مــــا الـثـمــــــــــــن

 
 
 
شبكة المنصور
عنه / غفران نجيب

بِسْمِ اَلله اَلرحمّنِ اَلَّرحيمِ

 )وَاِذْ قَتَلْتُمْ نَفَساً فَادَّارَءْتُمْ فيهَا وَالله مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ(

صدق الله العظيم

 

في زمن غير الذي نعيش ، قد لا يصلح عنوان مقالتنا إلا لموضوع له علاقة وثيقة بالمال والاقتصاد وما يرتبط بهما ، ولكن بعد أن عُهِّرَت الحياة السياسية بفعل فاعل لم يكن مجهولا أبدا لذي بصيرة أو ضمير حي ، وبعد أن بيعت الكرامة في سوق النخاسة وانتهك الشرف ، ونودي بالأوطان سـلعة رخيصة بمزادات تجار الرذيلة وسارقو الحقيقة ومزيفوها ، وبعد أن أصبح لكل رذيل فعل ثمنه الباهظ ، ونصَّب العاهر إماما طاهرا ، تغني لأجله وتطرب جوقة خسة وفسوق ، وتلوذ بحمده وحماه  رؤوس ارتدت بأسف ثوب العروبة والدين كذبا ونفاقا ، وحلّ الدجل والخنوع عوض الكبرياء والشموخ .

 

وبات واقع الأمة حتى بجزئياته المجهرية ، أسيرا لإرادة شريرة تجد في أية ايمائة نهوض لها خطرا عظيما يهدد كيانها وامتيازاتها التي توفرت جراء خنوع من خنع ، وأضحى النظام الرسمي العربي بأغلب مسمياته ( والإسلامي لا يختلف عنه ) ليس سوى أداة تنفيذ طيعة بلا ثمن ، والانكى منه  ، أن اغلب الولاة الذين ائتمنوا  على مصائر الأمة ، عمدوا إلى شراء وضعهم البائس بالغ السوء الذي هم فيه بأغلى الأثمان ، ومن دون الحصول على أي مقابل يبرر هذا الانبطاح الذليل والتراجع عن بديهيات السياسة والأخلاق، وعن بديهيات ألفناها وألفتنا وعناوين جليلة صهرتنا والنهج الذي نؤمن انتماءا قوميا ودينيا هو الأسمى بحياتنا ومستقبلنا ، وللميزة الكبيرة التي حفل بها( الثمن )والمشاع عند تجار العهر هذه الأيام ، فلم علينا أن لا نحاكيهم بالشيء الذي تصوروا أنهم أتقنوه ، ولرب من يعترض على مخاطبة هؤلاء ليقيناً هو عليه أن هم إلا أشكالا لا حول لها ولا قوة فيما هم فيه ، أعود وأوضح أن المقصود بالمخاطبة ليس الحكام ، ولكن لنساهم في تسليط الضوء عليهم وفقا لمنهجهم الذي ساروا عليه وبه تراجعت قيم الرجولة والحمية وقيم الدين والعروبة تراجعا كارثيا أصابت بشررها ليس شعوبهم فقط وإنما شعوب الأمة جميعا وأعطت نموذجا سيئا وصورة بمنتهى السلب يتندر بها الآخرون من كل شعوب الأرض لما وصلنا إليه من حال ، ولنسهل على من اكتوى بنار هؤلاء من أشقاء لنا في العروبة والدين ، لم تفت بعضدهم بعد مشاريع التجدد المزيف التي يدعون ،  ولم يهللوا لتحريف الثوابت من القيم الإيمانية والاجتماعية التي نؤمن ، ولم يتخلوا يوما عن طريق إيمان سلكوه وحقٌ عهدوه ،لنعينهم على محنة ما هم فيه والتنفيس عن غيظ هم كاظموه ، وألم يعتصر من كان له قلب بالإيمان ينبض وعقل لم يجبّر على توقف . ولنسأل بعال الصوت، 

 

أ لتدمير العراق واغتيال رئيسه رحمه الله مكافئ مهما زاد حجمه أو ندر نوعه.

 

 أيام قلائل وننهي عام ثالث مرّ ثقيلا بكل الألم والحزن يوم عمدت إدارة الشر الأمريكية واستكمالا لمخططها المشئوم من غزو العراق بتنفيذ جريمة الاغتيال غير المسبوق بحق خالد الذكر الرئيس صدام حسين رحمة الله عليه ورضاه ، رمز كبرياء الأمة وشموخها، وبعد أن خولت لذلك من خولت من سقطة المتاع ممن لفظتهم اغلب جماهير شعبنا ، عملاء لمصلحتها أوجدتهم ، توشحوا الخسة لباسا والغدر سلوكا وتدمير وطننا ( أرضا وشعبا ) هدفا بالنيابة المفضوحة عن دول التربص بالأمة واستهدافها ، ثلاث أعوام وما قبلها من أعوام الاحتلال التي حفلت بكل ما لا يخطر على بال من مصائب لا توصف ، وصعاب لا تحتملها غير نفوس بالإيمان عمرت، ولسان حال البسيط والكبير ينطق جهرا أحيانا وصمتا في اغلب الأحيان ، لماذا العراق ، ولماذا تآلب القوم مع من عاداهم عليه ، وأين المصلحة الوطنية أو القومية فيما جرى ، أسئلة ظلّت حائرة لا مجيب لها ، ولم يترشح خلال سنوات الألم والعذاب التي عاشها العراق وأشراف العراقيين منذ وطأت قوات الغزو والاحتلال أرضه وليومنا هذا ما يوضح لأي ذي بصيرة أسباب معقولة لتورط أخوة لنا أشقاءنا بالدين والانتماء القومي ، وإسهاماتهم الفاعلة تبرعا فيما آل إليه الوضع العراق ، ونحن وإياكم أخوتنا العرب في كل مكان ، وبعيدا عن مفردات التقريع والقذف والتجريح لأي كان ومهما كان دوره في ذلك ، نسأل ما السبب وما هو الثمن ؟ .

 

لا نكترث إن ادعى المجرم بوش وإدارته إدارة السوء في الولايات المتحدة الأمريكية أن العالم أصبح أكثر أمننا بإزاحة صدام حسين ( خسئوا والله ) ، لسبب بسيط وضحته نتائج الانتخابات الأمريكية التي أسقطته ولتنتخب عوضا عنه ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية رئيسا من أصول افريقية ، فهل يا ترى أن الشعب الأمريكي قليل وفاء ليكافئ من حقق له الأمن بذلك ، أم أن هذا الشعب اكتشف الحقيقة ، حقيقة الكذب والزيف الذي مارسته إدارة المجرم بوش بحق شعبه وشعوب الأرض وفي مقدمتهم شعب العراق وما تعرض له من انتهاكات صارخة يندى لها جبين كل عاقل ، وان كان المتتبع يجد أن خطى الرئيس الأمريكي الحالي فيما يخص الشأن العراقي لم تأخذ مسارا جديا واضحا لتغيير إستراتيجيتها فيه ، واكتفت باتخاذ إجراءات تكتيكية هدفها الرئيس (ويبدو الوحيد) التقليص بعدد ونوع الخسائر المادية والبشرية الأمريكية فيه ، إرضاء للناخب الأمريكي ، فأن مصير سلوك الرئيس الأمريكي وفي ظل انفضاح  كم من خلفيات وأسرار تشبث سابقه في احتلال العراق وإسقاط نظامه الشرعي فيه ، وأسبابه الشخصية لاغتيال قائده ورمز عزته الرئيس الشهيد بإذن الله صدام حسين المجيد ، ستقلل كثيرا من فرص الاستمرار بذات الآليات دون الإخلال بالمنهج مع إعطاء بضع تنازلات ، حيث سيكون مطالبا وباستمرار تقديم البديل عن نهج سابقه والذي حتما لن يرتق بكل الأحوال إلى المستوى الذي يطمح له العرقيين و أبناء شعبنا العربي أو شعوب العالم كافة من التخلي عن العنجهية الأمريكية وإرجاع الحق لأهله في العراق وفلسطين وغيرهما ممن ابتلوا بالحب الأمريكي ، لارتباط ذلك بالتوجه الامبريالي الأمريكي والغربي للمنطقة والعالم ، وان هذا الانحراف التي سارت عليه الإدارات الأمريكية في سلوكها وتعاملها مع المنطقة والعراق بشكل خاص لا يمكن أن يصحح أو يقوّم إلاّ بما يتفوق عليه من فعل وطني ، قومي وإنساني لإجبار هذه الإدارة على التراجع عن ما هيَّ فيه ، وسيبقى الشعب الأمريكي من وجهة نظر وطنية عراقية ، مسئولا أخلاقيا ودستوريا عن ما يجري على أرضه فيه من فضائح بسبب الاحتلال الأمريكي له ، وان كانت الإدارة  الأمريكية قد حضيت بأغلب الخسائر جراء محاولتها إجبار الآخر الخضوع لرغباتها وما تمليه عليه من مسارات تخضع أولا وأخيرا لمقدار ما تحقق لها من مصالح ، وبصرف النظر عن ما تلحقه بالآخرين من أذى ، فأن الأطراف الرئيسية التي كانت ذا مصلحة أكيدة وواضحة في احتلال العراق  ( وأكيدا ليس من بينها أي من الأنظمة العربية التي ساهمت داعمة للاحتلال الأمريكي له ) قد حققت الكثير من المكاسب التي لم تكن تتخيلها يوما وان سعت بكل الثقل للوصول إلى البعض منها ولم توفق ، ونقصد بذلك الكيان الصهيوني وإيران كأولوية على مستوى الإقليم ، ومن دون إغفال دول أخرى محورية فيه لها من الأهداف ما يقترب كثيرا من أهداف هاتين الدولتين وان اختلفت الأساليب وأسبقيات التنفيذ ومرحلية النوايا .

 

مفهوم لمتتبع التاريخ والسياسة لم تجتهد إيران وكذا الكيان الصهيوني بكل ما أوتيتا به من قوة لإلحاق الأذى بالعراق وإنهاء أي نهوض قومي فيه ، لما مثله النهوض في هذا البلد تاريخيا من نهوض للأمة بكل أطرفها وتحجيم وإنهاء المطامع الخارجية فيه وضدها  ، عدا الاعتبارات التاريخية المعروفة الأخرى والسياسية التي حفلت بها العلاقات بين الطرفين ، وتحديدا في العصر الحديث مؤسسا في كثيرا منه على أبعاده التاريخية  ، وان كان العراق تحت قيادة الرئيس الشهيد رحمه الله قد تمكن من إجهاض الإستراتيجية الأمريكية للتحكم بالمنطقة ، وذلك من خلال بناءه لدولة عصرية تمكنت من ترجمة الفكر بمشاريع طموحة جبارة أنجزتها عقول العراقيين بسواعد المخلصين من أبناءه ، ولتحقق في ذلك سبقا غير معهود للتخطيط عالي التقنية ، ودقة الانجاز وسرعته اعتمادا على الإمكانات الذاتية إلى حد كبير ، ولتتمكن من الارتقاء بالعراق من حالة التخلف التي كان يعيش ، إلى مصاف الدول المتقدمة ، ولينعكس ذلك على قدراته في جميع المجالات ، وبأهمها على صعيد تحصين القدرات والإمكانات الوطنية ، واقصد في ذلك القدرات العسكرية ، وتمكنه من بناء قوة عسكرية جبارة فرضت توازنا واضحا مع القدرات العسكرية للكيان الصهيوني الذراع الميداني للولايات المتحدة الأمريكية والغرب الامبريالي في منطقتنا وعنصر الابتزاز الرئيس والإضعاف المتتابع لكل مقدراتها خدمة للمشروع الغربي الامبريالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، وأجبرت هذا الكيان الرضوخ للأمر الواقع ولو إلى حين ، وقبلها كانت قد قوضت القدرة العسكرية الإيرانية التي كانت القوة الخامسة عالميا ، لتنتهي هذه القوة صاغرة بقبول نصيحة الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني الموافقة على وقف إطلاق النار مع العراق عام 1988، بعد أن لاحت لهما الهزيمة الشنعاء لهذه القوة ، والتي إن حصلت ستترك آثارها مزلزلة على عموم الدور الأمريكي في المنطقة ، وتساهم جديا في إعادة بناء النظام الرسمي فيها بما لا يلائم المصالح الأمريكية  في العالم ، وبما يعزز من فرص تجسيد المشروع القومي العربي ، الذي تترقبه القلوب العربية وتعمل على إنضاجه لولا تخاذل الأنظمة ، إذن تمكن العراق في زمن قياسي من قيادة البعث له من تقطيع وتحجيم اذرع المشروع الأمريكي للمنطقة والتي غالبا ما كان  يراهن عليهما في إذلال الأنظمة فيه وابتزازها، واللتين هن مهماز حركتها في المنطقة ، وبات لامة العرب وما تحويه من عمق روحي يسند موقعا جغرافيا هاما ، وطاقات إنتاج نفطية هائلة عدا مقومات القوة الأخرى التي يزخر بها وطننا العربي ، بات لهم الفرصة المرتقبة لتحقيق أهدافهم المشروعة في التوحد حالهم حال بقية الأمم في العالم التي انتهت بالتوحد عدا الأمة العربية ، الذي لازال وسيستمر وضع العراقيل أمام وحدتها وبكل قوة وخسة للحيلولة دون انجاز مشروعها القومي ،كي تبقى رهينة قدرته هو على التصرف بها وفقا لحاجاته وبحجة حمايتها وإنقاذها ، وبرزت صارخة قوة العراق كثقل قادر على توفير الحماية والدعم لاشقاءه العرب في إطار إعادة رسم وتنظيم البيت العربي ، بعيدا عن قوى التأثير والاستهداف الخارجية ، ليس مصلحةً للعراق الذي حباه الله بإمكانات عظيمة تمكنه لوحده أن يكون دولة عظمى ، ولكن لمصلحة الأمة وتطلعها المشروع في السيادة وضمان الأمن والاحترام لها بين الأمم ، ومن حقنا كعرب ووطنيين حيث ما كانت جنسيتنا أو لهجتنا أن نستوضح ، هل في ذلك ضير لأي نظام عربي ينشد المصلحة الوطنية والرفعة القومية أي كان شكل النظام فيه . ولأي مواطن عربي مهما كانت خلفياته السياسية والفكرية أن يسأل نفسه ويسأل أولي الأمر القائمين عليه عن حجم الأذى الذي لحق به جراء نجاح البعث بقيادة الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه ، وما أصابه هو ومن يعرفهم أو ما أصاب مجتمعه أو جزء منه جراء ذلك .

 

بعد سنوات الاحتلال الصعبة التي شعر بوطأتها كل مؤمن شريف من أبناء امتنا ، وبعد أن أنجز المحتل العناصر الرئيسية من احتلاله للعراق ( إزاحة النظام الوطني فيه وتمزيق المجتمع ، والتخلص من رمز الوطنية والقومية الرئيس صدام حسين ) ، ها هي الأطراف الرئيسية المشاركة له تتفرد في اقتسام الغنائم ، فالكيان الصهيوني بات له موطئ قدم في العراق من خلال واجهات عدة حينا وبشكل مباشر حينا آخر  ، والغالب من النظام الرسمي العربي لا تفصله عن الاعتراف الرسمي (بإسرائيل) سوى إجراءات شكليه لا علاقة لها بالقبول به كقوة مؤثرة وقائدة  في المنطقة ، ولكن سعيها هو كيفية إخراج هذا القبول من دون أن ينتاب ذلك ردود فعل شعبية عنيفة ، عدا ذلك فالعلاقات البينية غير المرئية بين هذا الكيان واغلب الدول العربية آخذة بالتوسع والنمو ، وهو بحال لم يكن فيه سابقا ابد من حيث الحضور وقوة التأثير بأحداث المنطقة  ، يشاركه في جني المكاسب المباشرة والعظيمة النظام الإيراني ، فقد خلا نظام الحكم المنصَّب في العراق وبما ينطوي عليه ، ضيعة تتحكم بها إيران ، من دون أن يشكل ذلك أي حرجا للإدارة الأمريكية كون ذلك لا يخرج عما هي تريد . وهنا وكمواطنين عرب تهمهم مصلحة الأمة بقدر ما تهمهم مصلحة أوطانهم نسأل ، أين الثمن الذي يفترض أن يعطى لإطراف النظام العربي التي ساهمت بتدمير العراق حالها كحال (إسرائيل) وإيران، وهل أن العرب ممن تورطوا ذهبوا لتدمير العراق كرماء متبرعين دون مقابل ، وإذا كان الحال هو كذلك ، فلماذا ، واسأل أخي العربي نفسك ومن معك ، هل بات الوطن الذي تنتمي إليه أحسن حالا بعد الغدر بالنظام الوطني في العراق واغتيال رئيسه رحمه الله ، وهل إن الأمة تجاوزت محنتها بالقضاء عليه( النظام الوطني في العراق ) ، وهل أن متغيرات تلوح بالأفق تبشر ببزوغ عهد جديد لهذه الأمة يحررها من قيودها على يد فرسان الحرية الأمريكان التي وهبوها للعراق على طبق من دم وذل ، إذا كان ذلك من باب الخيال ،فأين الحكمة والحنكة من هذا الذي أقدمنا عليه من دعم العدو التاريخي للأمة بالنيل من العراق ، وأين الفطنة ورجاحة العقل في أن يقدم قوم على دفن بئر الماء الوحيد الذي يرتوون وأهلهم وعشيرتهم وحلالهم  في قيض الصيف منه .     

 

ليس لنا أن نقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا أليه راجعون، وخير ما نختم به مقالتنا:

 

بِسْمِ اَلله اَلرحمّنِ اَلَّرحيمِ

   )وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَل وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (

صدق الله العظيم 

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور