لماذا نعتب على سويسرا

 
 
 

شبكة المنصور

د. محمد رحال - السويد

لقد اثارني القرار السويسري والمخالف للدستور السويسري والذي يضمن حرية الاعتقاد ويكفل الامان والحماية للاماكن الدينية ، ومع هذا فلم يثرني هذا القرار بالقدر الذي اثارني الموقف العربي والاسلامي والذي كعادته كان : اما ثائرا هائجا ، واما مستنكرا ، واما محتجا ، واما راضيا في قريرة النفس غاضبا في ظاهرها ، واما متحفظا ـ واما صامدا صمود اكياس النايلون الفارغة في مهب الريح، واما داعيا الى العقلانية وضبط النفس وهو الموقف الرسمي لغالبية الدول العربية والاسلامية ومعها الدول التي تنتمي الى منظمة المؤتمر الاسلامي والتي عرف عنها انها كتماثيل الجاهلية الاولى والتي لاتهش ولاتنش ولاتكش ولاتفش ولاتبش ولاتتش.


كان موقف المنظمات الاسلامية في اوروبا مثيرا للضحك وهو يدعو الى ضبط النفس ، هذه المنظمات الوهمية التي يتعيش قادتها على المساعدات الاوروبية المحلية لهذه المنظمات وعلى مايسرق من اموال المتبرعين والمؤمنين ، وذلك بعد ان استبد رؤساء هذه المنظمات بتلك الجمعيات الاسلامية واستبدوا بمناصبهم والتي وصلوها في غفلة عن اعين الجالية وتسامحها ، وحملوا القابا اسلامية هي اكبر من تلك الالقاب التي حملها بعض الزعامات العربية في دول لايزيد عدد سكانها عن عدد اصابع اليدين والرجلين، وبدا وكالعادة تصريحات قادة هذه المنظمات وكانها تصريحات اعدت في اقبية بعض اجهزة الامن العربية ، او انها خرجت من مكتب خاص في البنتاغون ، ولهذا فقد كانت تصريحات قادة هذه المنظمات والتي لايتجاوز عدد افراد بعضها الحقيقيون منهم خمس افراد من الاخوة والاصحاب ، بدا مضحكا لدى الجالية العربية والاسلامية والتي تعرف هذه الشخصيات ومكانتها لدى عموم الجالية المتفرقة شذر مذر في اركان دول وضعت في اسس سياستها تمزيق وحدة الجالية وتدميرها مستعينة بقادة المنظمات الاسلامية والتي نقب المال الحرام ذممهم قبل جيوبهم ، وسخروا المساجد لاهوائهم الخاصة والمتماشية مع سياسات الاندماج العنصرية ، وسعت بعض الاحزاب الاسلامية الى الاستفادة من هذه القيادات فضمتها الى الصفوف ، وتحولوا وبقدرة قادر من لاجئيين اقتصاديين الى شيوخ وفقهاء وعلماء متجاوزين وبمراحل بعض المذاهب الدينية والتي تمنح حتى الاطفال حق الوحي الديني .


المذهل حقا هو وقوف بعض الجهات التي تدعي انتفاخا العلمانية منهاجا لفكرها والتي فرغ رأسها من العلم والهدى واستترت بقضايا تحرير المرأة ساترا لجهلهم ، وهم من اكثر شعوب اهل الارض ظلما لها. سارعوا الى تاييد القرار السويسري ، في الوقت الذي ادانته كل المنظمات الانسانية والدينية في الدول الاوروبية ومنها المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة والتي بالقطع لاينتمي لها بعض من لبس لباس العلمانية في بلدان المشرق التعيس والذي لم يعد يرى الاحتلال جاثما في بيته وينتهك عرضه ، ولهذا فقد سل خناجره ليهاجم اهله واهل بيته بدلا من ان يتضامن الجميع من اجل طرد المحتل واذياله خاصة وان شرقنا الحزين يمر هذه الايام بعصر من الاحتلال الاسود والناجم عن ظلم الاحتلال وظلم مايسمى بالانظمة الوطنية الاكثر سوادا لينطبق علينا قول الشاعر : ودخلت في ليلين فرعك والدجى . ولااظن الفرع هنا الا فرعا للاستعمار الذي استخلف لنا اشكالا من الحكومات الوطنية والتي يبدو امامها الاستعمار والاحتلال حلاوة وبقلاوة اذا ماقيس بمن جاء بعده، وعجبت حقا لهذا الحماس العلماني والمعادي لفكر اقرب المقربين اليهم ومنهم الاب والاخ والام والعم والخال ، ومعهم عجبت لهذا العداء الشديد والذي لو وجد في الغرب لعده ابناء الغرب خيانة وقحة لانه عداء واعتداء على فكر الغالبية من ابناء شعبهم ، واذا لم تكن الوطنية حب ابناء الوطن فما معنى الوطنية اذا ، حيث لم يكن الانتماء لفكر معين علماني او ديني هو رمز من رموز الوطنية وانما هو اعتقاد خاص بصاحبه ولصاحبه ، اما ان يشيع مبدا الكراهية لابناء وفكر ابناء وطنه وبلاده فهو لعمري نهج جديد من مناهج الفكر الهمجي والذي يحاول اغتيال العقل بدعوى التحضر والتمدن والدفاع عن المرأة، مع اني لم استطع ابدا ان اجد علاقة ما بين مآذن المساجد وتحرير المرأة الا في حالة واحدة اتعفف عن ذكرها .


ولعل مواقف بعض الدول العربية ومايسمى الاسلامية من الاسلام لايقل عدوانية عن سويسرا خاصة وان هناك دولا استهزيء فيها بالله ورسوله وكتابه ومقدساته واغلقت فيها المساجد ، بل واني شاهدت مسجدا تاريخا اقامت احدى الدول الاسلامية دارا للخنا والرذيلة بجانبه امام سكوت شعب تلك البلاد ومعها العالم الاسلامي ، ولم يكن ذلك غريبا علي بعد ان شاهدنا كيف ان هناك دولا تدعي الاسلام ثم تفتح اراضيها لاستقبال جيوشا غربية هدفها تدمير دولا عربية واسلامية ، وان هناك دولا كانت في غاية الفرح بسبب ارتفاع ميزانيتها بسبب اجور مرور السفن القادمة لتدمير دولا عربية واسلامية ولهذا فاني اقول : لماذا نعتب على سويسرا.

 

تحرير العراق وفلسطين والجولان واجب ديني ووطني وانساني فساهم في هذا الشرف الرفيع والذي لايدانيه شرف

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٦ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور