مبادرة السيد عزة الدوري حافزا للتوحد ولملمة الذات

 
 
 
شبكة المنصور
جابر خضر الغزي

بسم الله الرحمن الرحيم

( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا أن الله مع الصابرين )

صدق الله العظيم

 

( لايفرحنا أو يدفعنا إلى التباهي إن نكون وحدنا على حق , وان نرى الآخرين يسيرون في طريق الضلال والانحراف, بل إن ذلك مدعاة الم لنا, ودافع إلى مطالبة أنفسنا بالمزيد من النضال والتضحية والمزيد من الموضوعية والانفتاح والحوار مع القوى التقدمية والقومية الاخرى )[1]  والإسلامية.

 

انطلاقا من دعوة الرفيق عزة الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في 31/7/2009 بتشكيل مجلس وطني أو سياسي أو قيادة موحدة تضم كل القوى السياسية(المسلحة وغير المسلحة) لتحرير العراق من الاحتلال والتخلف ومن أثاره وتداعياته والتي حظيت بترحيب  واسع من غالبية القوى الوطنية المقاومة والرافضة للاحتلال, نقدم دراستنا الموسومة مبادرة السيد عزة الدوري حافزا للتوحد ولملمة الذات ,تناولتا المحددات التي تراها بعض القوى السياسية الرافضة للاحتلال وكيفية حلحلة هذه المححدات. وماهي رغبة القوى الوطنية والقومية والإسلامية لتفهم مواقف البعث؟والوصول الى  المنطلقات الأساسية لديمومة نجاح هذا التحالف الذي  تنتظره الجماهير العراقية والعربية بفارغ من الصبر الذي أطال انتظاره, ووضع الآليات والخطوات التي تسبق تشكيل المجلس الوطني أو السياسي أو القيادة الموحدة.وعلى ضوء ذلك فنحن إمام امتحان صعب فلا نحقق النجاح والنصر إلا عن طريق الوحدة, ومن لا يدخل في هذا الطريق نحكم عليه بإطالة امد الاحتلال واستمرار معاناة  شعب العراق ومايتعرض  من ماسي مريرة

 

واخطر مايصيب القوى المجاهدة والمناهضة للاحتلال عندما تهتز القيم المعنوية والثقة والمحبة والصدق , لذا نحتاج إلى شيئين أساسيين لقيادة المجلس الوطني أو القيادة العليا هما :

 

أولا: قيادة مجاهدة ومناضلة تجمع أعلى مستويات الجهاد والفكر والكفاءة لكي تخطط لأكبر معركة في تاريخنا المعاصر وعليها يتوقف مصير العراق والأمة والمنطقة, بانتصار المقاومة الوطنية, فلابد من حشد كل القوى المناهضة للاحتلال, وحشد الأدمغة والعقول النيرة المطلعة المؤمنة بهذا التوجه المصيري

 

ثانيا: التواصل مع أوسع الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في التحرر والوحدة والديمقراطية لأنها حاضنة المقاومة وديمومتها , فلا بد من إخراج برامجنا وأفكارنا ودراساتنا وخططنا ومشروعاتنا من الإطار الضيق الذي يضم العشرات في قيادات ومؤتمرات في القاعات المغلقة,وبالتالي  إخراج تلك الأفكار إلى الهواء الطلق و النقي. فضرورة ان تعني هذه المبادرة بالبحث عن عوامل التوحد والوحدة بدلا من التناحر والتفرقة,ولن يتحرر العراق ولن يخرج الغزاة المحتلون إلا بالجهاد الدائم المتصاعد يردفه الجهاد السياسي, وأي تراجع أو تقاعس عن مبدأ الجهاد المسلح ومنهجه الإيماني يصب في خدمة العدو, ويوفر له الفرصة للمضي في تنفيذ مشروعه الاستعماري في بلدنا, والانطلاق منه إلى الوطن العربي لتمزيق امتنا وسحقها واستعمارها مباشر. فيجب إن يكون يرتكز حورانا باختصار يقوم على تحرير العراق, ووسيلتنا استنفار وتعبئة طاقات الشعب والأمة وزجها في معركة التحرير وإقامة الدولة الوطنية الشعبية المحررة على أسس ديمقراطية تعددية وتداول السلطة فيه بشكل ديمقراطي على أساس صناديق الاقتراع عبر انتخابات نزيهة ومنبثقة من تراثنا وتقاليدنا.كما إن البعث لم يطرح في أي يوم من مسيرته موضوع الحزب الواحد ولا يؤمن بنظرية الحزب الواحد ويرفضها وإنما طرح في مرحلة سابقة ولظروف موضوعية نظرية الحزب القائد, والقائد لايعني التميز والتعالي والتفرد وإنما يعني الأداء الطليعي على الأرض في الميدان إما الظروف الحالية ظروف مرحلة التحرر  الوطني تختلف كليا عن ظروف تفجير ثورة تموز  1968 القومية التقدمية وبالتالي لايحق لأي طرف أن  ينفرد بعد التحرير بالسلطة وتحت أي مسوغ.

 

ماهي العوامل والمحددات التي اعاقت القوى الوطنية من التقارب  والتوحد؟

هناك عدة مبررات موضوعية وذاتية التي لم تدع القوى الوطنية الرافضة للاحتلال بتقارب والتوحد ومنها:

العامل الأول: السايكولجي الذي يرشح سلبيات العلاقات الماضية ويرجح الجانب الذاتي على الجانب الموضوعي في العلاقة السياسية بين القوى.

 

العامل الثاني : الاديولوجي الذي يدفع إلى القصور في التحليل ومن ثم إلى الخطأ في الحساب وهو مابدأ في التقويمات الأولى للاحتلال.

 

 العامل الثالث: التنظيمي: الحساسية من البعث ومع الأسف هناك قوى تستفز من اسمه ورسمه ولم يضعوا أيديهم بيد صاحب القضية الأولى في التحرير, ومع ذلك فان وعي قيادة البعث وتجربتها الطويلة الغنية جعلها تدرك إن أي رد على هذه الفصائل سيؤدي حتما إلى إضعاف المقاومة وتشويه دورها.

 

العامل الرابع : عامل تنافسي :هناك بعض الإطراف تعلن عدم انسجامها بين فترة وأخرى مع البعث ومقاومته الوطنية وبذلك تنفذ اخطر دور لتمزيق المقاومة وإضعافها وتقدم للغازي المحتل خدمات مجانية,من المضي في حملة اجتثاث البعث الذي يعني اجتثاث العروبة المؤمنة, واجتثاث الإسلام الرسالي في العراق, وقتل شعبه وتدمير حضارته ومنجزاته, حيث بلغ عدد شهداء البعث أكثر من 127 الف  شهيد بعثي  يتقدمهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين (رحمة الله عليه ).

 

اليات تجاوز محددات تقارب القوى الوطنية

1. لابد من دراسة العوامل والمحددات التي أعاقت القوى الوطنية من التقارب من خلال الحوارات واللقاءات بجو هادى وموضوعي بعيدا عن الانفعالات والأحقاد والضغائن المسبقة, لان الحقد يعمي البصر والبصيرة. إننا نعتقد إن الخطأ الذي يقع فيها البعثيون والقوميون والإسلاميون والشيوعيون ,يكمن من أن كل واحد منهم يتصور إن استقلالية إيديولوجيته تجعله يعتقد بأنه وحده يمتلك الحقيقة الكاملة المطلقة في التطبيق , ثم يصر على هذا التصور ويطلب من الآخرين إن ينضوو تحت جناحه, إن مثل هذا التصور والفهم الخاطئ للاستقلالية لم يصل إلى إقامة التحالف الجبهوي الاستراتيجي. كما إن الاعتبارات النفسية التي تلعب دورا هامة في خلق الإطار الملائم للتفاعل بين القوى الوطنية (إن أساس التفاعل أيها الرفاق هو في توفير روحية التفاعل ووجود الرغبة في التفاعل, والرغبة المجردة بدون أرضية تقف عليها غير كافية, إذا يجب إن نوحد الجو النفسي الذي يجعل من التفاعل عملية مطلوبة وضرورية )[2]. فالاستقلالية الايديولجية لاتلغي التفاعل من اجل وضع الايديولجية في سياق جديد, يكون الوجه الجديد هو التكيف والتفاعل مع الحقائق  مايجري في العراق لكي نفتح مسالك جديدة إمام العمل السياسي والفكري والاجتماعي لمواجهة الاحتلال وعملائه. (إن هذا النهج يمكننا من تكوين جبهة تكثر فيها المعابر التي تجعل الفكر إمام اخذ وعطاء للمستقبل وإمام تفاعل أفضل بصورة دائمة)[3].

 

نجد إن التفاعل لايعني مجرد النقد المتبادل بين الطرفين وليس هو مجرد المطالبة بحقوق دون المشاركة بالعملية الجهادية (المسلحة وغير المسلحة ) وتعرية العملية السياسية المخابرتية التي تعتبر الأداة الفعلية للمحتل.

 

كما إن المطلوب من القوى الوطنية إن تقدم الآراء والمقترحات والحلول المناسبة لتأسيس رؤية مشتركة على أساس الفكر الجبهوي أو التحالف الاستراتيجي للوصل للهدف مع الاحتفاظ باستقلالية الإيديولوجية لكل حركة أو تيار أو حزب. وقبل كل شي إن التفاعل يجب إن يزداد والاجتماعات ينبغي إن تنظم ولابد إن يكون هناك اطلاع على الآراء والمقترحات التي تقدمها القوى الرافضة للاحتلال وكذلك الاجراءت الإدارية ويقول المثل الريفي (البخور يطرد الخبيث) ونقول نحن (الوضوح يطرد الخبيث مثلما تطرد الشمعة الظلام ).

 

فهناك أسئلة تطرح نفسها:ماذا نستفيد من الجبهة ؟ وماذا نستفيد لو عشنا متناحرين؟ وماذا استفاد الشعب العراقي من ظروف التناحرات السابقة وماذا استفاد الوطن؟ فالكسب والاستفادة بالحسابات والتصورات الاستراتيجة هو تحرير العراق لابتصور احد منا إن الكسب (بعقلية نقابية )بعيدا عن التصور الاستراتيجي .

 

2.قيام قيادة البعث بمراجعة نقدية جريئة لمسيرة 35 عام .

 

إن أهمية المراجعة النقدية لمسيرة 35 سنة لحزب البعث العربي الاشتراكي أحوج ما تكون لها اليوم في هذه المرحلة التي يمر بها الحزب والوطن والأمة , وهو منهج ثابت للحزب وتختلف وسائله باختلاف المراحل التاريخية التي تبدأ ما بين مؤتمرين أو تخصيص مؤتمر قطري لمناقشة حقيقة معينة أو تخصيص مؤتمر قومي لحقبة اخرى , إلا إن الملاحقات والاعتقالات والضغوطات الاستعمارية على البعث الذي تعرض إلى شتى  وسائل التصفية الجسدية واعتقال قيادته, تحول دون لقاء موسع يراجع فيه الحزب مسيرته الماضية نحو انطلاقة عزوم وزيادة وتائر العمل الجهادي وتقليص فترة وجود المحتل على ارض العراق . فالبعث جاد في معالجة الأخطاء والسلبيات والهفوات وبعض الانحرافات من خلال رؤية واقعية وموضوعية للأخطاء والسلبيات , ورؤية أخرى هي رؤية الانجازات التاريخية والحضارية التي تحققت في ظل النظام الوطني الذي كان يقوده البعث .

 

كما إن حركة البعث يجب إن تعلو دوما فوق مسيرتها, ولقد وقع الحزب في أخطاء وسلبيات ووقع بعض أعضاء قيادته في أخطاء غير بسيطة,هذا لايبرر  ولايخفف من جريمة الغزو  والاحتلال الذي استهدف البعث ونظامه الوطني , وكذلك لايحق ولا يجوز ولا يليق بأي كائن على الإطلاق إن يقول بعد سبع سنوات من الاحتلال والتدمير والتخريب والقتل والتشريد لشعب عظيم ينحر من قبل الغزاة ويقول بسبب دكتاتورية الرئيس  صدام جاء الأمريكيون !  لتصحيح هذا الكلام وربما يقال قبل الاحتلال أو في أيامه الأولى فليقل مثل هذا القول المالكي والجعفري والربيعي ومن لف لفهم ولا يوجد اليوم واحد من شعبنا وامتنا يقول هذا الكلام (إن نقد قيادة البعث ونقد قائده رحمة الله عليه ونقد النظام ورئيسه شي والحديث عن الاحتلال وأهدافه وما فعل في العراق شي أخر . لم يعد مقبول الخلط في هذا الموضوع, ولا يوجد واحد في الكون كله ينطلي عليه هذا الخلط) [4]

 

وعندما طرح السيد رضا الرضا للسيد عزة الدوري الأمين العام للحزب:هل هناك مراجعة نقدية للمسيرة 35 عام؟ فأجاب بنعم  وبدون تردد ولا خجل لان همه مصير العراق والأمة .

 

( نعم لقد أعدت القيادة دراسات شاملة ومعمقة وفي كل ميادينها وان تقف طويلا عند كل منعطف من منعطفاتها تسجل من جهة للتاريخ والأمة ابداعتها وانجازاتها التاريخية لنأخذ منها الدروس والعبر وتغني مسيرة البعث اللاحقة, ومن جهة ثانية تشخيص الأخطاء والهفوات والكبوات..وأحيانا بعض الانحرافات لمعالجتها جذريا ومعالجة الأسباب والعوامل التي ساهمت في وقوعها )[5]

 

ولقد اتخذت القيادة اجراءت سريعة للتصحيح والتقويم رغم شراسة المعركة التي تخوضها مع الغزاة وعملائه .

كما إن الرفيق المعتز بالله في أخر خطابه يوم 31/ تموز 2009يقول (إننا لو لم نخطأ خطا استراتيجيا في دخولنا للكويت لم تتوقف المسيرة ولضاعت عليهم فرصة الاجتثاث ولم يصل الاحتلال )[6]

 

ولكن المؤامرات تاخذ إشكالا وألوانا أخرى ..

وفي بداية أب 2007 قدمت دراسة مستفيضة عن تقييم مسيرة البعث خلال 35 سنة كما أتصورها من خلال تجربتي المتواضعة, فقد أجابني الرفيق المعتز بالله في أواسط أب 2007 برسالة جوابية عن التقييم الذي ورد برسالتي حيث استقطع بعض ماقاله الرفيق الأمين العام لي :(لقد وصلتني ملاحظاتك على المسيرة وكيف التعامل معها في أوائل أب وقد سررت كثيرا بها كما سررت بالرسالة لأنها تعبر عن اهتمام مسؤول  وحريص للتصدي للامتحان والمحنة التي أصابت حزبنا وشعبنا وبوسائل البعث المبدئية الثورية سواء على مستوى العقيدة أو على مستوى التنظيم أو المنهج الكفاحي)[7]

 

وقال أيضا .. (فعندما غاب مبدأ النقد والنقد الذاتي في الحزب شاعت الأخطاء وتراكمت الانحرافات وكبرت الهفوات وكان السبب الرئيسي هو غياب القيادة الجماعية وغياب الديمقراطية المركزية..وان الذي حصل في حزبنا وما حصل عليه هو ليس بسبب خطا هنا وهناك وهو ليس بسبب تقصير الجهة الفلانية وإنما كان الخلل شاملا وعميقا وكانت الأخطاء والانحرافات قد شملت كل المؤسسات والعناوين في الحزب ودولته وسلطته بغض النظر عن ماتحقق من انجازات حضارية هائلة )[8]

 

وأردف قائلا( إما المسؤولية فهي كما ذكرت أيها الرفيق تندرج حسب الموقع والمسؤولية والمهمة وطبيعتها وابتدائا أقول إن القيادة هي المسئول الأول في كل ماحصل من أخطاء وانحرافات وهفوات وستذكر ذلك بإذن الله في مكانه وزمانه )[9]

 

وأخيرا وليس أخرا يوصي الرفاق في الكادر المتقدم بما يلي ) فعلى كل رفيق من رفاق الكادر المتقدم إن يكتب تجربته ورأيه وتقييمه للمسيرة بكل حرية واطمئنان وفي إطار الحياة الداخلية للحزب وفق مبادئه وقواعده التنظيمية من هذا اليوم لكي لايتقادم الزمن ويحصل النسيان أو التساهل في هذا الموضوع)[10]

 

وعلى ضوء ذلك فالأخطاء والهفوات وبعض الانحرافات لاتحسب على جوهر فكر البعث وعقيدته بشكل عام, وإنما كل الأخطاء والسلبيات يتحملها الأشخاص والقيادات كما علينا إن نسعى على إحلال الثقة محل الشك,والتعاون محل الخلاف وان نتصارح في كل قضايانا بعد النصر والتحرير, ولا يصح إن نناقش أمورنا الداخلية تحت ضغوط أجنبية وعربية فلابد إن نأخذ حريتنا كاملة في إبداء الرأي, وعلينا إن نتجاوز أساليب الخلاف بما يتلائم مع واقع الحياة واستمرار تطورها والظروف التي تمر بها الأمة ويجب إن نسير نحو التضامن والتعاون والتنسيق الجدي لمواجهة  الخطر الامبريالي الصهيوني الصفوي وهو خطر اكبر من كل خلاف مهما كبر.

 

3. ضرورة قيام الإطراف الوطنية والقومية والإسلامية بتقييم تجربة  حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته, تقيما موضوعيا ونزيها وصريحا باعتباره حزبا ثوريا وحدويا اشتراكيا ديمقراطيا إنسانيا يؤمن بالله الواحد الأحد, وإصدار تقييم لالبس فيه ولا غموض ولا التواء مسلط الأضواء على انجازاته التاريخية والحضارية منها على سبيل المثال لا الحصر .

 

- إن البعث رفض الكيان الصهيوني رفضا كاملا وإيمانه بالتحرير الكلي لفلسطين من البحر إلى النهر والأراضي العربية المحتلة ورفضه لقراري مجلس الأمن 242 لعام 1967 و338 لعام 1973 مع تبني الكفاح المسلح.

 

- معاداته للاستعمار والامبريالية

- تصفية شبكات التجسس والعمالة والخيانة التي كانت تعشعش بالعراق.

- إطلاق سراح السجناء السياسيين وإعادتهم لوظائفهم واعتبار فترات محكومياتهم لإغراض التقاعد والترفيع.

- إصدار تشريعات ثورية في المسالة الزراعية كقانون الإصلاح الزراعي رقم 17 لسنة 1970

- إقامة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية.

 

- تحرير الثروة النفطية من قبضة الامبريالية والاستعمار (فقد كانت هذه الخيرات تسرق وتنهب على مدى عشرات السنين, فأممت النفط في أشجع وأجرا قرار اتخذته القيادة في ذلك الزمن, تلك الجراة والبسالة هزت الحزب الشيوعي الحليف في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية,فقد كان مترددا بصدد التأميم ولا يرى إن الثورة قادرة عليه)[11] وقرارات أخرى حررت كل ثروات العراق واستثمارها وطنيا منها الكبريت والفوسفات.وفي احد اجتماعات الجبهة قال احد قيادي الحزب الشيوعي آنذاك وهو رحيم عجينة (التأميم ثورة بحد ذاتها )فصحح له هذه المقولة الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه ..(التأميم ليس ثورة وإنما خطوة ثورية من خطوات ثورة 17/30/تموز القومية التقدمية ). كما أشاد السيد ثابت العاني احد قيادي الحزب الشيوعي في اللجنة المركزية آنذاك بالرفيق الشهيد صدام حسين حيث قال :(صدام حسين كاسترو العراق ..وصدام حسين يسار البعث ). وفي عام 1974 عقد اجتماع لممثلي الأحزاب الشيوعية المشاركة في (إصدار مجلة قضايا السلم والاشتراكية)وقد انبهر الشيوعيون بشخصية صدام حسين استنادا إلى كلمة ألقاها في ذلك الاجتماع وحتى إن البعض منهم اعتبره أفضل من (كاسترو)وكان يرابط في مكتبه ليلا ونهارا ولايدخل الملاهي والنوادي في حياته )[12]

 

- أعداد أضخم خطة خمسيه في تاريخ العراق الحديث وسميت الخطة الانفجارية.

 

- إقامة أوسع شبكات الطرق والكهرباء والمواصلات ومشاريع البزل والري والسدود ولا احد في الكون يستطيع إن يغطي عليها اليوم لا الغزاة ولا عملائهم ولا إذنابهم ولا حتى حساد البعث ومبغضيه.

 

- بناء القاعدة المادية الصناعية والعلمية والزراعية والخدمية.

- من أهم عناوين النهضة إعداد جيش من العلماء والمفكرين والباحثين والفنيين والمبدعين في جميع علوم الحياة.

 

- النظام التربوي والصحي قلة نظيره في الشرق الأوسط بشهادة المنظمات الدولية اليونيسيف واليونسكو التابعة للأمم المتحدة.

 

- مشاركة الجيش العراقي في كل الحروب القومية التي خاضتها الأمة وأخرها حرب تشرين عام 1973(من أقصى المغرب العربي إلى اريتريا والسودان وفلسطين والأردن وسوريا ومصر والخليج وقد أوسع التضحيات وأغلاها)[13]

 

- المساعدات للدول العربية ودول إفريقيا وأمريكا اللاتينية واسيا وبدون منة( وقد وضع في ميزانيته بابا مهما اسمه باب مساعدة الدول العربية الفقيرة وكان حجمه في نهاية السبعينيات 11 مليار دولار )[14]  

 

4. المبادرة بعقد الاجتماعات واللقاءات بين القوى الوطنية والقومية والإسلامية الرافضة للاحتلال من خلال لجنة التنسيق قبل انبثاق انضمام تلك القوى للجبهة للاطلاع على الآراء والمقترحات التي تطرح من تلك القوى .

 

5. مطلوب من القوى الوطنية الحذر من أعداء العراق والأمة اشد الحذر , الذين يريدون إن يدفعوا هذه القوى إلى معارك جانبية لصرفنا عن معركتنا وهي تدمير قوى الغزو والاحتلال وتحرير وطننا العزيز.

 

6. التخلي عن عقلية ردود الفعل والانتقال إلى الفعل الشجاع المستند إلى الثقة بالنفس للامساك بمقاليد التطورات في المنطقة والعالم عبر التمسك بالبرنامج السياسي للجهاد والتحرير والخلاص الوطني الذي تتفق عليه القوى المناهضة للاحتلال, وأي مرونة مع العدو وعملائه على أساس الوعود الكاذبة وبأغطية براقة مزيفة مضللة ستقود إلى الوقوع بشباك العدو كما حصل من تجربة السبع سنوات الماضية وانتم شهود عليها ورأيتموها بأعينكم من خلال العملية السياسية المخابرتية

 

7. (التسامح وسعة الصدر وتحمل المقابل بل حمله على الأكتاف إن تطلب الأمر لمصلحة الشعب والأمة, كما علينا بهدوء الأعصاب والابتعاد عن التهور والتسرع والتطير في إصدار الإحكام على الآخرين ولنستعين على الأمر بالصبر لان الله مع الصابرين ) [15]

 

8. إن السلطة المحررة  بالعراق لن تكون لحزب أو جماعة واحدة بل هي لكل من شارك في تحرير العراق في إطار جبهة وطنية عريضة تضم الجميع ولا تستثني احد من الوطنيين ومن يتجاهل هذا القانون لايمكن إن يوصف إلا انه اكبر من ساذج, وان أول بيان صدر عن قيادة البعث بعد الاحتلال يقول) إن من يحرر العراق هو الذي سيحكمه )وعلى ضوء ذلك إن من يخرج عن مبادئ وثوابت الجهاد والتحرير الشامل والعميق للوطن, ومن يخرج عن مبادئ التحالف الوطني لكل قوى الشعب والأمة, ومن يخرج عن مبادئ الديمقراطية والتعددية كثوابت لنظام الحكم بعد التحرير, ومن يخرج عن مبادئ العروبة ورسالتها سيقع في أحضان العدو ومخططاته الإجرامية شاء أم ابئ عاجلا أم أجلا فلايلومن إلا نفسه.

 

بعض المنطلقات الأساسية لديمومة الجبهة ونجاحها 

إن الهدف الأول لكل القوى الوطنية والقومية والإسلامية هو تحرير العراق من المحتل وعملائه وحماية المقاومة ومدها بكل أسباب النجاح ودعمها ماديا ومعنويا والدفاع عنها في منابر الوطنية العربية والدولية( فتحرير العراق ومستقبله وحاضره قرار لايقبل القسمة مع احد لامع دولة جارة شقيقة أو صديقة ولا جامعة عربية ولا مجلس امن,رهن القرار بيد المقاومة هي الممثل الشرعي وأية جهة خارجة لاتمثل إلا نفسها وان تعاون الجبهة مع أنظمة عربية أو غير عربية أمر طبيعي ويجب إن تستفيد الجبهة من كل فرصة تتاح لها للقيام بذلك,إذا كان هذا التعاون يخدم هدف التحرير وتعزيز دور الجبهة المستقل )[16]

 

2.( إن الجبهة ليست وسيلة صعود حزب أو جماعة لسلطة ما بعد التحرير)[17] إنما هي جبهة المقاومين العراقيين الداعمين للتحرير والديمقراطية والتعددية, وترفض مبدأ الحزب الواحد كما توكد عدم انفراد  حزب أو حزبين وبغض النظر عن الطرف الفائز بالانتخابات بل مشاركة الجميع وبالتالي تصبح جبهتنا (تحالف تاريخي يستمر لمراحل تاريخية عديدة لان معارك عراق مابعد التحرير ستكون أكثر تعقيدا وصعوبة من معارك التحرير الحالية)[18]

 

3. إن مرحلة التعارض والتناقض والاحتراب التي سادت أكثر من نصف قرن يجب إن تصفى عبر عمل جبهوي اخوي صادق وجدي ولا مجال فيه لعقلية التأمر والانفراد..إن بناء المناخ النفسي للمستقبل يبدأ من ألان ليس بعد التحرير من خلال (إشاعة ثقافة التسامح ومبدأ الحوار والقبول بالتنوع الفكري والتعددية, فذلك وحده الذي يوجد المناخ الصحي لقيام قوي لها حضورها الحقيقي على الساحة وليس مجرد أرقام يتم اجترارها )[19]

 

4. بناء الثقة وإزالة عوامل التوتر والشك والريبة بواسطة الإعمال وليس بالأقوال المعسولة. إنما حسن النية والصدق وبدونهما لايمكن إن نتجاوز عقدة الخوف والانفراد بالحكم بعد التحرير

 

5.نرى أحيانا ونسمع من البعض أنهم ينتمون إلى فصائل الجهاد الإسلامية والتي نكن لها كل الحب والتقدير والاحترام ولمقاتليها كل الود,كلام عن البعث وتصرفا يسيء إلى مسيرة الجهاد والتحرير(إذ المطلوب من جميع قوى المجاهدة اليوم التآلف والتوافق بل الاتحاد والاتفاق الكامل على ثوابت المسيرة الجهادية المقدسة ..وانأ لأاعتقد مثل هذه التصرفات تصدر من مجاهد مسلم مؤمن حقا,ولافرق بين البعثي  والإسلامي في الجهاد بل اخذ بمبدأ (إن أكرمكم عند الله اتقاكم )وأقول للإسلاميين في كل فصائلهم وتنظيماتهم إنكم تمثلون ركنا أساسيا من أركان المقاومة وان البعث المؤمن الذي أغنته التجربة الطويلة ومحصته هذه المحنة الكبيرة لم يعد يقبل ويجاهد من اجل دنيا أو حكم أو جاه أو مال, وإنما جهاده خالصا لله والوطن وهو اليوم صاحب الرسالة الخالدة رسالة العروبة والإسلام وليس طائفيا ومذهبيا وليعلم الجميع إننا لانريد وليس من شيمنا الإيمانية العربية والإسلامية إن نتفاخرا على احد من رجال مسيرة العراق والأمة كلهم إبطال مؤمنون مجاهدون نتفاخر بهم ونفتخر بجهادهم, إما الأداء الجهادي والتضحيات علمها عند الله علام الغيوب وهو الذي يحصيها وهو الذي يثيب عليها)[20]

 

6. على القوى الوطنية والقومية والإسلامية المناهضة للاحتلال إن تحدد موقفا واضحا وصريحا من دعوة الرفيق المعتز بالله في 31/تموز ولنا من شعبنا الذي ضرب المثل والقدرة المتقدمة على الأحزاب والتيارات والشخصيات المناهضة للاحتلال في التضحية والعطاء والفداء, وتعلمون علم اليقين إن التاريخ لايرحم علينا وعليكم من يتخلف عن هذه الدعوة, ويجب أيضا إن نحذر العدو الأمريكي الصهيوني, ونحذر قول الزور والنفاق والشر وضعيفي الإيمان.

 

وعلى هذه الحقائق فالتنسيق والتكامل والتحالف يجب إن تقوم على أسس رصينة وعلى وضوح كامل بكل الإطراف لما لها وما عليها وفق حجمها وإمكاناتها وتواجدها وأدائها, كما إن المراجعة النقدية حالة مطلوبة للبعث ولغيره من أحزاب وحركات وتيارات وطنية على حد سواء .. مع قناعتنا المخلصة بان منهج البعث ومشروعه القومي الحضاري النهضوي الإنساني قد تجاوز المسموح له ومعاداته للامبريالية والصهيونية ومشاريعهما هو الذي يقف وراء الغزو والاحتلال الهمجي للعراق وليس أخطاء الماضي (ولا يجوز إن تكون عثرات الماضي لدى حزب البعث مقبرة لدفن منجزاته التاريخية )[21]

 

إن هذه الأفكار والرؤى التي نتطلع قدما لتجد طريقها إلى النور فعلا جهاديا ووطنيا مخلصا يتظافر جهود خيرة أبنائه,وقد أفرزت السبع سنوات الاحتلال البغيض صدقيتها وعمق تعلقها بقضية الوطن بعد عمدناها بدماء زكية للالاف من رفاقنا والإشراف من أبناء وطننا وأبناء العروبة المؤمنة في معركة التحرير.

 

فنحن ومن خلفنا شعبنا العظيم في عراق الجهاد والنضال نتطلع إلى إرادة عراقية وطنية ترتقي فوق تباين الآراء والأفكار وتلتقي على طريق التحرير والخير لتوحيد جهود الخيرين من أبناء العراق البررة في إطار جبهة أو قيادة عليا أو مجلس وطني التي دعا إليه المعتز بالله لتكن حافزا للتوحد ولملمة الذات للجميع  

    


 

[1]-كلمة القائد المؤسس في المؤتمر القومي العاشر 1970

[2] -صدام حسين حديث في الجبهة الوطنية والقومية والتقدمية 1973

[3] - نفس المصدر

[4] حوار المعتز  بالله مع رئيس تحرير صحيفة الموقف العربي   

[6] خطاب المعتز بالله 31/7/2009

[7] - رسالة المعتز بالله للرفيق ج

[8] نفس المصدر

[9] نفس المصدر

[10] نفس المصدر

[11] - خطاب المعتز بالله في 31تموز 2009

[12] - مجلة أبواب العدد الثالث لقاء مع عامر عبد الله

[13] -خطاب المعتز بالله 13/تموز 2009

[14] -نفس المصدر

[15] -الاستيراتجية السياسية للبعث ومقاومته الوطنية 2007

[16] -البعث والجبهة ملاحظات أولية صلاح مختار

[17] -نفس المصدر

[18] نفس المصدر

[19] -محددات التقارب بين إطراف الحركة الوطنية العراقية نزار السامرائي

[20] -استيراتيجة البعث والأمة الرفيق عزة الدوري 2006

[21] - مركز دراسات الوحدة العربية الندوة الفكرية 2004

 
j_alkzi@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢٥ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٢ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور