لا تنتخب من كان سبباً في قتل وٌيتم أطفالنا

 
 
 
شبكة المنصور
كلشان البياتي - كاتبة وصحفية العراقية
كانوا أكثر من ست أو سبع رفاق حاولوا أن يقنعوني لانضم معهم إلى إحدى الحركات السياسية التي تأسست بعد الغزو الأميركي للعراق .. وحاولوا أن يوهموني أن صاحب الحركة شخصية وطنية مستقلة همه وغمه الوحيد هو العراق..


هذا أفضل من غيره .. يجب أن نشارك في الانتخابات لكي نسحب البساط من الجانب الأخر ولا نسمح للمالكي أو احمد الجلبي أو فلان وعلانّ من الذين شاركوا في الانتخابات.. والحزب يدعم هذه القائمة ..


هذه هي المبررات التي قدمها رفاق الأمس لي ولعشرات من المواطنيين لإقناعهم بالانضمام إلى تلك الحركة والمشاركة في الانتخابات مع إغراءات مادية ومعنوية منها الحصول على منصب عندما يفوز صاحب الحركة ..
الشخص الوطني في نظري هو المقاوم العراقي ، هو من يحمل السلاح في وجه المحتل ، هو من يعبر عن موقفه الرافض للاحتلال بأي وسيلة من الوسائل ، هو الرافض للعملية السياسية وأن لايشارك في أي نشاط سياسي يقوده المحتل أو أدواته..


والوطني هو من يفكر بتحرير العراق ويفكر بخلاصه من الاحتلال .. والوطني هو من يدعم المقاومة علناً ويرفع صوته ضد المحتل وإذنابه..


والوطني هو من لا يسير في ركاب المحتل ويختلق الأوهام والمبررات للمشاركة في انتخابات شرعه المحتل ويجري تحت ظلال سيوفه..


إذا كان تأسيس حركة سياسية أو حزب سياسي لغرض المشاركة في العملية السياسية والمشاركة في السلطة هو عمل وطني فماذا نسمي تشكيل خلية مقاومة أو جيش مقاوم يروم إلى طرد المحتل وتحرير الوطن من المحتل..
الوطنية مفهوم ثابت ، معناها واضح وصريح لا يربك ..ولا يوقع في الالتباس..


أسمى معاني الوطنية اليوم هو المقاومة .. الانخراط في تشكيلات المقاومة لتحرير العراق من دنس محتل ينتهك الإعراض والقيم ويقتل الأبرياء وينهب الثروات ..


الوطنية أن تقف مع المقاومة لا أن تؤازر المحتل وتسانده عن طريق المشاركة في انتخابات تعتبر إفراز من افرزاته..


والوطنية لا تعني أن تنتخب اشخاصاً ساهموا بل كانوا السبب في احتلال العراق وكل ما افرزه هذا الاحتلال من قتل ودمار وانتهاك ..


نحن على أعتاب سنة جديدة ، ودورة انتخابية جديدة .. مطالبون أن ندقق في تاريخ وماضي وسلوك كل من يود أن ننتخبه .. أين كان قبل الاحتلال ، كيف جاء إلى العراق ، متى جاء إلى العراق ، ماذا قال عن العراق .. هل كان مرتبطاً بمخابرات دولة معادية .. هل قاد دبابات المحتل ودخل بها إلى العراق..هل جلس مع قوات الاحتلال وتأمر على العراق ..هل تلقى دعماً مادياً من مخابرات دولة معادية .. هل اتهم بالفساد ونهب من خيرات العراق ..


من يذهب إلى صناديق الانتخاب ، ليتذكر فقط من قتل أطفالنا ، من يتمّ أطفالنا من انتهك إعراضنا ونهب خيرات وطننا .. ليتذكر أن هؤلاء الذين ننتخبهم اليوم وانتخبناهم بالأمس هم من قتلوا أطفالنا ويتموا أطفالنا ودمروا وطننا ...


أن من يضع هذه الأسئلة أمامه ويجيب عليه سيصل إلى خيار وطني ويختار موقفاً لنفسه فالعراقي صاحب موقف فينبغي أن يختار موقفاً مشرفاً يتباهي به ..


وإذا كان العراقي مضطر لأي سبب من الأسباب ولأي تبرير من المبررات رغم أن التاريخ لن يرحم غداً كل منا شارك في انتخابات شرعه المحتل ويقوده المحتل بنفسه –إذ اضطر فلينتخب على الأقل شخصاً لم يكن مشاركاً في احتلال العراق بل كان سبباً في احتلاله ويختر شخصاً أذاه ووجعه كان خفيفاً على الأقل .. أم من يريد أن يؤجل مشاركته في الانتخابات لحين تحرير العراق فالتأكيد سيكون اختياره وانتخابه صحيحاً ومشرفاً فسينتخب من هم أجدر الناس بالسلطة وقيادة العراق (المقاومون وقادتهم الإبطال).

 
Golshanalbayaty2005@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور