رسالة مفتوحة لشعبنا الكردي العزيز

(  احذروا الحزبين الكرديين من تدميركم )

 
 
 
شبكة المنصور
د. صابر العطية - باحث وسياسي عراقي
لقد  أفرزت  حرب الولايات المتحدة على العراق ظاهرة كونية غريبة وغير مسبوقة منذ تاريخ الخليقة ,  ولأول مرة توفرت القناعة لدى شعوب العالم إن الولايات المتحدة لديها أهداف عدوانية ضد الدول والشعوب المستضعفة وذلك للسيطرة عليها وعلى ثرواتها وعلى خطوط إمداداتها النفطية بحجج مختلفة , واصطلاحات متعددة منها الإرهاب – الدكتاتورية – الحرية- أسلحة دمار شامل – الديمقراطية , وغيرها من صياغات تبتدعها مراكزها الدراسية المنتشرة في جميع أرجاء  العالم .

 

كما إنها تعاملت دائما مع الأقليات  ودعمتها ( لحين ؟) على أساس إنها أقلية محرومة للوصول لأهدافها الاستعمارية.


وقد قامت الولايات المتحدة منذ القرن الثامن عشر بعدد من الأعمال الإجرامية والتوسعية بالغزوات تارة ,  وبالانقلابات تارة أخرى ,  وبشن الحروب أو بخلق حالة من الإرباك في داخل المجتمعات مثل الطائفية والعرقية , كما إنها قامت بالتعامل مع العصابات والمافيات وتجار السلاح وحتى في تجارة  المخدرات وذلك تنفيذا لمصالحها في البلدان وضمن إطار إستراتيجيتها وقد نجحت بهذا الفعل  نتيجة التقنيات ووسائط الاتصالات الحديثة والأسلحة المتطورة لاقتحام المجتمعات متجاوزتا حواجز الطبيعة والأنظمة السياسية التقليدية.

.
كما إنها قامت باستقطاب الشعوب من خلال توظيف الخبرات العلمية الغير متوفرة لدى الأطراف الأخرى من خلال مراكز الأبحاث والدراسات وشركات الدعاية والإعلان ومن خلال استخدام الجامعات والمعاهد والدور الثقافية وحتى توظيف  المخرجين والمنتجين للترويج للقيم الأمريكية الزائفة.بما فيها استغلال الكم الهائل من الفضائيات الأمريكية المباشرة أو التي تمول من قبل المخابرات الأمريكية ,

 

إن من الخطورة بمكان ما تقوم به الولايات المتحدة بإذكاء الحرب الطائفية والعقائدية  واستخدام الأديان والكتب السماوية والحركات الدينية وتسييس رجال الدين لإضعاف الشعوب وشحنهم عرقيا وطائفيا تمهيدا لاحتلال بلدانهم  والسيطرة على مقدراتها 


إن الأمريكان يرون إن الشرق الأوسط بلدا زراعيا واخضرا وعائما على بحيرة من البترول ويجب أن يقطفوا ثماره قبل فوات الأوان , وان الشعوب التي تعيش على أرضه لاتستحق تلك الثروة وليست جديرة بذلك ,   إنها  وصفة    استعمارية ضيقة تترجم الحقد الدفين ضد شعوب العالم التي أغناها الله بثروة النفط وغيرها من ثروات .


هذه أمريكا وهذا هو الشعب الأمريكي الذي وضع حجر الأساس لدولته على جثث عشرات الملايين بل مئات الملايين من الهنود الحمر , سكان هذه القارة البعيدة الذين قتلوا وقطعوا اربآ اربآ على أيادي السفاحين, وهاهم أحفاد القتلة واللصوص ومصاصي الدماء الذين اخرجوا من سجون أوربا و أبعدو لتلك القارة تخلصا من وحشيتهم  ليحتلوا هذه القارة الغريبة عن العالم وليهتكوا شعوبها المسالمة والفقيرة .


إذا إن نزعت القتل والجريمة والاعتداءات والسرقة ونهب الشعوب هي سمات هذه الفئة التي تتعامل مع الأخريين بمنطق القوة والفوقية وهذا هو المنطق الأمريكي للتعايش مع الأخريين .

 

لقد لعبت المخابرات الأمريكية دورا مركزيا في أكثر الأحداث التي حصلت في العالم منذ أكثر من خمسون عاما وأججت الصراعات وأدارت حروب أهلية من خلال شركاتها المتخصصة في كل من اليمن/وعمان /وظفار/ ولبنان ,  وتدخلت عسكريا في كل من فيتنام وأفغانستان والصومال والعراق وغيرها من بلاد ودعمت تمردات عسكرية في كثير من دول أمريكا ألاتينية والإفريقية, وقد زادت خطورة الولايات المتحدة بعد أن أصبحت القطب الأوحد في العالم , وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومته الاشتراكية وضمان قرارات الأمم المتحدة التي أصبحت دائرة تنفيذية للولايات المتحدة وسياساتها العدوانية ضد الشعوب.


وقد كان العراق القوي والغني بتاريخه وثقافة شعبه وثروته وتقدمه صناعيا وزراعيا وعسكريا وتماسك أبنائه إحدى ألأهداف المهمة والرئيسة لإدارة بوش العدوانية على العراق ومن هنا بدأ افتعال عدوان عام 1990 ثم الحصار الغير مبرر على العراق ثم حرب أل 33 دولة على العراق ثم الحصار الجائر ثم فرض خطوط الطول والعرض التي منعت قوتنا الجوية الدفاع عن سيادة العراق بسمائه ومائه وأرضه.


ومن هذا المنطلق وجدت المخابرات الأمريكية إن سيادة الأرض والوطن بعيدة كل البعد بمبادئ الحزبين الكرديين كما أن الرغبة و الاستعداد للانفصال عن الوطن يأتي في أولويات الحزبين الكرديين  منذ عشرات السنين وذلك من خلال الخطوط الممتدة بينهم وبين الأمريكان والبريطانيين والإسرائيليين  و اللقاءات المكثفة التي كانت تتم في تل أبيب و واشنطن و لندن وهناك وثائق وصور مؤكدة عن هذه اللقاءات ,  وعلى هذا الأساس اتخذت المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية من شمالنا الحبيب محطة للتآمر على العراق والمنطقة بالتعاون مع الفئة الضالة والناكرة للجميل , في الوقت نفسه اضعف العراق من خلال الحصار الجائر عليه وعلى سمائه ومياهه الإقليمية من قبل العدو بالتزامن مع اجتماعات لندن وواشنطن وصلاح الدين واجتماعات أخرى متعددة في دول الجوار العراقي وشراء ذمم ماتسمى بالمعارضة بعشرات الملايين من الدولارات  لتنفيذ المؤامرة على الشعب والأرض بعد إعطاء الجانب الأمريكي  الوعود لمسعود البر زاني بجعله مخلصا للأكراد ثم ملكا عليهم  في المنطقة الممتدة بين العراق وتركيا وإيران وسوريا وجعلها خنجرا في قلب الأمتين العربية والإسلامية , لتلعب الدور نفسه التي تقوم به إسرائيل , وهكذا نفخوا في مسعود الرجل العشائري المتيم بالسلطة والمال ,  الذي كان للامس القريب يتعامل وبطانته مع المخابرات العراقية من خلال شركة آسيا المعروفة لدى جميع العراقيين وخاصة الإخوة الأكراد حتى أصبح الرجل يصدق نفسه انه رئيس أو زعيم للأمة يصرح بما يشاء ويغرد كل يوم بنغمة تختلف سيمفونيتها عن الأخرى ومن سخريات القدر إن بعض المواد التي جاءت بالدستور المسخ  الذي وضعه برا يمر والمشرعين الصهاينة جاءت كما يشتهي , وردا على جميله وعمالته للأمريكان والصهاينة وتسليمه أرضنا الشريفة في الشمال العراقي لتحط قواتهم وشركاتهم ومعداتهم وأدواتهم التجسسية لتنفيذ مشاريعهم  ألتقسيميه والتدميرية لبلدنا بعد غزوا العراق و احتلاله.


إن تحويل الشمال العراقي محطة للموساد والمخابرات الأمريكية للتأمر على العراق والأمة العربية والإسلامية لتقطيعها وتجزئتها  لن يكتب له النجاح ولن يتحقق مشروع البر زاني بسلخ الكرد عن إخوانهم العراقيين  أو عن أهلهم في سوريا وتركيا وإيران  , كما إن أحلام وأوهام الحزبين التوسعية  لن تتوافق مع سيادة الدول الثلاث الجارة للعراق ولا مع المعطيات الجديدة للمنطقة والدول الإقليمية , ولذلك من الخطورة التلاعب بهذه الورقة الخطيرة وجعل الشعب الكردي محرقة  وكبش فداء لسياسات متهورة مدفوعة لأحقاد وعقد شخصية , والشعب الكردي العزيز يعرف كم دفع من الدماء والشهداء جراء الفعل ورد الفعل للسياسة الطائشة التي مارسها الحزبين الكرديين خلال العقود الماضية كما إن الشعب الكردي يعرف من المستفيد من شق وحدة الصف بين الشعبين العربي والكردي ما بعد الاحتلال ومن من العشائر الكردية أصبح يمتلك مليارات  الدولارات , والفنادق الكبيرة  , والمراكز التجارية ,  والبنوك , والفلل الفارهة والأبنية الشاهقة في المنطقة الكردية وبلدان أوربا , كما إن الجميع  يعلم كم يدفع إخواننا الأكراد غير عائلة البر زاني والطالباني جراء الممارسات البشعة والدكتاتورية والظلم والفقر والقمع التي تستعمله قوات الحزبين ضد هم , ويعرف الإخوة الأكراد في حسابات من تذهب نسبة 17بالمائة من ميزانية العراق والتي تعد بعشرات المليارات من الدولارات  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


اما بخصوص الاعتداء على حقوق العراقيين واغتصابها من نهب المعدات المدنية والعسكرية وفك المصانع والمنشآت والآليات وتحويلها إلى الشمال فلايمكن أن ينساها أي عراقي كما إن إصرار الحزبين على تغير العلم العراقي والنشيد الوطني والتعاقد مع الشركات الأجنبية لاستخراج النفط والاعتداءات على محافظة نينوى وخاصة المناطق المسيحية واليزيدية وسلخ بعض المدن والقصبات وضمها إلى مناطقهم , ناهيكم عن  المطالبة بمحافظة كركوك والاشتراك بقتل الآلاف  العراقيين من خلال السيارات المفخخة التي ترسل إلى بغداد والمحافظات والتي تعرفها جيدا القوى  الأمنية بعد مصادرتها  للعديد منها وهي بطريقها إلى بغداد من المناطق الكردية محملة بمئات الأطنان من المتفجرات كما إن الجميع يعي حجم الأزمات التي يفتعلها التحالف الكردستاني في داخل البرلمان وخارجه كما إن شعبنا لاينسى مطالبة مسعود بمحافظة الموصل وديالى وصلاح الدين و ميسان وغيرها كما إن الجميع اطلع على الخارطة الجديدة التي أصدرها الحزبين والتي تدرس في المدارس الكردية و تضم أكثر من ثلث الأراضي العراقية , وماذا بعد عن عبقرية البر زاني وعمله ليل نهار  على شق الصفوف وتفجير النعرات  في العراق وبث روح التفرقة بين أبناء شعبنا البطل .

 

مما تقدم ومن خلال حجم الأضرار التي ألحقها الحزبين الكرديين ببنية العراق الاقتصادية والاجتماعية نطالب الإخوة من أبناء شعبنا الكردي الحبيب والطيب  عدم الانجرار خلف سياسات الحزبين العميلين الرعناء والوقوف بحزم ضد محاولة سلخهم عن إخوانهم وأولاد عمومتهم العرب الذين عايشوهم وتصاهروا معهم منذ الآلاف السنين  ,,,كما نطالب إخواننا الكرد برص الصفوف والتوحد ضد الحزبين العميلين وذلك بالتوجه لصناديق الاقتراع  لانتخاب الوجوه الوطنية والشريفة من الكرد  التي تحب العراق وتحافظ على وحدته وسيادته واستقلاله وترفض  أي شكل من أشكال الفدرالية المقيتة أو التقسيم أو التطاول على حقوق الآخرين و الذين ينفذون مشاريع استعمارية  وهؤلاء والحمد لله كثر بين إخواننا الأكراد آملين أن ترجع اللحمة بين أبناء الشعب الواحد  لاعرب ,  ولا كرد ,  لاطائفية لا أحزاب دينية  بل عراق واحد لشعب واحد يبلدا واحد  لابطش لامداهمات لاقتل على الهوية لا تفجيرات لاسرقات لا عقود وهمية لا اتفاقيات جائرة  , عراق يديره أناس وطنيون مثقفون يعملوا من اجل جميع أبناء الشعب دون تفرقة وتميز وأخيرا حذاري من إعادة انتخاب الطائفيين  أو من تلطخت أياديهم بدماء الشعب ,  أو من رجال الدين الذين تركوا دور العبادة ليتاجروا بدماء الشعب باسم الدين والدين منهم براء ,  أو إعادة انتخاب أصحاب دكاكين القتل والتعذيب و المليشيات والعصابات آو من فرق الإعدامات  أو من سرق أموال الشعب أو من نهب قوت الفقراء , أو من كان مدانا بجريمة أو تجسس أو عمل مع الأجنبي ضد العراق  أو حمل جنسية ثانية غير جنسيته العراقية .....

 

إخواني  عربا وكردا ومن أي مكون عراقي شريف  هذه فرصتكم الأخيرة  فلا تمنحوها إلا لمن يستحقها  من رجالات العراق المثقفين المحبين للوطن ..

 

عشتم وعاش العراق

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢٥ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٢ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور