة مستقلة وعضوة في كل الهيئات الدولية والاقليمية واغتيال واعتقال قيادتها.


2. تأسيس نظام بديل أثني وعرقي وميلشياتي ومن مافيات التهريب والجريمة المنظمة، هو أشبه ما يكون بنظام الكهنوت الاكثر ظلامية ووحشية في تاريخ أوربا الكنسية.


3. وضع البلد الواحد أمام احتمالات مخاطر التقسيم الفعلي وفقا لدستور فيدرالي طائفي عرقي تم وضعه وتمريره بعيدا عن ارادة شعبية حقيقية بل وبتزوير هذه الارادة علنا..


4. تهجير أكثر من أربعة ملايين عراقي الى خارج البلد في أخطر وأضخم عملية طرد منظم لمواطنين أبرياء تحصل في التاريخ الحديث والمعاصر فضلا عن ملايين المهجرين في الداخل.


5. طرد قرابة مليوني موظف دولة بين عسكري ومدني من وظائفهم بحجة ولاءهم للنظام الذي استهدفه الغزو المجرم.


6. قتل أكثر من 170 ألف عضو من أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي في البيوت والشوارع ودوائر ومؤسسات الدولة والمعتقلات.


7. اعتقال ما يربو على 700 ألف عراقي في سجون ومعتقلات الاحتلال وحكومته ومعتقلات الاحزاب الطائفية والميليشيات المنتشرة في طول البلاد وعرضها.


8. قتل قرابة مليون ونصف المليون من المواطنين الابرياء من قبل الميليشيات التي أدخلها الاحتلال من ايران، وتلك التي أسسها رسميا عهد الاحتلال مثل بدر وجيش المهدي وفرق الموت التابعة للجلبي والصحوات والبيشمركه وغيرها.


9. اغراق البلاد في فوضى أمنية وسياسية واقتصادية عاونت ومازالت تعاون على نهب ثروات البلد وتهريب كنوزه وممتلكاته من الاجهزة والمعدات الصناعية التي هدمت منشآتها في طول البلاد وعرضها، ونقل الجزء الاكبر منها الى ايران وعدد آخر من دول الجوار. وصار العراق واحدا من أهم البلدان المصابة بداء الفساد في العالم.


10. قتل آلاف من العلماء وتدريسي الجامعات وكوادر الدولة من الضباط والطيارين والإداريين والاقتصاديين والأطباء والمهندسين فضلا عن تعريض ممتلكات الدولة في المؤسسات العلمية والجامعات والمعاهد والمدارس والمصانع الى النهب والحرق.


يا أبناء الانسانية الحرة الشريفة:


لم يكن الشهيد صدام حسين رحمه الله بالنسبة للعراقيين في غالبيتهم الساحقة وللعرب عموما ولملايين المسلمين ونجباء العالم مجرد رئيس دولة يمضي تحت ظرف أو سواه ليأتي غيره بل كان رمزا لاقتدار ادارة الدولة وقرارها المستقل ورمزا عظيما لقيم مبادئ الدفاع والبناء المقترن بالعزة والشجاعة والاقدام. وباسم صدام حسين اقترنت انجازات عراقية وعربية سجلها التأريخ بحروف من ذهب ولن تمحى من صفحاته حتى لو احرقت تلك الصفحات بنيران نووية. فتأميم النفط والحكم الذاتي وخطط التنمية الانفجاريةواسقاط شعار تصدير ثورة خميني في حرب الثمان سنوات والانطلاقة العلمية الرائدة المصحوبة بعواملها ومكوناتها المادية والبشرية وبمراحلها المكملة لبعضها من الابتدائي حتى التحصيل العالي.


وباسم قائدنا الشهيد الخالد ارتبط انجاز العراق العالمي المعروف بالانتصار على الامية في اعظم حملة عرفها تاريخ المنطقة , وانتهى عصر البطالة في السبعينات والثمانينات وحتى تدخلت اميركا بفرض الحصار الجائر الذي قوض الكثير من منجزاتنا الاجتماعية والاقتصادية والخدمية . ومع انتهاء البطالة كان العراقيون يعيشون في بحبوحة ورخاء ورفعة لم يجربوها من قبل.


وفضلا عن علامات ومظاهر الرقي العراقي , كانت القدرات العراقية المتنامية تمتد لتسند وتعضد اسس التنمية البشرية في اقطار الامة العربية، وخاصة تلك التي تعوزها الموارد وتعاني من الفقر .


أيها العراقيون النجباء..يا ابناء العروبة المؤمنة:


لقد استهدف شخص قائدنا الخالد كما لم يستهدف رجل من قبل في اضخم حملة ظالمة شهدها تاريخ البشرية والصقت به تهم ونسبت اليه افعال وسلوكيات ابعد ما تكون عن شخصه الكريم وشخصيته الفذة وكان لزاما على اميركا ان تشنها لتبرر غزوها للعراق واحتلاله من جهة ولتضعف الكاريزما النادرة والمتفردة التي امتلكها سيد شهداء العصر ودخوله المحبب الى عقول ملايين العرب والمسلمين وقدراته القيادية المعبر عنها بقرارات ومواقف تاريخية كقائد للحزب وللدولة واستحوذت على احترام وتقدير في داخل وخارج العراق , عربيا ودوليا , والتفت حولها محبةً واعتزازاً وتقديراً آلاف الملايين .


لقد كان ادراك اميركا المجرمة وعملاءها لضرورات تقويض الصورة الايجابية للشهيد ادراكا خاصا ولذلك استثمرت اموالا طائلة لتحقيق اهداف التبشيع اللا اخلاقي لصورته الناصعة المشرقة وشيطنة الانجازات التي ارتبطت بحقبة قيادته.وكان لعوامل الحقد البغيض على بطولته النادرة ولرفضه الخنوع والاستسلام وانتقاله بشعبه وقواته المسلحة الباسلة وحزبه العظيم من ساحة المواجهة النظامية المباشرة مع قوات الغزو الامريكية وحلفاءها الى اسلوب المقاومة بالقتالات غير النظامية التي اسقطت في نتائجها الاجمالية وما زالت تمعن في نخر وتدمير المشروع الامبريالي الصهيوني الفارسي واغراقه في اوحال ورمال العراق والتي لم تتخيل اميركا قط ولم تضعها في حساباتها الإجرامية.


ونحن نحتفي بالذكرى الثالثة لرحيله المخلد نستلهم من الذكرى كل عوامل العزيمة وروح الثورة ونستمر في نهج المقاومة المسلحة حتى التحرير الناجز والشامل بعون الله. ونعلن ولاءنا المطلق لمسيرة البعث وفصائلة المقاومة ولرفاقه في عقيدة السلاح حتى التحرير بقيادة البطل المجاهد ورفيق درب وعمر القائد الرفيق عزة إبراهيم الدوري . ونقف باجلال واحترام واعتزاز امام تضحيات اسود العراق شهداء واسرى ومقاتلين .


المجد لشهيدنا الخالد بطل الامة صدام حسين رحمه الله ولرفاقه الشهداء الابرار.
العز والنصر لجبهات النصر بقيادة شيخ الجهاد الرفيق عزة الدوري
العز والنصر لكل من يتحالف مع البعث في سوح التحرير بالبندقية.

 
aarabnation@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٤ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٣١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور