إلى بكر : عيدك مبارك وكل عام وأنت ليس حاجاً أو عريساً بل مقاوماً مواظباً على المقاومة

 
 
 

شبكة المنصور

كلشان البياتي - كاتبة وصحفية عراقية

نقل لي صديقنا محمد –عتابك واستغرابك في الوقت نفسه – من الجفاء الذي طرأ على علاقتنا ولماذا لم اعد اسأل عنك أو اتصل بك وأتابع إخبارك بعد أن كنت افعل ذلك بشكل يومي ..


لن أخفيك سراً ، فاحترامي لك وتقديري قد تبدد حالما وصلني خبر بأنك تقيم في سورية وانك على وشك الزواج هناك ..


ماذا يفعل مقاوم بطل مثل بكر في سورية ، هل يقاوم الأمريكان وعملائه ويطلق عليهم القذائف وينصب لهم العبوات الناسفة والقنابل وهو جالس خلف شاشة الحاسبة يدردش مع هذا وذاك عبر الماسنجر ويذرف الدمع على العراق والعراقيين ويلعن الاحتلال...


قد تملك اعذاراً وليس عذراً على سبب تركك لأرض الجهاد (العراق) وإقامتك في سورية وقد تكون هذه الأعذار مقنعة للكثيرين لكن لن تكون مقنعة لي ولكل من يؤمن بأن المقاومة واجب أخلاقي ووطني ليس مزاجي ، تقاوم اليوم وتترك غداً .. من يقاوم يجب أن يقاوم للأخير . المقاوم لن يتخلى عن المقاومة مهما كانت الظروف المحيطة به ، لا اعتقال يثنيه عن هذا الواجب المقدس ولا حتى الموت نفسه ؛ ولان الهجرة إلى سورية أو مصر أو السويد أو بلجيكا هو حق رجل عراقي غير قادر على المقاومة ، لا يؤمن بالمقاومة ، ليس جباناً لكنه غير شجاع _ أعاتبك وأعاتب كل مقاوم عراقي انخرط في هذا السلك الوطني ثم تخلى عنه وهاجر إلى سورية أو عمان وأصبح يحلم بتحرير العراق وكأنّ العراق يتحرر بالتمنيات لا بالاشتراك في المقاومة والانخراط فيها .. لقد كنت يا بكر شجاعاً وكنت مقاوماً بطلاً أما لماذا تخليت عن المقاومة وأصبحت جليس الحاسبة في سورية فهذا ما لا يمكن أن تفهمه امرأة مثلي تقدس المقاومة ضد المحتل وتعتبره واجباً مقدساً – بل هو أقدس الواجبات وهو افرض العبادات اليوم ..


تارك الجهاد والمقاومة مثل تارك الصلاة يا بكر ...العراق اليوم وفي عام جديد من الغزو والاحتلال أصبح بأمس الحاجة إلى المقاومة فالمقاومة وحدها قادرة إن تقود العراق إلى بر الأمان والمقاومون وحدهم قادرين أن يحسموا الأمر لصالح عراق امن ومستقر ومحرر ..المقاومة وحدها يابكر قادرة أن تعيد بغداد إلى الخارطة عربياً تحتضن كل العرب ..


قبل ثلاثة أعوام ، في عيد الأضحى ، كنت أول شخص افتح عليه خط الموبايل لأهنئه بالعيد ..وقتها كنت مواظباً على خط المقاومة ، ينقل لي أصدقائنا أخبار صولاتك على المحتل وفلوله وكنت فرحاً بك كما كان الآلاف مثلي فرحون بكل مقاوم عراقي يثلج صدورنا ويبهج قلوبنا بفعاليات ضد المحتل وكلابه..


عد يا بكر فسورية ومصر وعمان ليس ارضاً لتحرير العراق فالعراق يتحرر من العراق .. المحتل في العراق ويجب مقاومته من العراق والعراق لن يتحرر بالمقاومة يوم أو شهر أو سنة بل بمقاومة متواصلة .. والمقاومة ليست عملية غرس ورد في الحديقة أو لعب دومينو في المقهى بل هي عملية قتال متواصلة ضد عدو محتل انتهك كل شي ابتداءا بالعرض والشرف والأرض والثروة انتهاء بالقيم والأخلاق ..


عندما تعود إلى العراق وتنخرط في المقاومة من جديد ستكون أول من يتلقى التهاني بالعيد وستسترد احترامك وتقديرك في القلب .. لا إنا ولا التاريخ ولا كل محبيك سيعذرونك .. لا عذر لتارك الصلاة ولا عذر لترك المقاومة والحيد عنها أما وأنت وكل شاب عراقي انزو في شقق سورية أو عمان لان اسمه دخل ضمن قائمة الشرف (الإرهاب) وأصبح مطاردا من كلاب الاحتلال وفلوله فهذا ليس عذراً وهو سلوك يحط من شانك وقدرك في القلب لأني والآلاف مثلي وضعوا الأماني والآمال عليكم في تحرير العراق والخلاص من المحتل فلا تخيب ظني وظنون الآلاف بل الملايين الذين يحلمون بتحرير العراق اليوم وليس غداً أو بعد غدا أو بعد سنة أو سنوات.


أن المحتل الأميركي يلفظ أنفاسه الأخيرة والعراق لايحتاج إلا إلى مزيد من المقاومة والمقاومين ليندحر نهائياً ويخرج هو وكومة النفايات التي جلبها معه إلى العراق ونصبهم حكومة فاشلة غير جديرة إلا بالتفلة على شواربهم ليل نهار ..


في اليوم الرابع والأخير لعيد الأضحى المبارك وليس اليوم الأول والساعة الأولى،أقدم إليك التهنئة وأتمنى لك أن تكون مقاوماً مواظباً ليس حاجاً ولا عريساً بل مقاوم ابدي إلى أن يتحرر العراق ويسترد سيادته ومكانته ..


كل عيد وأنت وكل شباب العراق و(شيّابه) مقاومون إبطال على طريق التحرير..
المجد لشهيد الحج والأضحى الرئيس صدام حسين ولكل شهداء المقاومة .
الحرية للمعتقلين والأسرى والمجد لهم.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١٤ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور